القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=23312
1354 0
12-29-2022 09:43 PM
#1  

افتراضيمختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة: 137-141]


(فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ١٣٧ ) [البقرة: 137]



السؤال الأول:
قوله تعالى في الآية: (فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْ ) [البقرة:137] لم اختص تعالى أداة الشرط (إن) وليس (إذا)؟

الجواب:
(إنْ) حرف شرط جازم، ولكنه يفيد الشك خلافاً لـ(إذا)، وقد جاء الشرط هنا في الآية بـ (إن) إيذاناً بأنّ إيمانهم غير مرجو وميؤوس منه.


السؤال الثاني:
ما إعراب الضمائر في قوله تعالى (فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ) [البقرة:137] ؟


الجواب:
فسيكفيكهم الله: الكاف مفعول أول؛ لأنّ (كفى) تأخذ مفعولين، (هم) مفعول ثانٍ، (الله) لفظ الجلالة فاعل، أي: فسيكفيك الله إياهم .
وفي قوله تعالى: ( فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ)وَعْدٌ منه سبحانه لعباده المؤمنين الصادقين بحفظهم من كيد أعدائهم ومكرهم .


السؤال الثالث:
لماذا قدّم الله السمع على العلم في الآية ؟

الجواب:
حيث وقع في القرآن تقدم السمع على العلم ؛ وذلك لأنّ السمع يتعلق بما يقرب كالأصوات وهمس الحركات، فإنّ من سمع حسك وخَفِيَّ صوتك أقرَبُ إليك في العادة ممن يقال لك عنه : إنه يعلم، وإنْ كان علم الله متعلقاً بما ظهر وبطن وواقعاً على ما قرب وبعُد، فكان ذكر السمع أوقع في باب التخويف من ذكر العليم؛ فهو أولى بالتقديم .ويمكن أنْ يقال : إن السمع من وسائل العلم فهو يسبقه .


السؤال الرابع:
ما معنى (الشقاق) في الآية؟

الجواب:
(الشقاق) مأخوذ من الشق، كأنه صار في غير شقٍ صاحبه بسبب العداوة، وقد شقّ عصا المسلمين إذا فرّق جماعتهم وفارقها، ونظيره (المحادّة) وهي أن يكون هذا في حد وذاك في حد آخر، و(التعادي) مثله، لأن يكون هذا في عدوة وذاك في عدوة أخرى، و(المجانبة) أن يكون هذا في جانب وذاك في جانب آخر .
و(الشِقّ) بالكسر نصف الشيء وهو الناحية من الجبل، و(الشقيقة) وجعٌ يأخذ بنصف الرأس والوجه، والشِقّ أيضاً من المشقة ومنه قوله تعالى : (إلا بشق الأنفس)، والشقيق الأخ ،
و(الشِقاق) الخلاف والعداوة . و(الشَقّ) بفتح الشين واحد (الشُقوق) .والله أعلم.



مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة: 137-141] image.png.9654eac06a



(صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ) [البقرة: 138]


السؤال الأول:
ما دلالة (صِبۡغَةَ) في الآية ؟

الجواب:
الصبغة هي إدخال لون على شيء بحيث يغيره بلون آخر، والصبغ ينفذ في المصبوغ خاصة إذا كان المصبوغ له شعيرات ومسام كالقطن أو الصوف، أمّا الألياف الصناعية فلا يمكن أنْ تصبغ.
وأمّا الطلاء فهو طبقة خارجية تستطيع أنْ تزيلها مثل طلاء الأظافر للسيدات. قال ﷺ : «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»
فكأنّ الإيمان صبغة موجودة بالفطرة، إنها صبغة الله فإنْ كان أبواه مسلمين ظل على الفطرة، وإنْ كان أبواه من اليهود أو النصارى فإنهما يهوِّدانه أو ينصرانه، أي: يأخذانه ويضعانه في ماء ويقولون صبغناه بماء المعمودية.
ويريد الله أنْ يبين أنّ ما يفعلونه من تعميد للطفل لا يعطي صبغة؛ لأنّ الإيمان والدين لا يأتيان من خارج الإنسان وإنما يأتيان من داخله، وبالتالي فإنّ إيمان غير المسلمين هو طلاء خارجي وليس صبغة، وهذا الطلاء من عندهم هم، أمّا ديننا فهو صبغة الله تعالى.
وهل هناك صبغة أحسن من صبغة الله؟ طبعاً: لا؛ لذلك فنحن له عابدون مطيعون لأوامره ومجتنبون لنهيه، هذه هي صبغة الله، إنها الصبغة التي تتخلل الشيء وتصبح هي وهو شيئاً واحداً لا يفترقان.
وقيل : سُمي الدين صبغة لأنّ هيئته تظهر بالمشاهدة من أثر الطهارة والوضوء ، قال تعالى : (سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ) [الفتح:29] .
وفي قوله تعالى : (صِبۡغَةَ ٱللَّهِ) استعارة تصريحية شبّه الدين الإسلامي بالصبغة وحذف المشبه وأبقى المشبه به ، وسمّى الله الدين صبغة حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين كما يظهر أثر الصبغ في الثوب.


السؤال الثاني:
ما إعراب (صِبۡغَةَ) ؟

الجواب:
في نصب ( صبغة ) وجوه منها :
- بدل من ( ملة) .
- مفعول به بتقدير: ( الزموا صبغة الله ).
- تمييز.


السؤال الثالث:
ما الفرق في الدلالة بين قوله تعالى في هذه الآية: (صِبۡغَةَ ٱللَّه) وبين قوله تعالى : (فِطۡرَتَ ٱللَّهِ) [الروم:30] ؟


الجواب:
الفطرة جبلّة النفس وخصائص النفس, وهي ما فطرت عليه النفس, قال تعالى:
(فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ) [الروم:30].
وخصائص النفس تتوافق توافقاً تاماً مع منهج الله وأحكام الدين , فإذا أقمت وجهك للدين، أي خضعت لكل أوامره، واجتنبت كل نواهيه , فهذه الأوامر، وهذه النواهي هي نفسها الفطرة التي جبلت عليها, بينما الفطرة كمال في الإنسان.
قال ﷺ : «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»
فكأنّ الإيمان صبغة موجودة بالفطرة، إنها صبغة الله فإنْ كان أبواه مسلمين ظل على الفطرة، وإنْ كان أبواه من اليهود أو النصارى فإنهما يهوِّدانه أو ينصرانه، أي: يأخذانه ويضعانه في ماء ويقولون صبغناه بماء المعمودية.
وملخص الفرق في الدلالة بين الفطرة والصبغة :
1ـ الفطرة أن تحب الخير ، لكنّ الصبغة أن تكون خيراً .
2 ـ الفطرة أن تحب الرحمة ، لكنّ الصبغة أن تكون رحيماً .
3ـ الفطرة أن تحب العدل، لكنّ الصبغة أن تكون عادلاً .
فالصبغة أكبر ثمرة من ثمرات الإيمان .
والله أعلم .


مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة: 137-141] image.png.9654eac06a


(قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ) [البقرة: 139]


السؤال الأول:
ما دلالة الاستفهام في هذه الآية ؟


الجواب:
في قوله تعالى: (أَتُحَآجُّونَنَا) [البقرة:139] استفهام ولكنه خرج عن دلالته الأصلية وهو الاستفهام عن شيء مجهول إلى التعجب والتوبيخ.


السؤال الثاني:
قوله تعالى في الآية: (وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ) [البقرة:139] فلِمَ قال تعالى: (لنا أعمالنا) ولم يقل: (أعمالنا لنا) لا سيما أنَّ (لنا) متعلق بخبر محذوف للمبتدأ (أعمالنا)؟

الجواب:
قدّم تعالى الجار والمجرور: (لنا) على قوله: (أعمالنا) للاختصاص، أي: لنا أعمالنا الخاصة بنا ولا قِبَل للآخرين بها، فلا تحاجّونا في أنكم أفضل منا.والمراد من هذا القول النصيحة لهم وإرشادهم للأصلح .


السؤال الثالث:
ما دلالة هذه الآية ؟

الجواب:
المراد بالمحاجّة في هذه الآية هي المجادلة فيما تضمنته بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من نسخ شريعتهم، وفضله وفضل أمته ، وهذا راجع إلى حسدهم، ولا يوجد مجادلة في ذات الله تعالى .
وتكون المجادلة عادة بين خصمين في الأمور الخلافية، وكلٌ منهما يريد نصر حجته وإبطال حجة الطرف الآخر، والمطلوب أن تكون هذه المحاجة بالتي هي أحسن حتى يتضح الحق ويتبين الباطل وتصفو النفوس . والله أعلم .


مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة: 137-141] image.png.9654eac06a



(أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِ*ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ١٤٠) [البقرة: 140]



السؤال الأول:
لماذا لا يذكر سيدنا إسماعيل مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في القرآن ؟

الجواب:
انظر الجواب في آية البقرة[125].


السؤال الثاني:
ما أهم الدلالات في هذه الآية ؟

الجواب:
1ـ ( أمْ) عاطفة متصلة معادلة للهمزة ، أو منقطعة بمعنى ( بل ) .
2ـ هذه الآية دعوى أخرى ومحاجّة في رسل الله ، حيث يزعم اليهود أنهم أَوْلى برسل الله المذكورين في الآية من المسلمين ، فردّ الله عليهم بسؤالهم : هل أنتم أصدق أم الله ؟ وهذا لا يحتاج إلى جواب ، فهو في غاية الوضوح والبيان ، ولا أحد أظلم ممن جمع بين كتمان الحق وعدم النطق به، وأظهر الباطل ودعا إليه .
لذلك جدالكم ـ أيها اليهود ـ في نسبة إبراهيم وذريته إلى اليهودية أو النصرانية ليس له مجال ، فلستم بأولى بهؤلاء الرسل الكرام من المسلمين ، وأَولى الناس بهم هم الذين سلكوا طريقهم ولم يحرفوا دينهم ، فإبراهيم لم يكن مشركاً ، ولذلك فإنّ أولى الناس بإبراهيم هو النبي محمد عليه السلام ومن آمن معه .
3ـ كتمانكم للحق وإظهار ضده ظلمٌ عظيم ، وأمركم لا يخفى على رب العالمين .
4 ـ قوله تعالى : (وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ) كلام جامع لكل وعيد .
والله أعلم .

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" ‏[البقرة: 137-141] image.png.9654eac06a


(تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡ*َٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ١٤١ ) [البقرة: 141]


السؤال الأول:
لماذا كررت(تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ) في الآيتين 134 و 141 في نفس السـورة ؟


الجواب:
انظر الجواب في الآية [134].


السؤال الثاني:
ما دلالة هذه الآية ؟

الجواب:
المعنى العام لهذه الآية : هذه أمةٌ من أسلافكم قد مضت ، فلا تتعلقوا بالمخلوقين ، ولا تغتروا بالانتساب إليهم ، فالعبرة بالإيمان والتقوى ، ومن كفر برسول فقد كفر بسائر الرسل .
وكُررتْ الآية لأنّ الاختلاف موطنُ المحاجّة ، وإذا كان الأمر كذلك فاسلكوا طريق الإيمان بالله وحده وبخاتم الرسل محمد عليه السلام ، واتركوا الاتكال على آبائكم وأجدادكم ، فالإنسان ينتفع بعمله وليس بالانتساب إلى أصله وحسبه ونسبه . والله أعلم .


مثنى محمد هيبان
رابطة العلماء السوريين











الكلمات الدلالية (Tags)
", 137-141], ‏[البقرة:, في, من, مختارات, القرآن", البيان, تفسير, روائع, سور

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دار LILI BLANC يطلق مجموعة "Reflection" لموسم ربيع وصيف 2023 ام رونزا ازياء وملابس موضة واناقة 5 02-23-2023 02:28 AM
"مركبات جديدة" مميزات لعبة جراند ثفت أوتو 5 الإصدار الأخير 2021 Grand Theft Auto ام رونزا مواضيع عامه ومنوعه 0 11-23-2021 01:44 AM
Garnier Skin Naturals BB،كريم أساس"Fit Me،ماسكرا Twist Up The Volume،مصحح الحواجب من "MN ام رونزا ميك اب ومكياج 0 10-27-2020 10:31 PM
Bento lunchbox ideas افكار لاعداد وجبة فطور صحيه،أحدث أفكار "اللانش بوكس" لتعزيز مناعة طفلك ام رونزا اطباق واكلات للاطفال 0 09-19-2020 04:54 PM
صور من الريف تحاكي البيئة الفراتية البسيطة،صور "ديكورات" ريفية بطلّة عصرية 2020 ام رونزا صور 2021 1 06-18-2020 09:57 PM


الساعة الآن 12:43 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل