السنة النبوية الشريفة

كل ماأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خُلقية,سم للأحاديث النبوية و شرحها مع ذكر الراوي و مصدر الحديث.

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=21471
2308 0
05-23-2022 05:18 AM
#1  

افتراضيأهمية العمل بالسنن من جميع وجوهها


  • من مظاهر "الهَجْر الجُزئي" للسُّنة النبوية؛ ترك العمل بالسنن القولية والعملية من جميع وجوهها الثابتة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا الكلام موجَّهٌ في المقام الأول لأهل الاختصاص؛ من طلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى؛ لأنَّ هذا النوع من العمل بالسُّنن القولية والعملية من جميع وجوهها ربما شق على عوام الناس، لذا يُعاب على طالب العلم والداعية ألاَّ يعمل بالسُّنن الثابتة القولية والعملية من جميع وجوهها أو أكثره؛ لأنه من أهل الاختصاص في هذا الشأن، وقد اطَّلع على ما لم يطَّلع عليه غيره؛ بل الأدهى والأمَرُّ أن بعض طلاب العلم أحيانًا يُنكر على من قام بتطبيق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويُطلق عليه نظرات الاستغراب، وكأنه قام بمنكرٍ من القول والفعل.
    وقد تعرَّض الشاطبي رحمه الله لمثل هذا الإنكار الذي هو في غير محله من بعضهم؛ جرَّاء تطبيقه للسُّنة، فقال: (فرأيتُ أنَّ الهلاك في اتِّباع السُّنة هو النجاة، وأنَّ الناس لن يُغنوا عني من الله شيئًا، فأخذتُ في ذلك على حُكم التدريج في بعض الأمور، فقامت عليَّ القيامة، وتواترت عليَّ الملامة، وفوَّق إليَّ العتابُ سهامَه، ونُسبت إلى البدعة والضلالة، وأُنزلتُ منزلة أهل الغباوة والجهالة)[1].

  • شكوى السلف الصالح من غربة تطبيق السُّنة: وقد تكاثرت أقوال السلف في الشكوى من غربة تطبيق السنة – حتى في العصور المُتقدِّمة -، فما الظن بعصرنا الذي نعيش فيه، ومن ذلك:
    قول ابن عباس رضي الله عنهما: (مَا أَتَى عَلَى النَّاسِ عَامٌ إِلاَّ أَحْدَثُوا فِيهِ بِدْعَةً، وَأَمَاتُوا فِيهِ سُنَّةً، حَتَّى تَحْيَا الْبِدَعُ، وَتَمُوتَ السُّنَنُ)[2].
    وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: (لو خرج رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليكم ما عرف شيئًا مما كان عليه هو وأصحابه إلاَّ الصلاة. قال الأوزاعي: فكيف لو كان اليوم؟ قال عيسى بن يونس: فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان؟
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما أعرف منكم ما كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قولكم: لا إله إلاَّ الله. قلنا: بلى يا أبا حمزة! قال: قد صليتم حتى تغرب الشمس، أفكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وعن ميمون بن مهران رحمه الله قال: لو أن رجلًا أُنْشِرَ فيكم من السلف ما عرف غير هذه القبلة)[3].

  • العمل بالسُّنن المتنوعة فيه تمام الاقتداء:
    حُفِظَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم سُنن متنوِّعة في صفات العبادات من الأقوال والأفعال؛ كدعاء الاستفتاح، وأذكار الركوع والسجود ونحو ذلك، فترى كثيرًا من الناس يلتزمون صفةً واحدةً من السُّنن القولية والعملية، ولا يعملون بالصفات الأُخرى الثابتة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في نفس المقام، وهذا معيب – إنْ كان من طلاب العلم الشرعي والمختصين في العلوم الشرعية والدارسين لها، وقد أسَّسَ لهذا الفقه الدَّقيق والفهم السَّديد – للعمل بالسُّنة من جميع وجوهها الصحيحة الثابتة – ابن تيمية رحمه الله بقوله: (وَقَاعِدَتُنَا فِي هَذَا الْبَابِ أَصَحُّ الْقَوَاعِدِ: أَنَّ جَمِيعَ صِفَاتِ الْعِبَادَاتِ مِنْ الأقْوَالِ وَالأفْعَالِ - إذَا كَانَتْ مَأْثُورَةً أَثَرًا يَصِحُّ التَّمَسُّكُ بِهِ لَمْ يُكْرَهْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ يُشْرَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ)[4].
    ولا ريب أنَّ الاقتصار على السُّنة الواحدة في العبادات التي جاءت على صور متنوِّعة في خير وأجر، ولكن العمل بالسنة الثابتة من جميع وجوهها أعظم أجرًا، ويحصل به تمام الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو أبعد عن الملل في العبادة، وأدعى إلى التفكر والتدبر فيها، ومن فوائد العمل بالسُّنة من جميع وجوهها ما ذكره ابن عثيمين رحمه الله، بقوله: (والقاعدة: أنَّ العبادات الواردة على وجوه متنوِّعة، ينبغي للإنسان أن يفعلها على هذه الوجوه، وتنويعها فيه فوائد:
    أولًا: حفظ السُّنَّة، ونشر أنواعها بين النَّاس. ثانيًا: التيسير على المكلَّف، فإنَّ بعضها قد يكون أخفَّ من بعض فيحتاج للعمل. ثالثًا: حضور القلب، وعدم مَلَلِه وسآمتِه. رابعًا: العمل بالشَّريعة على جميع وجوهها)[5].

  • نماذج للعمل بالسُّنة من جميع وجوهها[6]:
    1- السنن الواردة في الاستعاذة عند قراءة القرآن: وفيها صيغتان يُسحب لتالي القرآن أنْ يأتي بهذه تارة، وبهذه أُخرى.
    2- التنويع في القراءات: فيستحب لمَنْ أتقن القراءات الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي أقرَّها علماء القراءات؛ أنْ يقرأ بها في صلاته، ويُنوِّع بينها، فيقرأ بهذه تارة، وبالقراءة الأخرى تارة.
    3- السنن الواردة في سجود التلاوة: في كتاب الله تعالى أربع عشرة سجدة، يُسنُّ لتالي القرآن أنْ يسجد وينوِّع في الذِّكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه.
    4- التثليث في الوضوء، أو مرتين، أو مرة، أو المخالفة في العدد: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضَّأ ثلاثًا ثلاثًا، ومرَّتين مرَّتين، ومرَّة مرَّة، وخالف مرَّة بين الأعضاء في العدد. وكله سنة، فالواجب مرة، والتثليث أكثر فعله صلى الله عليه وسلم وهو الأكمل، إلاَّ أنه يُستحب الإتيان بهذا تارة وبهذا تارة أخرى؛ حتى يعمل بالسنة من جميع وجوهها الثابتة.
    5- التنويع في صيغ الأذان: للأذان صيغتان؛ الأُولى: أذان بلال بن رباح رضي الله عنه. والثانية: أذان أبي محذورة رضي الله عنه، وكلاهما ثابتة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
    6- الأذكار والأدعية التي تقال بعد إجابة المؤذن أو خلال الأذان.
    7- رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع والرفع منه: وفيه صفتان: الأُولى: رفعهما حذو المنكبين. والثانية: رفعهما حتى يُحاذي بهما فروع أُذنيه.
    8- وضع اليدين على الصدر: وفيه صفتان: الأُولى: يقبض كوع يده اليسرى بيده اليمنى ويضعهما على الصدر. والثانية: يضع يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى والرسغ والساعد.
    9- أدعية الاستفتاح: وفيها صيغ متنوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    10- السنن القولية الواردة في الركوع والسجود.
    11- السنن القولية الواردة عند الرفع من الركوع وبعده.
    12- السنن القولية الواردة في الجلوس بين السجدتين.
    13- ألفاظ التشهد الأوَّل وألفاظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.
    14- السنن الفعلية الواردة في صفة الجلوس في التشهد الأخير (التورُّك): حُفِظَ من صلاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم هيئتان كان يفعلهما عند جلوسه في الركعة الآخرة.
    15- السنن القولية في التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المفروضة.
    16- السنة في راتبة الظهر: لها صفتان: الأولى: أربع ركعات قبل الفريضة واثنتان بعدها. والثانية: ركعتان قبل الفريضة وركعتان بعدها.
    17- السنة بالقراءة في راتبة الفجر: وفيها صفتان.
    18- السنة بالقراءة في صلاة الجمعة: وفيها صفتان: كان من عادته صلى الله عليه وسلم في صلاة الجمعة أن يقرأ في الركعة الأولى بسورة (الأعلى) وفي الركعة الثانية بسورة (الغاشية). وقد يقرأ في الركعة الأولى بسورة (الجمعة) وفي الركعة الثانية بسورة (المنافقون).
    19- السنة بعد صلاة الجمعة: لها صفتان: في المسجد أربع ركعات، وفي البيت ركعتان.
    20- السنة بالقراءة في صلاة العيدين: وفيها صفتان: كان صلى الله عليه وسلم إذا قرأ في الأولى بسورة (الأعلى) قرأ في الثانية بسورة (الغاشية). وقد يقرأ في الأولى بسورة (ق) وفي الثانية بسورة (القمر).
    21- السنة في خطبة صلاة الاستسقاء: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطب قبل صلاة الاستسقاء، وخطب بعد الصلاة.
    22- السنة في عدد ركعات الوتر: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بركعة واحدة، وثلاث، وخمس، وسبع، وتسع.
    23- القنوت في الوتر: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت قبل الركوع، وقنت بعد الركوع.
    24- السنن الواردة في عدد التكبيرات في صلاة الجنازة: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كبر أربع تكبيرات في صلاة الجنازة، وكبر أيضًا خمس تكبيرات.
    25- صلاة الخوف: وفيها ست صفات كلها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    26- السنة في التلبية: فيها صفتان ثابتتان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    27- الألفاظ الواردة في حمد الله بعد الفراغ من الطعام: فيها خمس صيغ ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    28- الذكر الوارد بعد نزول المطر: فيها أكثر من صيغة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.





  • [1] الاعتصام، (1/ 35).

    [2] رواه الطبراني في (الكبير)، (10/ 262)، (رقم 10610) وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (1/ 230)، (رقم 894): (رجاله مُوثَّقون).

    [3] الاعتصام، (1/ 33، 34).

    [4] مجموع الفتاوى، (24/ 242).

    [5] الشرح الممتع على زاد المستقنع، (2/ 67).

    [6] انظر: العمل بالسنة من جميع وجوهها، فؤاد الشلهوب (ص 6).




    شبكة الالوكة









الكلمات الدلالية (Tags)
من, وجوهها, أهمية, العمل, بالسنن, جميع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل