القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24064
917 0
03-17-2023 07:59 AM
#1  

افتراضيمختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة:183-184]


الحكم التشريعي الثالث في سورة البقرة: الصيام وأحكامه



﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ١٨٣﴾ [البقرة: 183]
السؤال الأول:
ما موقع آيات الصيام كما جاءت في سياقها في القرآن الكريم؟
الجواب:
آيات الصوم وقعت بين آيات الشدة وذكر الصبر وما يقتضي الصبر قبلها، قال تعالى: ﴿ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ١٧٧﴾ [البقرة:177] والصوم نصف الصبر كما في الحديث، والصبر نصف الإيمان، وتقدّمها أيضاً ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ﴾ [البقرة:178] وهذه شدة، وتحتاج إلى صبر، وقبلها: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة:180] هذه شدة، وتحتاج إلى الصبر.
وبعدها آيات القتال:
﴿ وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ ﴾ [البقرة:190].
﴿ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ ﴾ [البقرة:191].
﴿ وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ ﴾ [البقرة:193].
الصوم من المشاق، والقتال من المشاق، والقتال يقتضي الصبر، والصوم نصف الصبر.
وبعدها ذكر آيات الحج؛ لأنّ الحج يقع بعد الصيام، وبعد شهر رمضان تبدأ أشهر الحج، فذكر ﴿ ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ١٩٧﴾ [البقرة:197].
ثم ذكر المريض في الحج، كما ذكر المريض في الصوم، وذكر الفدية في الحج، ومن الفدية الصيام ﴿ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ﴾ [البقرة:196] إذن موقع آيات الصيام تقع بين آيات الصبر وما يقتضي الصبر وعموم المشقة.
السؤال الثاني:
كيف كان الصوم في البدء قبل مشروعية شهر رمضان؟
الجواب:
قال الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى رحمة واسعة: إنّ مشروعية الصوم بدأت بالأيام المعدودة وهي: ثلاثة أيام من كل شهر، وهو اليوم العاشر والعشرون والثلاثون، وكان الإنسان مخيراً في تلك الأيام المعدودة، إنْ كان مطيقاً للصوم أنْ يصوم أو أنْ يفتدي.
أمّا حين شرّع الله الصوم في رمضان، فقد أصبح الصوم فريضة تعبدية وركناً من أركان الإسلام، وبعد ذلك جاءنا الاستثناء للمريض والمسافر.
وكلمة (رمضان) تدل على الحرارة والقيظ، وكان الناس حينما أرادوا أن يضعوا أسماء للشهور جاءت التسمية لرمضان وقتَ كان حاراً، فسمَّوه رمضان، كما سموا ربيعاً الأول وربيعاً الآخر عندما كان الزمان متفقاً مع وجود الربيع، وعندما سمَّوا جمادى الأولى وجمادى الآخرة، عندما كان الماء يجمد في تلك الأيام.
ورمضان مصدر (رَمَضَ) إذا احترق، من الرمضاء، ثم زيدت الألف والنون، وصار علماً، ومُنع من الصرف للعلمية.
السؤال الثالث:
قوله تعالى في الآية: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ﴾ والفعل (كُتب) مبني للمجهول وجاء مع ﴿عَلَيۡكُمُ ﴾ تحديداً، مع أنه ورد في القرآن ﴿ كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلٞ صَٰلِحٌۚ ﴾ [التوبة:120] فما دلالة ذلك؟
الجواب:
نلاحظ في قول ربنا تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ﴾ [البقرة:183] أنه ناداهم بنفسه ولم يقل: (قل يا أيها الذين آمنوا) فيكلف الرسولَ بخطابهم، وإنما ناداهم مباشرة؛ لأهمية ما ناداهم إليه؛ لأنّ الصيام عبادة عظيمة قديمة كتبها تعالى على من سبقنا فنادانا مباشرة، ولم ينادنا بشكل غير مباشر عن طريق نبيه عليه السلام.
(عليكم ـ لكم)
آ ـ استعمال ﴿ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ﴾ فيه شدة ومشقة وما يستكره من الأمور عموماً، ولذلك عندما يقول: ﴿ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ) يكون أمراً فيه شدة ومشقة وإلزام، ويكون في أمور مستثقلة.
ومن معاني (كُتب): ألزم ووجبَ وفرضَ، نحو قوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ﴾ [البقرة:178]،وقوله: ﴿ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ ﴾ [البقرة:216]، وفيه شدة.
ب ـ أما (كَتبَ له) فهو في الخير بشكل عام، نحو قوله تعالى: ﴿ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ﴾ [البقرة:187]، بينما (كُتِب عليكم) فيه شدة ومشقة وإلزام، والصوم مشقة يترك الطعام والشراب والمفطرات من الفجر إلى الليل ففيه مشقة؛ لذا لم يقل (لكم).
صيغة المجهول (ما لم يُسمّ فاعله) وصيغة المعلوم:
آ ـ هناك قاعدة في القرآن الكريم،وهي أنّ الله سبحانه وتعالى يظهر نفسه في الأمور التي فيها خير، أمّا في الأمور المستكرهة وفي مقام الذم فأحياناً يُبنى للمجهول، نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ﴾ [الحُجُرات:7] بينما قال: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ ﴾ [آل عمران:14] بصيغة الفعل المبني للمجهول للأمور التي فيها شر، ومثلها أيضاً: (آتيناهم الكتاب وأوتوا الكتاب) ففي مقام الذم يقول: (أوتوا الكتاب) مطلقاً، وفي مقام الخير يقولمختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة:183-184] frown.gifآتيناهم الكتاب).
فلمّا كان هناك مشقة في الصوم على عباده قال: ﴿ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ﴾، ولم يقل: كتبنا، وأمّا في الأمور التي فيها خير ظاهر فيظهر نفسه، نحو قوله تعالى:
ـ ﴿ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ﴾ [الأنعام:12].
ـ ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ﴾ [الأنعام:54].
ـ ﴿ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِ*َٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ١٥٦﴾ [الأعراف:156] هذا خير.
أمّا قوله تعالى:
ـ ﴿ وَكَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَيۡنَ بِٱلۡعَيۡنِ ﴾ [المائدة:45] هذه فيها إلزام لهم، كتب على بني إسرائيل الأمور التي شددها عليهم، وشدد عليهم لأنهم شددوا على أنفسهم.
ب ـ وحرف الجر يغير الدلالة وأحياناً يصير نقيضها، مثل: رغب فيه: يعني أحبّه، ورغب عنه: يعني كرهه. وضع الشيء عليه: يعني حمّله، ووضع الشيء عنه: أي أنزله.
السؤال الرابع:
ما دلالة استخدام (الصيام) لا (الصوم)؟
الجواب:
هذا من خصائص التعبير القرآني؛ إذ لم يستعمل (الصوم) في العبادة وإنما استعمله في (الصمت) فقط، قال تعالى: ﴿ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا ﴾ [مريم:26].
والصوم هو الإمساك، والفعل: (صام) يصوم صوماً وصياماً وكلاهما مصدر، وربنا استعمل (الصوم) للصمت، والكلمتان متقاربتان في اللفظ والوزن (الصوم والصمت)، واستعمل كلمة (الصيام) للعبادة لسببين:
آـ مدة الامتناع والإمساك عن الطعام والشراب طويلة فناسب كلمة (صيام) لأنها أطول من (صوم).
ب ـ والمتعلقات بالصيام أكثر: طعام وشراب ومفطرات، فهو أطول، فقال: صيام، ولم يستعمل الصوم في العبادة.
وهذا من خواص الاستعمال القرآني، يفرد بعض الكلمات أحياناً بدلالة معينة؛ كما ذكرنا في الرياح والريح، وفي الغيث والمطر،وفي وصّى وأوصى، ومن جملتها: الصوم والصيام.
وللعلم فإنه في الحديث الشريف القدسي وغيره من الأحاديث النبوية يستعمل الصوم والصيام للعبادة نحو: «الصوم لي وأنا أجزي به»، « الصوم نصف الصبر» لكنْ من خواص الاستعمال القرآني أنه يستعمل الصيام للعبادة.
السؤال الخامس:
ختمت الآية بقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ١٨٣ ﴾ فما اللمسة البيانية فيها؟
الجواب:
آـ قال تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ١٨٣ وهذا يدل على علوِّ هذه العبادة وعظمتها، وربنا سبحانه وتعالى كتب هذه العبادة على الأمم التي سبقتنا ومعناها أنّ الصوم عبادة عظيمة ونحن لا نعلم كيفيتها، لكنْ كان الصيام موجوداً.
ب ـ ثم تدل الآية على الترغيب في هذه العبادة لأهميتها، فبدأ بها تعالى في الأمم السابقة؛ لأنّ الأمور إذا عمّت هانت، فالصيام ليس بِدعاً لكم وإنما هو موجود في السابق، فإذن هذا الأمر يدل على أهمية تلك العبادة، ويدل على تهوينها، حيث إنها ليست لكم وحدكم وإنما هي مسألة قديمة، فهي كما كتبت عليكم كتبت على الذين من قبلكم.
ج ـ كلمة ﴿ تَتَّقُونَ ﴾ أطلقها ولم يقل: (تتقون كذا)، على نحو ما قال (اتقوا النار) أو (اتقوا ربكم) فيحتمل أشياء مرادة.

أمّا إطلاق ﴿ تَتَّقُونَ ﴾ فتعني:
1ـ أنكم تتقون المحرمات وتحذرون من المعاصي؛ لأنّ الصوم يكسر الشهوة ويهذبها ويحُدّها كما في الحديث الشريف «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج».
2ـ وتتقون المفطرات والإخلال بأدائها، أي: تحفظون الصيام وتتقون الإخلال بأشياء تؤدي إلى ذهاب الصوم.
3ـ لعلكم تتقون، تحتمل تَصِلُون إلى منزلة التقوى وتكونون من المتقين، فإذن فيها احتمالات عديدة، وهي كلها مُرادةٌ.
4ـ وضمن آيات هذا السياق للصيام تكرر ذكر التقوى والمتقين، قال تعالى:
ـ ﴿ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ١٧٧﴾ [البقرة:177].
ـ ﴿ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ١٧٩﴾ [البقرة:179].
ـ ﴿ كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ١٨٠﴾ [البقرة:180].
ـ ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ١٨٣ ﴾ [البقرة:183].
ـ ﴿ أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ١٨٧﴾ [البقرة:187].
ـ ﴿ ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ١٩٤﴾ [البقرة:194].
5ـ لذلك نرى أن التقوى تكررت في السياق وهي مناسبة لأول السورة، قال تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ٢﴾ [البقرة:2].
وفي عموم سورة البقرة كان إطلاق التقوى، وسورة البقرة ترددت فيها التقوى ومشتقاتها 36 مرة. والتقوى فِعلُها: (وَقَى) وقى نفسه، أي: حفظ نفسه وحذّرها، أي: احفظوا أنفسكم من الأشياء التي ينبغي أنْ تبتعدوا عنها.
وقسم يقول: إنّ التقوى هي ألا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك، ويعني الابتعاد عن المحرمات والانهماك في الطاعات، هذه هي التقوى. وقد جاءت التقوى في سورة البقرة على الإطلاق، ومنها قوله: ﴿ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ١٨٣ ﴾ يعني: تتقون أيَّ شيء عموماً. والله أعلم.



مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة:183-184] image.png.2e566c9207



﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ١٨٤﴾ [البقرة: 184]
السؤال الأول:
قوله تعالى ﴿ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ لماذا (معدودات) وليس (معدودة)؟
الجواب:
في الجواب أمران:
آـ الجمع في غير العاقل: (معدودات) تدل على القلة و(معدودة) تدل على الكثرة، هذا هو القياس في اللغة، وكذلك في جمع غير العاقل الغالبُ أنْ يعود عليه الضمير في جمع الكثرة بالإفراد، وفي جمع القلة بالجمع، فتقول: (الأشجار سقطتْ) إذا كان عددها كبيراً فوق العشرة، وتقول: (الأشجار سقطنَ) إذا كان عدد الأشجار قليلاً دون العشرة، وكذلك تقول: (الجذوع انكسرتْ) لجمع الكثرة، وتقول: (الجذوع انكسرنَ) لجمع القلة.
وفي قوله تعالى: ﴿عَلَىٰ سُرُرٖ مَّوۡضُونَةٖ١٥﴾ [الواقعة: 15] وقوله تعالى: ﴿فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ١٣ وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ١٤ وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ١٦﴾ [الغاشية: 13-16]، هذه الصفات تدل على الكثرة، ولو قال مثلاً: (مرفوعات ـ موضونات ـ مصفوفات ـ مبثوثات) لدلت على القلة عددياً أي دون العشرة.
وإذا رجعنا إلى كتب التاريخ عند العرب نجد أنها تؤرخ بالليالي (لثلاث خلون، لأربع خلون) ويأتي بها بالجمع، أمّا (لإحدى عشرة ليلة خلت) يأتي بها بالمفرد؛ لأنها تدل على الكثرة، حتى في العدد نقول: ثلاثة رجال، عشرة رجال، أحد عشر رجلاً، مائة رجل، مليون رجل.
ب ـ جمع القلة يكون من واحد إلى عشرة، وأمّا في الآية فقالوا: ﴿ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ تقليلاً لهن تهويناً للصائم، وقسم يقول: إنها في أول فرض العبادة كانت ثلاثة أيام في كل شهر ولم يبدأ بالشهر كاملاً، ثم نُسِخ وجاء شهر رمضان فبدأت معدودات، ثم قال: شهر رمضان بعد هذه الأيام.
و(المعدودات) تدل على القلة (حتى العشرة) و(معدودة) أكثر من عشرة، وقوله تعالى: ﴿ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ ما اليوم؟ المشهور أن الأيام بمقابل الليالي، قال تعالى: ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ٧﴾ [الحاقة:7]. وفي آية البقرة 184نصبت (أياماً) على الظرف أو بإضمار؛ أي صوموا أياماً.
السؤال الثاني:
قوله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ ﴾ لماذا ﴿ عَلَىٰ سَفَرٖ ﴾؟

الجواب:
يقال: لأنه أباح للمتهييء للسفر أنْ يفطر إذا اشتغل بالسفر قبل الفجر، وقوله تعالى: ﴿ عَلَىٰ سَفَرٖ ﴾ أي: لم يسافربعد وإنما هو متهييءٌ للسفر، مثل قوله تعالى: ﴿ وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرٖ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبٗا فَرِهَٰنٞ مَّقۡبُوضَةٞۖ ﴾ [البقرة:283] أي: تتهيئون، فقوله تعالى: ﴿ عَلَىٰ سَفَرٖ) لا يعني أنه سافر بالفعل، وكثير من الفقهاء قالوا: ﴿ عَلَىٰ سَفَرٖ ﴾ أي: أباح للمتهييِّء للسفر الفطر وإنْ لم يكن مسافراً، وقالوا: لو كان قال: (للمسافر) عندها لا يحق الإفطار لمن تهيأ للسفر؛ لذا قال: ﴿ عَلَىٰ سَفَرٖ ﴾ ومعناه أنه أباح للمتهييِّء للسفر أنْ يفطر.
السؤال الثالث:
ما معنى كلمة ﴿ يُطِيقُونَهُۥ ﴾ في الآية؟
الجواب:
كلمة ﴿ يُطِيقُونَهُۥ ﴾ فيها كلام متعددٌ:
آـ قسم قال: المقصود به هو في بدء فرض الإسلام للصيام، أي عند بداية الفريضة؛ لأنهم لم يكونوا متعودين على الصوم، فمن شاء صام ومن شاء فدى في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولمّا نزلت هذه الآية كأنهم فهموا أنهم مخيّرون بين الصوم والإفطار.
ب ـ وقسم قال: هذه الآية نسخت؛ لأنهم كانوا فعلاً في أول الإسلام مخيرين، فمن شاء يفطر ويفدي ومن شاء يصوم.
ج ـ وقسم قال: أطاق، أي: تكلَّفه بمشقة وصعوبة، وتكون الهمزة للسلب، يعني: سلبت طاقته وجهده، والفعل الثلاثي (طاق) أي: تحمل، والفعل (أطاق) فيه همزة السلب، أي: سلب طاقته.
د ـ الفدية مرهونة بعدم الصيام، وعدمُ الصيام هو لأحد أمرين:
1ـ قالوا أنه في أول الإسلام كان المسلمون مخيرين في الإفطار ودفع الفدية أو الصوم، والصوم خير.
2ـ وإنْ كان غير ذلك، فالهمزة للسلب تبقى على دلالتها وليست منسوخة، وهي للذي لا يستطيع أنْ يصوم؛ لأنّ الصوم يسلب طاقته بحيث لا يتمكن من الصوم، فربّ العالمين رخصّ بالفدية للشيخ الكبير الهِرم، والمريض الذي لا يرجى شفاؤه.
وعندها تبقى الآية على دلالتها مستمرة ليس فيها نسخ إذا جعلت للسلب، ويبقى الحكم عاماً سارياً إلى يوم القيامة.
ولا شك أنّ الصيام أفضل لقوله تعالى ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ ﴾.
السؤال الرابع:
ما الفرق بين (أطاق وقدر واستطاع)؟
الجواب:
1ـ الفعل (قدر) تعني أنّ الإنسان يقوم بالعمل دون أي جهد وأنّ العمل عليه سهل، ولذلك وصف الله تعالى ذاته العلية بأنه قدير؛ لأنه سبحانه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له: كن فيكون.
شواهد قرآنية:
آيات: [البقرة 148ـ الأنعام 37 ـ النحل 77 ـ الإسراء 99].
2- الفعل (استطاع) مشتق من الاستطاعة وهي أنْ تقوم بالعمل الذي يساوي قوتك وجهدك دون أنْ تدخر منه شيئاً أو تتكلف أي جهد إضافي.
شواهد قرآنية:
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ ﴾ [آل عمران: 97]
﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ ﴾ [الأنفال: 60].
3 ـ الفعل (أطاق) من الطاقة وهي القيام بالأمر ببذل أقصى الجهد والمشقة والتعب الشديد، أي: يقوم بالعمل ببذل مزيد من الجهد والعنت والشقاء.
شواهد قرآنية:
﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ ﴾ [البقرة:184].
﴿ وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ ﴾ [البقرة:286].
السؤال الخامس:
ما الفرق بين الفاء والواو في آيات البقرة: ﴿ فَمَن تَطَوَّعَ ﴾ [البقرة:184] ﴿ وَمَن تَطَوَّعَ ﴾ [البقرة:158]؟
الجواب:
1ـ الفاء للتعقيب وتأتي للسبب كقولك: درس فنجح، وأمّا الواو فهي لمطلق الجمع ولا تدل على ترتيب أو تعقيب.
2ـ جاء في الآية 158 ﴿ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا ﴾ بالواو، وجاء في الآية 184﴿ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا ﴾ بالفاء.
والسبب أنّ الأولى في الحج والعمرة ﴿ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ١٥٨﴾ أي: جاء بعبادة أخرى كطواف آخر أو حج آخر، فهي طاعة مستحدثة إضافية فناسبها الواو.
وأما الآية الثانية 184 فهي في الصوم فكيف يتطوع؟ أي: يزيد في الفدية في نفس المسألة وفي نفس الطاعة، فهي ليست طاعة مستحدثة، فناسبها الفاء.
السؤال السادس:
قوله تعالى: ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ ﴾ ما اللمسات البيانية في هذه الآية؟
الجواب:
1ـ قوله تعالى: ﴿ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ﴾ بأنْ زاد على القدر المذكور، أو فعل أكثر من المطلوب؛ بحيث يُطعم مسكينَين أو أكثرَ، أو يجمع بين الصيام والفدية أوبين الإطعام والصيام.
2ـ قوله تعالى: ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ ﴾ يعني أيها الأصحاء أنْ تصوموا خير لكم، ملتفتاً من ضمير الغائب في ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ ﴾ إلى المخاطب ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ ﴾.
3ـ كان يمكن أنْ يقال في غير القرآن: (وأن يصوموا)، لكنه تحوّل من الغيبة إلى الخطاب لئلا يخص المرضى والمسافرين؛ لأنه لو قال: (لو يصوموا خيراً لهم) لكان هذا يخص المرضى والمسافرين ويتداخل مع قوله: ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ ﴾ لكنّ قوله تعالى: ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ ﴾ أعم، وكل من هو مرخص له بالإفطار إنْ صام فهو خير له، وليس لهؤلاء فقط، وإنما أيضاً إذا صح الكلام أنهم في أول الصيام كانوا مخيرين بين الفدية والصيام قبل أنْ يفرض شهر رمضان، فإنهم يدخلون تحت هذا الحكم ؛ أي أن الجميع يدخل تحت قوله تعالى: ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ ﴾.
ولو قال: (وأن يصوموا) لكان يخص المرضى والمسافرين فقط، بينما لما قال: ﴿ وَأَن تَصُومُواْ ﴾ شمل الجميع المرخّص لهم وغيرهم وليس خاصاً بالمرضى والمسافرين، لذلك كان هذا الالتفات للجمع وهذا اسمه التفات في الخطاب.
السؤال السابع:
ما دلالة استخدام أداة الشرط (إنْ) هنا ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِنْ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ١٨٤﴾؟
الجواب:
تأمل كيف جاء أسلوب الشرط مستخدماً (إنْ) التي تفيد التشكيك والتقليل، ولم يستخدم (إذا) التي تفيد الجزم والتحقيق، وفي ذلك إشارة إلى أنّ علمك أيها المؤمن بفوائد الصيام في الدنيا والآخرة عِلمٌ غير محقق؛ لأنّ فوائده خفية وأسراره قد لا تتوصل إلى معرفتها، ولذلك فإنّ الله يرغّبك في هذه العبادة حتى لو لم تدرِكْ فوائدها إدراكاً كاملاً.
السؤال الثامن:
قوله تعالى في الآية: ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ ﴾ [البقرة:184] وكلمة (طعام) بدل من (فدية) فهل البَدَلُ يفيد التوكيد؟
الجواب:
للبدل عدة أغراض؛ منها أنْ يكون للإيضاح والتبيين، كما في قوله تعالى: ﴿ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ١٨٤﴾ [البقرة:184] فطعام مسكين إيضاح للفدية.
السؤال التاسع:
ما مراحل الصيام التي مرّ بها في الإسلام؟
الجواب:
هناك ثلاث مراحل مرّ بها الصيام في الإسلام وهي:
1ـ لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، جعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، ويصوم عاشوراء، ثم إنّ الله فرض عليه صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة، فكان من شاء صام، ومن شاء أفطر فأطعم مسكيناً، فأجزأ ذلك عنه. وهذا هو قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ ﴾ [البقرة:184].
2 ـ ثم أنزل الله تعالى الآية الأخرى: ﴿ شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ ﴾ [البقرة:185] فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح، ورّخص فيه للمريض والمسافر، وثبّت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع.
3ـ كانت فترة الإفطار من المغرب حتى العشاء، فحدث حرجٌ ومشقة للمسلمين من العطش والجوع وعدم اتيان النساء، فخفّف الله عنهم، بأن أحلّ لهم الرفث إلى نسائهم والأكل والشرب حتى مطلع الفجر، وهذا قوله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ ﴾ [البقرة:187].والله أعلم.


مثنى محمد الهيبان
رابطة العلماء السوريين








الكلمات الدلالية (Tags)
", ‏[البقرة:183-184], في, من, مختارات, القرآن", البيان, تفسير, روائع, سور

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دار LILI BLANC يطلق مجموعة "Reflection" لموسم ربيع وصيف 2023 ام رونزا ازياء وملابس موضة واناقة 5 02-23-2023 02:28 AM
"مركبات جديدة" مميزات لعبة جراند ثفت أوتو 5 الإصدار الأخير 2021 Grand Theft Auto ام رونزا مواضيع عامه ومنوعه 0 11-23-2021 01:44 AM
Garnier Skin Naturals BB،كريم أساس"Fit Me،ماسكرا Twist Up The Volume،مصحح الحواجب من "MN ام رونزا ميك اب ومكياج 0 10-27-2020 10:31 PM
Bento lunchbox ideas افكار لاعداد وجبة فطور صحيه،أحدث أفكار "اللانش بوكس" لتعزيز مناعة طفلك ام رونزا اطباق واكلات للاطفال 0 09-19-2020 04:54 PM
صور من الريف تحاكي البيئة الفراتية البسيطة،صور "ديكورات" ريفية بطلّة عصرية 2020 ام رونزا صور 2021 1 06-18-2020 09:57 PM


الساعة الآن 11:04 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل