المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ


امانى يسرى محمد
11-11-2022, 11:02 PM
{ قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }


الصَّرْح: إما أن يكون القصر المشيد الفخم، وإما أن يكون البهو الكبير الذي يجلس فيه الملوك مثل: إيوان كسرى مثلاً، فلما دخلتْ { حَسِبَتْهُ لُجَّةً.. } [النمل: 44] ظنَّته ماءً، والإنسان إذا رأى أمامه ماءً أو بَلَلاً يرفع ثيابه بعملية آلية قَسْرية حتى لا يصيبه البَلَل لذلك كشفتْ بلقيس عن ساقيها يعني: رفعتْ ذَيْل ثوبها.


وهنا نَبهها سليمان { إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ.. } [النمل: 44] يعني: ادخلي لا تخافي بللاً، فهذا ليس لُجةَ ماء، إنما صَرْح ممرد من قوارير يعني: مبنيٌّ من الزجاج والبللور أو الكريستال، بحيث يتموج الماء من تحته بما فيه من أسماك. { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي.. } [النمل: 44] بالكفر أولاً، وبظنِّ السوء في سليمان، وأنه يريد أنْ يُغرقني في لجة الماء { وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [النمل: 44]





https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2022_11/image.thumb.png.1051cbba9ead52d5084f05f5ca0b1205.png (https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2022_11/image.png.1f94075c1cd2d4944578948891729b58.png)


{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}َ [النمل : 44]

رأت بلقيس ملكة سبأ عظمة ملك سليمان - فقد أعطاه الله تعالى ملكا ما أعطاه لغيره - وعرفت أن ذلك ليس من عطايا البشر ، فخضعت للحق وأسلمت لله رب العالمين .

{رب إني ظلمت نفسي} هناك لحظات صدق مع النفس ، تهب عليها فترات ، تنجلي بها كل غشاوة وتصبح الرؤيا غاية بالوضوح ، يعقبها ندم صادق . من يتصور أنه لن يذنب فهو واهم !!... عندما تتعثر وتظلم نفسك ، انهض للتوبة من جديد ، فربك كريم يعفو عنك عندما تأتيه ..

{وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} من عظيم النعم أن تجمعك الأقدار بأشخاص وجودهم بركة ، يتوهج منهم النور ، ويشع منهم الخير وقد جبلوا عليه ، فهم لامحالة سيؤثرون عليك ، ويأخذون بيدك إلى حقيقة السعادة والأمان والرضا .


حصاد التدبر