{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُون} [َ النمل : ٢٤]
﴿ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) ﴾
إلى الآن الموقف معقول ، امرأةٌ تملك أمةً ، لها عرشٌ عظيمٌ ، أوتيت من كل شيء ، أيّ شيءٍ يخطر في بالك ، ففيه أنواعٌ منوَّعة ، أي شيءٍ يراود خاطرك فمِن مثلِه أعدادُ لا تحصى ..
﴿ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) ﴾
لكن المشكلة الخطيرة ، لكنَّ مصيبةً المصائب ، لكن الطَّامة الكبرى..
﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ (24) ﴾
أين عقلهم ؟ أين تفكيرهم ؟ كيف حكموا على الشمس أنها ربُّهم ؟ أيعبدونها من دون الله ؟! ألا تغيب الشمس ؟
﴿ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(78) ﴾
(سورة الأنعام )
مَن يدير الكون في غياب الشمس ؟
﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ (24) ﴾
وأنكى من ذلك أن الشيطان زَيَّنَ لهم أعمالهم ، فالمشكلة الخطيرة أن الضال حينما يظن أنه على حق فأنت تحارُ كيف تهديه ؟ من الناس من يدري ويدري أنه يدري فهذا عالمٌ فاتبعوه ، ومنهم من لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهلٌ فعلِّموه ، ومنهم من لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا شيطانٌ فاحذروه ..
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ الأَخْسَرِينَ أَعْمالا(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104) ﴾
من البليَّة أن يعصي الإنسان ربه ، ومن البلية الأشد والأنكى أن يعصي ربه ، ويظن أنه بهذا مُفْلِح ومحقٌّ ، هذا هو الخطر ، هذا أخطر ما في الانحراف ، إذا كنت منحرفاً .. ولا سمح الله .. وتعلم أنك منحرف فالقضية سهلةً جداً ، فسرعان ما تعود إلى الصواب ، ولكن أخطر ما في الانحراف أن تظن أنك على صواب ، وأن الناس كلهم على ضلال ، وأنت بهذه الطريقة قطعت عليك طريق الهدى ، قطعت عليك طريق الرجوع .
﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) ﴾
السبيل إلى الله مسدودة ، فالطريق إلى الله غير سالكة ، شهواتهم كانت حجاباً بينهم وبين ربِّهم ، شِرْكهم كان عقبةً كؤوداً بينهم وبين التوحيد ، معاصيهم أخجلتهم ، الشرك أقعدهم ، عمى بصيرتهم أربكهم ، أَيُّ هدهدٍ هذا ؟! ما هذا الهدهد الذي استطاع أن يصرف النبي العظيم عن أن يَصُبَّ عليه غضبه وحوَّله إلى خبرٍ مثير ، وكيف أن هذا الهدهد تَلَمَّسَ أن هذه المرأة التي ..
﴿ تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) ﴾
وهي تسجد وقومها للشمس من دون الله ، وأن الشيطان زين لهم الأعمال ، فصدهم عن سبيل الله فهم لا يهتدون ؟
والهدهد الآن يتساءل :
﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا (25) ﴾
ما الذي يمنعهم أن يكون سجودهم لله عزَّ وجل ، خالق الشمس والقمر ، خالق الأرض والجبال ، خالق الهواء والماء ، خالق الطعام والشراب ، خالق الإنسان ، خالق كل شيء ؟ ما الذي يحول بينهم وبين السجود لله عزَّ وجل ؟
﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا (25) ﴾
راتب النابلسى
{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُون} [َ النمل : ٢٤]
1-تأمل كيف تضعف غيرة المرء على دين الله ونصرته له،وقد سبقه هدهد بغيرته فأنكر ما فعلته ملكة سبأ وقومها(وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)! /سعود الشريم
2-غار الهدهد على التوحيد وقال لسليمان : (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله) فالمبتعث لاتغرّه حضارات القوم ، بل يُحزنه شركهم بالله أولا !! / عايض المطيري
3-قد يكون لدى شاب صغير علمٌ بأمر لا يحيط به من هو فوقه في العلم والمرتبة فلا تحتقر رأيه {...فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين}/ محمد الربيعة
4-عظمت مسؤوليته وكثر جنده فلم يشغله ذلك عن تفقد رعيته بل فقد طير من الطيور{ وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين }/ محمد الربيعة
5-( وجدتُها وقومها يسجدونُ للشمس من دون الله)غار الهدهد، كيف يسجدون لغير الله ، ليتنا نتعلم منه الغيرة على حرمات الله !!/عايض المطيري
6-[ وزين لهم الشيطان أعمالهم[الأمر الذي تشعر ان الشيطان قد تدخل بههو ما توجست منه بالبداية وترددتثم بدأت النفس تزينه لك !سورة_النمل/مها العنزي
7-وجدتها وقومها (يسجدون للشمس) من دون الله" من المؤكد أن الهدهد رأى منكرات أخرى لدى مشركي سبأ لكن فطرته انتفضت للحديث عن المنكر الأعظم / د.عبد الله بلقاسم
8-"وجدتها وقومها يسجدون للشمس" مر الهدهد في رحلته بجبال ووهاد وبحار ومناظر ومجالس وعجائب. لكن لم يستوقفه إلا نبأ الشرك الفادح / عبدالله بلقاسم
حصاد التدبر