منتدى كنتوسه

منتدى كنتوسه (https://vb.kntosa.com/index.php)
-   القرآن الكريم (https://vb.kntosa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثامن والعشرون (https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=8106)

yasmena 07-29-2019 01:53 AM

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثامن والعشرون
 
https://up.kntosa.com/uploads/kntosa...5737280883.gif

1. ﴿وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾[المجادلة: 1]: حوار كل اثنين مهما استترا عن العيون مسموع ومسجَّل عند الله، فعند كل إساءة أو تجاوز في كلامك تذكر هذه الآية.
2. ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ﴾[المجادلة: 2]: قال الآلوسي: «ويُعلَم من الآيات أن الظهار حرام، بل قالوا: إنه كبير؛ لأن فيه إقداما على إحالة حكم الله تعالى وتبديله بدون إذنه، وهذا أخطر من كثير من الكبائر، ومن ثم سماه عز وجل مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً».
3. ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾[المجادلة: 6]: ما أخوفني غدا من ذنوب منسية وهي عند الله مكتوبة محصية.
4. ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾[المجادلة: 6]: ما أخطر أن يجتمع إحصاء الرب مع نسيان العبد!
5. ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾[المجادلة: 6]: خطورة النسيان أنه يؤدي لترك الاستغفار على الذنب، فتتراكم الذنوب، فتقسو القلوب وتموت!
6. ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[المجادلة: 7]: افتتح الكلام بالعلم وختمه بالعلم، ولهذا قال ابن عباس والضحاك وسفيان الثوي وأحمد بن حنبل: هو معهم بعلمه.
7. ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ ﴾[المجادلة: 8]: كانوا إذا دخلوا على النبي ﷺ يخفتون لفظ «السلام عليكم»؛ ويعدلون عن ذلك ويقولون: أنعم صباحا، وهي تحية العرب في الجاهلية؛ لأنهم لا يحبون أن يتركوا عوائد الجاهلية. قاله ابن عباس.. ما هي تحيتك لزملائك؟!
8. ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [المجادلة: 10]: الحزن مؤامرة شيطانية وجندي من جنود إبليس ليشوِّش على المؤمنين إيمانهم وعبادتهم.
9. ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المجادلة: 10]: في الحديث: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس؛ من أجل أن يُحْزِنَهُ»، والحزن سببه أن يظن أن الاثنين يتناولانه بسوء أو يخفيان عنه شيئا.
10. ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [المجادلة: 10]: كان ابن عمر يتحدث مع رجل، فجاء آخر يريد أن يناجيه، فلم يناجِه حتى دعا رابعا، فقال له وللأول: تأخرا، وناجى الرجل الطالب للمناجاة.
11. ﴿وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [المجادلة: 10]: لا شيء يقضي على الأحزان مثل التوكل على الرحمن.
12. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المجادلة: 11]: قال قتادة: «نزلت هذه الآية في مجالس الذكر، وذلك أنهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا، ضنوا بمجالسهم عند رسول الله ﷺ، فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض».
13. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المجادلة: 11]: وفي رواية أخرى لقتادة: كان رسول الله ﷺ يكرم أهل بدر، فجاء ناس منهم وقد سُبِقوا في المجالس، فلم يفسح أحدٌ لهم، فشقَّ ذلك على رسول الله، فقال لمن حوله من غير أهل بدر: قم يا فلان، فشقَّ ذلك على من أقيم من مجلسه، وعرف ﷺ الكراهة في وجوههم، وقال المنافقون: ألستم تزعمون أن صاحبكم هذا يعدل بين الناس؟ والله ما رأيناه قد عدل على هؤلاء، فقال رسول الله ﷺ: «رحم الله رجلا يُفسِح لأخيه»، فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعا، ونزلت هذه الآية.
14. ﴿يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [المجادلة: 11]: وحذف الله سبحانه متعلِّق ﴿يَفْسَحِ اللهُ﴾ ليشمل كل ما يرجو الناس أن يفسح الله لهم فيه من رزق، ورحمة، وخير دنيوي وأخروي.. انو هذه النية مع كل إفساحٍ تفسِحه في مجلس.
15. ﴿ فَافْسَحوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [المجادلة: 11]: مجرد إفساحك لأخيك في المجلس يفسح الله لك به في الدنيا والآخرة، فكيف لو قضيت حاجته أو فرَّجتَ كربته؟!
16. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ [المجادلة: 12]: ذكر ابن عباس أنها نزلت بسبب أن المسلمين كانوا يكثرون المسائل على رسول الله ﷺ حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه، فلما نزلت هذه الآية، كف كثير من الناس، ثم وسَّع الله عليهم بالآية التي بعدها.
17. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ [المجادلة: 12]: ذكروا في سبب تقديم الصدقة أسبابا: تعظيم أمر مناجاة الرسول ﷺ وأنها لا تُنال بسهولة، والتخفيف عن النبي ﷺ ليتفرغ لعظيم المهام ، وتهوين الأمر على الفقراء الذين قد يسبقهم الأغنياء إلى مجلس النبي ﷺ، فإذا علموا أن مناجاة الأغنياء تسبقها الصدقة، لم يضجروا.
18. ﴿فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [المجادلة: 13]: نزلت بعد عشرة أيام من التي قبلها، ونسخت التي قبلها، وهي من أظهر آيات النسخ، لأنها أسقطت وجوب تقديم الصدقة. قال الألوسي: والظاهر- والله أعلم- أن الحادثة من باب الابتلاء والامتحان، ليظهر للناس محب الدنيا من محب الآخرة، والله بكل شيء عليم.
19. ﴿وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [المجادلة: 14]: نزلت في رجل منافق اسمه عبد الله بن نبتل، فقال له النبي ﷺ: «علام تشتمني أنت وأصحابك»، فحلف بالله ما فعل ذلك، فقال له النبي ﷺ: «فعلت» فانطلق فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما سبوه، فنزلت هذه الآية.
20. ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ﴾ [المجادلة: 18]: فيه دليل على أن العبد يبعث على ما مات عليه. قال القاضي عياض: هو عام في كل حالة مات عليها المرء، وقال السيوطي: يبعث الزمار بمزماره، وشارب الخمر بقدحه.
21. اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ﴾ [المجادلة: 19]: هذه عملية أسر متكاملة الأركان، وتجنيد في حزب الشيطان، وملامحها الرئيسية: نسيان الذكر وأعلاه: القرآن!
22. ﴿كتب الله ﻷغلبن أنا ورسلي﴾ [المجادلة: 21]:قال الزجاج: غلبة الرسل على نوعين: من بعث منهم بالحرب فهو غالب بالحرب، ومن لم يؤمر بالحرب فهو غالب بالحجة.
23. ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22]:لا يجتمع في قلب مؤمن إيمان ومحبة أعداء الرحمن، فكيف يجتمع النقيضان؟!
24. ﴿أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ﴾ [المجادلة: 22]: أعطاهم ومنحهم شهادة الإيمان وجعلها في قلوبهم، لأن المودة مكانها القلب، فلما أخلَوْا قلوبهم لله كتب الله في قلوبهم الإيمان
25. ﴿أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]: أكّد ذلك بثلاث مؤكِّدات: (أَلَا) و(إِنَّ) و(هُمُ)

https://scontent.fcai2-1.fna.fbcdn.n...1f&oe=5DE4C10F

26. ﴿مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ﴾ [الحشر: 2]: هذا ظن أصحاب رسول الله ﷺ، وهم أفضل الخلق إيمانا بعد الأنبياء، فكان عطاء الله لهم خيرا مما ظنوا، فلا تستعجز قدرة الله أن تحقق أمانيك، وأطلق لآمالك العنان حين تعامل الحنان المنان.
27. ﴿كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾ [الحشر: 7]: يعني بين الرؤساء والأقوياء، فيغلبوا عليه الفقراء والضعفاء، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا اغتنموا غنيمة أخذ الرئيس ربعها لنفسه، وتُسمَّى المرباع، ثم يوزع منها بعد المرباع ما شاء، فجعل الله الفيء لرسوله يقسِّمه كما أمره به.
28. ‏﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]: قال ابن عاشور: هذه الآية جامعة للأمر باتباع ما يصدر عن النبي ﷺ من قول أو فعل، ويندرج تحتها جميع أدلة السنة.
29. ‏﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]: في «الصحيحين» عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لعن الله الواشمات والمستوشمات»، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب، فجاءت ابن مسعود فقالت: بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال لها: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ﷺ وهو في كتاب الله؟ فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: ‏﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾.
30. ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]: قال ابن القيم: «الفرق بين الشّحِّ والبخل أنّ الشّحّ هو شدّة الحرص على الشّيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله، والبخل: منع إنفاقه بعد حصوله وحبّه وإمساكه، فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله».
31. ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]: قال ابن مسعود: البخل: «أن تمنع ما تقدر عليه. والشُّحُّ: أن تأخذ مال أخيك بغير حقِّه»، ولذا قال الأزهري: «إن من أخرج زكاته، وعفَّ عن المال الذي لا يحلُّ له، فقد وقي شحَّ نفسه».




32. ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحشر: 10]: قال ابن جزي: «يعني من جاء بعد الصحابة وهم التابعون، ومن تبعهم إلى يوم القيامة، وعلى هذا حملها مالك فقال: إن من قال في أحد من الصحابة قول سوء فلا حظ له في الغنيمة والفيء، لأن الله وصف الذين جاءوا بعد الصحابة بأنهم: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ﴾، فمن قال ضدَّ ذلك فقد خرج عن الذين وصفهم الله».
33. ﴿ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ هذا قول المنافقين ليهود قريظة والنضير: ﴿لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ﴾، ولا نطيع محمدا في قتالكم، ولاحظ علاقة الأخوة بين المنافقين والكافرين، علاقة نسب شيطاني!
34. ﴿لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ [الحشر: 12]: في هذه الآية دليل على صحة نبوة النبي ﷺ من جهة علم الغيب، لأنه اليهود أُخرِجوا فلم يخرجوا معهم، وقوتلوا فلم ينصروهم.
35. ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ [الحشر: 14]: قال ابن عاشور: «وفي الآية تربية للمسلمين ليحذروا من التخالف والتدابر، ويعلموا أن الأمة لا تكون ذات بأس على أعدائها إلا إذا كانت متفقة الضمائر، يرون رأيا متماثلا».
36. ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [الحشر: 16]: مثل المنافقين في تزيينهم الشر والفساد ليهود بنى النضير، كمثل الشيطان إذ قال للإنسان في الدنيا اكفر بالله، فلما كفر ومات على الكفر، وبعثه الله يوم القيامة، ندم وألقى التبعة على الشيطان الذي تبرأ منه، ووجه الشَّبَه: أن المنافقين تبرأوا من معاونتهم عند ساعة الجد، كما يتبرأ الشيطان من الكافر يوم القيامة.
37. ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: 18]: قال قتادة: «قرَّب الله القيامة حتى جعلها غدا، وذلك أنها آتية لا محالة، وكل آت قريب».
38. ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: 18]: قال مالك بن دينار: «مكتوبٌ على باب الجنة: وجدنا ما عملنا، وربحنا ما قدَّمنا، وخسرنا ما خلَّفْنا».
39. ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: 18]: قال السعدي: «هذه الآية أصل في محاسبة العبد نفسه، وأنه ينبغي له أن يتفقدها، فإن رأى زللاً تداركه بالإقلاع عنه، والتوبة النصوح، والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه، وإن رأى نفسه مقصرا في أمر من أوامر الله، بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه، وإتقانه، ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره، فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة».
40. ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: 18]: تشمل كلماتك المكتوبة على صفحتك في مواقع التواصل، ومقاطعك المسجلة على اليوتيوب، فهذه حسنات أو سيئات جارية بعد موتك.
41. ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ [الحشر: 19]: قال ابن القيم: «من نسي ربه، أنساه ذاته ونفسه، فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه، بل نسي ما به صلاحه وفلاحه، في معاشه ومعاده، فصار معطلا مهملا، بمنزلة الأنعام السائبة بل ربما كانت الأنعام أخبر بمصالحها منه، لبقائها علي هداها الذي أعطاها إياه خالقها».
42. ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 21]: قال القرطبي: «حثَّ على تأمل مواعظ القرآن، وبيَّن أنه لا عذر في ترك التدبر، فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة، أي متشققة من خشية الله».
43. ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 21]: كان مالكُ بنُ دينار يقرأُ هذه الآيةَ ثمَّ يقول: «أقسمُ لكم.. لا يؤمنُ عبدٌ بهذا القرآنِ إلا صُدِع قلبُه».
44. ﴿لَنْ تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ﴾ [الممتحنة: 3]: لما اعتذر حاطب بأن له أولادا وأرحاما فيما بينهم، بيَّن الرب عز وجل أن الأهل والأولاد لا ينفعون صاحبهم شيئا يوم القيامة إن عصى الله.
45. ﴿إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [الممتحنة: 4]: «أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل» . صحيح الجامع رقم: 2539
46. ﴿رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الممتحنة: 5]: لا تسلِّطهم علينا، وتنصرهم علينا، فيظنوا أن ذلك لأنهم على الحق ونحن على الباطل.
47. ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]: عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش، فاستفتيت رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله .. إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها؟ قال: « نعم..صليها». قال ابن عيينة: فنزل قوله تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ﴾.
48. ﴿أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]: الإسلام دين الإحسان، فالقسط هو العدل، والبِرُّ فوق العدل!
49. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ [الممتحنة: 10]: قال ابن عباس: ««امتحانها أن تُستَحلف ما خرجت لبغض زوج، ولا عشقا لرجل من المسلمين، ولا رغبة عن أرض إلى أرض، ولا لحدث أحدثته، ولا لالتماس دنيا، وما خرجت إلا رغبة في الإسلام وحبا لله ولرسوله».
50. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ [الممتحنة: 10]: جاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة بعد صلح الحديبية، فأقبل زوجها في طلبها، وكان كافرا، فقال: يا محمد .. ردَّ عليَّ امرأتي، فإنك قد شرطت أن تردَّ علينا من أتاك منا، فأنزل الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾، فاستحلفها رسول الله ﷺ على ذلك، فحلفت فلم يردَّها، وأعطى زوجَها مهرَها، وكان يرد من جاءه من الرجال، ويحبس من جاءه من النساء بعد الامتحان، ويعطي أزواجهن مهورهن.

https://up.kntosa.com/uploads/kntosa...2573729154.gif


الساعة الآن 03:29 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.