تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=23349
1326 0
انواع عرض الموضوع
01-03-2023 09:54 PM
#1  

افتراضيروائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية60 حتى64


(قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين)60


الملأ مجموعة متنفذة من الناس، لها سلطة، لها كلمة مسموعة، لها قول، بل لها حتى كذلك بسطة في المنظر وفي المكانة الاجتنماعية المرموقة تملأ العين، حين يراهم الناس لهم مكانة، ولكن المكانة الاجتماعية والسلطة وأن يكون الإنسان متنفذاً وأن يكون له فعلاً مكانة مرموقة بين الناس لا تغني عنه شيئاً، أبداً، إذا لم يوظف ما مكّنه الله سبحانه وتعالى في طاعته وفي عبادته، كل هذه الأشياء ستذهب عنه

روائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية60 حتى64 820794.jpg&key=8

النصيحة ..فن لا يجيده الكثيرون!


( قال يا قومي ليس بي ضلالة)
هم اتهموا نوح ضلال مبين، والضلال أنواع متعددة، الضلالات ليست على شكل واحد، وهذا النبي الكريم نوح عليه السلام، قال يا قومي ليس بي ولا حتى ضلالة واحدة، أنا لست فقط إني أنا لست في ضلال، ولكني بقوله ليس بي ضلالة، نفى عنه كل أشكال الضلال، الجهل، التعالي، عدم المعرفة، أشياء مختلفة، كل أشكال الضلالة، الضلال ليس على شكل واحد،


(ولكني رسول من رب العالمين)


والآية هنا ببساطة الجواب وطبيعة النقاش الذي كان يدور بينه وبين قومه، وبين الملأ، يبين لنا حقيقة مهمة جداً، أن الإنسان في تعامله أصحاب المشاريع الخيرة الإصلاحية، ينبغي أن يتعاملوا مع الناس على قدر عقولهم فعلاً، وأن لا يكونوا بعيدين عن مستوى الفهم ولا حتى التعاطي الذي يتعاطونه مع أقوامهم المختلفين في مداركهم ومفاهمهم وعقولهم، كلمات موجزة
(ليس بي ضلالة، ولكني رسول من رب العالمين)

ما هي وظيفة الرسول فقط (أبلغكم)، كل الرسل جاؤوا بدعوة البلاغ، وبمهمة البلاغ، الرسالة في حد ذاتها، مفهومها ومنطوقها، أنا ليس لي فيها شيء، هذا ما أراد أن يقوله هذا النبي الكريم، وكل الأنبياء، محتوى الرسالة ليس للنبي فيه دخل أبداً، فقط التبليغ، (أبلغكم رسالات ربي)، ولكن هذا البلاغ لا ينفك عن النصح،


(وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون)،


والنصح أن يتحرى الإنسان أفضل شيء ليقدمه للآخرين، والنصح لا يمكن أن يكون من طرف غير محب، النصح فن نحن نفتقده في كثير من الأحيان أذكر أني في يوم من الأيام وقفت على كتاب باللغة الإنجليزية، اسمه The art of Advice ، فن النصيحة، يتكلم عن الآداب وعن الطرق وعن الوسائل وعن ما يمكن أن نطلق عليه سيكولوجية النصح، فهم نفسية المقابل الطرف الذي أنصح له، وكيف يمكنني أن أتعامل معه، ولكن في خضم ما نحن فيه ، أصبحت النصيحة في زماننا وصعرنا، ثقيلة على النفس، لا تنجذب إليه النفوس، لأن أصبح هناك خلط في المفاهيم، هنا النبي الكريم نوح عليه السلام أوضح في هذا الخطاب مع قومه أن دوره دور مبلغ، ولكن هذا البلاغ قائم على النصح، قائم على محبة الخير له، قائم على محبة أن يقدم لهم أفضل ما يمكن، ولذلك هو يبلغهم ويقدمه لهم، وهذا لفتة جميلة جداً في باب النصيحة، مهم جداً أن الإنسان حين ينصح يؤكد للطرف الآخر ليس فقط بالكلمات بالتصرف، ويمهد له بأن الدافع الأساسي والأصلي وراء تلك النصيحة إنما هو للمحبة والخوف، وهو في بداية الأمر قال أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، ناصح، ولذلك هذه المفاهيم وإشاعة تلك المفاهيم وبنائها مع قضايا النصح والتناصح، نحن نحتاج إليها اليوم، هذا لنجدد مفاهيم النصيحة في حياتنا، لكي لا تصبح النصيحة فعلاً عبئاً على الناصح وكذلك شعوراً بأنها ثقيلة وغير مقبولة من قبل المنصوح، نحتاج أن نشيع هذه المفاهيم فيما بيننا، في المقابل يحتاج كذلك الإنسان أن يتواضع الإنسان الناصح، ونحن في حديثنا وتدبرنا لهذه الآيات لنا أن نتخيل، نحن في مجتمعنا، قوم نوح هذا مجتمع، مجتمع فيه ناصح وفيه الملأ، فيه فئةع فئة الملأ، وهذه الفئة بطبيعة الحال كما ذكرنا قبل قليل متنفذة متمكنة تقوم بتزييف الحقائق وتزويرها، لدرجة أنها تقول عن الحق أنه ضلال مبين، والفئة الأخرى هي فئة الناصح، الناصح الأمين، الذي يريد أن يوصّل رسالة حقيقية، رسالة قائمة على الصدق وليست على التزييف أو التزوير، والذي يلفت النظر كل مجتمع قديماً وحديثاً، لا يخلو من هاتين الفئتين، أبداً، أفراد أو جماعات، فئة الملأ الذين يقومون بالمداهنة على حساب مصلحة الناس، المصلحة العامة، ويصدون عن سبيل الله، والفئة الأخرى فئة الناصحين، لماذا بعض الناس لا يقبل على الناصحين ويقبل على هؤلاء الملأ، لأن الملأ يتخيرون الكلمات والأوصاف والأمور التي يزيفون بها الحقائق، فتظهر الحقيقة بغير ما هي عليه

روائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية60 حتى64 519b105c1c1a420271ea

ليس كل ناصح أمين


فقد لبس "ابليس" رداء النصح

عندما اخرج آدم من الجنة



التزييف أسلوب من أساليب إبليس، إبليس حتى حين جاء إلى آدم عليه السلام وإلى زوجه، قاسمهما إني لكما لمن الناصحين، وتدبروا معي، نحن قلنا ونقول في أكثر من مرة، آيات الكتاب العظيم التناسب فيما بينها عجيب، بالكلمة بالآية بالمقاصد بكل شيء، في بداية سورة الأعراف ربي عز وجل حكى عن إبليس فقال



(وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)


والآن ربي سبحانه وتعالى يذكر في كل قصص الأنبياء



( وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)


ولكن الفارق بين ما قاله إبليس بلسانه من النصح والدعاة كذباً وزوراً لآدم وبين ما يقوله هؤلاء الأنبياء حقيقة لأقوامهم فارق شاسع، إبليس إدعّى مجرد إدعاء أنه بل أقسم على هذا الادعاء، وهذا ما جعل آدم عليه السلام، يظن بأنه طالما أنه أقسم كيف يقسم بالله إذاً وهو كاذب، فبهذا الطريقة استطاع أن ينفذ إلى ما يريد إبليس، ولكن النصيحة في واقع الأمر ليست إدعاء، ليست مجرد كلمات، ليس كل من قال لك أنا أنصح لك، وأنا ناصح، فقد نصح


إذاً ما الأمر، الأمر أن تحكم أنت عقلك في فحوى ومحتوى هذه الرسالة التي يقول عنها أنها نصيحة، هذا هو الكلام تنظر في مقدماتها وعواقبها ونتائجها، هذا المفتاح هذا صمام الأمان، الذي يُنجي وينجّي الإنسان فعلاً من الوقوع في هذه الإشكالية الخطيرة، كثير من البشر اليوم قد يدعي أنه ينصح لك، فكيف تعرف من ينصح لك حقيقة ممن لا يفعل، أن تنظر في محتوى النصيحة، وتنظر في مقدماتها وتنظر في نتائجها، وتوازن بين الأمور


روائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية60 حتى64 f6dea1568315ef620079

( فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك)
النتيجة التكذيب العام بالرسالة، وأعطانا النتيجة مباشرة، وهذا أيضاً مناسب تماماً لما يخاطب به النبي صلّ الله عليه وآله وسلم، النبي صلوات الله وسلامه عليه، عاش فترة طويلة من الزمن، بل ومات عليه الصلاة والسلام ولم يرى كل النتائج المترتبة على تكذيب قومه، ولكن ربي سبحانه وتعالى هنا في الآيات، أعطانا النتيجة مباشرة، النتيجة محسومة



ما من إنسان يكذب بمنهج الأنبياء والرسل، بالمنهج الذي أنزله الله سبحانه وتعالى فتكون عاقبته خيراً، أبداً، سواء رأينا تلك العاقبة في حياتنا أم لم نرى،


(فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك، وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوماً عمين)الاعراف 64


باختصار شديد قوم عمين، الحقائق كانت موجودة أمام أعينهم، ولكن الإشكالية في كثير من الأحيان ليست في وجود الحقيقة أو عدمها، الإشكالية في قدرة الإنسان على أن يبصر تلك الحقائق أو يتجاهل وجودها، وهذا إشكالية خطيرة، الحقيقة والإيمان بالله سبحانه وتعالى موجود، ولكن موجود لمن، من الذي يراه، يراه أولئك الذين استطاعوا أن يبصروا الحقائق، ويعجزون عن رؤية هؤلائك من؟



العمين، الذين لا يرون، لا يرون ليس لأن ليس لديهم حاسة الإدراك أو البصر أو الرؤية، لأ، ليست لديهم القدرة على الإبصار، قد يكون الإنسان لديه قدرة على الرؤية بالجارحة بالعين، ولكنها غير كافية لأن تجعل تلك الصورة التي يراها في الحق في الواقع تدخل إلى نفسه فتصبح حقيقة وهذه إشكالية التكذيب بالأنبياء

لذلك ربي سبحانه وتعالى قال في أكثر من مرة


(فكذبوه)،( كذبوا بآياتنا )،


لماذا التكذيب وكذب، لأن الأمر كان صادقاً وواقعاً وحقيقةً، والكذب بمعنى أن يأتي الإنسان بشيء مغاير للواقع وللحقيقة وللصدق، وهذا بالضبط ما قام به هؤلاء، ربما يكون ممن قد اتبع نوح عليه السلام وآمنوا برسالته من الفقراء ليسوا من الملأ، القرآن لم يذكر عنهم هنا شيء في هذا الآية في هذي السياق، فقط قال


(وأنجيناه والذين معه )


ولكن المسألة ليست مسألة مكانة ولا تنفذ في المجتمع، المسألة في النتيجة العاقبة، ما هي العاقبة


( فأنجيناه والذين معه)


وهؤلاء القوم الذين كانوا قد تنفذوا في مجتمعاتهم، النتيجة



(وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا)


المصائر، مصائرنا نحن كبشر، لا ترتبط بمكانتنا لا الاجتماعية ولا المادية ولا السياسية ولا أي شيء، ترتبط بأعمالنا، ترتبط بما نقدمه من عمل، ترتبط بما نخرجه،


(والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا)


المسألة ليس مسألة ما مكنني الله سبحانه فيه، أبداً، السؤال والمسألة المهمة ماذا سينتج بعد ذلك من نتائج لما مكنني الله سبحانه وتعالى فيه، وهذا أمر عظيم جداً ، عظيم جداً في التناسب بين هذه القصة قصة نوح عليه السلام التي ابتدأها وبما بدأ به سبحانه وتعالى في سورة الأعراف، قصة تبين مسيرة الإنسان، تبين المحطات التي يمر بها الإنسان في حياته ونتائج الوقوف فيها أولاً بأول ثم إن هذا السرد السريع المقصود في الآيات يبين كذلك أن الحياة للأمم والأفراد مهما طالت فهي محدودة قصيرة، وأن المسألة ليست في الفترة التي يقضيها البشر، وإنما المسألة الحقيقية في العمل الذي يقومون به ويخلفونه ورائهم.



اسلاميات









الكلمات الدلالية (Tags)
لد.رقية, الآية60, الاعراف, البيات, العلواني, حتى64, روائع, سورة


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل