المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)


امانى يسرى محمد
06-07-2022, 05:12 AM
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) تَنسَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) نَصِيبَكَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) مِنَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)

الآية منهج حياة ... فديننا عظيم ، منهجه التوازن .. فلا إفراط ولا تفريط ، ولا غلو ، ولا جفاء

( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ ) أي : استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة ، في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات ، التي يحصل لك بها الثواب في الدار الآخرة ، ولا تنس مع ذلك نصيبك من الدنيا .

فلا نأمرك أن تتصدق بجميع مالك وتبقى ضائعا ، بل أنفق لآخرتك ، واستمتع بدنياك استمتاعا لا يضر دينك ، ولا يضر بآخرتك .
ولهذا أثنى الله تعالى على من يدعو قائلاً : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) البقرة/201 .

قال ابن كثير :" فجمعت هذه الدعوةُ كلَّ خير في الدنيا ، وصرَفت كلّ شر ؛ فإن الحسنة في الدنيا تشملُ كلّ مطلوب دنيوي ، من عافية ، ودار رحبة ، وزوجة حسنة ، ورزق واسع ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ومركب هنيء ، وثناء جميل ، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين ، ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا .

وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العَرَصات ، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة " انتهى ."تفسير ابن كثير" (1/558) .


(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) مِنَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) الدُّنْيَا)

هذه القاعدة القرآنية المحكمة جاءت في أثناء قصة قارون، الذي غرّه ماله، وغرته نفسه الأمارة بالسوء، فقال ـ لما قيل له: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) مِنَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[القصص: 77]، قال ـ والعياذ بالله ـ قولة المستكبر ـ: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}[القصص: 78].



{وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) مِنَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) الدُّنْيَا}:
"والنهي في {ولا تنس نصيبك} على سبيل الإباحة، فالنسيان هنا كناية عن الترك، والمعنى: لا نلومك على أن تأخذ نصيبك من الدنيا أي الذي لا يأتي على نصيب الآخرة، وهذا احتراس في الموعظة خشية نفور الموعوظ من موعظة الواعظ؛ لأنهم لما قالوا لقارون {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} أوهموا أن يترك حظوظ الدنيا فلا يستعمل ماله إلا في القربات، قال قتادة رحمه الله: نصيب الدنيا هو الحلال كله!


{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) مِنَ (https://7lwthom.net/vb/showthread.php?t=65059) الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن
ْ كَمَا أحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ......} [القصص٧٧]


توجيه رباني للتخطيط للحاضر ، والإستعداد للمستقبل ، فالمؤمن له خطة للآخرة ، وخطة للدنيا .. وتأمل كيف قدم الله تعالى عمل الآخرة على الدنيا ، فقال في الآخرة (وابتغ)اجعلها وجهتك وهدفك وجد في السعي إليها ..وقال في الدنيا (ولاتنس) لاتنسى نصيبك من طيبات ومتاع الدنيا على أن يكون هدفك في ذلك الآخرة فلا تنحرف عن طريق الحلال والحق . فقد خسر قارون لأنه انشغل بالمال عن طاعة الله


(وأحسن كما أحسن الله إليك) هي قاعدة شكر النعم ، ومن استشعر إحسان الله عليه لن تراه إلا محسنا .. فإن كان إحسان الله رزقا تراه يتصدق منه ، وإن كان فرحة أدخل على غيره الفرح ... للسعي في حاجات الناس فضل عظيم لايصبر عليه إلا صاحب قلب عظيم ، والمعروف له طعم لايجده إلا العظماء