تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=23377
972 0
انواع عرض الموضوع
01-08-2023 09:29 PM
#1  

افتراضيروائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية80-95 فاحشة قوم لوط




فاحشة قوم لوط


(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (80الأعراف) )

لم يقل لهم


(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)

الايات في سورةالاعراف لم تذكرقضية التوحيد في قصة قوم لوط


ذكرت قضيه الفاحشه والعياذ بالله الشذوذ والانحراف الجنسي الذي كان قد شاع في القوم ومما لا شك فيه أن هذه الجريمه النكراء وهذا الانحراف الذي وقع في قوم لوط على غير سابقة على احد من العالمين كانو سباقين في هذا المجال كانوا قد سبقوا الأقوام الأخرى في ابتداعه وتفننهم في هذه الفاحشه البغيضه المنكرة المخالفة للفطرة ولكن ايضا دعوة التوحيد تتضمن النهي عن الفساد


فلما جاء الله سبحانه وتعالى بقوله قال لقومه مباشرة

(أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ)

مما يمكن أن يتدبر فيه الانسان وهو يقرا القرآن العظيم هو القدرة على أن يربط الانسان ما بين ايات الكتاب ومابين ما يحدث لنا في الواقع نحن في واقع الحياة نرى في كثير من الأحيان أن الطبيب المعالج قد ياتي عليه مريض والمريض أصيب في حادث معين والحادث ادى الى حدوث نزف حاد في جسد ذلك الانسان الطبيب أول مايستقبل المريض في المستشفى يحاول أن يفعل اي شيء ليوقف النزيف هو ممكن ان يكون هذا المريض مصاب بأمراض خطيره جدا حتى ممكن يكون مصاب بسرطان مثلا ممكن يكون مصاب بأشياء فعلا كفيلة بأن تودي بحياته ولكن اول ما يفعله الطبيب في معالجة ايقاف النزيف النزيف الحاد الذي هو الحالة الطارئة التي مرت على هذا المريض ثم بعد ذلك يتناول بالعلاج بقية الاشياء


وربما واقول الله أعلم يكون السبب وراء البدء بذكر هذه الفاحشه إستنزاف حاد حقيقي لكل مقومات الفطرة الانسانية فكان من غير المعقول أبدا ونحن نعلم أن القرآن العظيم كلام يخاطب الله به واقع الإنسانية ربي سبحانه وتعالى حين يخاطب الأقوام المختلفة ويخاطبنا بالكتاب يخاطب إنسان هو سبحانه وتعالى عالم بمكنونات نفسه وطبيعته وما يصلح أن يخاطب به أو لا يخاطب ومتى ينبغي أن يخاطب بهذا الكلام أو لا يخاطب ربي سبحانه اللطيف الخبير العالم ولذلك كان مناسب جدا أول ما يبدأ به النبي لوط عليه السلام في دعوته إيقاف النزيف الحاد الشذوذ الجنسي والعياذ بالله هذا الإنحراف الذي وقع في القوم استنزاف حاد لكل معاني الفطرة البشرية الانسانية كان لابد أن يقوم بإيقافه خاصة أنه و لم يظهر في أمة سابقة هم ابتدعوه من تلقاء وساوس الشياطين من تلقاء هم قاموا بالبدء بهذه الفاحشه و التفنن في ذلك الأسلوب من الفساد الذي لم يكن موجود فيما قبل فكان لابد اولا من ايقاف ذلك ثم بعد ذلك اذا ماتمت الاستجابه تاتي القضايا المختلفة مثل قضية التوحيد

روائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية80-95 فاحشة قوم لوط large_1238245190.jpg
الضراعة إلى الله



(أخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ (الأعراف(94)) ))

ابتلاءات الدروس العبر العظات التي ينبغي ان يكتشفها ويقف عليها اصحاب العقول من هذه الأمم ويدرك أن ما يمر به من محن سواء كانت على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي بأساء وضراء في أنفسم في أموالهم أولادهم في صحتهم حتى في الأرض التي يحيون ويعيشون عليها كل ما يمرون به إنما هو لاجل تحقيق أمر ما أن تتولد عند تلك الأمة والمجتمع الفرد والجماعة على حد سواء حالة من الضراعة والضراعة في اصل اللغة من الضرع ضرع الدابة ولكن المقصود هنا ان تتولد عند الإنسان حالة نفسية تعود به الى الله سبحانه وتعالى والشعور التام بشدة عجزه وذله بين يديه وافتقارهذا العبد لرحمة الله سبحانه وتعالى

ولذلك عدد من السلف روي عنهم في الدعاء قالوا
وهذا ذلي ظاهر بين يديك الذل


أرقى أنواع العبودية وحالات العبوديه لله عز وجل ان يستشعر الإنسان مدى العجز أمام قوة الله سبحانه وتعالى مدى ضعفه امام قوة القوي سبحانه مدى ذله وانكساره وخضوعه امام الجبار المتكبر الذي بيده الملك هذه الحالة هي التي ينبغي ان تتولد عند الإنسان عندما يمر في المحن والشدائد في اي شي يمر عليه اما اذا مرت تلك المحن مهما كانت صعبة سهلة كثيرة قليلة هذه المحن اذا مرت على الإنسان والمجتمع والأمة ولم تولد عنده تلك الحالة من الضراعة فقد اصبحت لا معنى لها أصبح ذلك الإنسان غير قادر على ان يستقرأ ويقرأ بوعي وبموضوعية الاحداث التي يمر بها والقرآن العظيم كتاب يعلمنا مع قراءتنا له ان نقرأ الواقع الذي نعيش فيه الضراعة هي ما تحتاج اليه كل الأمم وخاصة حين تمر بالمحن والأزمات و الضراعة ليست مجرد حالة نفسية فقط تبقى بين العبد وربه ولا تخرج الى واقع الحياة ولا تصلح الفاسد ولا تغير في ذلك الفساد الذي قد تعمق انتشر لا ولكنها في الأمم التي تخدرت فيها أجهزة الإحساس والإستقبال لاتولد شيئا ممكن حتى قد تحدث حالة ضراعة لأن الشدة بطبيعتها الإنسان في ساعة الشدة لا شك انه مهما كان خاصة اذا بقي فيه شيء من الخير تراه يعود الى ربه منكسرا متذللا

الإبتلاء بالنعمة من أشد أنواع الإبتلاء

وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ (الاعراف 95)))

شي طبيعي ان يكون هناك سراء وضراء ليس هناك في الأمر أي نوع من انواع الحكمة ينظر الى تقلب الأحوال في الأفراد والأمم والمجتمعات فلا تحرك فيه ساكن من الإيمان لاتحرك فيه أملا يدفع به للرجوع لخالقه سبحانه وتعالى اشكالية خطيرة جدا إذا أصبحنا نألف تغير الأحوال في الأمم وفي أنفسنا وتقلبنا دون أن ندرك الحكمة من وراء ذلك وقعنا في إشكالية خطيرة هذه الأحداث لا ينبغي ان تألف هذه الأحداث العاقل يقف أمامها وقفت الإنسان المتعلم الراغب في أن يدرك ما وراء الاشياء يقرأ كما يقال ما بين السطور يدرك ان الله سبحانه وتعالى لون له هذه الأحوال ليعود إليه ليرجع إليه الباساء والإمتحان بالبأساء وبالشدة وبالرخاء له هدف غاية وكثير من الناس يرجع الى الله في الشدة ولكنه لا يرجع في الرخاء لايدرك أن الرخاء وأن تفتح عليه الدنيا وأن يؤتى من الأموال ومن الصحة ومن القوة وما شابه إبتلاء كثيرون لا يصمدون أمام ذلك


كذلك روي عن بعض السلف والصحابة قالوا إبتلينا بالشدة فصبرنا وإبتلينا بالسراء فلم نصبر وهذا من ورعهم وزهدهم في الدنيا ولكن في واقع الأمر أن الإبتلاء بالنعمة من أشد أنواع الإبتلاء إختبار ربي سبحانه وتعالى حين يفتح على الأمم وعلى الأفراد أبواب الرخاء والسعة و الترف فربي سبحانه وتعالى إنما في واقع الامر يبتلي مالموقف في مثل ذلك الحال الموقف أن ندرك كما يدرك في الشدة أنه عاجز وأن ربه القوي انه ضعيف وأن الله سبحانه هو القادر على كل شي قدير و أن ما بكم من نعمة وماهم فيه من نعمة انما هو من باب الإبتلاء والإختبار فالينظر كيف هو عمله ما طبيعة ذلك العمل الذي يقوم به في حياته فتحت عليه الدنيا أموال صحة قوة أمان استقرار

ماذا فعلت بها ماذا فعلت بالاستقرار الذي خولك الله به تلك النعم ماذا فعلت ماذا حققت ماذا انجزت المسألة ليست ماتملك وليس ما عندك لأن ما عندك وما تملك انما هو إبتلاء من الله سبحانه هو عطاء الرب ولكن السؤال ماذا فعلت إنت بذلك العطاء ماذا قدمت بذلك العطاء ماذا حققت من انجازات على صعيد مقاومة ومكافحة الفساد واقامة الصالح و الخيروالنفع للبشر ماذا فعلت ماذا حققت من الأشياء التي أمر الله عز وجل بتحقيقها في حياتك وحياة الناس هذا هو السؤال

فاذا لم تتولد عند الانسان كل هذه التساؤلات ولم يولد لديه امتحان الشدة و امتحان الرخاء رجعة ويقضة و لله سبحانه وتعالى جاء العذاب

(فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (الاعراف 95)) )

فجأة الرب الذي هو قادر على العطاء قادر على الأخد الرب الذي فتح لك أسباب الدنيا قادر على إغلاقها بيده كل شي فعليك ان تقرأ وعليك ان تدرك وعلى العاقل أن لا يركن الى الدنيا ولا يفرح بإقدامها ولا بإقبالها لأن من طبائعها نها إذا أقبلت ستدبر قريبا واذا أعطت فإنها ستأخذ قريبا الأخذ والعطاء سنة من السنن قائمة في الافراد وفي الامم.



اسلاميات










الكلمات الدلالية (Tags)
فاحشة, قوم, لوط, لد.رقية, الآية80-95, الاعراف, البيات, العلواني, روائع, سورة


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل