دعاء الثناءعلى اللهالثناء هو المديح والتبجيل والتقدير للمعروف والخير والمساعدة من الأخرين، وهو واجب علينا لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ويجب علينا الثناء لله دائمًا لأن الله -سبحانه وتعالى- كرم بني آدم واستخلفهم في الأرض، ومنحهم نعم لا تعد ولا تحصى طوال فترة حياتهم وحتى بعد وفاتهم بالله سبحانه رحيم بنا، وكثرة التناء لله واجبة على كل مسلم ومع ذلك لن نصل لدرجة نوفي حق الله علينا وذلك لكثرة النعم. دعاء الثناءعلىاللهمن القرآن
دعاء الثناءعلى الله
أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على ضرورة الثناءعلىالله وشكره على نعمه الكثيرة، ومن ذلك آية الكرسي فهي أعظم آية في القرآن الكريم،
فقد اشتملت على شكر الله عز وجل وتعظيمه وتبجيله، وشكر الله يكون بعدة طرق منها الثناءعلىالله في الدعاء والتقرب له وعدم معصيته. الثناءعلىالله يكون بكل ما اختص به نفسه من أوصاف، فهو الذي أنعم علينا بنعم عظيمة سواء كانت ظاهرة أو خفية، ولا يوجد أحب إلى اللهمن كلام القرآن الكريم لنتقرب به منالله وندعوه ونناجيه ونطلب منه كل ما نتمنى. ولذلك كتبنا في هذا المقال دعاءالثناءعلىالله في القرآن:
{بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) مالك يوم الدين}.
{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم}.
{سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (1) له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير (2) هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم (3) هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير (4) له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور (5) يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور}.
{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير (26) تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب}.
{وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}.
{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا}.
الثناء لله تعالى هو من أفضل الأشياء بين العبد وربه، فيجب على كل مسلم قبل الدعاء أن يثني علىالله ويحمده على كل النعم من حوله.
فهذا يجعل الإنسان يدرك نعم الله عليه وهذا يزيد من الرضا، وخير مثال يقتدي به في كثرة الثناءعلىالله هم الأنبياء، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان كثير الثناءعلىالله عز وجل، ويعد هذا سبب لاستجابة الدعاء مع اليقين بإجابة الدعوة وقبولها من الله.
الكثير من أحاديث السنة النبوية تحث المسلم على ضرورة الثناءعلىالله وتعظيمه وشكره على النعم الموجودة قبل طلب الحاجة. لذلك سنذكر دعاءالثناءعلىاللهمن السنة النبوية:
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلاما أقوله قال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا سبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم قال: فهؤلاء لربي فما لي قال: قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اَلِظُّوا بيَا ذَا الجَلال والإِكرام”.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يثني علىالله بمجموعة من الأدعية على لسان النبي والتي كان يقولها تقربًا لله تعالى، ومنها: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ.
عبادة الثناءعلىالله تقرب العبد من ربه فهى من أفضل العبادات، والثناء علىالله سبب في جلب محبة الله -سبحانه- وأيضا سبب في رضا الله عن العبد.
لأن الثناء والشكر دليل على إدراك العبد لنعم الله وفضله الكبير عليه، فالله هو الخالق وهو الذي صور الإنسان في أحسن صورة، لذلك من حق اللهعلى العباد أن يوحدوه لا يشكروا به شيئا.
ومن آداب الدعاء الثناءعلى الله، حيث يقدم العبد الثناءعلىالله ووصفه بما يليق به من صفات الجلال والكمال، فيكون من أسباب استجابة الدعاء، فيمتليء قلب المؤمن بعظمة الله وينشغل لسانه بالذكر. ومن أدعية الثناءعلىالله قبل الدعاء الآتي:
اللَّهُم رَبَّنَا ما عَصَيْتك جَهْلاً بعُقُوْبَتِكَ، ولا تَعَرُّضًا لِعَذَابِك، ولَكِنْ غَرَّني سَتْرُكَ عَليْ،وأطْمَعَني عَفْوُكَ وبِرُّكَ بِي إلَهي مَوْلاي ثِقَتي، رَجَائي، ارْحَمْ عِبَدًا غَرَّهُ طُولُ إِمْهَالِك،وأطْمَعَهُ كَثْرَةُ إِفْضَالِك، َقَدْ لاذُ بِعِزِّك وجَلالِك ومَدَّّ أكُفَّهُ لِطَلَبِ نَوَالِك. يا خَيْرَ مَنْ سُئِل، ويا أجود مَنْ أعْطَى يا قَرِيْبًا مِمَّنْ دَعَاك، يا حَلِيْمًا على منْ عَصَاكَ. اللَّهُمَّ يا حَيُّ يا قّيُّوم،يا ذا الجَـلالِ والإكْرَامِ والعَظَمَةِ وَالسُلطَان، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، يا أرْحَمَ الْرَّاحِمِين، ياغيَّاث المُسْتَغِيثِين، يا من ذِكرُهُ شرفٌ للذَّاكِرين، وشُكْرُه فَوْزٌ للشَّاكِرين وحَمْدُهُ عِزٌ لِلحَامِدين، وبَابُه مفتُوْحٌ للسَائِلين، ومن المُحْسِنـين يا واسِعَ الكَوْنِ بِرحْمَتِك ، يا شَامِلَ الخَلْق بنعمتك ، يا من َلا يَمِـلُّهُ الدُّعاء.
دعاء الثناءعلىالله بصفاته الغفار والغفور والعفو
مما يدل على أهمية الثناءعلىالله بأسمائه وصفاته قوله تعالي: {وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها وَذَرُوا الَّذينَ يُلحِدونَ في أَسمائِهِ سَيُجزَونَ ما كانوا يَعمَلونَ}.
يعد التسبيح من أعظم العبادات فهى تقرب العبد من ربه وتطهر القلب، ويجب علينا التذلل لله عز وجل وأن نطلب منه أن يغفر لنا سيئاتنا ويعفو عنا.
وهو قادر على إصلاح أحوالنا وأن يبدل سيئاتنا حسنات، كما أن الثناء يتضمن اعتراف العبد بأن الله تعالى غني كامل متفضل على عبادة بالنعم، والثناء علىالله يكون بالقلب واللسان والجوارح، ولأننا نقع كثيرا في التقصير يجب علينا التوبة دائمًا. بعض الأدعية الثناء علي الله بصفاته:
{اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ يا اللَّهُ بأنَّكَ الواحدُ الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يَلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ}.
{ربِّ أعني ولا تُعنْ عَليَّ، وانْصرنِي ولا تَنصرْ عليّ، وامْكرْ لِي، ولا تَمكرْ عليّ، واهْدنِي، ويَسرِ الهُدى لِي، وانصرنِي علىمن بغَى عليّ، رب اجعلني لك شَكّارا، لك ذَكّارا، لك رهّابا، لك مطوَاعا، إليك مُخْبِتا، لك أوّاها منيبا، ربِّ تقبَّلْ توبتي، واغسِلْ حوبَتي، وأجبْ دعوتِي، وثبّتْ حُجّتي، واهْدِ قلبي، وسدّدْ لساني، واسلُلْ سخِيمةَ قلبي}.
{اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ}.