أوصِني
يا شَيخي وصيةً لا أسأل عنها أحداً بعدك . .
- إيّاك والالتفات
يا بُنَي
.
إذا ابتُليت بالحُزن فلا تلتفِت للحُزن وتنشغِل به عن ربّك
وإذا ابتُليت بما يسرّك فلا تلتفِت للفرِح وتنشغِل به عن ربّك
فاللهُ يغار
. . وغيرَة الله ليسَت كغيرة غيرِه، "هُم درجاتٌ عندَ الله" ومعامَلته لأوليائِه مُختلفة عَن معاملتِه لغيرهِم، وكلّما اقترَبت أكثر توجّب عَليك أن تحترِس أكثر
. . فكلّ مُحبّ يغار، فاحرِص ألّا يطّلع عليك فيراك تؤثِر من الدّنيا شيئاً علىٰ قُربه
. أو تُشغلك نعمته عَن طاعته
أو يُشغلك هَواك عمّا يطلبُه منك .
في كلّ لحظَة وفي كلّ ثانية
. .
لا تلتفِت!
حتىٰ ينقَضي العَمر
لا تلتفِت لغيرِه
. .
جسدُك في الدّنيا وقلبُك مُعلقٌ في السّماء
. .
إيّاك والانشِغال بغيرِ الله!
إيّاك والتعلّق بغير الله!
وأما الناس وأذاهم، فالله يكفيك شرورِهم، كُن معَه يكفيكَهم
. .
وأمّا الرّزق، ففِي السّماء رِزقك وما توعَد فلا تنشغِل ما كُتب لك عمّا كُتب عَليك وطُلب منك!
وأمّا الدّنيا فكلّها وكلّنا إلىٰ زوَال، فكيفِ تتعلّق بفَاني، وإلامَ أفضىٰ بالنّاس التعلّق؟
« وأمّا قلبك »
فهوَ يستحِق منك أن تجوبَ الأرضَ بحثاً عن صلاحِه
. .
كل ما يقرّبك من الفِتنة خطوة، تخلَّ عنه ولا تتأسّف
. .
وكل ما يقرّبك من الجنّة خطوة، أقبِل عليه ولا تتأفّف
. .
وكل مفقودٍ إلا الله هيّن، ومن وجَد الله لم يفقِد شيئاً
. .
——————
_من اروع ماقرأت