المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنواع العبادة وأركانها وخصائصها وأهم شروط صحتها


لوسيندا
07-13-2021, 12:54 AM
أنواع العبادة كثيرة ومتعددة، فهي كل ما يُقرب المرء من الله عز وجل، كذلك هي متنوعة وسهلة وميسرة، حتى يستطيع أي مسلم أن يؤديها بكل يسر، ولا تكون عبءً عليه فَيتركُها، والعبادة يجب أن تقوم بدافع حب الله وحب الشريعة التي جاء بها، والإيمان بالحكمة من عمل هذه العبادات، وأن لكل عبادة هدف، فلا تفوتك معرفة أنواع العبادة وأركانها وخصائصها وأهم شروط صحتها.
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_12_21_162613042301031.jpg (https://up.kntosa.com/)
ابرز أنواع العبادة
العبادة هي كلّ الأفعال أو الأقوال التي يحبّها الله تعالى، ما ظهر منها أو ما كان باطنًا، والعبادة في الدين هي كل عمل يندرج أسفل الخضوع والمحبة وأيضًا الخشية لله.
كما وضح ابن تيمية أن العبادة معناها الجمع بين غاية الحب والغاية من الخضوع والذل، ومع أنها متعددة ويمكن أن تنفذ بأكثر من طريقة.
ولكن يجب أن يفعل المرء جميعها حتى يصل إلى الإيمان ويرتفع في درجاته، لأنه يبدأ بالعبادة الواجبة ثم يتدرج حتى يصل إلى المستحبة، وكل هذه اجتهادات تختلف من شخص إلى آخر، كلًّا حسب مقدرته وقربه من الله عز وجل.
الأنواع المختلفة للعبادة الإسلامية
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_12_21_162613042323853.jpg (https://up.kntosa.com/)
أنواع العبادة
يوجد الكثير من أنواع العبادة ، حيث يوجد منها الظاهرة والباطنة، كما يمكن تقسيم العبادات إلى قلبية وبدنية، وكذلك العبادة اللسانية، وسوف نتعرف على كل منهم فيما يلي:


العبادات القلبيّة

وهي العبادات الباطنة، ومنها:


الحب، الذي يعتبر روح العبادة، وهو الدافع الذي يحركه نحو أي عبادة تقربه من الله عز وجل حبًّا فيه.
يأتي بعدها الخوف، فالخوف يجعل الإنسان يتصرف بعقلانية، حيث يقوم بحساب الخسائر من وراء أعماله، والخوف من غضب الله، لهذا فإن الخوف بجانب الحب يدفعان المرء لإقامة الصلاة والصوم والحج.
الرجاء، وهو التعلق بكل ما هو من ركائز الدين، حتى يحصل على رضى المولى عز وجل، وكذلك الرجاء في محو أخطائه والتكفير عنها، فهو سيد الفضائل.


ويجب أن تكون هذه العبادات القلبية على ميزان من المساواة، وألا يطغي الحب على الرجاء والخوف والرهبة.
العبادات البدنيّة
هي من أنواع العبادة التي يقوم بها المسلم بالفعل عن طريق الجسد، وهي من العبادات الظاهرة، وتحتاج إلى البدن كي تستطيع أن تقوم بها ومنها:
الصّلاة
وهي العبادة التي يقوم بها المسلم 5 مرات في اليوم، وهي عماد الدين وأحب العبادات إلى الله، وهي لا بد لها من مجهود بدني، لأن لها أفعال وأقوال خاصة بها ومنفردة.
الحجّ
وهو يعتبر من العبادات التي تندرج أسفل العبادة الجسدية والمالية، لأنها تحتاج إلى إنفاق حتى يقوم المسلم بها، لذلك قيل فيها لمن استطاع إليه سبيلًا.
وهي عبادة بدنية، حيث يوجد بها مناسك تحتاج إلى مجهود بدني مثل الطواف والسعي ووقوف عرفة، فكل هذه يحتاج إلى مجهود بدني.
الجهاد في سبيل الله


وهو من العبادات البدنية التي تحتاج إلى حركة وتعلم وقوة في الجسد، وهذا في جهاد الكفاية التي يجاهد فيه المسلم ضد الكفار والمنافقين.
يوجد جهاد آخر وهو جهاد النفس ضد وسوسة الشيطان، وهذا هو الجهاد المكلف به كل مسلم.

الصيام


وهو أحد أنواع العبادة البدنية، لأن المسلم يستغني ويتحكم في شهواته الأساسية، وهذا لمدة محددة، ويفعل ذلك محبة لله، وبالأخص في صيام النوافل والسنن، بالإضافة إلى صيام شهر رمضان.

العبادات اللسانيّة
وهي العبادة التي يمكن للمرء أن يؤديها في أي مكان، حتى وهو على الفراش، وهي من العبادات الظاهرة أيضًا مثل:


الذكر.
الدعاء.
تلاوة القرآن الكريم.
تجديد الإيمان بنطق الشهادة.
الأمر بالمعروف يتبع العبادة اللسانية.
تقديم النصيحة والدعوة للآخرين.

والعبادة اللسانية من أنواع العبادة التي لها أجر عظيم، ورفع في الدرجات، وتصون المسلم وتحفظه من همزات الشياطين، وهي ترطيب للسان وتطهير للقلب.


العبادة المالية


وهي من أنواع العبادة وهي إخراج المسلم من ماله سواء للزكاة أو للصدقات، ولكن لا يمكن فصلها عن العبادات الأخرى، فهي بدنية حيث يذهب بنفسه إلى الفقراء والمساكين.
وكذلك الحج فهو من العبادات المالية حيث يقوم بدفع المال حتى يستطيع أن يذهب لأداء مناسك الحج، فإن العبادة المالية لها شأن عظيم في الدين، ويجب أن يتوفر فيها الإخلاص، كما جاء في القرآن الكريم:
“لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”.

أركان العبادة


للعبادة أركان يجب أن تتوافر في كل أنواع العبادة، حتى تحقق المراد منها، ويأخذ بها المسلم الأجر والثواب، وهم ثلاثة أركان:
الإخلاص
وهو أن يفعل المسلم كل الأعمال وكل العبادات بقصد الحصول على رضاء الله سبحانه وتعالى، حيث يمكن أن يقوم المسلم بالصلاة.
ولكن يقوم بها بفعل الرياء والظهور أمام الآخرين، وهكذا في العديد من العبادات، فالعبادة بدون الإخلاص باطلة، لأن المرء يسعى لشيء آخر، وليس لوجه الله تعالى.
الصدق
الصدق على العزيمة، وهي ببذل العبد كل جهده في اتباع أمر الله والبعد واجتناب نواهيه، وعمل كل ما يمكن استعدادًا للقائه، وترك الكسل والعجز عن طاعة الله.
اتباع السنة النبوية
وهي اتباع تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، ولا يقوم العبد بفعل العبادات بطريقته على غير ما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تكون بدعة وضلالة.
كما أشار رسولنا الكريم إلى هذا المعنى بقوله: “خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”، أخرجه مسلم.
خصائص العبادة
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_12_21_162613042322732.jpg (https://up.kntosa.com/)
أنواع العبادة يسر العبادة
العبادة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على البشرية لم يكن بها أي مشقة، فلم يفرض الصيام طوال العام، ولكنه فرضه شهرًا واحدًا في السنة وهو شهر رمضان، والحج لمن استطاع بالرغم من أنه من أركان الإسلام إلا أنه لمن استطاع.
والزكاة متعددة ولها حد في تطبيقها، أي أنها لم تفرض على جميع الناس بنفس المقدار، ولكن تم تحديدها ووضع لها شروط تحكمها.
والصلاة التي هي عماد الدين يسرها الله بعدة أشكال، فيمكن أن يؤديها المريض وهو جالس، وإذا اشتد عليه المرض فيصلي وهو نائم، ويمكن بأصبعه أو رمشه، وأيضًا المسافر يمكنه الجمع والقصر في الصلاة.
كل هذه أمور يسرها الله تعالى حتى يستطيع كل مسلم موحد أن يقوم بها، كما قال الله في كتابه الكريم: “يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”.
الشمول
وهو أن تدمج العبادات مع بعضها، أي أنه لا يوجد حج بدون صلاة، ولا صلاة بدون نية وإخلاص، وبهذا يتحقق شرط الشمول، أن العبادات لا يمكن أن تنفصل عن بعضها فهي متكاملة ومترابطة ومتداخلة.
وهذا الشرط يحققه من كان يؤدي العبادات بإيمان وحب ورجاء في نيل رضا المولى عز وجل.
التوازن في العبادة
وهو التنوع في أنواع العبادة، أي لا تكون عبادة طاغية على أي عبادة أخرى، فعليه أن يقوم بالفروض بالإضافة إلى المشاركة مع الناس ومساعدة الآخرين.
وكذلك عمل أكثر من عبادة في اليوم الواحد، وأن يكون أفعاله جميعًا متوازنة وكلها تعبر عن إيمانه.
شروط صحة العبادة
لكي تتحقق صحة العبادة يجب أن يتوافر لها شروط، ومن أهمها النية، وهي أن يعقد المسلم النية على القيام بشيء ما، وهذه النية يأخذ عليها الأجر والثواب، وهي أساس العبادة كما حدثنا الرَسُولَﷺ:
“إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ”.

وأخيرًا لقد تم توضيح أنواع العبادة ويجب على المؤمن أن يقوم بها جميعًا أي أنه لا يقوم بعبادة ويترك الأخرى، فإن أنواع العبادة مترابطة، والمسلم الذي يبتغي مرضات الله لا بد أن يسعى لتأديتها جميعًا.