منتدى كنتوسه

منتدى كنتوسه (https://vb.kntosa.com/index.php)
-   القرآن الكريم (https://vb.kntosa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   تدبر ســـورة الحج لد.رقية العلواني (الآية 18الى الآية 26 ) (https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24686)

امانى يسرى محمد 05-24-2023 05:27 AM

تدبر ســـورة الحج لد.رقية العلواني (الآية 18الى الآية 26 )
 


https://akhawat.islamway.net/forum/a...10eee688318b51


(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) 18

تأملوا معي قول الله


(وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)


من يتعالى عن السجود لخالقه من لا يخضع لخالقه سبحانه بالسجود والتذلل والانكسار بين يديه إنما هو في حقيقة الأمر يهين نفسه ولا يهين شيئاً آخر.


قمة الإهانة أن لا يخضع الإنسان لخالقه، لماذا؟


لأنه إن لم يخضع لخالقه قطعاً سيخضع لمخلوق وتلك هي قمة الإهانة وقمة الكرامة والعزة أن يخضع لخالقه، قمة الكرامة أن يضع جبهته على الأرض سجوداً وانصياعاً وخضوعاً وانقياداً لأمره سبحانه وتعالى.

السجود الذي تأتي به هذه الآية في سورة الحج ليس مجرد سجود الجباه، لا، سجود القلب خضوعاً وانقياداً وتسليماً لخالق عظيم لخالق لا يخرج شيء في هذا الكون عن إرادته وقدرته وقوته سبحانه.

ثم تتوالى الآيات آية بعد آية لتستحضر وتذكّر الإنسان دائماً بالجزاء
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ )


ثم تأتي عن المؤمنين فتقول


(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )

ولنا أن نقف ونتساءل لماذا يتكرر في سورة الحج ذكر الجزاء للمؤمن وغير المؤمن آية بعد آية تقريباً بعد كل مقطع من مقاطع سورة الحج يأتي الحديث عن الجزاء،


لماذا يا رب؟
كما ذكرنا في البداية سورة الحج تريد أن تبني فيّ التقوى تريد أن تبني قمة التقوى في قلبي، تريد أن تصنع من قلبي قلباً مخبتاً متواضعاً عائداً لربه سبحانه، وأعظم وسيلة لصناعة التقوى ولبناء القلب المخبت الراجع المتواضع إلى ربه المنكسر بين يدي خالقه التذكير المستمر بالبعث جعل قضية القيامة وقضية الجزاء قضية حاضرة كأني أنظر إليها كأني أراها أمام عيني ليل نهار، لا ينبغي أن تغيب عن عيني أبداً، لا ينبغي أن يغيب استحضار اليوم الآخر عن قلبي عن واقعي عن سلوكياتي.

وهنا يحضرنا تصرّف النبي صلّ الله عليه وسلم مع أصحابه.



النبي صلوات الله وسلامه عليه كان كلما جلس مجلساً مع أصحابه ذكّرهم بيوم البعث ذكّرهم بالجزاء ذكّرهم بالآخرة ليجعل قضية الآخرة حاضرة دائماً كأنهم يعيشونها.


في الحقيقية جعلهم يعيشونها قبل الموت في الحياة الدنيا، لماذا؟


ليكونوا أكثر تمسكاً بها ليكونوا أكثر إقبالاً على الآخرة وأكثر حباً للآخرة وأكثر ابتعاداً عن ملهيات الدنيا ومغرياتها.





تذكر ولا تنسَ الجنة !


https://akhawat.islamway.net/forum/a...ad4edf433137e5


ذات يوم جاء للنبي صلّ الله عليه وسلم قطعة من حرير ناعمة ذات ملمس ناعم رقيق جعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يتلمسونها بأيديهم ويتعجبون من رقتها وحُسنها فإذا بالنبي صلّ الله عليه وسلم ينظر إليهم ويقول أتعجبون من لين هذه ووالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذه وأحسن أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ما الذي جاء بذكر مناديل سعد في الجنة بهذه القضية المادية المحسوسة التي كانت أمام أعينهم؟ أراد أن ينقلهم نقلة سريعة وواضحة وقوية من التأمل في مسألة دنيوية كقطعة الحرير إلى الربط بمسألة أخروية مناديل سعد بن معاذ في الجنة أرقّ من هذه وأليَن. عندما أجعل الآخرة حاضرة في ذهني حاضرة في واقعي أعيشها قبل أن أعيش الآخرة قبل أن أصل إليها يدفعني إلى ذلك التضحية يدفعني ذلك إلى سهولة أن أقدّم ما لدي في الدنيا مهراً لتلك الجنة مهراً للآخرة.

هذا النوع من الاستذكار الدائم للآخرة هو الذي حدا بصحابة النبي صلوات الله وسلامه عليه هذا ما حداهم أن يضحوا بكل شيء لأجل الآخرة لأنهم عاشوها ولذلك كان بعض الصحابةرضوان الله عليهم يقول في غزوة أُحد إني لأشم ريح الجنة من خلف جبل أُحد، إني لأشم ريحها كانوا يستشعرونها حقيقة، كانوا يعيشونها ولذا كان الواحد منهم يقول إن عشت حتى أنتهي من أكل التمرات إنها لحياة طويلة! هي ثواني هي مجرد دقائق، ما الذي جعلها حياة طويلة أمام هذا الواحد منهم؟


تلك الحياة تلك الجنة التي كانوا يتوقون إليها.


ما الذي أبعدنا اليوم عن الآخرة؟ ما الذي جعلنا نتشبث بالدنيا تشبثاً شديداً؟ جعلنا لا نستطيع أن نضحي بشيء من متاعها الزائل؟ ما الذي جعلنا نصل إلى هذه الحالة؟ عدم استذكار الآخرة، البعد عن استحضار الإيمان بالبعث، البعد عن استذكار الجنة استذكاراً يجعل الجنة حاضرة في مواقعنا حاضرة في قلوبنا فإن سكنت على سبيل المثال بيتاً جديداً أو قصراً أو انتقلت إلى بيت جديد إستحضرت بيوت الجنة إستحضرت قصور الجنة إستذكرت رياش الجنة إستذكرت لباس الجنة حين أرتدي لباساً جديداً حين أشمّ ريحاً طيباً أقول في نفسي ما بال ريح الجنة؟ كيف ستكون الجنة؟ كيف ستكون أنهار الجنة؟


إن رأيت منظراً حسناً من مناظر الدنيا أو تأملت في الكون إستذكرت الجنة إستذكرت الآخرة هذا هو ما نحتاج إليه لنصل إلى إيمان حقيقي يجعل التقوى حاضرة في قلوبنا حاضرة في واقعنا حاضرة في سلوكياتنا، وهذا ما تبنيه فيّ سورة الحج آية بعد آية.

ثم تنتقل الآيات إلى قول الله عز وجل
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )
هذه الحقيقة الحاضرة دائماً الإنتقال السريع من الجزاء في الآخرة والحديث عن الجنة وكيف أن لباسهم حرير ثم إلى (هدوا إلى الطيب من القول) الجزاء من جنس العمل، جعل الجزاء دائماً حاضراً قبل أن يقوم الإنسان بالعمل يذكره بالجزاء.
أنت حين تقوم بعمل صالح قدّم الله لك الجزاء قبل أن تقوم بالعمل.

طهر قلبك

https://akhawat.islamway.net/forum/a...41e5161afc0628



كل من أتعبته هموم الحياة كل من أتعبته مشاغل الدنيا ومكائد الدنيا وابتلاءات الدنيا ومصائب الدنيا عندما يأتي إلى هذا البيت الحرام لن يجد فيه إلا الأمن والأمان والصفاء والنقاء والسكينة، هذا وعد من رب العالمين. وفي ذات الوقت
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ)


مجرد إرادة، قد لا يُقدِم، مجرد تفكير مجرد أن يريد أن يفعل هذا الفعل توعده الله عز وجل بالعذاب الأليم، لماذا؟




حفاظاً على قدسية هذا المكان العظيم، حفاظاً على مكانته في القلوب وفي النفوس المؤمنة التي جاءت إليه من كل فجّ عميق - كما ستأتي الآيات - لترقى إلى مستوى الصفاء لترقى إلى مستوى الأمن والأمان والسكينة والراحة والهدوء التي جاءت تبتغيها في هذا المكان العظيم.


(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )


بدأت الآيات بالحديث عن الحج من خلال الحديث عن مكانة وقدسية البيت الحرام وقصة بناء البيت الحرام. وربطت الآيات هذا البناء العظيم الذي نراه اليوم بعد كل تلك السنوات آلآف السنين ربطته بإبراهيم عليه السلام. هذا الربط العظيم يذكرنا بشيء واقع، يذكرنا بالتوحيد، التوحيد الذي أقام على أساسه إبراهيم عليه السلام قواعد هذا البيت. هذا البيت العظيم ليس مجرد أحجار بنيت حجارة فوق حجارة، هذا البيت العظيم قام على التقوى قام على التوحيد قام على


(أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ). 26


هذا البيت العظيم البيت الحرام بيت الله الحرام، هذا البيت العظيم طُهّر من الشرك قبل أن يطهّر الطهارة الحسية طُهّر طهارة معنوية والطهارة المعنوية هي طهارة التوحيد طهارة العقيدة طهارة وجود أي خلل في العقيدة ولذا على المؤمن المقبل على هذا البيت العظيم أن يطهر قلبه من الشرك كما طُهر هذا البيت الذي يطوف به من الشرك.


ولذا جاءت الآية


(أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)


أحتاج وأنا أطوف بالبيت وأنا أبدأ بمراسيم الإحرام وشعائر الإحرام، أحتاج قبل أن أبدأ بشعائر الإحرام وأرتدي لباس الإحرام أن أتطهر أن أطهر قلبي من كل شرك، من كل خلل، أن أطهر قلبي من كل ما يمكن أن يصدّ عن سبيل الله عز وجل أن أطهر قلبي وأصفّيه وأنقّيه.


كلنا يعلم أن الاغتسال للإحرام والدخول في الإحرام هو سُنّة وليس بفرض ولكن أن أغسل قلبي من الشِرك وأن أنزّه قلبي وأطهّره من أن يلتفت إلى أي أحد سوى الله سبحانه وتعالى إيماناً أو يقيناً أو استعانة أو استنصاراً أو استرزاقاً إنما هو فرض عين عليّ أن أقوم به في كل وقت وفي وقت الإحرام أفرض فأنا متوجه لخالقي متوجه لبيت الله الحرام.



اسلاميات




الساعة الآن 10:44 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.