المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم


كنتوسه هانم
03-13-2019, 03:38 AM
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_23_19_155095432709343.png (https://up.kntosa.com/)
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه ...ِ}[البقرة : 74]
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_13_19_155244104484531.jpg (https://up.kntosa.com/)
انعم الله عليهم ورأوا معجزة إحياء قتيل بني اسرائيل ، وما شاهدوه يستوجب رقة القلب ، ومع ذلك قست قلوبهم !
حجر يسقط من رأس جبل ، ما أسقطه إلا خشية الله .. ما ألين الحجر حين يعبد الله !.. وللأسف ..قد تبلغ القلوب أحيانا مبلغا أن يكون الحجر أفضل منها !
وقسوة القلوب أعظم عقوبة تصيب الانسان .. ولا يلينها إلا القرآن ..
قال السعدي: ( وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ أي: الغليظة، التي لا يؤثر فيها زجر ولا تذكير، ولا تفهم عن الله وعن رسوله لقسوتها، فإذا سمعوا ما ألقاه الشيطان، جعلوه حجة لهم على باطلهم، وجادلوا به وشاقوا الله ورسوله)
﴿ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ﴾ كما أن الحجارة لا تلينها النار فبعض القلوب لا تلينها المواعظ !! / نايف الفيصل
قال السعدي: (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أي: لا تلين لكتابه، ولا تتذكر آياته، ولا تطمئنُّ بذكره، بل هي معرضة عن ربها، ملتفتة إلى غيره، فهؤلاء لهم الويل الشديد، والشر الكبير)
قال الطبري: (وقوله: فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ عن الخيرات، واشتدت على السكون إلى معاصي الله)
كثرة الذنوب تجعل على القلب طبقة من الران تجعله يقسو ولا يستجيب ولا يلين فيصبح أسير الخطايا ..
يقول الله تعالى (من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته) امح ذنوبك وخطاياك بالحسنات قبل ان تقضي عليك ،
هناك ذنوب لديها خاصة تدمير جميع زوايا حياتك ، تعبث بممتلكات نفسك ، تشعل حرائقها في غرف روحك الداخلية .
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌمِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]،
فطول الأمد على مَن قبلنا حتى ضيَّعوا وتكاسلوا هو الذي قسَّى قلوبهم، ومَن قصَّر الأمل، واتَّبع شرع الله، وابتعد عن محارم الله؛ ليَّن اللهُ قلبَه، وشرح صدره، واستقام على الطريق.
وفي الحديث: (لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنَّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوةٌ للقلوب، وإن أبعد القلوب من الله القلب القاسي)
فالإكثار من القيل والقال والخوض بغير حقٍّ من أسباب قسوة القلوب،
والإكثار من ذكر الله وقراءة كتابه والاستغفار والاستكثار من الأعمال الصَّالحات بعد أداء الفرائض وترك المحارم؛ كل هذا من أعظم الأسباب،
بل هو السبب الوحيد في لين القلب والسلامة من قسوته.
ومما يدل على هذا المعنى: قوله ﷺ: وذلك الران وتلا قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14]، هذا معنى الحديث.
المقصود أن الذنوب من أسباب سواد القلب وظلمته وقسوته، والتوبة إلى الله وتعاطي الأعمال الصَّالحة من أسباب صفائه ولينه وقوته وغيرته وسلامته.
فالحذر الحذر ..
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، وصرفها إلى طاعتك وخشيتك ...
المصدر
الدرر السنيه موسوعة الأخلاق وحصاد التدبر وموقع الامام ابن الباز
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa.com_23_19_155095432711584.png (https://up.kntosa.com/)