تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24682
800 0
انواع عرض الموضوع
05-23-2023 06:33 AM
#1  

افتراضيتدبر ســـورة الحج لد.رقية العلواني (إجعل البعث حقيقة حاضرة في حياتك )





تدبر ســـورة الحج لد.رقية العلواني (إجعل البعث حقيقة حاضرة في حياتك ) ChVgaFHWwAAFSLA.jpg&



(وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ )
القضية حقيقة ولكن ليست المسألة في وقوع هذه الحقيقة التي ستقع لا محالة دون شك ولا ريب، الإشكالية في بعض الناس في أصناف من الناس حقيقة الإيمان بالبعث لديهم فيها شك فيها جدال فيها عدم استحضار لهذه الحقيقة استحصاراً يدفع بهم إلى العمل وإلى التضحية وإلى تقديم كل غالي ونفيس في سبيل العمل الصالح في سبيل نيل رضى الله سبحانه وتعالى.

وانظر معي إلى قول الله عز وجل في الآيات التي تليها وهو يقسم أنواع من البشر أنواع من الناس لم يجعلوا الإيمان بالبعث حقيقة حاضرة في حياتهم
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ )
هذا الصنف من الناس
(ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)
لأن القضية أصبحت جدالاً بالباطل، قضية البعث ليست مسألة تصديق وتكذيب هو يعلم هذه الحقيقة ولكنه يجادل بغير علم، يبتعد عن هذه الحقيقة، يتخذ كل الوسائل والسُبُل للتكذيب بها، هذا النوع من الناس إختار طريق الضلال والصدّ عن سبيل الله عز وجل، يستخدم كل ما أوتي من قوة مادية إعلامية سياسية اقتصادية لأجل الصدّ عن سبيل الله عز وجل.


وتأملوا معي كيف يجعل الله سبحانه وتعالى في آيات سورة الحج الإيمان بالبعث حقيقة واقعة، تأملوا معي قول الله عز وجل
(لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )
يجعل الإنسان يستشعر كل ما أقوم بعمل من الأعمال صالحاً أو غير ذلك كل ما قمت بعمل علي أن أستحضر الجزاء قبل أن أقوم به عليّ أن أتوقف للحظة ما نتيجة العمل؟
ما هي النتيجة التي ستترتب على العمل الذي سأقوم به؟
هذا الإنسان الذي ضلّ عن سبيل الله وصدّ عن سبيل الله يتوعده ربي عز وجل بخزي بفضيحة في الدنيا ربما تكون فضيحة مالية ربما تكون فضيحة أخلاقية ربما تكون في السياسة ربما تكون في أي شيء ولكن خزي ومذلة ومهانة لماذا؟
الجزاء من جنس العمل، أراد الصدّ وإضلال الآخرين عن طريق الحق، لم يكتفي فقط بإضلال نفسه لم يكتفي فقط بأن يكون هو مبتعداً عن خالقه سبحانه لكنه أراد أن يردي الآخرين في هذا الطريق فكان الجزاء له من نفس العمل
(لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ).

صنف آخر من الناس لم يجعلوا الإيمان بالبعث حقيقة واقعة مطبقة في حياتهم، هذا الصنف من الناس قد يؤمن بالبعث ولكن العلاقة بين استحضار هذه العلاقة فيها ضعف شديد فيها نوع من أنواع الخنوع من أنواع الذل والخنوع للدنيا ومطالبها، كيف؟


يقول الله سبحانه وتعالى واصفاً هذه الفئة من الناس
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )



هذا النوع من الناس علاقته مع الله عز وجل علاقة قائمة على المنفعة، قائمة على المصلحة، يعبد الله طالما أن طاعة الله سبحانه وعبادة ربه عز وجل وتقرّبه من الله سبحانه يأتي له بالمنفعة يأتي له بالمصالح الشخصية المنافع الدنيوية قد يجد زيادة في رزقه قد يجد بركة في وقته في ماله في أولاده في صحته قد يجد هذه الأمور، فكلما زاد له الله سبحانه من أمور الدنيا كلما ازداد تقربًا وصلاحاً وكلما ازداد التزاماً وكلما بدأت الدنيا بعض الشيء تبتعد عنه أو تمتنع عنه أو تأتيه أي نوع من أنواع الانتكاسات أو الابتلاءات أو الامتحانات التي يتعرض لها البشر بمختلف التزاماتهم



ليس بالضرورة فقط المؤمن ما من بشر في هذه الدنيا إلا وهو معرّض للابتلاءات المؤمن وغير المؤمن في ذلك سواء ولكن المؤمن يرجو عند الله ما لا يرجوه غيره من البشر, هذا النوع من الناس إذا جاءه أي نوع من الابتلاءات بدأ يتذمر بدأ يتراجع في التزامه مع الله عز وجل بدأت ثقته بربه تضعف بدأ بدل أن يحسن الظن بالله عز وجل يسيء الظن بخالقه، يا رب أنا ازددت لك صلاة، أنا ذهبت إلى الحج أنا ازددت في التزامي فلماذا بدأت الابتلاءات تأتي على رأسي واحدة بعد الأخرى كلما ازددت التزاماً وتقرباً منك؟!
هذا النوع من المساءلة هذا النوع من العلاقة مع الله شيء غير مشروع، غير مقبول

صنف آخر من الناس لم يجعلوا الإيمان بالبعث حقيقة واقعة مطبقة في حياتهم، هذا الصنف من الناس قد يؤمن بالبعث ولكن العلاقة بين استحضار هذه العلاقة فيها ضعف شديد فيها نوع من أنواع الخنوع من أنواع الذل والخنوع للدنيا ومطالبها، كيف؟



يقول الله سبحانه وتعالى واصفاً هذه الفئة من الناس
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )


هذا النوع من الناس علاقته مع الله عز وجل علاقة قائمة على المنفعة، قائمة على المصلحة، يعبد الله طالما أن طاعة الله سبحانه وعبادة ربه عز وجل وتقرّبه من الله سبحانه يأتي له بالمنفعة يأتي له بالمصالح الشخصية المنافع الدنيوية قد يجد زيادة في رزقه قد يجد بركة في وقته في ماله في أولاده في صحته قد يجد هذه الأمور، فكلما زاد له الله سبحانه من أمور الدنيا كلما ازداد تقربًا وصلاحاً وكلما ازداد التزاماً وكلما بدأت الدنيا بعض الشيء تبتعد عنه أو تمتنع عنه أو تأتيه أي نوع من أنواع الانتكاسات أو الابتلاءات أو الامتحانات التي يتعرض لها البشر بمختلف التزاماتهم


ليس بالضرورة فقط المؤمن ما من بشر في هذه الدنيا إلا وهو معرّض للابتلاءات المؤمن وغير المؤمن في ذلك سواء ولكن المؤمن يرجو عند الله ما لا يرجوه غيره من البشر, هذا النوع من الناس إذا جاءه أي نوع من الابتلاءات بدأ يتذمر بدأ يتراجع في التزامه مع الله عز وجل بدأت ثقته بربه تضعف بدأ بدل أن يحسن الظن بالله عز وجل يسيء الظن بخالقه، يا رب أنا ازددت لك صلاة، أنا ذهبت إلى الحج أنا ازددت في التزامي فلماذا بدأت الابتلاءات تأتي على رأسي واحدة بعد الأخرى كلما ازددت التزاماً وتقرباً منك؟!
هذا النوع من المساءلة هذا النوع من العلاقة مع الله شيء غير مشروع، غير مقبول
علاقتي مع الله عز وجل ينبغي أن تكون علاقة ثابتة علاقة مطلقة لا تهزها النوائب لا تغيرها المصائب أحبه في السراء وأحبه في الضرّاء، أحبه في الرخاء وأحبه في الشدّة، أحبه في الصحة وأحبه في المرض أحبه إن أقبلت الدنيا عليّ وأحبه سبحانه إن أدبرت الدنيا عني، ليس المقياس لدي إقبال الدنيا أو إدبار الدنيا المقياس الحقيقي عندي ثقتي ويقيني المطلق بالله سبحانه وتعالى يقيني الذي لا يتزعزع ثقتي المطلقة بخالقي سبحانه أنه حتى حين يمنع عني إنما منعه عطاء، منعه لأجلي، ابتلاؤه هو خير لي.

قد لا أرى الحكمة من وراء هذا الابتلاء أو الامتحان، قد لا أرى الحكمة في الانتكاسة التي أصابتني في مالي أو في تجارتي أو في صحتي أو في أولادي ولكن قطعاً هناك حكمة ولكن أمر المؤمن كله خير إن أصابتني السراء شكرت وحمدت وتقربت إلى الله عز وجل وإن أصابتني الضراء صبرت فكان كذلك خيراً لي.
هذا النوع من العلاقة هو ما تريد آيات سورة الحج أن تبنيه في نفسي علاقة حسن الظن والثقة المطلقة بالله سبحانه، اليقين بأن الله سبحانه وتعالى لا يختار لعبده المؤمن المتقرّب المُقبل عليه إلا الخير في كل شيء قد لا تتضح لي الحكمة في الموقف الذي أصابني في الابتلاء الذي أصابني في الانتكاسة التي مرّت بي ولكن الحكمة موجودة عند الخالق سبحانه الذي كل شيء لديه بقدر سبحانه وتعالى.
الجزاء قد لا آخذه في الدنيا ولكني قطعاً أؤمن بالبعث وأؤمن بيوم الدين، إيماني بالجزاء إيماني بكل هذا إيماني بنتيجة العمل الذي أقوم به قطعاً هي واقعة في نفسي هذا الوقوع وهذا الإحساس وهذا الاستحضار العظيم ليوم البعث يولد طاقة هائلة عند الإنسان طاقة إحسان الظن بخالقه عز وجل ولذا كان حسن الظن بالله سبحانه من حسن العبادة ولذا ربي عز وجل يقول في الحديث القدسي:


أنا عند ظن عبدي بي.


لذا القرطبي لديه كلام جميل في تعليقه على هذا الحديث يقول:




ظنّ الإجابة عندما تدعو الله سبحانه وتتوجه إليه وظنّ القبول عندما تطلب المغفرة منه وظنّ التوبة عندما تتوب وتؤوب إلى خالقك سبحانه.


عليّ أن أغلّب في حياتي حسن الظن بالله سبحانه.

تأملوا معي موقف الحبيب صلّ الله عليه وسلم حينما هاجمه وطرده أهل الطائف، ذهب بدعوته إليهم ذهب إليهم وتجشم العناء والتعب وما ناله بعد ذلك إلا أي شيء؟ إلا أن أغروا به صبيانهم ليرموا بقدمه الشريفة الأحجار وكل ما كان لديهم، ماذا كان موقف الحبيب صلّ الله عليه وسلم؟ هل تراجع؟ هل تراجعت ثقته بربه وبخالقه؟
أبداً، ما كان منه إلا أن شكا إلى ربه وناجى خالقه سبحانه فقال: إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي لك العتبى حتى ترضى ولا حول لا قوة لي إلا بك. 

هذا الإيمان الثابت، هذا الإيمان الذي أنا بحاجة شديدة إليه اليوم.

عدم الثقة بالله سبحانه أو ضعف الثقة بالله أو عدم إحسان الظن به يجر الإنسان إلى الإستعانة بالمخلوقين دون الخالق وهذا خلل في التوحيد عظيم وليس بالبسيط.


عدم إحسان الظن بالله في مسألة بسيطة على سبيل المثال في مسألة النصر أو الرزق أو ما شابه ذلك يجرّنا إلى الإستعانة بأولياء من دون الله سبحانه ولذا جاءت الآية العظيمة -وتأملوا عظمة وإعجاز القرآن في ترابط آياته- بعد الآية التي قال عنها


(ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)


عن هذا النوع من البشر


(يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ *يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ )
ضعف الثقة بالله سبحانه واليقين به يجر الإنسان إلى الوقوع في موالاة المخلوقين دون الخالق في طلب الرزق منهم والاستعانة بهم ونصرتهم دون الاستنصار والاستعانة بخالقه عز وجل.


ومن كان هذا حاله يصفه القرآن فيقول
(ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ).
هذه الآيات تركز في نفوسنا جميعاً خاصة حينما يذهب الإنسان إلى الحج ويرى بأم عينه كيفية تضرع الخلق إلى خالقهم الغني والفقير القوي والضعيف العزيز والذليل الكبير والصغير الأسود والأبيض العربي وغير العربي كلهم يشعرون بمدى الحاجة إلى الخالق سبحانه. هذا الإحساس والشعور يوقظ في نفسي كإنسان الشعور الذي تعززه هذه الآيات أن لا ناصر إلا الله ولا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا معين إلا الله ولا مجير إلا الله سبحانه وتعالى وهذا الإحساس بالضبط ما تبنيه في نفسي آيات سورة الحج.




اسلاميات








الكلمات الدلالية (Tags)
(إجعل, ), في, لد.رقية, البعث, الحج, العلواني, تدبر, حقيقة, حياتك, حاضرة, ســـورة


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل