المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحذيرُ الإنسِ والجِنَّة مِن أعمالٍ لا يَشَمُّ صاحبها رائحةَ الجَنَّة


امانى يسرى محمد
10-09-2022, 05:48 AM
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ (الأحزاب: 70- 71).




أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.



أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين يا رب العالمين.


اعلموا عباد الله! أن الجنةَ؛ جنةَ الرحمن، فيها مناظرُ خلاَّبة، وأصواتٌ عذبة، وفيها ما لذَّ وطاب من المطعوم والمشموم والمنكوح، قال سبحانه: ﴿... فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (الزخرف: 71).



وهي يوم القيامة للمؤمنين المحسنين، الذين يشمُّون روائحها العطرة، ونسائمها العبقة، من بُعد عشراتِ السنين، لكنَّ بعضَ المسلمين يرتكبُ أخطاءً، ويقترف آثامًا تجعله يُحرَم من شَمِّ ريح الجنة، فمنهم رجالٌ ونساءٌ يُغَطُّون ويخفون شيبَهم بالصبغة السوداء؛ ليغرُّوا غيرهم عند الزواج، حتى يُظَنَّ هذا الخاطب بأنه شاب، فيزوجونه، ثم تزول الصبغة ويظهر المخبأ، أو امرأة تصبغ شعرها الأبيض بالسواد، فيغترُّ الشابُّ بها فيتزوجها، وتكون بعد ذلك الخلافاتُ والمصائبُ، والمشاكل والطلاقات ونحو ذلك، فيخدعونهم، يخدعون الشباب والشابات فيظنونهم صغار السن، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ، كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ؛ لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ")، (حم) (2470)، (د) (4212)، (س) (5075)، المشكاة: (4452)، غاية المرام (107).




(يَخْضِبُونَ)؛ أي: يصبغون لحاهم، أو يصبغون شعر رؤوسهم بالسواد؛ أي: بالصبغة السوداء، فيصبحون كأنها (كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ)، أَيْ: كَصُدُورِهَا، فَإِنَّهَا سُودٌ غَالِبًا، (لَا يَرِيحُونَ)؛ أَيْ: لَا يَشُمُّونَ وَلَا يَجِدُونَ رائحة الجنة.




فغير الشيب يا من شاب شعره، غيره لكن بالحناء، فالصبغ بالحناء والكتم يجوز؛ بل يسن فعله، ضع عليه مادة أخرى تجعله من الشيب الأبيض إلى الاحمرار الذي يميل إلى السواد لا مانع، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، -رضي الله عنهما- قَالَ: (أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ")، (م) 79 - (2102).




ومن الخطايا التي تَحرِم فاعلَها من شَمِّ رائحة الجنة، وهذه خاصة بالنساء، بالمرأة التي تطلب الطلاق من زوجها بلا سببٍ شرعي للطلاق، وإنما هي كما يقولون من الذوَّاقين والذواقات، لا يعجبها زوجها، فتبحث عن زوج آخر، فتطلب الطلاق منه، محرومة من رائحة الجنة من فعلت ذلك، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأسٍ")؛ أَيْ: مِنْ غَيْرِ شِدَّةٍ تُلْجِئُهَا إِلَى سُؤَالِ الْمُفَارَقَةِ، وبلا سببٍ شرعيٍّ يلجئها إلى ذلك، ("فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ")، (جه) (2055)، (ت) (1187)، وصححه الألباني في الإرواء: (2035).





أمَّا من طلبت الطلاق لسوء أخلاق زوجها، أو لتعاطيه المحرمات والمخدرات، أو لأنه يترك المفروضات والصلوات، هذه لا تدخل في هذا؛ لأن لها سببًا شرعيًّا.




وكذلك بعض الشباب يغاضب والديه، ويهرب من وجه أبيه؛ لأنه مثلًا ظلمه، فيريد أن ينتسب إلى غير أبيه، أو يرغب أن ينتسب إلى العائلات الشريفة لينالَ شرفًا، أو للأسرِ الثرية لينال مالًا، أو ينتسب إلى القبائلِ القوية، لينال عزًّا وقوة وجاها، فينتسب إلى أبٍ غير والده، فهذا لا يشمُّ راحة الجنة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَلَنْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا")، مسند أحمد، ت. شاكر (6/ 164)، (6592)، وقال: إسناده صحيح، (حم) (6834)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.





ومنهم من يعتدى على أرواح المواطنين من غير المسلمين، أو يقتل أحدًا من المعاهدين المستأمنين، الذين دخلوا بلاد المسلمين بتأشيرة، وعهد وأمان، فهذا المسلم القاتل لهذا المعاهد لن يشمَّ رائحةَ الجنة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: («مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا»)، (خ) (3166)، (جه) (2686)، (س) (4750)، (حم) (6745). وفي رواية لابن ماجه والترمذي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ("مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا")، (جه) (2687)، (ت) (1403)، وفي رواية عند الضياء المقدسي: ("من مسيرة مائة عام"). انظر الصَّحِيحَة: (2356)، قال: [رواه الضياء في صفة الجنة: (3/ 86/ 2)].




من يقتل مستأمنًا، من يقتل يهوديًّا أو نصرانيًّا دخل بلاد المسلمين، أو هو مواطن بين المسلمين، هذه الأفعال ليست من شيم المسلمين، فقَتْلُ المعاهَد غدرٌ وخيانة، وعدمُ وفاء بالعهود والمواثيق، ففي الحديث النبوي: ("الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ...")، (س) (4734)، (د) (4530)، (جه) (2683).





أمَّا ولي الأمر؛ من رئيس أو ملك، أو أمير أو سلطان أو حاكم، الذي لم يهتم بأمر رعيته، ولم يحفظها بما ينفعها، ولم يهيئ لها سبل العيش الكريم، وهو قادر - فلن يجد ريح الجنة، عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: («مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً")؛ يعني: يستحفظه عليها، فالشعوب أمانة في رقاب أولياء الأمور من الرؤساء والملوك والحكام، فلا بد أن يحفظوهم، ("فَلَمْ يَحُطْهَا")؛ أي: ولم يتعهد أمرها ويحفظها ("بِنَصِيحَةٍ")؛ أي: يكون صادقا معهم، وإن تأخر عنهم نفعه وخيره، فيكون صادقا في تأخره عن نفعهم، ("إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ»، (خ) (7150)، (حم) (20315)، وزاد أحمد في روايته: («... وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ»).




وعدم شم الروائح هنا للمسلمين الذين يقترفون هذه الآثام، (لم يجد رائحة الجنة) لم يشم رائحتها؛ وهو كناية عن عدم دخولها، مع الأوائل والسابقين، بل يتأخرون عنها كثيرا، أو إن استحلَّـوا ذلك دخلوا النار مخلدين أبدًا، إذًا هناك المسلم بين أمرين إذا استحلَّ هذه الأمور التي ذكرناها، استحلَّ شيئا محرما لن يدخل الجنة أبدًا.


وأما إن علم أنها حرام ولكنه فعلها، هذا يتأخر عن دخول الجنة، ولا يكون من السابقين؛ انظر فتح الباري لابن حجر (12/ 259).






فالمسلم إذا مات على الإيمان والتوحيد، فله الجنة حتى ولو ارتكب الكبائر، لكنه يحاسب ويعاقب إن شاء الله، أو يعفو عنه ويغفِر له، هذا إلى الله سبحانه وتعالى، لذلك فإنَّ الجنة تنتظركم يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102)، إيمانٌ بالله، وتقوى لله، وإسلام لله سبحانه وتعالى، تدخلكم الجنة بأمر الله سبحانه وتعالى، حتى ندخلَ الجنةَ التي ورد فيها، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، قال: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ») ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]، (م) 5- (2825).




فبالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والآخر، والقدر خيره وشره - أنه من الله، والإسلام: إقامة الصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك، وبفعل الخيرات والطاعات، واجتنابِ الخطايا والذنوب والموبقات والسيئات، نكون أوَّلَ الداخلين إلى الجنات بأمر الله سبحانه وتعالى، بهذه الصورة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلوات الطيبات، والسلامات المباركات، ماذا قال؟ ثبت أن أَبَا هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

("إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ") أول جماعة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ("يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ")، ما في أماكن للبول؛ لأنه لا يوجد حاجة للبول من أهل الجنة، لا يوجد فيه أشياء تخرج، إلا رشح كرشح المسك، ("وَلَا يَتَغَوَّطُونَ")، حتى الغائط ما لا يوجد حاجة، ("وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ")، كل هذه القاذورات والنجاسات لن تكون يوم القيامة، ("أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ")، ليس من البلاستيك، ولا من النحاس والحديد، وقرن الفيل (العاج)، وإنما ذهب، ("وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ")، العرق الذي يخرج من أجسادهم طيب وعطور، ("وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ")، نوع من الطيب يكون في الجنة يخلقه الله سبحانه وتعالى دون تدخُّل لخلق الله، ("وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ")، لا اختلاف بينهم، كلهم على رأي واحد، وعلى خُلُقٍ واحد، ليس كالمسلمين في هذا الزمان؛ اختلافات شديدة، ومنازعات كبيرة، وخصامات وهجران وما أشبه ذلك، إنما أخلاقهم يوم القيامة على خلق رجل واحد، ("عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ»، (م) 15- (2834).




صلوا على رسول الله، صلوا على رسول الله فقد صلى الله عليه في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾. (الأحزاب: 56).



اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.



اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.



اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبًا إلاّ رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.


اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيِّدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصُر علينا، اللهم وحِّد صفوفنا، اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأزِل الغلَّ والحقد والحسد والبغضاء والفساد من صدورنا ومن قلوبنا يا رب العالمين.


﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (العنكبوت: 45).



الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد (https://www.alukah.net/authors/view/home/7208/الشيخ-فؤاد-بن-يوسف-أبو-سعيد/)



شبكة الالوكة

فحوى
10-09-2022, 02:51 PM
احسنتي النشر اختي الفاضلة