تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=21567
1550 0
انواع عرض الموضوع
05-27-2022 05:11 AM
#1  

افتراضيتأملات قرآنية د. بندر الشراري












عندما تطرقك مصيبة، أو حيرة في أمرٍ فتحتاج إلى مخرج أو رأي=فلا تُقدّم شيئًا على ركعتين تركعهما ثم اتصل بمن شئت واستشر من أردت. كان رسول الله ﷺ إذا حَزَبَه أمر فزع إلى الصلاة. ولما بلغ ابنَ عباس وفاةُ أخيه نزل من راحلته فصلى ركعتين. وقد قال الله تعالى: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾


الحياة مع الناس تحتاج إلى شيء من التغاضي، وبعض التغابي، وتجرُّعِ بعض المواقف المرّة، فلا تُكثر من الخصام، ولا تُجرّئ عليك اللئام. قال الأحنف بن قيس في قول الله:﴿فأسرّها يوسف في نفسِه ولم يُبْدِها لَهم﴾ "مَن لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورُبّ غيظٍ قد تجرّعته مخافة ما هو أشدّ منه"


﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ﴾ لم يخبرها ﷺ بجميع ما حصل منها، تكرُّمًا منه أن يستقصيَ في العتاب، وحُسن عِشرة؛ فإنّ من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات.. ليس الغبيُّ بسيِّدٍ في قومِهِ ...لكنَّ سيِّدَ قومِه المُتغَابِي


غَمْسَةٌ في الجنة تُنسيك كل همّ مرّ بك، وكل كَرْبٍ حلّ بك. فكيف بخلود أبدي، وبنعيم سرمدي. ﴿في سِدرٍ مَخضودٍ ۝ وَطَلحٍ مَنضودٍ ۝ وَظِلٍّ مَمدودٍ ۝ وَماءٍ مَسكوبٍ ۝ وَفاكِهَةٍ كَثيرَةٍ ۝ لا مَقطوعَةٍ وَلا مَمنوعَةٍ ۝ وَفُرُشٍ مَرفوعَةٍ﴾


هذه الاكتشافات والاختراعات التي أبهرت العالم، وألْحدَ بسببها بعضهم=كانت سببًا في زيادة الإيمان ورسوخ اليقين عند العقلاء من المؤمنين. كما كان الناس مع القرآن ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا﴾ [الإسراء: ٨٢]



طُبع الإنسان على اتّخاذ قدوة له في أول حياته، بل الناس يرون ضرورة وجود من يسيرون خلفه كما قال الله﴿ولكل قومٍ هاد﴾فيهديهم إما إلى الخير وإما إلى الشر. هذا الأمر نجده-جليًّا-عند أبنائنا. ولذلك فاختر لأبنائك القدوة الحسنة التي تعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم، وكن لهم أحسن قدوة.


قال تعالى( واتقوا يومًا تُرجعون فيه إِلى الله ثم تُوفى كلّ نفسٍ ماكسبت وهم ولا يُظلمون ) هذه الآية من أواخر ما نزل من القرآن الكريم تُذكّر الناس بلقاء الله فتبقى التقوى مقياسُ العمل ومَحكّه وقبوله فهنيئًا لمن أحسن العمل .. واستعدّ للقاء ربه ، وهنيئًا لمن أعد لذلك اليوم عدته


﴿وسيَعلم الذين ظلموا أيّ مُنقلبٍ يَنقلبون﴾ هل تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ نزلت في الشعراء الذين هجوا رسول اللهﷺ وصحابته بما ليس فيهم. وهذا الظلم عام، وأوّل من يدخل فيه=كل من تعرّض لمسلم بالطعن في دينه أو أمانته أو عرضه، وهو بريء عند الله من ذلك. فإياك وظلم الناس بلسانك وسوء ظنك.


مهما عظُم ذنبك وازداد بُعدك عن ربك، فلا تظن أنه لا مكان لك بالقرب منه، فقد يقرّبك بعد توبتك كأنك لم تذنب قط. تأمل كيف اجتبى الله أنبياءه بعد توبتهم فهذا آدم﴿ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى﴾ ويونس﴿فاجتباه ربه فجعله من الصالحين﴾ وداود﴿فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لَزلفى وحسن مآب﴾


﴿سَيَجعَلُ اللهُ بَعدَ عُسرٍ يُسرًا﴾ سيجعل الله بعد الكرب فَرَجًا وسيجعل بعد الهمّ مُتنفّسًا. وسيجعل بعد الفُرقة اجتماعًا. وسيجعل بعد الضيق مخرجًا. وسيجعل بعد الظلم اقتصاصًا. وسيجعل بعد البلاء عافية. هذا وعدُ الله، فإذا قال: سأجعل، فسيجعل، فكُن على يقينٍ مِن ذلك، ولا تستعجل.


﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ قال عطاء: هو أن تقول لأخيك: يا كلب، يا حمار، يا خنزير. قال النووي في كتاب الأذكار: "ومِن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار، يا تيس، يا كلب، ونحو ذلك، فهذا قبيح لوجهين. أحدهما: أنه كذب، والآخر: أنه إيذاء"


كم مِن أمرٍ سعيتَ له وسألتَ الله إيّاه، فصرفه عنك، وأنت تظنّ الخير فيه، ولم تعلم أن في طيّاته من الشرّ ما لو حصل لك لسألت الله أن يصرفه عنك أكثر من مسألتك عندما سألته أن يعطيك إيّاه. ﴿وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾



الموفّق ليس الذي لم يعصِ قطّ ؛ فليس هناك معصوم بعد رسول اللهﷺ، ولكن الموفّق من تاب من معصيته قبل أن تأتيه منيّته. ﴿وَلَيسَتِ التَّوبَةُ لِلَّذينَ يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ حَتّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قالَ إِنّي تُبتُ الآنَ﴾


جسر جهنم يسلكه المسلمون فيتفاوتون في السير والنجاة والسقوط بقدر أعمالهم. لكن الذين سيسقطون لماذا يمشون عليه؟ لأن هناك أملًا في النجاة. ولذلك فالكفار لا يمشون عليه لأنه لا أمل في نجاتهم ولذلك يُسحبون مباشرة إلى جهنم ويُقذفون فيها. ﴿يوم يُسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر﴾


في قصة إبراهيم عندما أُلقي في النار قال الله في الصافات﴿فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين﴾ وفي الأنبياء﴿وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأخسرين﴾ قيل:قال﴿الأسفلين﴾لأن ه ذُكر البناء الذي بنوه ليلقوه منه، فناسب ذِكر السُّفل. وقال﴿الأخسرين﴾لأنه ذُكر طلب انتصارهم فناسب ذِكر الخسران


كتابتك أو تغريدتك ستجدها يوم القيامة مكتوبة في صحيفة أعمالك، لكن ليس وحدها، بل معها نيّتُك فيها، وأثرها بعد نشرها، وماذا أردتَ بها، إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ. ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتابًا يَلقاهُ مَنشورًا ۝ اقرَأ كِتابَكَ كَفى بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسيبًا﴾


(سنابل)و (سُنبلات) كلتاهما جمع سُنْبُلة، فما الفرق بينهما؟ (سنابل) جمع كَثرة (سنبلات) جمع قِلّة فـ(سنابل) أكثر من (سُنبلات) ولذلك لما جاء تضعيف الأجور في سورة البقرة قال الله تعالى ﴿كمثل حبة أنبتت سبع سنابل﴾ وفي يوسف لما كان العدد قليلًا قال تعالى ﴿وسبع سُنبلات﴾


سيعلم أهل البلاء=إذا وضعوا أرجلهم على أول عتبة في الجنة أنه ما فاتهم شيء من الدنيا، وأن ذلك البلاء إنما كان منحة يأتيهم في صورة محنة ﴿لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد﴾ وما تناله بالصبر ساعة خير لك من الدنيا وما فيها عند قيام الساعة. فاصبر فإن الفرج قريب.


أيّها المؤمن المُنَعّم، أكْثِرْ من شكر الله على نِعَمه؛ فإن الله كما اختبرك بالنّعم فسيختبرك بالبلاء﴿ونبلوكم بالشر والخير فتنة﴾ ومن اشتغل بالشكر عند النّعمة=يسّر الله له الصبر عند البلاء، وتأمل﴿إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور﴾ وقال ﷺ: "تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"







﴿فلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلىٰ طَعَامِهِ﴾
انظر إلى طعامك، واعلم أنّ هناك من يحمل همّ بلعه لمشكلة في المريء، وهناك من يحمل همّ هضمه لمرض في المعدة أو الأمعاء، وهناك من يحمل همّ إخراجه.
وأكثرنا لا يحمّل إلا همّ السؤال عن الألذّ والأطيب، فالحمد لله الذي أطعمنا وعافانا وآوانا.




كلُّ أنثى تُوْلَد على الحياء والعِفّة، فتبقى كذلك حتى تموت، إلّا أنْ تَجتالَها شياطينُ الجاهليّةِ الأولى.
﴿وَلَا تَبَرّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيّةِ الْأُولَىٰ﴾




ما مِن أبٍ إلّا ويهتمّ لمصير أولاده من بعده، ويخشى على مستقبلهم.
وكلنا ذاك الأب.
أيّها الأب، أصلح نفسك ولن يضيعهم الله.
قال الله تعالى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُما صَالِحًا﴾
قال ابن عباس: حُفِظا بصلاح أبيهما، ولم يُذْكَر لهما صلاح.



إذا أردت الخير، وشدة الثبات، والأجر العظيم، والهداية للصراط المستقيم=فاعمل بمواعظ الكتاب والسنة.
﴿وَلَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يوعَظونَ بِهِ لَكانَ خَيرًا لَهُم وَأَشَدَّ تَثبيتًا ۝ وَإِذًا لَآتَيناهُم مِن لَدُنّا أَجرًا عَظيمًا ۝ وَلَهَدَيناهُم صِراطًا مُستَقيمًا﴾ [النساء: ٦٦-٦٨]



رويج النكت التي تسخر من أبناء مجتمعك، سواء في رجل أو امرأة، وخاصة في ميثاق الزوجية=يسبب فَقْدَ الثقة على المدى البعيد بين أبناء المجتمع الواحد
قال الله:﴿ولا تلمزوا أنفسكم﴾
ومن أقبح أنواع السخرية واللمز=سخريةُ أبناء المجتمع من نفسه.
وأسهل مجتمعٍ يمكن اختراقه=مجتمع لا يثق بنفسه.



لا يشغلنّك همّ المستقبل، والخوف من مصائب الدنيا؛ فإن الله تكفّل لعبده قدر حاجته من الرزق والصبر.
قالﷺ:"إنّ المعونة تأتي مِن الله للعبد على قَدْرِ المؤونة، وإِنّ الصبر يأتي من الله للعبد على قَدْر البلاء"
وشاهده:﴿وإِنْ مِن شيء إِلَّا عندنا خزائنُه وما ننزّله إلا بِقَدَرٍ معلوم﴾



كان بعض السلف يجتهد بعد الأربعين أكثر من ذي قبل.
قال الله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عليّ...﴾
والأعمار بيد الله ولكن من بلغ الأربعين فليعلم أنه بدأ لديه العدّ التنازلي



في الآخرة ميزانٌ يُعيد كلّ إنسانٍ إلى منزلته اللائقة به.
قال الله تعالى: ﴿إِذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ ۝ لَيسَ لِوَقعَتِها كاذِبَةٌ ۝ خافِضَةٌ رافِعَةٌ﴾
قال ابن عباس: "تَخفض أُناسًا وتَرفع آخرين."
فإذا استحضر المؤمن هذا المعنى=لم يُبالِ بمنصبٍ نالَه، ولا بذُلٍّ طالَه.



﴿ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا﴾
المخرج قد يأتيك في صورة صبر
يتسع له الصدر، ثم يكون عليه الأجر
قد يكون في مواساة تأتيك من موفق
فتنسى معها ما حلّ بك من ضيق
قد يكون في شُغل يُبعدك عن التفكير
بتلك المصيبة، ويقرّبك من الله
المخرج ليس الذي تراه
بل فيما يُقدّره الله



إن الله لم يحثّنا على أنْ نَهتَمّ بأين نموت، ولا متى نموت، ولا كيف نموت، وإنما حثّنا على أيّ شيء نموت ﴿وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾



﴿وَشارِكهُم فِي الأَموالِ﴾
كل مالٍ دفعته في حرام فقد شاركك فيه الشيطان.
وكذلك عندما تدّخر المال للسياحة وتعتذر عن الحج الواجب لعدم المال.
وعندما تدفع مالًا لحفل قبيلتك ولا تدفعه للفقير من القبيلة.
وعندما تدفعه للقاتلِ المعتدي حميّةً، ولا تدفعه للمريض البريء احتسابًا.



قال الله عن المؤمنين﴿بعضهم أولياء بعض﴾
وقال عن الكفار﴿بعضهم أولياء بعض﴾
وقال عن أهل الكتاب﴿بعضهم أولياء بعض﴾
ولكن قال عن المنافقين﴿بعضهم مِن بعض﴾؛لأنه ليس بينهم ولاية لبعض ولا ينوون نُصرَة بعض، فهم لم يلجأوا للنفاق إلا للؤمهم وانعدام مروءتهم، فما أسرع ما بتبرّأون من بعض.



﴿سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ﴾ [الرعد: ٢٤]
الجنة ثَمَنُها الصبر.
صبرٌ على الطاعة
وصبرٌ عن المعصية.
وصبرٌ على أقدار الله المؤلمة.
فإذا دخلت الجنة فلا طاعة تؤمر بها، ولا معصية تُنهى عنها، ولا أقدار مؤلمة تُقاسيها.



﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
للناس كلّهم، وليس للأعلى فقط.
الأب لأولاده
المعلّم لطلّابه.
الرئيس لمرؤوسه
الرجل لخادمه.
الغني للفقير.
الوزير للخفير.
الكبير للصغير.
من يقول الحُسْن لكل أحد ممتثلًا أمر الله فهو عبدٌ لله
ومن لا يقوله إلا لمن يرجو نفعه ويخاف ضرّه=فهو عبدٌ لمصلحته.





﴿وقولوا للنّاس حُسنًا﴾
لا تحقرنّ كلمة نُصح أو تجربةَ عُمُر، تكتبها في حالة، أو تُسطّرها في رسالة أو ترقمها بتغريدة. فكم من كلمةٍ أحيت أملًا مات في قلب مهموم، ووصلت حبلًا انقطع بكلمات متشائم، وشرحت صدرًا ضاق بصاحبه، وأنارت طريقًا أظلم بعين وحيد، وجبرت كسرًا حصل بيد قريب أو حبيب.



كان العلاء بن زياد يعظ الناس فقال له رجل لم تقنط الناس؟؟ ،فقال: وانا اقدر اقنط الناس ؟ والله يقول (ياعبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) ولكنكم تحبون ان تبشروا بالجنة علي مساوى اعمالكم وانما بعث الله محمدا مبشرا بالجنة لمن اطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه)



مسكينٌ ابنُ آدم حينما يخلو فيعصي، يستخفي ممن لا يشهدون عليه يوم القيامة، ويُبقي معه من سيشهد عليه يومئذٍ. ﴿يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَأَيديهِم وَأَرجُلُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ [النور: ٢٤]





قال رسول اللهﷺ"إنّ الدّين يُسر". اليسر هذا، ليس هو التساهل الذي ينادي به المتهاون، ولا التقصير الذي يريده العاجز، وإنما اليُسر الذي يريده الله. ﴿يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ﴾ اليسر الذي بيّنه رسول اللهﷺ بأفعاله وأقواله. اليُسر الذي لا يضرّه من يُسمّيه بعضهم اليوم تشدُّدًا.



كل من يمكر سوءًا بأهل الحقّ سيأتي اليوم الذي يرى فيه مصداق قول الحقّ: ﴿وَلا يَحيقُ المَكرُ السَّيِّئُ إِلّا بِأَهلِهِ﴾ المسألة مسألة وقت.



يا من تأخر عليه الزواج أو تعسّر عليه= اِلْزم الاستغفار في الليل والنهار. وتأمّل: ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا ۝ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا۝ وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ﴾ فهل يكون بنون إلا بزواج!




﴿فَجاءَتهُ إِحداهما تَمشي عَلى استِحياءٍ﴾ ﴿قالَت إِنَّ أَبي يَدعوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا ﴾ لم تقل: تعال لنجزيك، بل قالت: أبي يدعوك، فلا يمكن أن يتبادر إلى الذهن أن الدعوة منها أو من أختها. مشيتها=استحياء. وقولها=فيه حياء. مثل هذه تستحق مهرًا يساوي راتب عشر سنوات.


يا أخي تصالح مع طبيعة ما خُلِقت عليه، فقد قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد﴾ أي في تعب ومشقة لما يعانيه من شدائد الدنيا، ولذلك، فلن تصفو الحياة لأحد حتى يدخل جنة الواحد الأحد. سئل الإمام أحمد: متى يجد العبد لذّة الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة.



﴿واصْبِرْ نَفْسَك مَعَ الذينَ يَدْعُونَ رَبَهُم بالغداة وَالعَشِيّ﴾ هم الذين يزداد إيمانك إذا جلست معهم لأنهم يذكرون الله ويُذكّرونك بالله. هم أهل المجالس الذين تحفّهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده. هم من تُكَفّر سيئاتك بمجالستهم. هم أهل رياض الجنة. هم القليلون في هذا الزمن.


نحن في هذه الدنيا نتنعّم بِنِعَمٍ كثيرة، ثم يسمع أحدنا كلمةً من هنا وخبرًا من هناك فيضيق صدره ويعكر صفو نعمته، حتى إنّ بعضنا في وقت سروره يغلق جواله لئلا يكون مصدر إزعاج له. هناك نعيمٌ في الجنة هو من كمال نعيمها: ﴿لا يَسمَعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا • إلا قيلًا سلامًا سلامًا﴾


قد يؤخر الله النصر لحكمة ويهيئ أسبابه،فنستعجل النصر ونقترح الأسباب لجهلنا بحكمته. فإذا جاء النصر فهو القوي الذي لا يُغلب. تأمل كيف ختم الآيتين باسميه العزيز الحكيم ﴿وما النصر إلا من عند الله العزيزالحكيم﴾[آل عمران:١٢٦] ﴿وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم﴾[الأنفال:١٠]


﴿فَجاءَتهُ إِحداهُما تَمشي عَلَى استِحياء﴾ حياء المرأة: أطهر وأنقى لباس. وأجمل زينة بين الناس. وحليةٌ أغلى من الألماس. الحياء كما قال رسول اللهﷺ: “لا يأتي إلا بخير" أتدرون ما الخير الذي أتاها؟ موسى كليم الله زوجًا لها.



كان الناس يشترون ليستعملوا واليوم يشترون ليُصوِّروا. كلُّ واحد يريد أن يقول للآخر: ﴿أَنا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ ولكن غفلوا أن النتيجة: ﴿وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها﴾



لن يرحمك يوم القيامة إلا الله، ولن يرحمك من ظلمته وأنت تراه يومئذٍ يفرّ ﴿مِن أَخيهِ ۝ وَأُمِّهِ وَأَبيهِ ۝ وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ﴾ يفرّ منهم لئلا يطلبوه بحقوقهم! أفتظنّ أنه سيترك حقّه الذي عندك؟



يوم القيامة الشمس من رؤوس الناس قدر ميل، وهم حفاة عُراة، يقفون فيه خمسين ألف سنة. انتظار يتجاوز مرحلة الملل إلى الفزع والخوف من المصير. هناك من ﴿لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ﴾ ولا يشعرون بطول الانتظار، قال رسول الله ﷺ: "يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر"






أعظمُ عطاء يعطيه الله عبده في الدنيا، ليس كثرة الأموال ولا الأولاد ولا الجاه ولا المنصب. أعظم عطاء=﴿فسَنُيَسِّرُه ُ لِليُسرى﴾ أي سنسهل له العمل بالصالحات ليرضى الله عنه ويدخله الجنة. يصلي الصلوات في وقتها ويذكر الله في كل وقت ويبذل المعروف ويكف شره عن الناس، وكل ذلك بيسر وسهولة.



أذيّة أهل الإيمان من أعظم الذنوب. والأذية قد تكون بكلمة أو كتابة. ﴿والذين يُؤذون المومنين والمؤمنات بغير ما اكتَسبوا فقد احتَمَلوا بُهتانًا وإثمًا مُبينًا﴾ روي عن الحسن البصري عند قول الله ﴿إنّ الأبرارَ لَفي نعيم﴾ أنه قال: هم الذين لا يؤذون أحدًا حتى الذرّ. والذر: صغار النمل.



﴿إنّ جهَنّمَ كانت مِرصادًا﴾أي ترصد أهلها ليتساقطوا فيها، وأما المتقون فيمرّون على ظهرها فيرون من يتهاوى فيها شرّ منظر، فيُنجّيهم الله منها برحمته، وذلك أعظم فوز ولذلك قال بعدها بآيات: ﴿إنّ لِلمُتّقينَ مَفازًا﴾. ومن نُجّي اليوم من فتن الشبهات والشهوات فقد جعل الله له مفازًا.



﴿يُنبّأُ الإنسانُ يومئذٍ بما قَدّم وأخّر﴾ ﴿قدّم﴾ أي ما قدّم من الخير أو الشر قبل موته، فسيجده أمامه يوم القيامة. ﴿وأخّر﴾: يموت المرء وقد ترك خيرًا ينتفع به الناس بعده، فهذا مما أخّر. والمصيبة أن يترك معصية فيموت قبل التوبة منها فتصير في أيدي الناس يتناقلونها ولا يسألون عنه.


يا من أسرف على نفسه بمعصية الواحد القهار، لا تغترّ بستر الله عليك آناء الليل وأطراف النهار؛ فإنّ كشفَ الأستار قد يكون بعد طول الإصرار وهجر الاستغفار. وفرقٌ بين ﴿وَالمُستَغفِر ينَ بِالأَسحارِ﴾ وبين الـمُسرفين بمعاصيهم في ظُلمة الأسحار.




﴿وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور﴾ تأمل لما قال﴿وأسروا قولكم أو اجهروا به﴾ لم يقل إنه عليم بذٰلك، بل قال ما هو أعظم من ذلك﴿إنه عليم بذات الصدور﴾ خواطرك التي في نفسك الآن يعلمها. بل والتي لم تخطر ببالك الآن وستخطر فيما بعد، وهي الأخفى﴿فإنه يعلم السر وأخفى﴾


﴿لا تَحسَبوه شرًّا لكم بل هو خيرٌ لكم﴾ المؤمن ينظر للشر الذي قُدّر=أن في طيّاته خيرًا مستورًا ولُطفًا خفيًّا. فيصبر على البلاء فيُؤجَر. وينتظر الفَرَج فيَظْفَر. ويظنّ بربّه الحِفظ وأكثر. عند كل مكروه=يسمع نداء خفيًّا من قلبه المطمئن بالإيمان﴿وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم



البحث عن فضائح الناس وتتبُّعها حتى وإن كانت منتشرة=ليس من خُلُق المؤمن. المؤمن يبحث عن الخير، ويسأل الله لإخوانه الستر. قال تعالى:﴿ولَا تَجَسَّسُوا﴾ قال ابن زيد: -هو قول الرجل-:" حتى أَنظر في ذلك وأسأل عنه، حتى أعرف حقٌّ هو أم باطل، سمّاه الله تجسّسًا، يتجسّس كما تتجسّس الكلاب"


﴿إِذ تَبَرّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ﴾ ﴿الأسباب﴾: المودّة، وأسباب التواصل مثل القرابة والصداقة وغيرها. والله إننا لنرى اليوم تَقَطُّعَ تلك الأسباب عند مُلِّمات الدنيا وكُرباتها، فكيف بيومٍ يَجعل الولدانَ شيبًا!




(ومن كان مريضاً أو على سفر)

حذفت كلمة منكم في هذه الآية على خلاف الآية السابقة؛ لأنه أستعيض عنها بما قبلها (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وحتى لا يقع تكرار الكلمة وهذا من عِظم بلاغة القرآن.



(الذي أنزل فيه القرآن)

في الآية دليل صريح على أن القرآن أنزل بشهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر ( إنا أنزله في ليلة القدر) سورة القدر آية رقم ظ،. (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) سورة الدخان آية رقم ظ£.



هل الأفضل للمسافر الفطر أم الصوم في نهار رمضان؟

اختلف فيه العلماء لكن الأرجح: أن ينظر الصائم لحاله إن كان عليه مشقة ولو يسيرة فالأفضل له الفطر. وإن تساوت فيه المشقة والمقدرة فالأفضل له الصوم، لأن الصيام في نهار رمضان أفضل من غيره.





"أياماً معدوات"

معدودات: جمع يدل على القلة. لمّا كان الأجر المترتب كثير مقابل هذه الأيام صارت الأيام قليلة معدودات.



(فعدة من أيام أخر)

هذه الأيام هل تكون متتابعة أم متفرقة؟ الآية أطلقت، فعليه يجوز أن يقضيها متتابعة أو متفرقة.



إلا الصوم فإنه لي"

اختص الله الصيام عن باقي العبادات لأن الصائم لا يُرى ولا يُعرف بين الناس كالمصلي ونحوه.



.(ولعلكم تشكرون)

كيف نشكرالله على الصيام مع أن فيه مشقة؟ -

الصيام لا يعلم أجره إلاالله(إنمايوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)فرمضان شهر الصبر فيه تجتمع أنواع الصبر: ظ،-صبر على الطاعة ظ¢-صبر عن المعصيةوالمباحات ظ£-صبر على أقدار الله المؤلمةوالجوع والعطش من أقدار الله المؤلمة



"فمن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيام أُخر"

أو على سفر: فيه دلالة على أنه لا يلزم المسافر أن يكون سفره شاقاً ليفطر، بل حتى لو كان مسافراً راكباً ومرتاحاً في سفره فله أن يفطر.



"فمن تطوع خيراً فهو خير له"

المعنى: من زاد على الاطعام الواجب عليه فهو خيراً له.

وهذا يشمل حتى زكاة الفطر أو زكاة المال فلو زاد عليها العبد فهو خيراً له.




(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)

هكذا هي شريعة الله كلها ليس فيها كلفة على الناس بل مبنية على اليسر مقدور عليها، ومع أنها مقدور عليها في الاصل إلا أن الله يُيسرها ويجعل فيها رخص في بعض الحالات.




(ولتكبروا الله على ما هداكم)

المقصود الأسمى من الصيام هو تعظيم الله عز وجل لأن لا أحد يعلم عن الصائم غير الله تعالى. - والصائمين إذا أتموا صيامهم من شهر رمضان وبعد رؤية هلال شوال فإنه يستحب لهم تكبير الله عز وجل حتى يدخل الإمام لصلاة العيد.



قال رسول اللهﷺ:
"والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه-السبابة-في اليمّ، فلينظر بِمَ ترجع؟»رواه مسلم
أي، أن الدنيا مع قِصر مُدّتها وفناء لذّتها، إذا نُسبت إلى دوام الآخرة ولذّتها لم تكن إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي البحر.
﴿والآخرة خيرٌ وأبقى﴾

استعاذ رسول الله ﷺ من جَهْدِ البلاء، ولم يستعذ من البلاء؛ لأن المؤمن لا ينفك عنه البلاء في دنياه، ف
إذا دخل الجنة ذهب عنه كل بلاء وأدرك كل نعماء
وقال في الجنة وهو يصف حاله فيها:
﴿لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾

﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ أي إذا أضاء.
تأمل كلمة (تنفّس)، الظلمة كأنها كُربة اليوم، والصباح كأنه فَرَجُه وتنفيسه.
اللهم نفّس كرب المكروبين.

الذين يعيشون في الوحل، هناك تحت، في قاع الرذيلة وسفاسف الأخلاق يعيبون على من يعيش في قمم الفضيلة بأنهم يعيشون في فضيلة!
يعيبونهم بشيء يستحقون المدح عليه! كما قال قوم لوط:
﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾
قال قتادة: "عابوهم بغير عيب."

كلّ شيء تخافه، تهرب منه لغيره=إلا الله، فتهرب منه إليه.
﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾
نهرب من غضبه لرضاه. ومن عقوبته لعفوه. ومن عذابه لرحمته. ومن بُغضه لحُبّه. ومن ناره لجنّته.

الأولاد حينما ينادون آباءهم:
إبراهيم ﴿يَا أَبَتِ﴾. يوسف ﴿يَا أَبَتِ﴾. إسماعيل ﴿يَا أَبَتِ﴾. ابنة الشيخ الكبير ﴿يَا أَبَتِ﴾.
وأما نوح فقال لابنه ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا﴾
فقال الابن: ﴿سآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي﴾
بخِل الابن الكافر أن يرسل كلمة البِرِّ لأبيه.



قال نوح لابنه:
﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا﴾ وقال إبراهيم لابنه إسماعيل: ﴿يَا بُنَيَّ﴾ وقال يعقوب لابنه يوسف: ﴿يَا بُنَيَّ﴾ وقال لقمان لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ﴾
وقال آزر لابنه إبراهيم: ﴿أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي (يَا إِبْرَاهِيمُ) ﴾!
إنها رِقّة المؤمن، وجفاء المشرك.

﴿قال يا بُنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إن الشيطان للإنسان عدو مبين﴾
عَلِم يعقوب أن إخوة يوسف سيتعرّضون له بمكيدة، فنبّهه أن ذلك من عمل الشيطان، ولما اجتمع بأبيه وإخوته قال:
﴿من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي﴾
وكأنه يقول: ياأبتي إني على ما علّمتني وعهدتَ إليّ

﴿وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء﴾
أي لا تستطيعون الهرب من الله سواء كنتم في الأرض أوالسماء هل تعلم أن قوله﴿في السماء﴾أشكل على بعض المفسرين قديمًا فقيل:
هذا من باب المبالغة؛لأن الإنسان بالأرض -هذه اللحظة بالسماء من البشر ما لا يعلم عددهم إلا الله فسبحانه يعلم ماسيكون

في أول يوم أشرق فيه نور البعثة اختصرت خديجة سيرة الرسولﷺ بهذه الكلمات:
إنك...تُكسِب المعدوم، وتَحمِل الكَلّ، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق. أي، يعطي الفقير المعدوم، ويساعد المثقل بأعباء الحياة، ويُطعم الضيف ويعين المكلوم.
كل هذا قد كان في فترة﴿ووجدك عائلًا﴾ أي فقيرًا

الطلاق=كسر وربما همّ وأحيانًا يأس. تأمل:أكثر الآيات التي نرددها في التفاؤل=موجودة في سورة الطلاق
﴿لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا﴾ ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾
﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾ ﴿ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾ ﴿سيجعل الله بعد عسر يسرا﴾




﴿فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ﴾
قال ابن عباس وغيره: "الساهرة: الأرض."
س: ما سبب تسمية الأرض بالساهرة؟
قال ابن فارس: "ويقال للأرض: الساهرة، سُمّيت بذلك؛
لأن عملها في النَّبْتِ-أي الإنبات- دائمًا ليلًا ونهارًا."

هل تعلم أن لك الآن منزلًا في الجنة؟
حافظ عليه، أرجوك لا يرثه أحد منك؛ فإنه ما من أحد إلا وله منزل في الجنة،
فإن مات مؤمنًا كان له، وإن مات على غير الإيمان ورثه غيرُه ممن سيدخل الجنة.
﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
أقلّ أهل الجنة وآخرهم لها دخولًا=رجل يعطيه الله كل ما يتمنى ثم يعطيه عشرة أضعاف الدنيا تخيّل منذ أن خلق الله الدنيا إلى قيام الساعة، كم فيها من الملك والمال والخير الذي لا يحصى؟
هذا أقل أهل الجنة، فكيف بمن فوقه، بل كيف بمن في الفردوس الأعلى؟
قالﷺ:"إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس"

﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
الناس كلهم، وليس من ترجو نفعه أو تخاف ضرّه.

قال الله عن أهل الجنة:
﴿وقالوا الحمدُ للهِ الذي أَذْهَبَ عنَّا الْحَزَن﴾
ذكر بعض المفسرين أنّ من الحزن: (كِراء البيت)، أي سكن البيت بأُجرة. ومن المعلوم أن الاستئجار-غالبًا-لقلة المال المانعة من التملّك ومن اللطيف أن أقلّ أهل الجنة له مثل عشرة أضعاف الدنيا...مُلْكًا.




أيوب عليه السلام=لم يكن ابتلاؤه في بدنه فحسب!
بل، ابتلاء في موت أولاده
وابتلاء=في ذهاب أمواله
وابتلاء=في انفضاض الناس من حوله
وابتلاء=في إخراجه من قريته لتأذّي الناس منه
وابتلاء=في طول زمن الابتلاء
وابتلاء أعظم من ذلك كله=شماتة الأعداء
﴿إنّا وجدناه صابِرًا نعمَ العبد إنه أوّاب﴾

﴿وأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ•هٰذَا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ•مَنْ خَشِيَ الرَّحمٰنَ بِالغَيْب﴾
﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحمٰنَ بِالْغَيْب﴾
قال الضحاك: يعني في الخلوة حيث لا يراه أحد.
وقال الحسن: إذا أرخى الستر، وأغلق الباب.

يا أخي، وإن كنت مذنبًا، لا تيأس، قد يحبّك الله، بل ويغفر لك ذنوبك وإن بلغتْ عنان السماء ما عليك إلا أن تتّبع حبيبك محمدًاﷺ
﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُم ذُنُوبَكُمْ﴾
يا أُخيّ، هل تعلم غاية أنفس من ﴿يُحبِبْكُمُ اللّه﴾؟

المؤمنة في الدنيا=جنّتها في بيتها وفي الآخرة=بيتها في الجنة
﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾

كان بعض السلف يجتهد بعد الأربعين أكثر من ذي قبل.
قال الله تعالى:
﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عليّ...﴾
والأعمار بيد الله ولكن من بلغ الأربعين فليعلم أنه بدأ لديه العدّ التنازلي

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾
(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنا)
ليس معناها: ولا تزنوا.
بل المعنى :لا تنظر إلى حرام، لا تتحدث مع امرأة حديث شبهة، لا تخلُ بامرأة أجنبية، لا تخضع المرأةُ بالقول. وأما الزنا فطريقٌ سهلٌ الدخول فيه، صعبٌ الخروج منه.

كم من الأشياء التي أحببناها وسعينا لها، ثم حمدنا الله أنها لم تحصل، فنستحضر مباشرة
﴿وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ﴾
ومع هذا فهناك أشياء نسعى لها، والمصيبة إن حصلت،
ثم لا نعلم أنها شرٌّ لنا إلا عندما نحاسب عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فاسألوا خير الأمرين.

الموت ليس نهاية. الموت بداية. هو بداية للحياة الأبدية، هذا الوصف الأنسب. خروجك من الدنيا القصيرة ليس بشيء عند مقارنته بدخولك في عالم سرمدي. الموت باب إذا دخله المؤمن فكل ما بعده أهون منه.
الموت إذا نزل بالمؤمن تنزل معه البشارات فيهون عليه.
﴿فلا تَمُوتُنَّ إلَّا وأنْتم مسْلِمون﴾

﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
أُزلفت، أي قُرّبت.
الجنّة لا تُقرّب إلا لأهل القُرب، فتقرّبوا لله بالطاعات يقرّب لكم جنته في العرصات.





وإن ارتفع الناس بعلومهم، وافتخروا بشهاداتهم، فليس هناك علمٌ أعظم من العلم بالله الذي
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾

بالحكمة يعيش الإنسان بطمأنينة وإن كانت الحياة مضطربة وبدون الحكمة يعيش المرء مضطربًا وإن كانت الحياة مطمئنة.
قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ﴾

س/هل تعلم ما العقوبة الخفية التي لا يعلمها من حلّت به؟
ج/التمادي في الذنوب، وتيسُّرها إذا أرادها، والإسراع إليها كلما اشتهاها.
﴿وأمَّا مَن بَخِلَ واسْتَغنىٰ•وَكَذَّب بالحُسنىٰ•فسَنُيَسِّ رُهُ لِلْعُسرىٰ﴾
هو يتمتع بالذنب ويتزوّد منه، لكنه لا يشعر أنه يستكثر للعقاب يوم القيامة.

لزوم الاستغفار من أسباب تحقق الزواج تأمل
﴿استغفروا ربكم إنه كان غفارا.يرسل السماء عليكم مدرارا.ويمددكم بأموال وبنين﴾
فهل يكون بنون إلا بزواج

﴿فإنْ تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللهِ والرسولِ إنْ كنتم تؤمنون باللهِ واليوم الآخرِ ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلًا﴾ (تأويلًا): عاقبة.
طلبُ الحق من الكتاب والسنة عند النزاع=عواقبه حميدة، ومنها: إصابتك للحق أو مقاربته.
زيادة في إيمانك. طمأنينة في قلبك. بصيرة في دينك. ثقة الناس بقولك.

اطمئن يا مهموم؛ فإنّ مِن رحمة الحي القيّوم أنّ الهموم لا تدوم.
﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾




قد تكون همّتنا أن نكون قدوة للناس، ولكن عباد الرحمٰن لهم همّةٌ أعلى: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾[الفرقان : ٧٤]
تخيّل أنك تفعل خيرًا فيقتدي بك مسلم فيعمل به ويستمر عليه ويبلغ درجة التقوى...
أنت الآن صرت لأحد المتقين إمامًا، فكيف باثنين وثلاثة إلى عدد لا يحصيه إلا الله؟

﴿فلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلىٰ طَعَامِهِ﴾
انظر إلى طعامك، واعلم أن هناك من يهتمّ لبلعه لمشكلة في المريء، وهناك من يهتمّ لهضمه لمشاكل في المعدة والأمعاء، وهناك من يهتمّ لإخراجه لمشاكل في الإخراج.
وأكثرنا لا يحمّل إلا همّ السؤال عن الألذّ والأطيب، فالحمد لله القائل
﴿متاعًا لكم﴾

إذا كنت تحفظ آية الكرسي ولا تعرف معنى﴿ولا يَئُودُهُ حِفظُهُما﴾ وتحفظ سورة الإخلاص ولا تعرف معنى ﴿الله الصَّمَدُ﴾ وتحفظ سورة الفلق ولا تعرف معنى﴿ومِن شَرِّ غَاسِقٍ إذا وقَبَ﴾
فاعلم أنك مُقصّر في حقّ نفسك مع كتاب ربك.
يا أُخيّ، هذه المعاني الثلاث وغيرها فيها عظمة وحياة للقلب.

أعظم من الذنب أنْ تظنّ أنّ الله لا يغفر الذنب.
ومن الذنب أنْ تظنّ أنّ الله إذا غفر الذنب فلن يحبّ العبد.
ومن الذنب أنْ تظنّ أن الله لن يهدي العبد ويجتبيه بعد التوبة من الذنب.
﴿وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (١٢١) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ﴾

صُنّاع الهاشتاقات التافهة التي يُراد منها اجتماع المراهقين وأهل الفساد=لهم حظٌّ وافر وخاسر وعاثر من قول الله:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُون﴾

أحيانًا تجد شخصًا له محبة في قلوب الناس لأسباب معروفة وأحيانًا تجد آخر محبّة الناس له ليس لها سبب ظاهر هذا النوع من المحبة لا يستطيع أحد إزالته من القلوب ولو جاء بكل سبب.
هذا النوع=من جنس محبة موسى التي قال الله عنها﴿وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً منّي﴾ ما رآه أحدٌ إلا أحبّه.

﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ﴾

الاتجاه واحد والمقاصد مختلفة:
طالبة فاحشة وطالب عفّة.

﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾
قال الأحنف بن قيس: "مَنْ لم يصبرْ على كلمةٍ سَمِع كلمات. ورُبَّ غيظٍ قد تجرّعتُه مخافةَ ما هو أشدُّ منه."

هل عصيتَ في خلوة فندمت؟ وشعرتَ أنك نزلت رُتبة في إيمانك؟ وتخاف من الإصرار ثم كثرة الانحدار؟
اغتنم الخلوات باستحضار عظمة الله حتى تخشاه واملأها بالاستغفار وأتبع سيئة الخلوة بحسنة السر
ضع هذه الآية نصب عينيك لا،بل في سويداء قلبك
﴿إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبير﴾





﴿فقولا له قولًا ليّنًا لعله يتذكّر أو يخشى﴾
إنْ سألت ما القول اللين؟
فالجواب
﴿فقل هل لك إلى أنْ تزكّىٰ • وأهديَك إلى ربك فتخشى﴾
(هل لك) ما ألينها من كلمة وما ألطفها من عبارة، يعرض عليه عرضًا لا أمرًا، كأنما يعرض على ضيف كريم أو صديق حميم.
هذا مع عدو الله فكيف بولي الله


﴿فَمَالَنَا مِن شَافِعِينَ • وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾
لما كان الشفعاء كُثرًا جيئ بهم بصيغة الجمع.
ولما كان الصديق قليلًا جيئ به بصيغة الإفراد
فكيف إذا كان الصديق حميمًا؟
فذلك قليل من قليل والحميم معناه القريب القريب من القلب، القريب إلى العين، القريب منك عند الأفراح والأتراح.

﴿كَلَّاإِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ(٦)أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (٧)﴾ لم يقل: أنْ
استغنى، وإنما ﴿أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ﴾أي بسبب أن رآى نفسه قد استغنى.
تمامًا كقول الناس اليوم: شايف نفسه، أو يرى في نفسه.

عندما يستشيرك أحد في أمر (أسري، اجتماعي، تجاري...)
فإن لم يكن لديك خبرة فلا تغترّ باستشارته لك وتظن أنك حقيق بالإشارة. هو أحسن إليك إذ أحسن الظن بك،
فلا تُسئْ إليه فتغُشّه.
﴿ولا تَقْفُ ما ليس لَكَ بهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ والبصرَ والفؤادَ كُلُّ أُولئكَ كانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾





في أول صفات عباد الرحمن قال الله
﴿وإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قالُوا(سَلَامًا)﴾
وبعد الفراغ من ذكر صفاتهم ذكر الله جزاءهم فقال
﴿أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فيهَا تَحِيَّةً)(وَسَلَامً ا)﴾
فبُدِئ بالسلام منهم فِعلًا، وخُتم بالسلام لهم جزاءً.

لِيكن مبدؤك عند كل خبر أو قصة تنتشر وفيها إساءة لأحد=العمل بهذه الآية
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[الحجرات:٦]
والواقع كل يوم يؤكد حاجتنا لهذا المبدأ.

أيهاالحاسد، ألا يكفيك أن الله قرنك بالسواحر.
﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ • وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق : ٤-٥﴾

﴿لَهُم ما يَشَاءُونَ فِيهَا..﴾
يا عبدَ الله، تمنَّ وتمنَّ حتى تنتهي أمانيك،
فهُنالك نعيم في الجنة لا تبلغه العقول حتى تتمنّاه النفوس،
ولذلك قال الكريم: ﴿ولَدَيْنَا مَزيدٌ﴾ وهذا المزيد أفضل مما تتمنّاه الآن، بل وأفضل مما تتمنّاه في الجنة، الله يخبرك به.
يا ربّ، مِن هذا المزيد.

لا يغرنّك ثباتك، فهناك أقدام زلّت بعد ثبات
﴿فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا﴾
ولكن اسأل الله الثبات حتى الممات
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾

﴿وعباد الرحمن﴾
مِن رحمته بهم جعلهم من خُلَّص عباده.
-﴿الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا﴾
إذا كانت هذه أخلاقهم مع أسوأ الناس خُلُقًا، فكيف ببقية الناس.
-﴿والذين يَبيتون لربهم سُجّدًا وقِيامًا﴾
وإذا كانت هذه أعمالهم في السرّ، فكيف بالعلانية.

﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا (كَبِيرًا لَّهُمْ) لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ﴾
ما أجمل التعبير القرآني،
لم يقل (كبيرًا منهم) بل ﴿كَبِيرًا لَّهُمْ﴾
لأن التعبير بـ(منهم) يُشعر بأنه كبير في الواقع، وأما (لهم) فمعناه أنه كبير لديهم وليس كبيرًا في الواقع ولا عند غيرهم.

آية جمعت الصلٰوات الخمسة:
﴿وسَبِّحْ بِحَمْد رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ﴾[طه: ١٣٠]
-﴿قبل طلوع الشمس﴾ الفجر. -﴿وقبل غروبها﴾ العصر.-﴿ومن آناء الليل﴾ العشاء. -﴿وأطراف النهار﴾ الظهر والمغرب.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [الملك : ١٢]
بالغيب: عندما تكون وحدك، ولا يعلم بك إلا الله،
عندما تسهل أسباب المعصية فلا تتركها إلا لله.
عندما يقول لك قلبك الحي: إن الله يراك.

من لطائف الالتفات في القرآن:
قال تعالى ﴿إنّا أعطيناك الكوثر • فصلِّ لربّك وانحر﴾ لم يقل(فصل لنا
) تحريضًا على فعل الصلاة لحق الربوبية، وليس لأجل العطاء فقط،
لأن الصلاة لا تكون لمن أعطى، فهنا لم يعلّقها بالعطاء، وإنما جعلها لمستحقها، فذكر اسم الرب وهو المستحق لها.

﴿فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما﴾
قال الحسن:{كالمعلقة}أي لا هي مطلقة ولا ذات زوج
قال القرطبي:"وهذا تشبيه بالشيء المعلّق من شيء؛ لأنه لا على الأرض استقر ولا على ما عُلّق عليه انحمل"
والتطليق خيرٌ من التعليق والصُلح خير من ذلك كله





﴿وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا﴾
أي وأحسن عاقبة لكم؛ فإن الله يُحسن لكم عليه الجزاء.
إذا كان هذا في شأن العدل بالأموال، فكيف بالعدل في الأقوال.
فوالله ما عدل أحدٌ في قوله-مع عدو أو صديق-إلا كانت عاقبته إلى خير في الدنيا قبل الآخرة.


﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾
من لطائف هذه الآية، قيل: إنها سألت الجار قبل الدّار.


إذا عصفت أمواج الفتن، وتتابعت المِحن، وحار الحليم،
فتذكّر أنه ﴿لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ﴾


لا تـشغلك حياتك الصغيرة عن حياتك الكبيرة.
ثم تقول:﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾


هناك أُناسٌ أُولِعوا بالغيبة حتى إن بعضهم إذا قيل له: لا تغتب أخاك. قال: والله ما سألت عنه، أقول هذا الكلام في وجهه! مسكين،
ما يدري أن هذا هو الهمز الذي قال الله تعالى فيه:
﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ قال الربيع بن أنس: الهُمزة: يهمزه في وجهه، واللمزة: من خلفه.


الرفعة بيد الله﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ﴾ والسقوط بأمر الله﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾
فلا الإعلام يرفعك، ولا الحاقد يُسقطك، فلا تهتمّ لهذا ولا ذاك، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمٰن يُقلّبها كيف شاء.


﴿إنّ الذين آمَنوا وعمِلُوا الصّالحاتِ سيَجعَلُ لَهمُ الرَّحْمٰنُ وُدًّا﴾
سيجعل الله لهم محبة في قلوب العباد، وقبولًا يتسلّل للفؤاد.
ووالله لَنَزْعُ جبل من الأرض=أهون من نَزعِ تلك المحبة من قلوب العباد. يا مسكين، أتظنك قادرًا على نزع محبة أرساها الله لوليّه في قلوبٍ أمرها بيده!





ليس بينك وبين الخير الذي لا ينقطع=إلا الصدق مع الله.
﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللّهَ لَكانَ خَيرًا لهمْ﴾ خيرٌ من ماذا ؟
لقد أطلق الله ذلك، لِيَذهب فكرك إلى كلّ مذهبٍ حسن. خيرٌ من حظوظ النّفس. خير مما في أيدي الخلق. خير مما معك. خير مما فاتك. خير من الدنيا وما فيها. اُصدق مع الله وسترى.


﴿إنّ الله يُمْسِك السموات والأرض أن تزولا ولَئِن زَالَتا إِنْ أَمسَكَهمَا منْ أحدٍ من بَعده ۚ إنه كان حليمًا غَفورًا﴾
قال ابن القيم: تأمل خَتْم هذه الآية باسمين من أسمائه، وهما (الحليم، والغفور)
كيف تجد تحت ذلك=أنه لولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لَمَا استقرت السماوات والأرض


وللرجال عليهنّ درجة والله (عزيز حكيم)﴾
﴿فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلًا إن الله كان (عليًّا كبيرًا) ﴾
لما ذكر الله ولاية الرجل على زوجته=ختم الآيتين بأسماء عظيمة ترهيبًا للرجل من أن يظلمها.
- فيا أيّها الزوج الظالم، اعلم أنك ضعيف ذليل صغير، وأنّ معها العزيز العلي الكبير


﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَر﴾
أصح الأقوال في تفسير الآية، وأوقعها في النفس، وأبعثها للطمأنينة=ما قاله ابن عباس:
"ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه"
وقد قال الله في الحديث القدسي:"فإنْ ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم"
هل هناك أعظم من ذكر الله لك؟


هل يُدرك صاحب المكر السيئ أنه يمكر بنفسه؟
فلْيرفق بنفسه إِذَن!
﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾


الله عزوجل يقول في كتابه العزيز (وليس الذكر كالأنثى) ثم يخرج علينا من يقول: المساواة بين الجنسين!!!
أيظننا ندع شرع الله الحق ونوافقه هو على انتكاسته؟!
رب أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واحفظنا من شر دعاة الباطل ما حيينا





إذا خرجت للبر=فانظر للأرض كيف سُطحت.
وإلى السماء وزُرقتها كيف رُفعت.
وإلى الجبال وهيبتها كيف نُصبت.
وانظر لخضرة الربيع وكيف أحيا الله الأرض بعد موتها.
وفي الليل انظر للنجوم وكيف جُعلت زينة للسماء.
لا يكن خروجك للنزهة فقط، بل اجعلها رحلة إيمانية.
﴿إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون﴾
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗوَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
إذا أتيت بالتقوى=نِلْتَ أحبّ لقاء، وأعظم بشارة.
فيا ربّ
يسّر التقوى علينا.
وحبّب لقاءك إلينا.
وبشّرنا إذا تُوفّينا.

ما أظلم الإنسان عندما يَعدُّ ما لم يُعطِه الله مما سأل، ولا يعدُّ ما أعطاه مما لم يسأل.
ولو عدّ ما لم يُعطَ مما سأل=لانتهى من عدّهِ في ساعة.
ولو عدّ ما أُعطي مما لم يسأل=لم ينتَهِ من عدّهِ إلى قيام الساعة.
﴿وإنْ تعُدُّوا نِعمة الله لا تُحصُوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلُومٌ كَفَّار﴾

قال موسىﷺ للخضر: ﴿لقد جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾
وقال: ﴿لقد جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا﴾
وقال قوم مريم: ﴿لقد جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾
وقال الله لمن ادّعى له ولدًا: ﴿لقد جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾
والإدّ أبلغ مما سبق، فهو الأمر الفظيع العظيم والداهية والمنكر الذي يقع فيه جَلَبَة.

عندما تمرض=تلتمس أن يكون أقرب الناس إليك أحبهم إلى قلبك.
وعندما تصاب بمصيبة=تتمنى أن يكون عندك من يحسن مواساتك.
وعندما تكون في سكرات الموت وأنت مؤمن فلا حاجة للأماني=سيكون أقرب الخلق إليك أكرمهم على الله
﴿تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾



مما أعجبني:
على قدر الهدف تكون سرعة الإنطلاق ..
ففي طلب الرزق قال ﷲ ﷻ: ﴿فامشوا﴾.
وللصلاة قال ﷲﷻ: ﴿فاسعوا﴾.
وللجنة قال ﷲﷻ: ﴿وسارعوا﴾.
وأما إليه فقال ﷲﷻ: ﴿ففروا إلى ﷲ﴾.
أسألُ ﷲ أن يكفيك ما أهمّكَ، ويُصلحَ عملك وشأنَك كلّهُ، ويُبلّغَكَ وأحبتَك فيما يرضيهِ أمانيكم.

﴿إنّا نَحنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وإنَّا لهُ لَحَافِظُون﴾
مَن فَهِم مِن هذه الآية أن الله سيحفظ كتابه فحَسْب فقد قصُر فهمه لها! سيحفظ الله حملته، والراسخين فيه،
والإسلام الذي يقوم به، وسيدحض الله مخالفيه، ومؤوليه على غير تأويله. ولن يأتي أحد بشبهة فيه إلا جعل الله ردّها من كتابه.

ما ألذّ الحديث عن الذكريات الجميلة.
الذكريات لها لذّة، لا سيما إن كانت سببًا في حياة سعيدة.
فما بالك إذا كانت سببًا في حياتك الأسعد!
﴿وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون•قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين•فمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم•إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم﴾

تأمل تعبير القرآن عن قرى المشركين
﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى(وهي ظالمة)﴾ ﴿وكم قصمنا من قرية(كانت ظالمة)﴾ ﴿فكأين من قرية أهلكناها(وهي ظالمة)﴾ ﴿وكأين من قرية أمليت لها(وهي ظالمة)﴾
فلما جاء ذكر مكة قال ﴿ربنا أخرجنا من هذه القرية(الظالم أهلها)﴾ فأضاف الظلم لأهلها وليس لها

(وآتُوهُم مِن مالِ اللهِ الّذِي آتَاكُم﴾
لم يقل: من مالكم؛ لأن المالَ مال الله، لم يكن بيدك قبل حياتك، ولن يكون بيدك بعد مماتك.
مالك الحقيقي=هو ما قدّمت لآخرتك. مالك=ما سوف تُظلّل به في عرصات القيامة.
مالك=ما سيكون حجابًا بينك وبين النار.
مالك=ما سوف تجده أمثال الجبال في الجنة.

قال لوط لقومه: ﴿أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾
الرجل الرشيد=يُكرم الأضياف. وينصر المستضعفين. ويُعين المُصلحين. ويستمع للناصحين. ويخاف ربّ العالمين.




﴿إنّ معيَ ربي سيهدينِ﴾
قالها موسى بيقين ففلق الله له طريقًا في البحر.
قُلها بيقين فسيجعل الله لك عند البلاء طريق صبر. وعند النعماء طريق شكر. وعند الموعظة طريق تَذَكُّر. وعند التعلّم طريق فهَم. وعند التعليم طريق قبول. وعند الخصومات طريق سلامة.
سيجعل الله حياتك كلها طريقًا للجنة.

﴿إنّ الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتّى يُغَيّروا ما بأنْفسِهم﴾
من أكثر الأمور التي تغيّر العبد اليوم=فضول النظر، وفضول الكلام.
ففضول النظر، يقود للنظر الحرام. وفضول الكلام، يجرّ للغيبة والنميمة.
وأكثر ما يُساعد على ذلك=الفضول في استخدام الجوال، وخاصة في قروبات لا زمام لها ولا خطام.

بعض المصائب قد لا يكون لها حلّ، ولكن لها ما يهوّنها ويسكّنها فيكون عزاءً لمصيبتك وبلسمًا لجراحك=الرضا بالقدر، واليقين بأن الدنيا زائلة، والعلم بأن أجر الصابرين عظيم.
﴿إنّما يُوَفّىٰ الصابرُونَ أَجرَهُم بِغَير حِسَاب﴾
قال الأوزاعي: ليس يُوزن لهم ولا يُكال، إنما يُغرف لهم غَرفًا.

﴿يا لَيْتَني قَدّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
حياته التي لا موت فيها يتمنّى في وقت ليس فيه إلا الحساب.
حياتك اليوم ساعة، وغدًا حياة سرمدية.
قدّم لحياتك: الصلاة، والبر، والصدقة، وحفظ اللسان، وحسن الخلق، والنصيحة، والتوبة العاجلة. وأكثر من ذكر الموت،
ولا تشغلك حياتك الصغيرة عن حياتك الكبيرة.


﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾
تأتيه وحدك، لا أهل، لا مال، لا جاه، لا حاشية، لا مُودّعون، ولا مُستقبلون. تأتيه وليس في بالك مصير أمّ، ولا أب، ولا ولد، ولا حبيب. تأتيه وقد بلغت القلوب الحناجر، وبدت السرائر.
تأتيه وليس معك إلا أعمالك التي عملتها الآن وقبل الآن.

﴿فَسَيَكْفِيكَ هُمُ اللهُ﴾
لم يقل: فسوف يكفيك الله إياهم!
بل جمع أداة الاستقبال، والفعل، والمفعول الأول والثاني=في كلمة واحدة ﴿فسيكفيكهم﴾
إذا أراد الله كفاية عبد=جمع له أسبابها، وجعلها أسهل ما تكون، وأسرع مما يظنّون، وأقوى مما يجمعون.
ورزقَه قبل ذلك عبودية الصبر وانتظار الفرج.





﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذي نَزَّلَ الكِتَابَ ۖوَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحين﴾
الله وليُّ كل صالح، فهو حسبه، وكافيه، وناصره، ومُعِزُّه.
وليُّه في الدنيا إذا خُذِل.
ووليّه في الآخرة إذا خاف.
ووليّه عند المصائب.
ووليّه الذي يبشره عند احتضاره.
الله وليُّ الصالحين،
فكيف بالمصلحين!

كان الناس يشترون ليستعملوا
واليوم يشترون ليُصوِّرا
﴿أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً﴾
والنتيجة:﴿وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه﴾

﴿ووُضِعَ الكتابُ فتَرَى المُجرِمِينَ مُشفِقِينَ ممَّا فِيه ويَقُولُون يَا وَيْلَتَنا مَالِ هَٰذَا الكتابِ لا يُغَادِرُ صَغيرَةً ولا كبِيرَةً إلَّا أَحْصَاها﴾
لم يُنكروا أعمالهم التي عملوها، بل تعجّبوا من دقة الإحصاء.
قال الفضيل بن عياض: "ضجّوا-واللهِ-من الصغائر قبل الكبائر"

﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
الإيقاف وحده مُفزِع، تبلغ منه القلوب الحناجر.
فكيف بالأسئلة التي تتبعه؟

﴿وَنُقَلِّبُهُ مْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال﴾
يُقلَّبون لئلا تأكلَ الأرضُ أبدانهم.
والله قادرٌ على منع الأرض مِن أكلِ أبدانهم بدون تقليب، ولكن قلّبهم ليعلم الناس أهمية الأخذ بالأسباب.



-﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قالها موسى-عليه السلام-عندما حاصرهم فرعون وجندُه.
-﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ قالها رسول اللهﷺ عندما ضاقت السبل، ووقف كفار قريش على باب الغار.
إذا ازداد الحصار حولك، وضاقت بك السبل=فتذكّر أنّ الواسع العليم الذي وسعت رحمته كل شيء، معك.

﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾
أي لأجل الرحمة، لا لأجل التصوير.

ياطالب العفاف يقول ربك:﴿وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم(إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)﴾
قالﷺ:"ثلاثة حق على الله عونهم...والناكح الذي يريد العفاف"
وقال أبوبكر:"أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى" احرص على العفاف ولو على الكفاف

سُمّي المال خيرًا في عدة آيات كقوله تعالى:
﴿قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ﴾
﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾
﴿إِن تَرَكَ خَيْرًا﴾
قيل: إنما سُمّي المال خيرًا؛ لأن حقّه أن يُنفق في وجوه الخير.


لقد وصف المُبطِلون أولياءَ الله بضدّ ما زكّاهم الله به:
فقالوا: ظلاميّون، والله يقول:﴿يخرجهم من الظلمات إلى النور﴾
وقالوا: رجعيّون، والله يقول:﴿والسابقون السابقون﴾
وقالوا: متخلّفون، والله يقول:﴿وأولئك هم المهتدون﴾
أرادوا أن يُقْصُوهم ويبعدوهم، والله يقول:﴿أولئك المقرّبون﴾





الله يسترك ليمنحك فرصة للتوبة،
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾
وأهل الشهوات يسعون لفضحك ليحولوا بينك وبين التوبة،
﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾

هذه الحبّات من الرمل والأتربة التي تحملها الرياح، وتنقلها في الجوّ من بلد لآخر، ومن قارّة لأخرى=يعلم الله كلّ حبة منها، يعلم وزنها، وعددها، وسيرها، ومكان مستقرّها، وعلى أيّ وجهٍ تستقرّ، لا يخفى عليه شيء منها.فسبحانه ﴿وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾

﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون﴾=فيردّوا الحقوق إلى أهلها.
﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون﴾=فيتحلّلوا ممن ظلموا اليوم.
﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون﴾=فيُقبِلوا على الله بقلب سليم.
﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون•ليومٍ عظيم•يومَ يقومُ الناس لربِّ العالمين﴾

يكفيك في عمل الخير أن الله يعلمه،
﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾
فلا تحرص على إعلام الناس به، فالرياء محبط للعمل، وسبب للذّل بين البشر.
ولا تحتقر القليل من الخير، فإن الله كبير وعطاءه كثير،
﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾

﴿فلا تَخضعنَ بالقول فيَطمعَ الذي في قلبه مرض﴾
إذا خضعت المرأة بالقول لمن في قلبه مرض شهوة، واستمر هذا الخضوع على ذلك القلب المريض، وكان كزيت سكبته على نار=فلا تسأل عن فضيحة مرتقبة، ولا عن بيت قد يحترق، ولا عن عقوبة تنتظرهما، ما لم يتداركا أنفسهما بتوبة نصوح، فالله يمهل ولا يهمل



"إن كنتم تعلمون"
فيه اشارة على أن من علم شيئاً ليس كمن لا يعلمه، ومن يعلم حكم شرعياً فهو أولى بامتثاله ممن لا يعلم.















عندما تطرقك مصيبة، أو حيرة في أمرٍ فتحتاج إلى مخرج أو رأي=فلا تُقدّم شيئًا على ركعتين تركعهما ثم اتصل بمن شئت واستشر من أردت. كان رسول الله ﷺ إذا حَزَبَه أمر فزع إلى الصلاة. ولما بلغ ابنَ عباس وفاةُ أخيه نزل من راحلته فصلى ركعتين. وقد قال الله تعالى: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾


الحياة مع الناس تحتاج إلى شيء من التغاضي، وبعض التغابي، وتجرُّعِ بعض المواقف المرّة، فلا تُكثر من الخصام، ولا تُجرّئ عليك اللئام. قال الأحنف بن قيس في قول الله:﴿فأسرّها يوسف في نفسِه ولم يُبْدِها لَهم﴾ "مَن لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورُبّ غيظٍ قد تجرّعته مخافة ما هو أشدّ منه"


﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ﴾ لم يخبرها ﷺ بجميع ما حصل منها، تكرُّمًا منه أن يستقصيَ في العتاب، وحُسن عِشرة؛ فإنّ من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات.. ليس الغبيُّ بسيِّدٍ في قومِهِ ...لكنَّ سيِّدَ قومِه المُتغَابِي


غَمْسَةٌ في الجنة تُنسيك كل همّ مرّ بك، وكل كَرْبٍ حلّ بك. فكيف بخلود أبدي، وبنعيم سرمدي. ﴿في سِدرٍ مَخضودٍ ۝ وَطَلحٍ مَنضودٍ ۝ وَظِلٍّ مَمدودٍ ۝ وَماءٍ مَسكوبٍ ۝ وَفاكِهَةٍ كَثيرَةٍ ۝ لا مَقطوعَةٍ وَلا مَمنوعَةٍ ۝ وَفُرُشٍ مَرفوعَةٍ﴾


هذه الاكتشافات والاختراعات التي أبهرت العالم، وألْحدَ بسببها بعضهم=كانت سببًا في زيادة الإيمان ورسوخ اليقين عند العقلاء من المؤمنين. كما كان الناس مع القرآن ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا﴾ [الإسراء: ٨٢]



طُبع الإنسان على اتّخاذ قدوة له في أول حياته، بل الناس يرون ضرورة وجود من يسيرون خلفه كما قال الله﴿ولكل قومٍ هاد﴾فيهديهم إما إلى الخير وإما إلى الشر. هذا الأمر نجده-جليًّا-عند أبنائنا. ولذلك فاختر لأبنائك القدوة الحسنة التي تعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم، وكن لهم أحسن قدوة.


قال تعالى( واتقوا يومًا تُرجعون فيه إِلى الله ثم تُوفى كلّ نفسٍ ماكسبت وهم ولا يُظلمون ) هذه الآية من أواخر ما نزل من القرآن الكريم تُذكّر الناس بلقاء الله فتبقى التقوى مقياسُ العمل ومَحكّه وقبوله فهنيئًا لمن أحسن العمل .. واستعدّ للقاء ربه ، وهنيئًا لمن أعد لذلك اليوم عدته


﴿وسيَعلم الذين ظلموا أيّ مُنقلبٍ يَنقلبون﴾ هل تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ نزلت في الشعراء الذين هجوا رسول اللهﷺ وصحابته بما ليس فيهم. وهذا الظلم عام، وأوّل من يدخل فيه=كل من تعرّض لمسلم بالطعن في دينه أو أمانته أو عرضه، وهو بريء عند الله من ذلك. فإياك وظلم الناس بلسانك وسوء ظنك.


مهما عظُم ذنبك وازداد بُعدك عن ربك، فلا تظن أنه لا مكان لك بالقرب منه، فقد يقرّبك بعد توبتك كأنك لم تذنب قط. تأمل كيف اجتبى الله أنبياءه بعد توبتهم فهذا آدم﴿ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى﴾ ويونس﴿فاجتباه ربه فجعله من الصالحين﴾ وداود﴿فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لَزلفى وحسن مآب﴾


﴿سَيَجعَلُ اللهُ بَعدَ عُسرٍ يُسرًا﴾ سيجعل الله بعد الكرب فَرَجًا وسيجعل بعد الهمّ مُتنفّسًا. وسيجعل بعد الفُرقة اجتماعًا. وسيجعل بعد الضيق مخرجًا. وسيجعل بعد الظلم اقتصاصًا. وسيجعل بعد البلاء عافية. هذا وعدُ الله، فإذا قال: سأجعل، فسيجعل، فكُن على يقينٍ مِن ذلك، ولا تستعجل.


﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ قال عطاء: هو أن تقول لأخيك: يا كلب، يا حمار، يا خنزير. قال النووي في كتاب الأذكار: "ومِن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار، يا تيس، يا كلب، ونحو ذلك، فهذا قبيح لوجهين. أحدهما: أنه كذب، والآخر: أنه إيذاء"


كم مِن أمرٍ سعيتَ له وسألتَ الله إيّاه، فصرفه عنك، وأنت تظنّ الخير فيه، ولم تعلم أن في طيّاته من الشرّ ما لو حصل لك لسألت الله أن يصرفه عنك أكثر من مسألتك عندما سألته أن يعطيك إيّاه. ﴿وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾



الموفّق ليس الذي لم يعصِ قطّ ؛ فليس هناك معصوم بعد رسول اللهﷺ، ولكن الموفّق من تاب من معصيته قبل أن تأتيه منيّته. ﴿وَلَيسَتِ التَّوبَةُ لِلَّذينَ يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ حَتّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قالَ إِنّي تُبتُ الآنَ﴾


جسر جهنم يسلكه المسلمون فيتفاوتون في السير والنجاة والسقوط بقدر أعمالهم. لكن الذين سيسقطون لماذا يمشون عليه؟ لأن هناك أملًا في النجاة. ولذلك فالكفار لا يمشون عليه لأنه لا أمل في نجاتهم ولذلك يُسحبون مباشرة إلى جهنم ويُقذفون فيها. ﴿يوم يُسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر﴾


في قصة إبراهيم عندما أُلقي في النار قال الله في الصافات﴿فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين﴾ وفي الأنبياء﴿وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأخسرين﴾ قيل:قال﴿الأسفلين﴾لأن ه ذُكر البناء الذي بنوه ليلقوه منه، فناسب ذِكر السُّفل. وقال﴿الأخسرين﴾لأنه ذُكر طلب انتصارهم فناسب ذِكر الخسران


كتابتك أو تغريدتك ستجدها يوم القيامة مكتوبة في صحيفة أعمالك، لكن ليس وحدها، بل معها نيّتُك فيها، وأثرها بعد نشرها، وماذا أردتَ بها، إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ. ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتابًا يَلقاهُ مَنشورًا ۝ اقرَأ كِتابَكَ كَفى بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسيبًا﴾


(سنابل)و (سُنبلات) كلتاهما جمع سُنْبُلة، فما الفرق بينهما؟ (سنابل) جمع كَثرة (سنبلات) جمع قِلّة فـ(سنابل) أكثر من (سُنبلات) ولذلك لما جاء تضعيف الأجور في سورة البقرة قال الله تعالى ﴿كمثل حبة أنبتت سبع سنابل﴾ وفي يوسف لما كان العدد قليلًا قال تعالى ﴿وسبع سُنبلات﴾


سيعلم أهل البلاء=إذا وضعوا أرجلهم على أول عتبة في الجنة أنه ما فاتهم شيء من الدنيا، وأن ذلك البلاء إنما كان منحة يأتيهم في صورة محنة ﴿لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد﴾ وما تناله بالصبر ساعة خير لك من الدنيا وما فيها عند قيام الساعة. فاصبر فإن الفرج قريب.


أيّها المؤمن المُنَعّم، أكْثِرْ من شكر الله على نِعَمه؛ فإن الله كما اختبرك بالنّعم فسيختبرك بالبلاء﴿ونبلوكم بالشر والخير فتنة﴾ ومن اشتغل بالشكر عند النّعمة=يسّر الله له الصبر عند البلاء، وتأمل﴿إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور﴾ وقال ﷺ: "تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"







﴿فلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلىٰ طَعَامِهِ﴾
انظر إلى طعامك، واعلم أنّ هناك من يحمل همّ بلعه لمشكلة في المريء، وهناك من يحمل همّ هضمه لمرض في المعدة أو الأمعاء، وهناك من يحمل همّ إخراجه.
وأكثرنا لا يحمّل إلا همّ السؤال عن الألذّ والأطيب، فالحمد لله الذي أطعمنا وعافانا وآوانا.




كلُّ أنثى تُوْلَد على الحياء والعِفّة، فتبقى كذلك حتى تموت، إلّا أنْ تَجتالَها شياطينُ الجاهليّةِ الأولى.
﴿وَلَا تَبَرّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيّةِ الْأُولَىٰ﴾




ما مِن أبٍ إلّا ويهتمّ لمصير أولاده من بعده، ويخشى على مستقبلهم.
وكلنا ذاك الأب.
أيّها الأب، أصلح نفسك ولن يضيعهم الله.
قال الله تعالى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُما صَالِحًا﴾
قال ابن عباس: حُفِظا بصلاح أبيهما، ولم يُذْكَر لهما صلاح.



إذا أردت الخير، وشدة الثبات، والأجر العظيم، والهداية للصراط المستقيم=فاعمل بمواعظ الكتاب والسنة.
﴿وَلَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يوعَظونَ بِهِ لَكانَ خَيرًا لَهُم وَأَشَدَّ تَثبيتًا ۝ وَإِذًا لَآتَيناهُم مِن لَدُنّا أَجرًا عَظيمًا ۝ وَلَهَدَيناهُم صِراطًا مُستَقيمًا﴾ [النساء: ٦٦-٦٨]



رويج النكت التي تسخر من أبناء مجتمعك، سواء في رجل أو امرأة، وخاصة في ميثاق الزوجية=يسبب فَقْدَ الثقة على المدى البعيد بين أبناء المجتمع الواحد
قال الله:﴿ولا تلمزوا أنفسكم﴾
ومن أقبح أنواع السخرية واللمز=سخريةُ أبناء المجتمع من نفسه.
وأسهل مجتمعٍ يمكن اختراقه=مجتمع لا يثق بنفسه.



لا يشغلنّك همّ المستقبل، والخوف من مصائب الدنيا؛ فإن الله تكفّل لعبده قدر حاجته من الرزق والصبر.
قالﷺ:"إنّ المعونة تأتي مِن الله للعبد على قَدْرِ المؤونة، وإِنّ الصبر يأتي من الله للعبد على قَدْر البلاء"
وشاهده:﴿وإِنْ مِن شيء إِلَّا عندنا خزائنُه وما ننزّله إلا بِقَدَرٍ معلوم﴾



كان بعض السلف يجتهد بعد الأربعين أكثر من ذي قبل.
قال الله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عليّ...﴾
والأعمار بيد الله ولكن من بلغ الأربعين فليعلم أنه بدأ لديه العدّ التنازلي



في الآخرة ميزانٌ يُعيد كلّ إنسانٍ إلى منزلته اللائقة به.
قال الله تعالى: ﴿إِذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ ۝ لَيسَ لِوَقعَتِها كاذِبَةٌ ۝ خافِضَةٌ رافِعَةٌ﴾
قال ابن عباس: "تَخفض أُناسًا وتَرفع آخرين."
فإذا استحضر المؤمن هذا المعنى=لم يُبالِ بمنصبٍ نالَه، ولا بذُلٍّ طالَه.



﴿ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا﴾
المخرج قد يأتيك في صورة صبر
يتسع له الصدر، ثم يكون عليه الأجر
قد يكون في مواساة تأتيك من موفق
فتنسى معها ما حلّ بك من ضيق
قد يكون في شُغل يُبعدك عن التفكير
بتلك المصيبة، ويقرّبك من الله
المخرج ليس الذي تراه
بل فيما يُقدّره الله



إن الله لم يحثّنا على أنْ نَهتَمّ بأين نموت، ولا متى نموت، ولا كيف نموت، وإنما حثّنا على أيّ شيء نموت ﴿وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾



﴿وَشارِكهُم فِي الأَموالِ﴾
كل مالٍ دفعته في حرام فقد شاركك فيه الشيطان.
وكذلك عندما تدّخر المال للسياحة وتعتذر عن الحج الواجب لعدم المال.
وعندما تدفع مالًا لحفل قبيلتك ولا تدفعه للفقير من القبيلة.
وعندما تدفعه للقاتلِ المعتدي حميّةً، ولا تدفعه للمريض البريء احتسابًا.



قال الله عن المؤمنين﴿بعضهم أولياء بعض﴾
وقال عن الكفار﴿بعضهم أولياء بعض﴾
وقال عن أهل الكتاب﴿بعضهم أولياء بعض﴾
ولكن قال عن المنافقين﴿بعضهم مِن بعض﴾؛لأنه ليس بينهم ولاية لبعض ولا ينوون نُصرَة بعض، فهم لم يلجأوا للنفاق إلا للؤمهم وانعدام مروءتهم، فما أسرع ما بتبرّأون من بعض.



﴿سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ﴾ [الرعد: ٢٤]
الجنة ثَمَنُها الصبر.
صبرٌ على الطاعة
وصبرٌ عن المعصية.
وصبرٌ على أقدار الله المؤلمة.
فإذا دخلت الجنة فلا طاعة تؤمر بها، ولا معصية تُنهى عنها، ولا أقدار مؤلمة تُقاسيها.



﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
للناس كلّهم، وليس للأعلى فقط.
الأب لأولاده
المعلّم لطلّابه.
الرئيس لمرؤوسه
الرجل لخادمه.
الغني للفقير.
الوزير للخفير.
الكبير للصغير.
من يقول الحُسْن لكل أحد ممتثلًا أمر الله فهو عبدٌ لله
ومن لا يقوله إلا لمن يرجو نفعه ويخاف ضرّه=فهو عبدٌ لمصلحته.





﴿وقولوا للنّاس حُسنًا﴾
لا تحقرنّ كلمة نُصح أو تجربةَ عُمُر، تكتبها في حالة، أو تُسطّرها في رسالة أو ترقمها بتغريدة. فكم من كلمةٍ أحيت أملًا مات في قلب مهموم، ووصلت حبلًا انقطع بكلمات متشائم، وشرحت صدرًا ضاق بصاحبه، وأنارت طريقًا أظلم بعين وحيد، وجبرت كسرًا حصل بيد قريب أو حبيب.



كان العلاء بن زياد يعظ الناس فقال له رجل لم تقنط الناس؟؟ ،فقال: وانا اقدر اقنط الناس ؟ والله يقول (ياعبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) ولكنكم تحبون ان تبشروا بالجنة علي مساوى اعمالكم وانما بعث الله محمدا مبشرا بالجنة لمن اطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه)



مسكينٌ ابنُ آدم حينما يخلو فيعصي، يستخفي ممن لا يشهدون عليه يوم القيامة، ويُبقي معه من سيشهد عليه يومئذٍ. ﴿يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَأَيديهِم وَأَرجُلُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ [النور: ٢٤]





قال رسول اللهﷺ"إنّ الدّين يُسر". اليسر هذا، ليس هو التساهل الذي ينادي به المتهاون، ولا التقصير الذي يريده العاجز، وإنما اليُسر الذي يريده الله. ﴿يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ﴾ اليسر الذي بيّنه رسول اللهﷺ بأفعاله وأقواله. اليُسر الذي لا يضرّه من يُسمّيه بعضهم اليوم تشدُّدًا.




كل من يمكر سوءًا بأهل الحقّ سيأتي اليوم الذي يرى فيه مصداق قول الحقّ: ﴿وَلا يَحيقُ المَكرُ السَّيِّئُ إِلّا بِأَهلِهِ﴾ المسألة مسألة وقت.



يا من تأخر عليه الزواج أو تعسّر عليه= اِلْزم الاستغفار في الليل والنهار. وتأمّل: ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا ۝ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا۝ وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ﴾ فهل يكون بنون إلا بزواج!




﴿فَجاءَتهُ إِحداهما تَمشي عَلى استِحياءٍ﴾ ﴿قالَت إِنَّ أَبي يَدعوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا ﴾ لم تقل: تعال لنجزيك، بل قالت: أبي يدعوك، فلا يمكن أن يتبادر إلى الذهن أن الدعوة منها أو من أختها. مشيتها=استحياء. وقولها=فيه حياء. مثل هذه تستحق مهرًا يساوي راتب عشر سنوات.


يا أخي تصالح مع طبيعة ما خُلِقت عليه، فقد قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد﴾ أي في تعب ومشقة لما يعانيه من شدائد الدنيا، ولذلك، فلن تصفو الحياة لأحد حتى يدخل جنة الواحد الأحد. سئل الإمام أحمد: متى يجد العبد لذّة الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة.



﴿واصْبِرْ نَفْسَك مَعَ الذينَ يَدْعُونَ رَبَهُم بالغداة وَالعَشِيّ﴾ هم الذين يزداد إيمانك إذا جلست معهم لأنهم يذكرون الله ويُذكّرونك بالله. هم أهل المجالس الذين تحفّهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده. هم من تُكَفّر سيئاتك بمجالستهم. هم أهل رياض الجنة. هم القليلون في هذا الزمن.


نحن في هذه الدنيا نتنعّم بِنِعَمٍ كثيرة، ثم يسمع أحدنا كلمةً من هنا وخبرًا من هناك فيضيق صدره ويعكر صفو نعمته، حتى إنّ بعضنا في وقت سروره يغلق جواله لئلا يكون مصدر إزعاج له. هناك نعيمٌ في الجنة هو من كمال نعيمها: ﴿لا يَسمَعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا • إلا قيلًا سلامًا سلامًا﴾


قد يؤخر الله النصر لحكمة ويهيئ أسبابه،فنستعجل النصر ونقترح الأسباب لجهلنا بحكمته. فإذا جاء النصر فهو القوي الذي لا يُغلب. تأمل كيف ختم الآيتين باسميه العزيز الحكيم ﴿وما النصر إلا من عند الله العزيزالحكيم﴾[آل عمران:١٢٦] ﴿وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم﴾[الأنفال:١٠]


﴿فَجاءَتهُ إِحداهُما تَمشي عَلَى استِحياء﴾ حياء المرأة: أطهر وأنقى لباس. وأجمل زينة بين الناس. وحليةٌ أغلى من الألماس. الحياء كما قال رسول اللهﷺ: “لا يأتي إلا بخير" أتدرون ما الخير الذي أتاها؟ موسى كليم الله زوجًا لها.



كان الناس يشترون ليستعملوا واليوم يشترون ليُصوِّروا. كلُّ واحد يريد أن يقول للآخر: ﴿أَنا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ ولكن غفلوا أن النتيجة: ﴿وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها﴾



لن يرحمك يوم القيامة إلا الله، ولن يرحمك من ظلمته وأنت تراه يومئذٍ يفرّ ﴿مِن أَخيهِ ۝ وَأُمِّهِ وَأَبيهِ ۝ وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ﴾ يفرّ منهم لئلا يطلبوه بحقوقهم! أفتظنّ أنه سيترك حقّه الذي عندك؟



يوم القيامة الشمس من رؤوس الناس قدر ميل، وهم حفاة عُراة، يقفون فيه خمسين ألف سنة. انتظار يتجاوز مرحلة الملل إلى الفزع والخوف من المصير. هناك من ﴿لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ﴾ ولا يشعرون بطول الانتظار، قال رسول الله ﷺ: "يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر"






أعظمُ عطاء يعطيه الله عبده في الدنيا، ليس كثرة الأموال ولا الأولاد ولا الجاه ولا المنصب. أعظم عطاء=﴿فسَنُيَسِّرُه ُ لِليُسرى﴾ أي سنسهل له العمل بالصالحات ليرضى الله عنه ويدخله الجنة. يصلي الصلوات في وقتها ويذكر الله في كل وقت ويبذل المعروف ويكف شره عن الناس، وكل ذلك بيسر وسهولة.



أذيّة أهل الإيمان من أعظم الذنوب. والأذية قد تكون بكلمة أو كتابة. ﴿والذين يُؤذون المومنين والمؤمنات بغير ما اكتَسبوا فقد احتَمَلوا بُهتانًا وإثمًا مُبينًا﴾ روي عن الحسن البصري عند قول الله ﴿إنّ الأبرارَ لَفي نعيم﴾ أنه قال: هم الذين لا يؤذون أحدًا حتى الذرّ. والذر: صغار النمل.



﴿إنّ جهَنّمَ كانت مِرصادًا﴾أي ترصد أهلها ليتساقطوا فيها، وأما المتقون فيمرّون على ظهرها فيرون من يتهاوى فيها شرّ منظر، فيُنجّيهم الله منها برحمته، وذلك أعظم فوز ولذلك قال بعدها بآيات: ﴿إنّ لِلمُتّقينَ مَفازًا﴾. ومن نُجّي اليوم من فتن الشبهات والشهوات فقد جعل الله له مفازًا.



﴿يُنبّأُ الإنسانُ يومئذٍ بما قَدّم وأخّر﴾ ﴿قدّم﴾ أي ما قدّم من الخير أو الشر قبل موته، فسيجده أمامه يوم القيامة. ﴿وأخّر﴾: يموت المرء وقد ترك خيرًا ينتفع به الناس بعده، فهذا مما أخّر. والمصيبة أن يترك معصية فيموت قبل التوبة منها فتصير في أيدي الناس يتناقلونها ولا يسألون عنه.


يا من أسرف على نفسه بمعصية الواحد القهار، لا تغترّ بستر الله عليك آناء الليل وأطراف النهار؛ فإنّ كشفَ الأستار قد يكون بعد طول الإصرار وهجر الاستغفار. وفرقٌ بين ﴿وَالمُستَغفِر ينَ بِالأَسحارِ﴾ وبين الـمُسرفين بمعاصيهم في ظُلمة الأسحار.




﴿وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور﴾ تأمل لما قال﴿وأسروا قولكم أو اجهروا به﴾ لم يقل إنه عليم بذٰلك، بل قال ما هو أعظم من ذلك﴿إنه عليم بذات الصدور﴾ خواطرك التي في نفسك الآن يعلمها. بل والتي لم تخطر ببالك الآن وستخطر فيما بعد، وهي الأخفى﴿فإنه يعلم السر وأخفى﴾


﴿لا تَحسَبوه شرًّا لكم بل هو خيرٌ لكم﴾ المؤمن ينظر للشر الذي قُدّر=أن في طيّاته خيرًا مستورًا ولُطفًا خفيًّا. فيصبر على البلاء فيُؤجَر. وينتظر الفَرَج فيَظْفَر. ويظنّ بربّه الحِفظ وأكثر. عند كل مكروه=يسمع نداء خفيًّا من قلبه المطمئن بالإيمان﴿وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم



البحث عن فضائح الناس وتتبُّعها حتى وإن كانت منتشرة=ليس من خُلُق المؤمن. المؤمن يبحث عن الخير، ويسأل الله لإخوانه الستر. قال تعالى:﴿ولَا تَجَسَّسُوا﴾ قال ابن زيد: -هو قول الرجل-:" حتى أَنظر في ذلك وأسأل عنه، حتى أعرف حقٌّ هو أم باطل، سمّاه الله تجسّسًا، يتجسّس كما تتجسّس الكلاب"


﴿إِذ تَبَرّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ﴾ ﴿الأسباب﴾: المودّة، وأسباب التواصل مثل القرابة والصداقة وغيرها. والله إننا لنرى اليوم تَقَطُّعَ تلك الأسباب عند مُلِّمات الدنيا وكُرباتها، فكيف بيومٍ يَجعل الولدانَ شيبًا!




(ومن كان مريضاً أو على سفر)

حذفت كلمة منكم في هذه الآية على خلاف الآية السابقة؛ لأنه أستعيض عنها بما قبلها (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وحتى لا يقع تكرار الكلمة وهذا من عِظم بلاغة القرآن.



(الذي أنزل فيه القرآن)

في الآية دليل صريح على أن القرآن أنزل بشهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر ( إنا أنزله في ليلة القدر) سورة القدر آية رقم ظ،. (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) سورة الدخان آية رقم ظ£.



هل الأفضل للمسافر الفطر أم الصوم في نهار رمضان؟

اختلف فيه العلماء لكن الأرجح: أن ينظر الصائم لحاله إن كان عليه مشقة ولو يسيرة فالأفضل له الفطر. وإن تساوت فيه المشقة والمقدرة فالأفضل له الصوم، لأن الصيام في نهار رمضان أفضل من غيره.





"أياماً معدوات"

معدودات: جمع يدل على القلة. لمّا كان الأجر المترتب كثير مقابل هذه الأيام صارت الأيام قليلة معدودات.



(فعدة من أيام أخر)

هذه الأيام هل تكون متتابعة أم متفرقة؟ الآية أطلقت، فعليه يجوز أن يقضيها متتابعة أو متفرقة.



إلا الصوم فإنه لي"

اختص الله الصيام عن باقي العبادات لأن الصائم لا يُرى ولا يُعرف بين الناس كالمصلي ونحوه.



.(ولعلكم تشكرون)

كيف نشكرالله على الصيام مع أن فيه مشقة؟ -

الصيام لا يعلم أجره إلاالله(إنمايوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)فرمضان شهر الصبر فيه تجتمع أنواع الصبر: ظ،-صبر على الطاعة ظ¢-صبر عن المعصيةوالمباحات ظ£-صبر على أقدار الله المؤلمةوالجوع والعطش من أقدار الله المؤلمة



"فمن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيام أُخر"

أو على سفر: فيه دلالة على أنه لا يلزم المسافر أن يكون سفره شاقاً ليفطر، بل حتى لو كان مسافراً راكباً ومرتاحاً في سفره فله أن يفطر.



"فمن تطوع خيراً فهو خير له"

المعنى: من زاد على الاطعام الواجب عليه فهو خيراً له.

وهذا يشمل حتى زكاة الفطر أو زكاة المال فلو زاد عليها العبد فهو خيراً له.




(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)

هكذا هي شريعة الله كلها ليس فيها كلفة على الناس بل مبنية على اليسر مقدور عليها، ومع أنها مقدور عليها في الاصل إلا أن الله يُيسرها ويجعل فيها رخص في بعض الحالات.




(ولتكبروا الله على ما هداكم)

المقصود الأسمى من الصيام هو تعظيم الله عز وجل لأن لا أحد يعلم عن الصائم غير الله تعالى. - والصائمين إذا أتموا صيامهم من شهر رمضان وبعد رؤية هلال شوال فإنه يستحب لهم تكبير الله عز وجل حتى يدخل الإمام لصلاة العيد.



قال رسول اللهﷺ:
"والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه-السبابة-في اليمّ، فلينظر بِمَ ترجع؟»رواه مسلم
أي، أن الدنيا مع قِصر مُدّتها وفناء لذّتها، إذا نُسبت إلى دوام الآخرة ولذّتها لم تكن إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي البحر.
﴿والآخرة خيرٌ وأبقى﴾

استعاذ رسول الله ﷺ من جَهْدِ البلاء، ولم يستعذ من البلاء؛ لأن المؤمن لا ينفك عنه البلاء في دنياه، ف
إذا دخل الجنة ذهب عنه كل بلاء وأدرك كل نعماء
وقال في الجنة وهو يصف حاله فيها:
﴿لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾

﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ أي إذا أضاء.
تأمل كلمة (تنفّس)، الظلمة كأنها كُربة اليوم، والصباح كأنه فَرَجُه وتنفيسه.
اللهم نفّس كرب المكروبين.

الذين يعيشون في الوحل، هناك تحت، في قاع الرذيلة وسفاسف الأخلاق يعيبون على من يعيش في قمم الفضيلة بأنهم يعيشون في فضيلة!
يعيبونهم بشيء يستحقون المدح عليه! كما قال قوم لوط:
﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾
قال قتادة: "عابوهم بغير عيب."

كلّ شيء تخافه، تهرب منه لغيره=إلا الله، فتهرب منه إليه.
﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾
نهرب من غضبه لرضاه. ومن عقوبته لعفوه. ومن عذابه لرحمته. ومن بُغضه لحُبّه. ومن ناره لجنّته.

الأولاد حينما ينادون آباءهم:
إبراهيم ﴿يَا أَبَتِ﴾. يوسف ﴿يَا أَبَتِ﴾. إسماعيل ﴿يَا أَبَتِ﴾. ابنة الشيخ الكبير ﴿يَا أَبَتِ﴾.
وأما نوح فقال لابنه ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا﴾
فقال الابن: ﴿سآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي﴾
بخِل الابن الكافر أن يرسل كلمة البِرِّ لأبيه.



قال نوح لابنه:
﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا﴾ وقال إبراهيم لابنه إسماعيل: ﴿يَا بُنَيَّ﴾ وقال يعقوب لابنه يوسف: ﴿يَا بُنَيَّ﴾ وقال لقمان لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ﴾
وقال آزر لابنه إبراهيم: ﴿أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي (يَا إِبْرَاهِيمُ) ﴾!
إنها رِقّة المؤمن، وجفاء المشرك.

﴿قال يا بُنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إن الشيطان للإنسان عدو مبين﴾
عَلِم يعقوب أن إخوة يوسف سيتعرّضون له بمكيدة، فنبّهه أن ذلك من عمل الشيطان، ولما اجتمع بأبيه وإخوته قال:
﴿من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي﴾
وكأنه يقول: ياأبتي إني على ما علّمتني وعهدتَ إليّ

﴿وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء﴾
أي لا تستطيعون الهرب من الله سواء كنتم في الأرض أوالسماء هل تعلم أن قوله﴿في السماء﴾أشكل على بعض المفسرين قديمًا فقيل:
هذا من باب المبالغة؛لأن الإنسان بالأرض -هذه اللحظة بالسماء من البشر ما لا يعلم عددهم إلا الله فسبحانه يعلم ماسيكون

في أول يوم أشرق فيه نور البعثة اختصرت خديجة سيرة الرسولﷺ بهذه الكلمات:
إنك...تُكسِب المعدوم، وتَحمِل الكَلّ، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق. أي، يعطي الفقير المعدوم، ويساعد المثقل بأعباء الحياة، ويُطعم الضيف ويعين المكلوم.
كل هذا قد كان في فترة﴿ووجدك عائلًا﴾ أي فقيرًا

الطلاق=كسر وربما همّ وأحيانًا يأس. تأمل:أكثر الآيات التي نرددها في التفاؤل=موجودة في سورة الطلاق
﴿لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا﴾ ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾
﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾ ﴿ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾ ﴿سيجعل الله بعد عسر يسرا﴾





﴿فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ﴾
قال ابن عباس وغيره: "الساهرة: الأرض."
س: ما سبب تسمية الأرض بالساهرة؟
قال ابن فارس: "ويقال للأرض: الساهرة، سُمّيت بذلك؛
لأن عملها في النَّبْتِ-أي الإنبات- دائمًا ليلًا ونهارًا."

هل تعلم أن لك الآن منزلًا في الجنة؟
حافظ عليه، أرجوك لا يرثه أحد منك؛ فإنه ما من أحد إلا وله منزل في الجنة،
فإن مات مؤمنًا كان له، وإن مات على غير الإيمان ورثه غيرُه ممن سيدخل الجنة.
﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
أقلّ أهل الجنة وآخرهم لها دخولًا=رجل يعطيه الله كل ما يتمنى ثم يعطيه عشرة أضعاف الدنيا تخيّل منذ أن خلق الله الدنيا إلى قيام الساعة، كم فيها من الملك والمال والخير الذي لا يحصى؟
هذا أقل أهل الجنة، فكيف بمن فوقه، بل كيف بمن في الفردوس الأعلى؟
قالﷺ:"إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس"

﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
الناس كلهم، وليس من ترجو نفعه أو تخاف ضرّه.

قال الله عن أهل الجنة:
﴿وقالوا الحمدُ للهِ الذي أَذْهَبَ عنَّا الْحَزَن﴾
ذكر بعض المفسرين أنّ من الحزن: (كِراء البيت)، أي سكن البيت بأُجرة. ومن المعلوم أن الاستئجار-غالبًا-لقلة المال المانعة من التملّك ومن اللطيف أن أقلّ أهل الجنة له مثل عشرة أضعاف الدنيا...مُلْكًا.




أيوب عليه السلام=لم يكن ابتلاؤه في بدنه فحسب!
بل، ابتلاء في موت أولاده
وابتلاء=في ذهاب أمواله
وابتلاء=في انفضاض الناس من حوله
وابتلاء=في إخراجه من قريته لتأذّي الناس منه
وابتلاء=في طول زمن الابتلاء
وابتلاء أعظم من ذلك كله=شماتة الأعداء
﴿إنّا وجدناه صابِرًا نعمَ العبد إنه أوّاب﴾

﴿وأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ•هٰذَا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ•مَنْ خَشِيَ الرَّحمٰنَ بِالغَيْب﴾
﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحمٰنَ بِالْغَيْب﴾
قال الضحاك: يعني في الخلوة حيث لا يراه أحد.
وقال الحسن: إذا أرخى الستر، وأغلق الباب.

يا أخي، وإن كنت مذنبًا، لا تيأس، قد يحبّك الله، بل ويغفر لك ذنوبك وإن بلغتْ عنان السماء ما عليك إلا أن تتّبع حبيبك محمدًاﷺ
﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُم ذُنُوبَكُمْ﴾
يا أُخيّ، هل تعلم غاية أنفس من ﴿يُحبِبْكُمُ اللّه﴾؟

المؤمنة في الدنيا=جنّتها في بيتها وفي الآخرة=بيتها في الجنة
﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾

كان بعض السلف يجتهد بعد الأربعين أكثر من ذي قبل.
قال الله تعالى:
﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عليّ...﴾
والأعمار بيد الله ولكن من بلغ الأربعين فليعلم أنه بدأ لديه العدّ التنازلي

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾
(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنا)
ليس معناها: ولا تزنوا.
بل المعنى :لا تنظر إلى حرام، لا تتحدث مع امرأة حديث شبهة، لا تخلُ بامرأة أجنبية، لا تخضع المرأةُ بالقول. وأما الزنا فطريقٌ سهلٌ الدخول فيه، صعبٌ الخروج منه.

كم من الأشياء التي أحببناها وسعينا لها، ثم حمدنا الله أنها لم تحصل، فنستحضر مباشرة
﴿وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ﴾
ومع هذا فهناك أشياء نسعى لها، والمصيبة إن حصلت،
ثم لا نعلم أنها شرٌّ لنا إلا عندما نحاسب عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فاسألوا خير الأمرين.

الموت ليس نهاية. الموت بداية. هو بداية للحياة الأبدية، هذا الوصف الأنسب. خروجك من الدنيا القصيرة ليس بشيء عند مقارنته بدخولك في عالم سرمدي. الموت باب إذا دخله المؤمن فكل ما بعده أهون منه.
الموت إذا نزل بالمؤمن تنزل معه البشارات فيهون عليه.
﴿فلا تَمُوتُنَّ إلَّا وأنْتم مسْلِمون﴾

﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
أُزلفت، أي قُرّبت.
الجنّة لا تُقرّب إلا لأهل القُرب، فتقرّبوا لله بالطاعات يقرّب لكم جنته في العرصات.





وإن ارتفع الناس بعلومهم، وافتخروا بشهاداتهم، فليس هناك علمٌ أعظم من العلم بالله الذي
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾

بالحكمة يعيش الإنسان بطمأنينة وإن كانت الحياة مضطربة وبدون الحكمة يعيش المرء مضطربًا وإن كانت الحياة مطمئنة.
قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ﴾

س/هل تعلم ما العقوبة الخفية التي لا يعلمها من حلّت به؟
ج/التمادي في الذنوب، وتيسُّرها إذا أرادها، والإسراع إليها كلما اشتهاها.
﴿وأمَّا مَن بَخِلَ واسْتَغنىٰ•وَكَذَّب بالحُسنىٰ•فسَنُيَسِّ رُهُ لِلْعُسرىٰ﴾
هو يتمتع بالذنب ويتزوّد منه، لكنه لا يشعر أنه يستكثر للعقاب يوم القيامة.

لزوم الاستغفار من أسباب تحقق الزواج تأمل
﴿استغفروا ربكم إنه كان غفارا.يرسل السماء عليكم مدرارا.ويمددكم بأموال وبنين﴾
فهل يكون بنون إلا بزواج

﴿فإنْ تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللهِ والرسولِ إنْ كنتم تؤمنون باللهِ واليوم الآخرِ ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلًا﴾ (تأويلًا): عاقبة.
طلبُ الحق من الكتاب والسنة عند النزاع=عواقبه حميدة، ومنها: إصابتك للحق أو مقاربته.
زيادة في إيمانك. طمأنينة في قلبك. بصيرة في دينك. ثقة الناس بقولك.

اطمئن يا مهموم؛ فإنّ مِن رحمة الحي القيّوم أنّ الهموم لا تدوم.
﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾




قد تكون همّتنا أن نكون قدوة للناس، ولكن عباد الرحمٰن لهم همّةٌ أعلى: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾[الفرقان : ٧٤]
تخيّل أنك تفعل خيرًا فيقتدي بك مسلم فيعمل به ويستمر عليه ويبلغ درجة التقوى...
أنت الآن صرت لأحد المتقين إمامًا، فكيف باثنين وثلاثة إلى عدد لا يحصيه إلا الله؟

﴿فلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلىٰ طَعَامِهِ﴾
انظر إلى طعامك، واعلم أن هناك من يهتمّ لبلعه لمشكلة في المريء، وهناك من يهتمّ لهضمه لمشاكل في المعدة والأمعاء، وهناك من يهتمّ لإخراجه لمشاكل في الإخراج.
وأكثرنا لا يحمّل إلا همّ السؤال عن الألذّ والأطيب، فالحمد لله القائل
﴿متاعًا لكم﴾

إذا كنت تحفظ آية الكرسي ولا تعرف معنى﴿ولا يَئُودُهُ حِفظُهُما﴾ وتحفظ سورة الإخلاص ولا تعرف معنى ﴿الله الصَّمَدُ﴾ وتحفظ سورة الفلق ولا تعرف معنى﴿ومِن شَرِّ غَاسِقٍ إذا وقَبَ﴾
فاعلم أنك مُقصّر في حقّ نفسك مع كتاب ربك.
يا أُخيّ، هذه المعاني الثلاث وغيرها فيها عظمة وحياة للقلب.

أعظم من الذنب أنْ تظنّ أنّ الله لا يغفر الذنب.
ومن الذنب أنْ تظنّ أنّ الله إذا غفر الذنب فلن يحبّ العبد.
ومن الذنب أنْ تظنّ أن الله لن يهدي العبد ويجتبيه بعد التوبة من الذنب.
﴿وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (١٢١) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ﴾

صُنّاع الهاشتاقات التافهة التي يُراد منها اجتماع المراهقين وأهل الفساد=لهم حظٌّ وافر وخاسر وعاثر من قول الله:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُون﴾

أحيانًا تجد شخصًا له محبة في قلوب الناس لأسباب معروفة وأحيانًا تجد آخر محبّة الناس له ليس لها سبب ظاهر هذا النوع من المحبة لا يستطيع أحد إزالته من القلوب ولو جاء بكل سبب.
هذا النوع=من جنس محبة موسى التي قال الله عنها﴿وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً منّي﴾ ما رآه أحدٌ إلا أحبّه.

﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ﴾


الاتجاه واحد والمقاصد مختلفة:
طالبة فاحشة وطالب عفّة.

﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾
قال الأحنف بن قيس: "مَنْ لم يصبرْ على كلمةٍ سَمِع كلمات. ورُبَّ غيظٍ قد تجرّعتُه مخافةَ ما هو أشدُّ منه."

هل عصيتَ في خلوة فندمت؟ وشعرتَ أنك نزلت رُتبة في إيمانك؟ وتخاف من الإصرار ثم كثرة الانحدار؟
اغتنم الخلوات باستحضار عظمة الله حتى تخشاه واملأها بالاستغفار وأتبع سيئة الخلوة بحسنة السر
ضع هذه الآية نصب عينيك لا،بل في سويداء قلبك
﴿إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبير﴾





﴿فقولا له قولًا ليّنًا لعله يتذكّر أو يخشى﴾
إنْ سألت ما القول اللين؟
فالجواب
﴿فقل هل لك إلى أنْ تزكّىٰ • وأهديَك إلى ربك فتخشى﴾
(هل لك) ما ألينها من كلمة وما ألطفها من عبارة، يعرض عليه عرضًا لا أمرًا، كأنما يعرض على ضيف كريم أو صديق حميم.
هذا مع عدو الله فكيف بولي الله


﴿فَمَالَنَا مِن شَافِعِينَ • وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾
لما كان الشفعاء كُثرًا جيئ بهم بصيغة الجمع.
ولما كان الصديق قليلًا جيئ به بصيغة الإفراد
فكيف إذا كان الصديق حميمًا؟
فذلك قليل من قليل والحميم معناه القريب القريب من القلب، القريب إلى العين، القريب منك عند الأفراح والأتراح.

﴿كَلَّاإِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ(٦)أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (٧)﴾ لم يقل: أنْ
استغنى، وإنما ﴿أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ﴾أي بسبب أن رآى نفسه قد استغنى.
تمامًا كقول الناس اليوم: شايف نفسه، أو يرى في نفسه.

عندما يستشيرك أحد في أمر (أسري، اجتماعي، تجاري...)
فإن لم يكن لديك خبرة فلا تغترّ باستشارته لك وتظن أنك حقيق بالإشارة. هو أحسن إليك إذ أحسن الظن بك،
فلا تُسئْ إليه فتغُشّه.
﴿ولا تَقْفُ ما ليس لَكَ بهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ والبصرَ والفؤادَ كُلُّ أُولئكَ كانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾





في أول صفات عباد الرحمن قال الله
﴿وإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قالُوا(سَلَامًا)﴾
وبعد الفراغ من ذكر صفاتهم ذكر الله جزاءهم فقال
﴿أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فيهَا تَحِيَّةً)(وَسَلَامً ا)﴾
فبُدِئ بالسلام منهم فِعلًا، وخُتم بالسلام لهم جزاءً.

لِيكن مبدؤك عند كل خبر أو قصة تنتشر وفيها إساءة لأحد=العمل بهذه الآية
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[الحجرات:٦]
والواقع كل يوم يؤكد حاجتنا لهذا المبدأ.

أيهاالحاسد، ألا يكفيك أن الله قرنك بالسواحر.
﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ • وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق : ٤-٥﴾

﴿لَهُم ما يَشَاءُونَ فِيهَا..﴾
يا عبدَ الله، تمنَّ وتمنَّ حتى تنتهي أمانيك،
فهُنالك نعيم في الجنة لا تبلغه العقول حتى تتمنّاه النفوس،
ولذلك قال الكريم: ﴿ولَدَيْنَا مَزيدٌ﴾ وهذا المزيد أفضل مما تتمنّاه الآن، بل وأفضل مما تتمنّاه في الجنة، الله يخبرك به.
يا ربّ، مِن هذا المزيد.

لا يغرنّك ثباتك، فهناك أقدام زلّت بعد ثبات
﴿فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا﴾
ولكن اسأل الله الثبات حتى الممات
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾

﴿وعباد الرحمن﴾
مِن رحمته بهم جعلهم من خُلَّص عباده.
-﴿الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا﴾
إذا كانت هذه أخلاقهم مع أسوأ الناس خُلُقًا، فكيف ببقية الناس.
-﴿والذين يَبيتون لربهم سُجّدًا وقِيامًا﴾
وإذا كانت هذه أعمالهم في السرّ، فكيف بالعلانية.

﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا (كَبِيرًا لَّهُمْ) لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ﴾
ما أجمل التعبير القرآني،
لم يقل (كبيرًا منهم) بل ﴿كَبِيرًا لَّهُمْ﴾
لأن التعبير بـ(منهم) يُشعر بأنه كبير في الواقع، وأما (لهم) فمعناه أنه كبير لديهم وليس كبيرًا في الواقع ولا عند غيرهم.

آية جمعت الصلٰوات الخمسة:
﴿وسَبِّحْ بِحَمْد رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ﴾[طه: ١٣٠]
-﴿قبل طلوع الشمس﴾ الفجر. -﴿وقبل غروبها﴾ العصر.-﴿ومن آناء الليل﴾ العشاء. -﴿وأطراف النهار﴾ الظهر والمغرب.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [الملك : ١٢]
بالغيب: عندما تكون وحدك، ولا يعلم بك إلا الله،
عندما تسهل أسباب المعصية فلا تتركها إلا لله.
عندما يقول لك قلبك الحي: إن الله يراك.

من لطائف الالتفات في القرآن:
قال تعالى ﴿إنّا أعطيناك الكوثر • فصلِّ لربّك وانحر﴾ لم يقل(فصل لنا
) تحريضًا على فعل الصلاة لحق الربوبية، وليس لأجل العطاء فقط،
لأن الصلاة لا تكون لمن أعطى، فهنا لم يعلّقها بالعطاء، وإنما جعلها لمستحقها، فذكر اسم الرب وهو المستحق لها.

﴿فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما﴾
قال الحسن:{كالمعلقة}أي لا هي مطلقة ولا ذات زوج
قال القرطبي:"وهذا تشبيه بالشيء المعلّق من شيء؛ لأنه لا على الأرض استقر ولا على ما عُلّق عليه انحمل"
والتطليق خيرٌ من التعليق والصُلح خير من ذلك كله





﴿وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا﴾
أي وأحسن عاقبة لكم؛ فإن الله يُحسن لكم عليه الجزاء.
إذا كان هذا في شأن العدل بالأموال، فكيف بالعدل في الأقوال.
فوالله ما عدل أحدٌ في قوله-مع عدو أو صديق-إلا كانت عاقبته إلى خير في الدنيا قبل الآخرة.


﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾
من لطائف هذه الآية، قيل: إنها سألت الجار قبل الدّار.


إذا عصفت أمواج الفتن، وتتابعت المِحن، وحار الحليم،
فتذكّر أنه ﴿لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ﴾


لا تـشغلك حياتك الصغيرة عن حياتك الكبيرة.
ثم تقول:﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾


هناك أُناسٌ أُولِعوا بالغيبة حتى إن بعضهم إذا قيل له: لا تغتب أخاك. قال: والله ما سألت عنه، أقول هذا الكلام في وجهه! مسكين،
ما يدري أن هذا هو الهمز الذي قال الله تعالى فيه:
﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ قال الربيع بن أنس: الهُمزة: يهمزه في وجهه، واللمزة: من خلفه.


الرفعة بيد الله﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ﴾ والسقوط بأمر الله﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾
فلا الإعلام يرفعك، ولا الحاقد يُسقطك، فلا تهتمّ لهذا ولا ذاك، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمٰن يُقلّبها كيف شاء.


﴿إنّ الذين آمَنوا وعمِلُوا الصّالحاتِ سيَجعَلُ لَهمُ الرَّحْمٰنُ وُدًّا﴾
سيجعل الله لهم محبة في قلوب العباد، وقبولًا يتسلّل للفؤاد.
ووالله لَنَزْعُ جبل من الأرض=أهون من نَزعِ تلك المحبة من قلوب العباد. يا مسكين، أتظنك قادرًا على نزع محبة أرساها الله لوليّه في قلوبٍ أمرها بيده!





ليس بينك وبين الخير الذي لا ينقطع=إلا الصدق مع الله.
﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللّهَ لَكانَ خَيرًا لهمْ﴾ خيرٌ من ماذا ؟
لقد أطلق الله ذلك، لِيَذهب فكرك إلى كلّ مذهبٍ حسن. خيرٌ من حظوظ النّفس. خير مما في أيدي الخلق. خير مما معك. خير مما فاتك. خير من الدنيا وما فيها. اُصدق مع الله وسترى.


﴿إنّ الله يُمْسِك السموات والأرض أن تزولا ولَئِن زَالَتا إِنْ أَمسَكَهمَا منْ أحدٍ من بَعده ۚ إنه كان حليمًا غَفورًا﴾
قال ابن القيم: تأمل خَتْم هذه الآية باسمين من أسمائه، وهما (الحليم، والغفور)
كيف تجد تحت ذلك=أنه لولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لَمَا استقرت السماوات والأرض


وللرجال عليهنّ درجة والله (عزيز حكيم)﴾
﴿فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلًا إن الله كان (عليًّا كبيرًا) ﴾
لما ذكر الله ولاية الرجل على زوجته=ختم الآيتين بأسماء عظيمة ترهيبًا للرجل من أن يظلمها.
- فيا أيّها الزوج الظالم، اعلم أنك ضعيف ذليل صغير، وأنّ معها العزيز العلي الكبير


﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَر﴾
أصح الأقوال في تفسير الآية، وأوقعها في النفس، وأبعثها للطمأنينة=ما قاله ابن عباس:
"ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه"
وقد قال الله في الحديث القدسي:"فإنْ ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم"
هل هناك أعظم من ذكر الله لك؟


هل يُدرك صاحب المكر السيئ أنه يمكر بنفسه؟
فلْيرفق بنفسه إِذَن!
﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾


الله عزوجل يقول في كتابه العزيز (وليس الذكر كالأنثى) ثم يخرج علينا من يقول: المساواة بين الجنسين!!!
أيظننا ندع شرع الله الحق ونوافقه هو على انتكاسته؟!
رب أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واحفظنا من شر دعاة الباطل ما حيينا





إذا خرجت للبر=فانظر للأرض كيف سُطحت.
وإلى السماء وزُرقتها كيف رُفعت.
وإلى الجبال وهيبتها كيف نُصبت.
وانظر لخضرة الربيع وكيف أحيا الله الأرض بعد موتها.
وفي الليل انظر للنجوم وكيف جُعلت زينة للسماء.
لا يكن خروجك للنزهة فقط، بل اجعلها رحلة إيمانية.
﴿إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون﴾
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗوَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
إذا أتيت بالتقوى=نِلْتَ أحبّ لقاء، وأعظم بشارة.
فيا ربّ
يسّر التقوى علينا.
وحبّب لقاءك إلينا.
وبشّرنا إذا تُوفّينا.

ما أظلم الإنسان عندما يَعدُّ ما لم يُعطِه الله مما سأل، ولا يعدُّ ما أعطاه مما لم يسأل.
ولو عدّ ما لم يُعطَ مما سأل=لانتهى من عدّهِ في ساعة.
ولو عدّ ما أُعطي مما لم يسأل=لم ينتَهِ من عدّهِ إلى قيام الساعة.
﴿وإنْ تعُدُّوا نِعمة الله لا تُحصُوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلُومٌ كَفَّار﴾

قال موسىﷺ للخضر: ﴿لقد جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾
وقال: ﴿لقد جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا﴾
وقال قوم مريم: ﴿لقد جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾
وقال الله لمن ادّعى له ولدًا: ﴿لقد جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾
والإدّ أبلغ مما سبق، فهو الأمر الفظيع العظيم والداهية والمنكر الذي يقع فيه جَلَبَة.

عندما تمرض=تلتمس أن يكون أقرب الناس إليك أحبهم إلى قلبك.
وعندما تصاب بمصيبة=تتمنى أن يكون عندك من يحسن مواساتك.
وعندما تكون في سكرات الموت وأنت مؤمن فلا حاجة للأماني=سيكون أقرب الخلق إليك أكرمهم على الله
﴿تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾



مما أعجبني:
على قدر الهدف تكون سرعة الإنطلاق ..
ففي طلب الرزق قال ﷲ ﷻ: ﴿فامشوا﴾.
وللصلاة قال ﷲﷻ: ﴿فاسعوا﴾.
وللجنة قال ﷲﷻ: ﴿وسارعوا﴾.
وأما إليه فقال ﷲﷻ: ﴿ففروا إلى ﷲ﴾.
أسألُ ﷲ أن يكفيك ما أهمّكَ، ويُصلحَ عملك وشأنَك كلّهُ، ويُبلّغَكَ وأحبتَك فيما يرضيهِ أمانيكم.

﴿إنّا نَحنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وإنَّا لهُ لَحَافِظُون﴾
مَن فَهِم مِن هذه الآية أن الله سيحفظ كتابه فحَسْب فقد قصُر فهمه لها! سيحفظ الله حملته، والراسخين فيه،
والإسلام الذي يقوم به، وسيدحض الله مخالفيه، ومؤوليه على غير تأويله. ولن يأتي أحد بشبهة فيه إلا جعل الله ردّها من كتابه.

ما ألذّ الحديث عن الذكريات الجميلة.
الذكريات لها لذّة، لا سيما إن كانت سببًا في حياة سعيدة.
فما بالك إذا كانت سببًا في حياتك الأسعد!
﴿وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون•قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين•فمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم•إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم﴾

تأمل تعبير القرآن عن قرى المشركين
﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى(وهي ظالمة)﴾ ﴿وكم قصمنا من قرية(كانت ظالمة)﴾ ﴿فكأين من قرية أهلكناها(وهي ظالمة)﴾ ﴿وكأين من قرية أمليت لها(وهي ظالمة)﴾
فلما جاء ذكر مكة قال ﴿ربنا أخرجنا من هذه القرية(الظالم أهلها)﴾ فأضاف الظلم لأهلها وليس لها

(وآتُوهُم مِن مالِ اللهِ الّذِي آتَاكُم﴾
لم يقل: من مالكم؛ لأن المالَ مال الله، لم يكن بيدك قبل حياتك، ولن يكون بيدك بعد مماتك.
مالك الحقيقي=هو ما قدّمت لآخرتك. مالك=ما سوف تُظلّل به في عرصات القيامة.
مالك=ما سيكون حجابًا بينك وبين النار.
مالك=ما سوف تجده أمثال الجبال في الجنة.

قال لوط لقومه: ﴿أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾
الرجل الرشيد=يُكرم الأضياف. وينصر المستضعفين. ويُعين المُصلحين. ويستمع للناصحين. ويخاف ربّ العالمين.




﴿إنّ معيَ ربي سيهدينِ﴾
قالها موسى بيقين ففلق الله له طريقًا في البحر.
قُلها بيقين فسيجعل الله لك عند البلاء طريق صبر. وعند النعماء طريق شكر. وعند الموعظة طريق تَذَكُّر. وعند التعلّم طريق فهَم. وعند التعليم طريق قبول. وعند الخصومات طريق سلامة.
سيجعل الله حياتك كلها طريقًا للجنة.

﴿إنّ الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتّى يُغَيّروا ما بأنْفسِهم﴾
من أكثر الأمور التي تغيّر العبد اليوم=فضول النظر، وفضول الكلام.
ففضول النظر، يقود للنظر الحرام. وفضول الكلام، يجرّ للغيبة والنميمة.
وأكثر ما يُساعد على ذلك=الفضول في استخدام الجوال، وخاصة في قروبات لا زمام لها ولا خطام.

بعض المصائب قد لا يكون لها حلّ، ولكن لها ما يهوّنها ويسكّنها فيكون عزاءً لمصيبتك وبلسمًا لجراحك=الرضا بالقدر، واليقين بأن الدنيا زائلة، والعلم بأن أجر الصابرين عظيم.
﴿إنّما يُوَفّىٰ الصابرُونَ أَجرَهُم بِغَير حِسَاب﴾
قال الأوزاعي: ليس يُوزن لهم ولا يُكال، إنما يُغرف لهم غَرفًا.

﴿يا لَيْتَني قَدّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
حياته التي لا موت فيها يتمنّى في وقت ليس فيه إلا الحساب.
حياتك اليوم ساعة، وغدًا حياة سرمدية.
قدّم لحياتك: الصلاة، والبر، والصدقة، وحفظ اللسان، وحسن الخلق، والنصيحة، والتوبة العاجلة. وأكثر من ذكر الموت،
ولا تشغلك حياتك الصغيرة عن حياتك الكبيرة.


﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾
تأتيه وحدك، لا أهل، لا مال، لا جاه، لا حاشية، لا مُودّعون، ولا مُستقبلون. تأتيه وليس في بالك مصير أمّ، ولا أب، ولا ولد، ولا حبيب. تأتيه وقد بلغت القلوب الحناجر، وبدت السرائر.
تأتيه وليس معك إلا أعمالك التي عملتها الآن وقبل الآن.

﴿فَسَيَكْفِيكَ هُمُ اللهُ﴾
لم يقل: فسوف يكفيك الله إياهم!
بل جمع أداة الاستقبال، والفعل، والمفعول الأول والثاني=في كلمة واحدة ﴿فسيكفيكهم﴾
إذا أراد الله كفاية عبد=جمع له أسبابها، وجعلها أسهل ما تكون، وأسرع مما يظنّون، وأقوى مما يجمعون.
ورزقَه قبل ذلك عبودية الصبر وانتظار الفرج.





﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذي نَزَّلَ الكِتَابَ ۖوَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحين﴾
الله وليُّ كل صالح، فهو حسبه، وكافيه، وناصره، ومُعِزُّه.
وليُّه في الدنيا إذا خُذِل.
ووليّه في الآخرة إذا خاف.
ووليّه عند المصائب.
ووليّه الذي يبشره عند احتضاره.
الله وليُّ الصالحين،
فكيف بالمصلحين!

كان الناس يشترون ليستعملوا
واليوم يشترون ليُصوِّرا
﴿أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً﴾
والنتيجة:﴿وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه﴾

﴿ووُضِعَ الكتابُ فتَرَى المُجرِمِينَ مُشفِقِينَ ممَّا فِيه ويَقُولُون يَا وَيْلَتَنا مَالِ هَٰذَا الكتابِ لا يُغَادِرُ صَغيرَةً ولا كبِيرَةً إلَّا أَحْصَاها﴾
لم يُنكروا أعمالهم التي عملوها، بل تعجّبوا من دقة الإحصاء.
قال الفضيل بن عياض: "ضجّوا-واللهِ-من الصغائر قبل الكبائر"

﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
الإيقاف وحده مُفزِع، تبلغ منه القلوب الحناجر.
فكيف بالأسئلة التي تتبعه؟

﴿وَنُقَلِّبُهُ مْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال﴾
يُقلَّبون لئلا تأكلَ الأرضُ أبدانهم.
والله قادرٌ على منع الأرض مِن أكلِ أبدانهم بدون تقليب، ولكن قلّبهم ليعلم الناس أهمية الأخذ بالأسباب.



-﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قالها موسى-عليه السلام-عندما حاصرهم فرعون وجندُه.
-﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ قالها رسول اللهﷺ عندما ضاقت السبل، ووقف كفار قريش على باب الغار.
إذا ازداد الحصار حولك، وضاقت بك السبل=فتذكّر أنّ الواسع العليم الذي وسعت رحمته كل شيء، معك.

﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾
أي لأجل الرحمة، لا لأجل التصوير.

ياطالب العفاف يقول ربك:﴿وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم(إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)﴾
قالﷺ:"ثلاثة حق على الله عونهم...والناكح الذي يريد العفاف"
وقال أبوبكر:"أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى" احرص على العفاف ولو على الكفاف

سُمّي المال خيرًا في عدة آيات كقوله تعالى:
﴿قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ﴾
﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾
﴿إِن تَرَكَ خَيْرًا﴾
قيل: إنما سُمّي المال خيرًا؛ لأن حقّه أن يُنفق في وجوه الخير.


لقد وصف المُبطِلون أولياءَ الله بضدّ ما زكّاهم الله به:
فقالوا: ظلاميّون، والله يقول:﴿يخرجهم من الظلمات إلى النور﴾
وقالوا: رجعيّون، والله يقول:﴿والسابقون السابقون﴾
وقالوا: متخلّفون، والله يقول:﴿وأولئك هم المهتدون﴾
أرادوا أن يُقْصُوهم ويبعدوهم، والله يقول:﴿أولئك المقرّبون﴾





الله يسترك ليمنحك فرصة للتوبة،
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾
وأهل الشهوات يسعون لفضحك ليحولوا بينك وبين التوبة،
﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾

هذه الحبّات من الرمل والأتربة التي تحملها الرياح، وتنقلها في الجوّ من بلد لآخر، ومن قارّة لأخرى=يعلم الله كلّ حبة منها، يعلم وزنها، وعددها، وسيرها، ومكان مستقرّها، وعلى أيّ وجهٍ تستقرّ، لا يخفى عليه شيء منها.فسبحانه ﴿وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾

﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون﴾=فيردّوا الحقوق إلى أهلها.
﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون﴾=فيتحلّلوا ممن ظلموا اليوم.
﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون﴾=فيُقبِلوا على الله بقلب سليم.
﴿ألا يَظنُّ أولئك أنّهم مبعوثون•ليومٍ عظيم•يومَ يقومُ الناس لربِّ العالمين﴾

يكفيك في عمل الخير أن الله يعلمه،
﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾
فلا تحرص على إعلام الناس به، فالرياء محبط للعمل، وسبب للذّل بين البشر.
ولا تحتقر القليل من الخير، فإن الله كبير وعطاءه كثير،
﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾

﴿فلا تَخضعنَ بالقول فيَطمعَ الذي في قلبه مرض﴾
إذا خضعت المرأة بالقول لمن في قلبه مرض شهوة، واستمر هذا الخضوع على ذلك القلب المريض، وكان كزيت سكبته على نار=فلا تسأل عن فضيحة مرتقبة، ولا عن بيت قد يحترق، ولا عن عقوبة تنتظرهما، ما لم يتداركا أنفسهما بتوبة نصوح، فالله يمهل ولا يهمل



"إن كنتم تعلمون"
فيه اشارة على أن من علم شيئاً ليس كمن لا يعلمه، ومن يعلم حكم شرعياً فهو أولى بامتثاله ممن لا يعلم.














الكلمات الدلالية (Tags)
قرآنية, الشراري, بندر, تأملات, د.


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل