فَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ○ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا
{فَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ○ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا ○ ويَنْقَلِبُ إلى أهْلِهِ مَسْرُورًا} [الإنشقاق:٧ و ٨ و ٩]
وله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 19] يخبر تعالى عن سعادة من يؤتى كتابه بيمينه وفرحه بذلك، وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه ﴿ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴾؛ لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة راجحة، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أنه سُئل عن النجوى، فقال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]"
النجاح الحقيقي هو أن تكون في آخر الأمر مسرورا ، أن تعرض عليك أعمالك دون نقاش ، صلاح النيات يخفف حساب الأعمال
من حاسب نفسه في الدنيا حسابا عسيرا ، كان حسابه يوم القيامة يسيرا .. ينظر الله تعالى في صحيفته فيغفر سيئاته ويقبل حسناته ولايطول وقوفه...
ومن حاسب نفسه في الدنيا حسابا يسيرا ، كان حسابه يوم القيامة عسيرا... قال عمر رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم من الحساب غدا.
هنيئا لمن يستلم كتابه بيمينه ويعود تغمره الفرحة قائلا انظروا كتابي ، لقد فزت بالجنة . والبؤس والخذلان للذي لم يتم رجوعه بعد الحساب ، لأنه كما جعل كتاب الله وراء ظهره في الدنيا ، فقد جعل الله كتاب أعماله وراء ظهره في الآخرة خزيا وعارا وندامة...
سرور الدنيا زائل فلا تجعله يشغلك عن السعادة الحقيقية الدائمه في الآخره... ابحث عن الإيمان وتمسك به تنجو....
إقرئي المزيد :
من مواضيع : امانى يسرى محمد