منتدى العالم الاسلامي

كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة فقط مواضيع في الدين - Islamic Forum

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=23382
1252 1
01-09-2023 07:14 AM
#1  

افتراضيفوائد الابتلاء


ابْتِلاءُ المؤمنين في الدُّنيا أَمْرٌ لا بُدَّ منه؛ قال سبحانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت:2-3]. قال ابنُ كَثِيرٍ رحمه الله: "قَوْلُهُ: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ، وَمَعْنَاهُ: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا بُدَّ أَنْ يَبْتَلِيَ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِحَسْبِ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الإِيمَانِ؛ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: “أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلَابَةٌ زِيدَ فِي البَلَاءِ”".



ثم قال: "وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) أَيِ: الَّذِينَ صَدَقُوا فِي دَعْوَاهُمُ الإِيمَانَ، مِمَّنْ هُوَ كَاذِبٌ فِي قَوْلِهِ وَدَعْوَاهُ؛ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ. وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ عِنْدَ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ".


والبَلاءُ يكونُ مِنْحَةً، ويكونُ مِحْنَةً؛ قال الرَّاغِبُ الأصفهانِيُّ رحمه الله: "وسُمِّيَ التَّكْلِيفُ بَلاءً مِنْ أَوْجُهٍ:



أحَدُها: أنَّ التَّكالِيفَ كُلَّها مَشَاقٌّ على الأبدان، فَصَارَتْ -من هذا الوَجْهِ- بَلاءً.


والثَّاني: أنّها اخْتِبارات، ولهذا قال اللهُ عزَّ وجلَّ: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ)[محمد: 31].


والثَّالِث: أنَّ اخْتِبارَ اللهِ تعالى للعباد؛ تارَةً بِالمَسَارِّ لِيَشْكُروا، وتارَةً بِالمَضَارِّ لِيَصْبِروا، فَصَارَتِ المِحْنَةُ والمِنْحَةُ جَمِيعًا بَلاءً، فالمِحْنَةُ مُقْتَضِيَةٌ للصَّبْرِ، والمِنْحَةُ مُقْتَضِيَةٌ للشَّكْرِ. والقِيامُ بِحقوقِ الصَّبِرِ أَيْسَرُ مِنَ القِيامِ بِحقوقِ الشُّكْرِ، فَصَارَتِ المِنْحَةُ أَعْظَمَ البَلاءَيْنِ". ويُصدِّقُه: قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه: “بُلِينَا بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، وَبُلِينَا بِالسَّرَّاءِ فَلَمْ نَصْبِرْ” رواه ابنُ المُبارَكِ في (الزُّهْدِ).


عباد الله: هناك فَوائِدُ لابْتِلاءِ المُؤمِنين تَعُودُ عليهم، ومن أهمها:
1- مَعْرِفَةُ عِزِّ الرُّبوبيةِ وَقَهْرِها، وذُلِّ العُبودِيَّةِ وكَسْرِها: أشْرَفُ المَقاماتِ مَقامُ العبوديةِ للهِ رَبِّ العالَمِين؛ قال ابنُ القَيِّم رحمه الله – عند حَدِيثِه عن فوائِدِ الابتلاءِ في غَزوةِ أُحُدٍ: "وَمِنْهَا: اسْتِخْرَاجُ عُبُودِيَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَحِزْبِهِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَفِيمَا يُحِبُّونَ وَمَا يَكْرَهُونَ، وَفِي حَالِ ظَفَرِهِمْ وَظَفَرِ أَعْدَائِهِمْ بِهِمْ، فَإِذَا ثَبَتُوا عَلَى الطَّاعَةِ وَالعُبُودِيَّةِ - فِيمَا يُحِبُّونَ وَيَكْرَهُونَ - فَهُمْ عَبِيدُهُ حَقًّا، وَلَيْسُوا كَمَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنَ السَّرَّاءِ وَالنِّعْمَةِ وَالعَافِيَةِ. وَمِنْهَا: أَنَّهُ إذَا امْتَحَنَهُمْ بِالغَلَبَةِ وَالكَسْرَةِ وَالهَزِيمَةِ ذَلُّوا وَانْكَسَرُوا وَخَضَعُوا، فَاسْتَوْجَبُوا مِنْهُ العِزَّ وَالنَّصْرَ؛ قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ)[آل عمران: 123]، فَهُوَ سُبْحَانَهُ؛ إذَا أَرَادَ أَنْ يُعِزَّ عَبْدَهُ وَيَجْبُرَهُ وَيَنْصُرَهُ؛ كَسَرَهُ أَوَّلًا، وَيَكُونُ جَبْرُهُ لَهُ وَنَصْرُهُ عَلَى مِقْدَارِ ذُلِّهِ وَانْكِسَارِهِ".


2- إِخْلاصُ النُّفوسِ للهِ سبحانه، وخُلُوصُها مِنْ كُلِّ شَائِبَةٍ: فالابْتِلاء يُنقِّي النُّفوسَ مِنَ الشَّوائِبِ، والقلوبَ مِنَ الرِّياءِ، والعَمَلَ من الشِّرْكِ، ويُوَجِّهُهَا نَحْوَ الإخلاص، بحيثُ تَبْتَغِي - في قَوْلِها وعَمَلِها - رِضَا اللهِ وثَوَابَه؛ لأنَّ المُبْتَلَى إذا صَبَرَ لِوَجْهِ اللهِ، ورَفَعَ إليه الشِّكَايَةَ، وتَعَلَّقَ قلبُه به، وكَتَمَ بَلْواه عن النَّاسِ فَلَمَ يَعْلَموا بها، ولا بِصَبْرِه عليها؛ كان هذا هو عَيْنُ الإِخْلاصِ. حتى إنَّ بَقِيَّةَ أعمالِه تَتَأَثَّرُ بهذا الإخلاصِ الصَّادِقِ فتَصْطَبِغُ بها، فتكونُ كُلُّها لله وحدَه، وليس للبَشَرِ فيها حَظٌّ أبدًا.


3- الإِنابَةُ والرُّجوعُ إلى اللهِ، وتَصْحِيحُ المَسَارِ: لأنَّ سَبَبَ الابتلاءِ هي الذُّنوبُ والخطايا؛ فهذه فُرْصَةٌ للتَّذَكُّرِ والتَّفَكُّرِ والتَّوبَةِ؛ كما قال سبحانه: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الأعراف: 168]. فالابتلاءُ يُذَكِّرُ باللهِ، ويُصَحِّحُ المَسَارَ، ويُعَدِّلُ الخَطَأَ، ويُلَقِّنُ الإنسانَ دروسًا لا يَنْسَاها، ويَكْسِرُ كِبْرِياءَ النَّفْسِ.




4- تَكْفِيرُ السَّيِّئاتِ، ورَفْعُ الدَّرَجاتِ: إذا ابتُلِيَ الإنسانُ بمصيبةٍ في أهلِه أو جسدِه أو مالِه، فصَبَرَ على هذا الابتلاء، واحْتَسَبَ فيه؛ فإنَّ اللهَ تعالى يُكَفِّرُ عنه سيئاتِه، ويُعْظِمُ له في الأجر، ويَرْفَعُ مكانَتَه عند الناس، وفي الجَنَّةِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حُزْنٍ، وَلاَ أَذًى، وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ” رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا؛ يُصِبْ مِنْهُ” رواه البخاري. وقال أيضًا: “إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ” حسن – رواه الترمذي. فاللهُ تعالى هَيَّأَ لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ مَنَازِلَ فِي الجَنَّةِ لَمْ تَبْلُغْهَا أَعْمَالُهُمْ، وَلَمْ يَكُونُوا بَالِغِيهَا إلَّا بِالبَلَاءِ وَالمِحْنَةِ.



5- تَرْبِيَةُ المؤمِنِين، وثَنَاءٌ مِنَ اللهِ عَلَيْهِم: قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة: 155-157]. قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله – في قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) أَيْ: ثَنَاءٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.


فاللهُ تعالى لا بدَّ أنْ يَبْتَلِيَ عبادَه بالمِحَنِ؛ لِيَتَبَيَّنَ الصَّادِقُ من الكاذِبِ، والجَازِعُ من الصَّابِرِ، فهذه فائِدَةُ المِحَن. فإذا وَقَعَتِ المِحَنُ انْقَسَمَ النَّاسُ قِسْمَين: جَازِعِينَ وصَابِرِينَ، فالجَازِعُ: حَصَلَتْ له المصيبتان؛ فَواتُ المَحْبوب، وفَواتُ ما هو أعْظَمُ منها، وهو الأَجْرُ بامتثالِ أمْرِ اللهِ بالصَّبر. والصَّابِرُ: حَبَسَ نفسَه عن التَّسَخُّطِ، قَوْلا ًوفِعْلاً، واحْتَسَبَ أجْرَها عند اللهِ، فامْتَثَلَ أمْرَ اللهِ، وفاز بالثَّوَاب.


6- المُكَافَأَةُ في الدُّنيا: فمِنْ كَرَمِ اللهِ على عِبادِه الذين يَبْتَلِيهم؛ أنه يُكافِئُهُمْ في الدُّنيا، ويُعَوِّضُهُمْ على ما فَقَدوه. ومِنْ هذا القَبِيل: ما حَدَثَ لأَيُّوبَ عليه السلام؛ فقَدْ أعادَ اللهُ تعالى له أهلَه ومِثْلَهم معهم، وكذا ما حَدَثَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ زَوْجِ أبي طلحةَ رضي الله عنهما؛ حينما صَبَرَتْ على فَقْدِ ولدِها، واستقبلتْ زوجَها بالرِّضا والتَّسِلِيم، وحَدَثَ بينهما ما يَحْدُثُ بين الزَّوْجَين، فحَمَلَتْ، وأنْجَبَتْ وَلَدًا لأبي طلحةَ، سَمَّاه: "عبدَ اللهِ"، فكان له تِسْعَةٌ مِنَ الأبناءِ يَقْرَأُونَ القُرآنَ.


7- مَعْرِفَةُ قَدْرِ نِعْمَةِ العافِيَةِ، والتَّوَجُّهُ لِشُكْرِهَا: فلا يَعْرِفُ قَدْرَ النَّعْمَةِ إلاَّ مَنْ يَفْقِدُها، فإذا عَرَفَ قَدْرَهَا؛ شَكَرَ اللهَ عليها حَقَّ الشُّكْرِ عند حُصولِها. والشُّكْرُ مَدْعَاةٌ لِلمَزِيدِ مِنَ الخَيرِ، قال الله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)[إبراهيم: 7]. فيُصْبِحُ البَلاءُ مِفْتاحًا لِحُصولِ النِّعَمِ؛ نِعَمِ الدُّنيا والآخِرَةِ، وكَمْ للهِ مشنْ نِعْمَةٍ في طَيِّ البَلايا.


8- تَذَكُّرُ أحوالِ المسلمين، والدُّعاءُ لَهُمْ، ومُسَاعَدَتُهُمْ: فقد يكونُ بلاؤُهم أشد؛ فمنهم مَنْ يُقْتَلُ، ومَنْ يَجُوعُ، ومَنْ يَعْرَى، ومَنْ يُشَرَّدُ ويُطْرَدُ، ومَنْ يَفْقِدُ أهلَه وولدَه ومالَه، ومَنْ يَفْقِد بصرَه أو يدَه أو قدمَه، فإذا نَزَلَ بالمُسلِمِ بَلاءٌ تَذَكَّرَ أمثالَه في ذلك البلاء، وذاقَ ما ذاقوا، واكْتَوَى بالنَّارِ التي صُلُوا بها، فيَنْتُجُ له مِنْ ذلك الوقوفُ معهم، والدُّعاءُ لهم، ومُساعَدَتُهم بما يَسْتَطِيع.


9- صَلابَةُ عُودِ المُؤْمِنِ: النَّفْسُ تَصْهَرُها الشَّدائِدُ، فتَنْفِي عنها الخَبَثَ، وكُلَّما اشْتَدَّ البلاءُ قَوِيَ عُودُ المُؤمِنِ، واشْتَدَّتْ صلابَتُه، وحَسُنَتْ تربيتُه الإيمانيةُ وتَضْحِيَتُه؛ لِذلكَ ترى السَّابقين الأَوَّلِين من الصَّحابةِ كانَتْ تربيتُهم وبذلُهم، وجهادُهم يَخْتَلِفُ عن مَنْ بعدَهم من الصَّحابةِ والتَّابعينَ رضي الله عنهم أجمعين.


10- تَمْحِيصُ القُلُوبِ: قال تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[آل عمران: 154]. فعند الشَّدائِدِ والابتلاءِ تُخْتَبَرُ القلوبُ، ويُمَحَّصُ ما فيها من إيمانٍ ونِفاقٍ؛ فَالمُؤْمِنُ: لَا يَزْدَادُ بِذَلِكَ إلَّا إيمَانًا وَتَسْلِيمًا، وَالمُنَافِقُ: وَمَنْ فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ لَا بُدَّ أَنْ يَظْهَرَ مَا فِي قَلْبِهِ عَلَى جَوَارِحِهِ وَلِسَانِهِ.


11- زِيادَةُ الإِيمانِ، والانْتِصارُ على الهَوَى والشَّيْطَانِ: فكُلَّمَا زادَ ابتلاءُ المُؤمِنِ؛ كُلَّمَا زادَ قُرْبُهُ مِنَ اللهِ، وإيمانُه بالقضاءِ والقَدَرِ، وصَبَرَ وصَابَرَ، فكان ذلك انْتِصارًا عَظِيمًا على الهَوَى، ودَحْرًا للشَّيطان، حتى إنَّ الصَّبْرَ لَيَسْتَدْعِي الصَّبْرَ، كما أنَّ الحَسَنَةَ تُنادِي أُخْتَها.


12- فَوَائِدُ خَفِيَّةٍ لا نَعْلَمُهَا: مَرْجِعُها إلى عِلْمِ اللهِ تعالى وحِكْمَتِه، وهي مُتَفَاوِتَةٌ بِحَسَبَ الأشخاصِ والأحوالِ، وليس كُلُّ ما تَكْرَهُهُ النَّفْسُ شَرًّا، إنَّما قد يكونُ فيه الخَيرُ مِنْ حَيثُ لا نَدْرِي: (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)[البقرة: 206]؛ (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19].


محمود بن أحمد الدوسري



ملتقى الخطباء










01-14-2023 04:18 PM
#2  

افتراضيرد: فوائد الابتلاء

دعاء تفريج الهموم والمشاكل
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية خاصة في دعاء تفريج الهموم والغم والمشاكل:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قَال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، نصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فِيَّ قَضاؤك، أَسألك بِكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أَو استأثرت به في علم الغيب عندك: أَن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إِلَّا أَذهب اللَّهُ همه وحزنه، وَأَبدله مكانه فرجًا.


دعاء تفريج الكرب
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
  • عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئا
  • في حديث عن علي بن ابي طالب، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.
أدعية تفريج الهموم والمشاكل من القران
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه امر يقول دعاء الكرب ويدعو بعد ذلك بما أهمه وكان يستعين بالصبر والصلاة. إذا حزبه أمر، فزع إلى الصلاة، وصلى ما تيسر عليه الصلاة والسلام-عملًا بقول الله: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ.
ولذلك فالسنة للمؤمن إذا حزبه أمر أو أهمه أن يفزع إلى الصلاة والدعا وخير الدعاء هو الدعاء من القران ومن السنة. وكذلك وبالإكثار من الاستغفارفعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب.
وكذلك الاستعانة بالصلاة والسلام على رسول الله، والدعاء بالاسم الأعظم، ودعاء الكرب، ودعوة يونس عليه السلام. قال تعالى في سورة البقرة: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.
  • قال تعالى في سورة التوبة: فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  • قوله تعالى في سورة الأنبياء: وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • قوله تعالى في سورة غافر: فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
  • قال الله تعالى في سورة البقرة: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أدعية تفريج الهموم والمشاكل من السنة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه رضي الله عنهم دعوات عند المواقف المختلفة، وخص من هذه الدعوات أدعية عند الهم والغم والكرب حتى تزول:
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال.
  • في حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.
  • في حديث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو جهد أو لَأْوَاء فقولوا: الله ربنا لا شريك له.
  • عن عبد الله بن عمر قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
  • أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له .
أدعية تفريج المشاكل
  • يا رب أدعوك دعاءً لا أعرف كيف أرتبه، فأنت تبصر الفؤاد، وتلمس حاجة قلبي بيدك، فاللهمّ أيامًا كما أحب، وحالاً إلى ما هو أفضل، وهمًا لا يبقى قائمًا في صدري، وفرحة ليس لها إنتهاء، اللهمّ أمنياتي التي أنتظرها، اللهمّ طوّق قلبي بعقودٍ من الرضا، والراحة، والفرح.
  • اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا فاجعل بحولك وقوتك كل صعب علينا سهلا فإنك إن شئت جعلت الحزن سهلا. اللهم سهل كل الامور علينا وسهل مصاعب الدنيا وهونها علينا يا الله.
  • يا الله من كان مهمومًا ففرج همه، اللهم من كان مكروبًا فنفس كربه، اللهم من كام مديونًا فاقض دينه، اللهم من كان فقيرًا فأغنه.
  • اللهم يا مقيل العثرات، اللهم يا قاضي الحاجات، اللهم اقضي حاجتي، وفرج كربتي وارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم سخر لي رزقي.

أدعية للهم والغم
  • رب لا ترد مسألتي ولا تدعني بحسرتي ولا تكلني إلى حولي وقوتي وارحم عجزي وفقري وفاقتي وذلل صعوبة أمري وسهل طريق يسري فقد ضاق صدري وتاه فكري وتحيرت في أمري أنت العالم بسري وجهري المالك لنفعي وضري الفادر على تيسير عسري
  • إلهي طموح الأمال قد خابت إلا لديك وعكوف الهموم قد تعطلت إلا عليك ومذاهب النفوس قد ضلت إلا إليك فأنت الملجأ وإليك الملتجى
  • اللهم لا تجعل للهموم إلى قلبي سبيلًا ولا للباطل إلى عملي دليلًا، واختم لي بخير يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين
  • اللهم يا مالك ملوك العوالم كلها لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين رب تداركنا برحمتك ونجنا من الغم يا منجي المؤمنين وفرج عنا ما نحن فيه يا غياث المستغيثين أغثنا
  • يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرّج همي .. ويسرّ أمري و أرحم ضعفي و قلة حيلتي وأرزقني من حيث لا أحتسب يارب العالمين.
مقال حصرى : أجمل دعاء الأم ودعاء للام بالصحة والعافية
وايضا : دعاء تهنئة المولود الجديد الذكر بالرزق مستجاب
اقرا المزيد : دعاء الثناء على الله من القرآن
دعاء الاستخارة للزواج وشروط الإستجابة



اظهار التوقيع
توقيع
ام رونزا
يُقَالْ أنْ مِنْ تَعود عَلىَ الصَمتْ ،
باستطَاعتَهُ وَقتٍ { العِتَابْ} أنْ يُدمَر قَلبكَ بكلمَه .. !





الكلمات الدلالية (Tags)
فوائد, الابتلاء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل