المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التثقيف الصحي أنواعه ومبادئه وأهم نظرياته


كنتوسه هانم
06-11-2021, 11:05 PM
التثقيف الصحي أنواعه ومبادئه وأهم نظرياته سلاح ذو حدين، يمكن أن تضر الإنسان إذا جهلها، وتقيه من الأمراض إذا كان لديه منها المقدار الكافي، وتتجه الكثير من الدول النامية في الوقت الحالي إلى إدراج مناهج عن الثقافة الصحية داخل مراحل التعليم المختلفة، كما تسعى إلى شن حملات قومية لزيادة مستوى الثقافة الصحية لدى الشعوب، كما أنها تهتم بعمل فقرات توعية ثابتة في البرامج التليفزيونية لمحو بعض الأمية الصحية لدى الكثير من الناس.
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_11_21_162344547844551.jpg (https://up.kntosa.com/)
التثقيف الصحي
يندرج هذا المصطلح تحت مفهوم الثقافة العامة، حيث يتسنى للأفراد أن يعرفوا الأمراض المنتشرة وكيفية الوقاية منها، كما يكون لديهم المهارات اللازمة للتعامل مع الأمراض التي يصاب بها العديد من الأفراد.
وهذا مثل الحملات الإعلامية التي تنشرها وسائل الإعلام حول مرض السرطان وكيفية التعامل معه، وكيف يتعامل من هم حول المريض مع هذا المرض.
والجدير بالذكر أن كلًا من الإعلام ومؤسسات الدولة هم الجهات المعنية التي تقوم على تأسيس الثقافة الصحية داخل الأطفال أولًا، ثم الشباب في مراحل متقدمة، ثم المواطنين.
ومن ثم تكون المدرسة والجامعة والأسرة هما الركيزة الأساسية لزرع الثقافة الصحية لدى الطفل، ثم يتولى المهمة بعد ذلك كل من مؤسسات الدولة والإعلام.
أنواع الثقافة الصحية
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_11_21_162344547868053.jpg (https://up.kntosa.com/)

التثقيف الصحي تتعدد الأنواع التي يمكن أن يطلق عليها ثقافة صحية، حيث تتفرع هذه الأنواع على كل من المسؤول عن الثقافة الصحية والمتلقي لهذا التثقيف الصحي وتشمل هذه الأنواع، التالي:
ثقافة تعلم المهارات
حيث تشمل تدريب الأطفال والمواطنين على التعامل في حالات المرض المفاجئ، كما يتكون لديهم قاعدة ثقافية تمكنهم من التعامل مع المريض وأعراض مرضه.
ثقافة فهم المرض


فيها يتعلم الإنسان كيف يتعامل مع حيثيات المرض، حيث يجب التعامل مع كل مرض على حد طبيعة خطورتها.
هناك بعض الأمراض التي تحتاج إلى الرعاية النفسية، والأخرى تحتاج إلى رعاية جسدية، فكل منهم يختلف عن الآخر، وهنا يأتي دور التثقيف الصحي .

ثقافة التعامل مع المريض
هذه الثقافة هي الأهم على الإطلاق من بين كل الثقافات الأخرى، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن 60% من نسب الشفاء تتوقف على المريض نفسه وليس حالة المرض.
وهذا مثل أمراض السرطان التي يحتاج فيها المريض إلى الدعم النفسي قبل الدعم الطبي من خلال العلاج.
ثقافة تعليم الأطفال


وتتمثل هذه الثقافة في فهم أولياء الأمور أهمية الوعي الصحي لأولادهم، حيث تساعد الأسرة الطفل على تعلم وفهم المهارات المناسبة للتعامل مع الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى قدرته على حماية نفسه ووقايتها من الأمراض.

نظريات التثقيف الصحي
يعتبر أي نوع من أنواع الثقافة هو بمثابة تغيير السلوك، حيث أن الثقافة هي استيعاب الإنسان للأفكار الجديدة، ورفضه الأفكار المتوارثة الخاطئة، حيث تكون المرحلة التالية هي مرحلة تغيير السلوك.
ومن هذا المنطلق تتجلى النظريات في عدد من المحاور المختلفة، ومن بينها:


الحدث المسبب: حيث يكون هناك سبب يجعل الفرد يرفض أفكاره الخاطئة، ويعمل على تبني أفكار جديدة تحسن من طريقة ونهج حياته.
نموذج المعتقدات الصحية: حيث تتمثل في نماذج الأفكار والسلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الإنسان على الجانب الصحي، والتي يكون معظمها سببًا في مرض الإنسان.
الملاحظة: وهي أحد الأعمدة الرئيسية التي تقوم عليها أي نظرية من نظريات السلوك، حيث يلاحظ الإنسان سلوك معين، مع وجود الدافع، ومن خلال كل هذا ينشأ التغيير.
السلوك المخطط: وهو عبارة عن السلوك الجديد الذي يخطط الإنسان لاتباعه، حيث يستمد هذا السلوك من خلال الملاحظة، حيث يقوم الإنسان بتعديل سلوكه إلى السلوك الصحيح والاستغناء عن السلوكيات الخاطئة.

وبهذا تكون تمت عملية الوعي الصحي، وحققت ما ينبغي تحقيقه وهو تغيير السلوك.
مبادئ التثقيف الصحي
تعتمد عملية الثقافة الصحية على عدد من المبادئ التي يتم من خلالها تغيير سلوك الفرد من سلوك ضار إلى آخر مفيد وفعال لنفسه وللمجتمع، ومن بينها:


الصدق: حيث يكون المسؤول عن توصيل الرسالة إلى المتلقي صادق ومقتنع بما يتم توصيله.
التشويق: لا بد أن يكون هناك عنصر تشويق يعمل على الدوافع والأهداف الخاصة بالمتلقي حتى يتم تغيير الأفكار الخاطئة.
المشاركة: حيث يجب أن يتشارك كل من يقوم بتوصيل الرسالة ومن يقوم باستقبالها في نفس الحدث، حتى يعمل على تحفيز الأخير على عمل نفس الفعل، وهو المبدأ الأهم في عملية التثقيف الصحي .
الحافزية: وهي توفر الحافز اللازم لتغير السلوك لدى الفرد.
تعزيز الرسالة: وهي الرسالة التي يتم توصيلها للمتلقي من خلال بعض النماذج الموجودة بالفعل، حتى يكون لدى المتلقي حافز أكبر ليغير ثقافته.

الجهات المسؤولة عن الثقافة الصحية
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_11_21_162344547846682.jpg (https://up.kntosa.com/)

التثقيف الصحي هناك عدد من الجهات المسؤولة عن التثقيف الصحي للمواطنين، حيث يتمثل دور هذه الجهات في تغيير السلوك الصحي الخاطئ للأفراد، بالإضافة إلى زيادة وعيهم الصحي من خلال نماذج حية، مثل:


مؤسسات الدولة: حيث تعمل هذه المؤسسات المعنية بمستوى التثقيف الصحي للمواطنين، على نشر حملات إعلانية صحية توعوية، تقوم على نشر الوعي الصحي للمواطنين.
الإعلام: حيث يتم تخصيص برامج طبية تقوم على نشر الوعي الصحي بين الناس، مثل الحملات والفقرات الطبية التي تعمل على نشر الوعي بين الناس حول فيروس كورونا، وكان من قبل ذلك أنفلونزا الطيور والخنازير، وغيرها من الفيروسات التي تنتشر سريعًا بين الناس.
الأسرة وبيئة الفرد الداخلية: ويعتمد دور الأسرة على تأكيد المعلومات الصحية التي يتلقاها الطفل خلال المدرسة، كما يتم تحفيز الطفل على تطبيق ما يتم تعلمه خلال المدرسة، كما ينبغي أن تقوم المدرسة بتعزيز الأنشطة الصحية التي تزيد من وعى الطفل.
قادة المجتمع: حيث أن التثقيف الصحي يجب أن يكون نابعًا من الأساس من خلال الطبقة المثقفة للطبقة الأقل ثقافة، وهم من الأدوات التي يستعملها الإعلام في نشر الوعي الصحي بين المواطنين



وتنظيم الحمل: وهي من الموضوعات التي كان لها أكثر من حملة تليفزيونية في فترات سابقة، وكان لها تأثير كبير، حيث أثبتت أرقام معهد بحوث الإحصاء أن نسب الإنجاب أصبحت أقل بعد هذه الحملات.
اتباع نظام صحي في تناول الطعام: وهي من أهم الحملات التي يجب أن يتم تجديدها باستمرار، حيث تعتبر الصحة العامة من أحد الركائز الأساسية التي يتكون منها التثقيف الصحي، فالحفاظ على الصحة العامة يقي الإنسان من الأمراض المختلفة، والتزام الأفراد بنمط حياة صحي، ينتج عنه حياة صحية خالية من الأمراض.
استخدام أي نوع من الأدوية بدون استشارة الطبيب: وهذا من الموضوعات التي يجب لفت انتباه الأفراد لها، حيث يكون ذلك سبب في ضعف مناعة الجسم ضد كل الأدوية، وفي حالة إصابته بفيروس يصعب العلاج منه، نظرًا لتكوين أجسام مضادة في الجسم ضده.

التثقيف الصحي ليس مجرد معلومات يتلقاها الفرد فقط، ولكن هي عبارة عن مجموعة من السلوكيات التي يكتسبها الإنسان نتيجة لتغيير ثقافته.
حيث يتم استبدال كل من السلوكيات الخاطئة بأخرى صحيحة، كما يتم نشر نتيجة تبني هذه السلوكيات للغير، حيث يشجع غيره على انتهاج نفس النهج الصحيح لحياة صحية أفضل وخالية من الأمراض.