تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=22608
1478 0
انواع عرض الموضوع
10-19-2022 10:19 PM
#1  

افتراضيكُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا


{كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ○ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٢٠ - ٢١]





يقول الحسن البصري -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ) قال: "كلا نرزق في الدنيا البر والفاجر" [الدر المنثور (5/ 255- 256.)]. ويقول الضحاك -رحمه الله- في قوله -سبحانه-: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ) "أي: "إن الله قسم الدنيا بين البر والفاجر، والآخرة خصوصا عند ربك للمتقين" [الدر المنثور (5/ 255- 256)].



: إن عطاء الله -سبحانه وتعالى- الدنيوي ليس محظوراً على الكافرين أو ممنوعاً عنهم بل هو شامل للجميع، وعام على المؤمنين والكافرين، بل ربما يعطي الله -سبحانه وتعالى- الكفار من الدنيا أكثر مما يعطي المؤمنين منها استدراجاً لهم، ومكراً بهم، وما هو في الحقيقة إلا شر ظاهره الخير والرحمة، وباطنه العذاب والشقاء بذلك العطاء، كما قال الله -تبارك وتعالى-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران : 178].



إن المتقين حددوا اتجاههم واختاروا مرادهم، وهو غنى الآخرة، فما يبالى أحدهم أوتي حظاً من الدنيا أو لم يؤت، فإن أوتي منها شكر، وإن لم يؤت منها صبر، وربما كان الفقر خيراً له، وأعون له على مراده.


وأما أصحاب العاجلة ومؤثرو الدنيا فإن أمنياتهم في الدنيا كثيرة وأحلامهم عريضة، ولكنهم لا يحصل لهم كل ما يريدون، ولا يتحقق لهم جميع ما يشتهون، وإنما يتحقق لبعضهم بعض ما يتمنون، فمن شاء الله له منهم أن يعطى أعطي، وأما الآخرون منهم فإنهم -أعاذنا الله وإياكم- قد حرموا، فاجتمع عليهم فقر الدنيا وفقر الآخرة، نسأل الله السلامة والعافية.


يقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ " [ابن ماجة (4105)].


أيها المسلمون: إن هذه الآيات الكريمات تعلمنا أن أصحاب الاتجاه الأول -الاتجاه الدنيوي - يؤثرون العاجلة على الباقية، ويستعجلون الرخيص ويتركون الغالي، ويطلبون السريع الزائل ويفضلونه على النعيم الدائم، ولهذا ذمهم الله فقال عنهم في آية أخرى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) [الإنسان : 27].


إن هؤلاء المتعجلين نظرهم قصير، وعقولهم صغيرة، وتفكيرهم ساذج، وآمانيهم بسيطة، وآمالهم لا تتعدى ما تحتهم، ولهذا يتعجلون الحصول على شهوات الدنيا ولذائذها، ويخشون أن تفوتهم فرصتها، فيتنافسون فيها، ويتهالكون ويتقاتلون عليها، وهي عاجلة سرعان ما تمر وتنتهي وتزول بكل ما فيها من نعيم وهمي ولذائذ زائلة، ولكنه الخسران والحرمان لهؤلاء المتعجلين الذين يخسرون النعيم الحقيقي الأبدي السرمدي مقابل النعيم الزائل الوهمي.


أما المؤمنون الصالحون فإنهم هم الذين يريدون الآخرة وما فيها من جنة ونعيم، ويجعلون الدنيا العاجلة مزرعة للآخرة الباقية، ويسعون سعيهم الحثيث اليها، ويكثرون من الأعمال الصالحة ليأخذوا ثوابها عند الله, فهؤلاء هم الفائزون المفلحون يتقبل الله عملهم وجهدهم وسعيهم ويدخلهم الجنة منعمين فيها.



يقول الله -سبحانه وتعالى- مفضلاً الآخرة الباقية وأهلها على الدنيا الفانية وأصحابها: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنعام : 32]، ويقول: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) [الرعد : 26]، ويقول سبحانه: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [القصص : 60].


يقول سلمان الفارسي -رضي الله عنه-: "أضحكني ثلاث: مؤمل للدنيا والموت يطلبه، وغافل لا يغفل عنه، وضاحك بملء فيه لا يدري الله راضٍ عنه أم ساخط" ويقول النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ" [مسلم (2742)].


ملتقى الخطباء


كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا image.png.684caa5325


{كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ○ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٢٠ - ٢١]




تقدم واطلب ماتشاء ... ماكان عطاء ربك ممنوعا عن أحد ، العطايا الربانية متاحة لمن يطلبها بسجدة ودمعة !! ..
أعزائي :
إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لايحب ، ولا يعطي نعيم الآخرة إلا لمن يحب ، وشتان مابين نعيم الدنيا وملذاتها الفانية ، وبين نعيم الآخرة الدائم في مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر ... اطلب من الله الهداية فهي أجزل عطاء ، واعلم أن كل أمنياتك وآمالك فتحت لها خزائن الكريم جل جلاله.

{وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا} هناك التفاضل الحقيقي .. أهل الآخرة يتفاضلون في درجاتهم أكثر من أهل الدنيا ..هنيئا لسكان الغرف العاليات في جنات النعيم ، على سرر موضونه ، وياحسرة من يتقلب في الجحيم ويعذب بالعذاب الأليم .. اللهم سلم
لكل الذين لم تتحقق أمانيهم بعد .. لاتيأسوا حتى ولو انتهت الدنيا .. فهناك مدة باقية لانهاية لها هي الأوفر حظا ... تنتظركم ...















الكلمات الدلالية (Tags)
كَانَ, كُلًّا, مَحْظُورًا, مِنْ, نُمِدُّ, هَٰؤُلَاءِ, وَمَا, وَهَٰؤُلَاءِ, ۚ, رَبِّكَ, عَطَاءُ, عَطَاءِ


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير الشعراوى(سورة النساء) الآية 94( {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 07-22-2022 04:52 AM
تفسيرالشيخ الشعراوى( سورة النساء) الآية 65 {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 06-25-2022 04:53 PM
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ ) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 06-07-2022 05:06 AM
باقيةٌ رائحتُكَ,العِشـقُ لَكَ وَالسِحر مِنكَ سينا المنتدى الأدبي 1 03-08-2020 01:53 AM
كَالوطنِ أنتَ عِشقُكَ عَقيدة إن وصفتهُ لا تكفه مليون قصيدة سينا المنتدى الأدبي 1 03-08-2020 01:52 AM


الساعة الآن 03:05 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل