تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=23348
1236 0
انواع عرض الموضوع
01-03-2023 09:41 PM
#1  

افتراضيروائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية57حتى59(الِبَلَدٍ المَّيِّتٍ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ)




ما وجه التناسب بين الحديث عن الِبَلَدٍ المَّيِّتٍ و وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ رسالات الأنبياء؟



(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىلَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)



(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الاعراف


ما وجه التناسب بين الحديث والتمهيد بهذه الآيات لما سيأتي عليه القرآن في السورة هنا من ذكر رسالات الأنبياء وما لاقوه من معاناة ومن صعوبات مع أقوام تناسب واضح جداً، رسالات التوحيد التي جاء بها الأنبياء كلمة واحدة


(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) الاعراف 59،


هذه الكلمة هي كالغيث ترسل ويبلغ بها النبي كل الأنبياء أقوامهم ولكن من هؤلاء القوم من يكون في نفسه شيئاً من الحياة، فتأتي عليه تلك الكلمة فتحيي فيه من جديد معاني التوجه للخالق سبحانه وتعالى، بلد طيب لديه استعداد فطري لتقبل معاني الإيمان فيثمر، يثمر عملاً صالحاً ، يثمر قولاً طيباً، يثمر تصديقاً برسالات الأنبياء، سيراً على ذلك المنهج الذي جاءوا به وبعكسه من البشر كذلك، من لا يمكن أبداً أن يتقبل تلك الرسالة


رغم أن الرسالة واحدة، الماء واحد، الغيث الذي ينزل من السماء واحد، ولكن الأرض التي تتلقى وتستقبل ذلك الغيث مختلفة، منها ما هو طيب ومنها ما هو خبيث، وكذلك البشر، هم جميعاً قد بلّغوا رسالات الأنبياء، منهم من تقبل تلك الرسالة، استقبلها، استقبلها بالإيمان والتصديق، ومنهم من ران على قلبه، فلفض تلك الرسالة، ورفضها جملة وتفصيلا

روائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية57حتى59(الِبَلَدٍ المَّيِّتٍ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ) B8lJ4JkCAAAXv4O.jpg&



البلد الطيب و البلد الخبيث



(الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الاعراف


هذا المثال الذي يأتي متناسباً تماماً مع ما سنأتي عليه اليوم في حديثنا عن قصص الأنبياء تلك القصص التي جاءت لتقدم المثال الذي مر به الإنسان في مسيرته على هذه الأرض وهو يصارع الباطل، الإنسان الذي يتبع ما أنزل إليه من ربه الإنسان الذي لا يتخذ من دون الله وليا الإنسان الذي لم يبتغي إلا منهج الحق له طريقاً في هذه الحياة مبيناً في تلك القصص والآيات والعبر والمواعظ النهايات والبدايات وتناسب المقدمات مع النتائج المترتبة عليها ، قصص الأنبياء مع أقوامهم ، ما لاقوه من متاعب ومشاكل في تبليغ رسالة الحق وكل ما سيأتي عليه ذكره في هذا السياق يتناسب تماماً مع قوله عز وجل



(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ)


النفس البشرية سواء كانت فرداً أو جماعة مجتمع كالبلد الطيب كالأرض التي تكون مستعدة بعد أن ينزل عليها الغيث كما جاء في الآية التي سبقت هذه الآية كذلك ، تكون مستعدة لأجل أن تنبت كل طيب من ثمرات من فاكهة من كل ما أنعم الله سبحانه وتعالى لماذا؟


لأنها أرض وتربة خصبة صالحة للزراعة ما إن ينزل عليها الغيث حتى تنبت بتلك النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على البشر ذلك لأنها أرض طيبة وليست خبثة وعلى عكسها تماماً الأرض الخبيثة السبخة الأرض التي لا تصلح للزراعة، مهما نزل عليها الغيث من السماء لا يغير فيها شيئاً لا يحيي فيها شيئا وربي سبحانه وتعالى في الآية التي سبقت كما ذكرنا قال


(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)


في الآية الأولى قال البلد الميت والآية الثانية قال البلد الطيب


الموت والحياة والطيبة والخبث مواصفات كما أنها تنطبق على ما خلق الله سبحانه وتعالى كذلك تنطبق علينا نحن البشر هناك من الناس من يكون ميتاً بكفره وبعده عن منهج الله سبحانه وتعالى والكفر موت موت حقيقي موت معنوي موت لتلك الصلة الروحية التي تربط بين الإنسان وخالقه وما هي الحياة هل هي الحياة هي تلك الحياة فقط المنبثة في الجسد المكون من مادة الطين أم أن الحياة الحقيقية التي يريد القرآن أن ننتبه إليها هي حياة الروح حياة القلب ولا تكون حياة للروح ولا للقلب بدون الإيمان الكفر يميت الإنسان، الكفر يميت تلك الروح العظيمة التي كُرم وشرّف بها الإنسان ولذلك ربي عز وجل حين جاء بأوصافٍ تنطبق على تلك الأرض الأرض الميتة والبلد الطيب والخبيث والحي والميت مواصفات كذلك فينا نحن البشر، القلب الطيبـ القلب الذي هو بحاجة فعلاً إلى أن يأتي عليه الغيث من السماء غيث الوحي كلمات الوحي آيات الرسالات التي نزلت مع الأنبياء الإيمان بالله سبحانه وتعالى التوحيد فإذا بذلك الغيث غيث التوحيد يحييه من جديد فيخرج من كل عمل صالح طيب قول أو عمل بالفعل لأن الإيمان يجعل للأعمال وللأقوال معنى يجعل لها قبول عند الله سبحانه يجعل من كل كلمة أو فعل يتصرف فيه الإنسان هدف مقصد وهذا المقصد وهذا المعنى هو الذي يجعل لتلك الأعمال قيمة بعكس الإنسان الخبيث أو البلد الخبيث أو الأرض التي كما ذكرنا قبل قليل مهما ينزل عليها من الغيث ومن الماء من السماء لا يحيي فيها شيئاً لأنها ماتت، لأنها ما عادت تستقبل معاني الرحمة الموجودة في ذلك الغيث



روائع البيات لد.رقية العلواني سورة الاعراف الآية57حتى59(الِبَلَدٍ المَّيِّتٍ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ) CAYPXE1VIAALnGT.jpg&



إجعل هدفك سماويا وأخلص النية


(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)


عقيدة التوحيد كانت جديرة بأن تكون هي الكلمة الأولى والوحيدة في كل القصص مع كل الأنبياء والأقوام الذين أرسلوا إليهم، والذي يُلفت كذلك النظر أن النبي ليس نبياً فظاً، أي نبي هنا نوح عليه السلام ليس نبياً فظاً في تعامله مع من يدعوهم، على الرغم من أنه يدعوهم إلى شيء فيه خير وصلاح، ويدعوهم للنزوع عن أمر فيه كل الشر من كل ما يراه منهم من شرك ومن مخالفات، ومع كل هذا فهو يبادر بإظهار التعاطف الشديد مع إنسانيتهم، ومع فطرتهم،


(إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم)

الدافع الذي يدفع به لتبليغ الدعوة بعد أمر الله سبحانه، دافع إنساني،


(أخاف عليكم عذاب يوم عظيم)



هذا النبي وهؤلاء الصفوة من البشر لم تحركم دوافع شخصية ولا دوافع مصالح، ولا دوافع لتحقيق ذات أو سمعة، أو رفع اسمهم عالياً بين الأمم، إطلاقاً، رسالات الأنبياء كل الأنبياء، لم تكن الدوافع وراءها، أن يكون للإنسان ذكراً، كثير من البشر، كثير من الناس الذين يريدون أن يدخلوا إلى التاريخ من أوسع أبوابه، إنما يريدون في دعواهم في دعاويهم فيما يدعون إليه من البشر، يريدون أن يبنوا لهم مجداً، صرح من المجد، أن يذكر التاريخ أسمائهم، ولكن هؤلاء الصفوة من البشر وبما فيهم طبعاً وأولهم نبينا صلّ الله عليه وسلم، ما كانت القضية بالنسبة لهم قضية بناء مجد على حساب الرسالة، أبداً، ولذلك تحيرت قريش في أمر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا له بصريح العبارة، أرادوا أن يساوموه عن الدعوة، أرادوا أن يدخلوا معه في مفاوضات، تريد ملكاً ملكناك، تريد مالاً نعطيك حتى تصبح أكثرنا مالاً، تريد سيادة وعزة سودناك، ماذا تريد؟



لأنهم حصروا كل الدوافع التي يمكن أن تدفع بالبشر لأجل أن يواجهوا أقوامهم بتلك القوة في هذه الدوافع الشخصية، الإنسان يريد أن يبني له مجداً، ممكن، أو مالاً أو شهرة، أو أو ، أو منصب، أو سلطة، الشعور بالسلطة كذلك من الدوافع، ولكن الذي لم يحسبوا له حساب، أن يكون الدافع الحقيقي هو الإيمان، وتلبية نداء الإيمان، دافع عظيم، وهو في واقع الأمر تهذيب، تهذيب لكل المصلحين والدعاة، لكل أصحاب المشاريع الخيرة البناءة في مجتمعاتنا، حدد الهدف، حدد الهدف والغاية، وعندما تقوم بتحديد هدفك من ذلك المشروع الإصلاحي الكبير، سواء كان اقتصادي أو اجتماعي أو تربوي أو تعليمي أو أسري أو إعلامي



حاول أن تجعل الهدف هدف سامي، هدف لا يرتبط بمصلحتك الشخصية، لأن كل الأهداف المرتبطة بالمصالح الشخصية إلى زوال، وكل الأهداف المرتبطة بتلك الغاية العظيمة غاية التوحيد باقية



الأفعال والمواقف تخلّد أصحابها

نحن اليوم بعد مئات آلاف السنين، كم سنة مرت على نوح عليه السلام، نحن نذكر أسماء هؤلاء الأنبياء بالكتاب، ونحن نتلو ونقرأ القرآن، من الذي مجد هؤلاء الأنبياء، من الذي بنى لهم عزاً لم يسعوا في واقع الأمر هم بذاتهم إلى بنائه، كيف أصبحت هذه الأسماء العظيمة هي الأسماء التي تُذكر ولا يذكر سواها




اسلاميات









الكلمات الدلالية (Tags)
لد.رقية, وَالْبَلَدُ, المَّيِّتٍ, الآية57حتى59(الِبَلَدٍ, الاعراف, البيات, الطَّيِّبُ), العلواني, روائع, سورة


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(أسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 11-16-2022 09:07 PM
تفسير الشعراوى(سورةالمائدة) (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 11-13-2022 01:47 PM
تفسير الشيخ الشعراوى( سورة المائدة) الآيتين93-94( لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 11-07-2022 08:42 PM
تفسير الشعراوى( سورة النساء) الآية163{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ..) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 1 09-04-2022 11:10 PM
حديث (مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي مى السنة النبوية الشريفة 1 12-14-2019 02:07 AM


الساعة الآن 04:07 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل