السنة النبوية الشريفة

كل ماأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خُلقية,سم للأحاديث النبوية و شرحها مع ذكر الراوي و مصدر الحديث.

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=8152
3450 0
07-30-2019 10:34 PM
#1  

Icon1765شرح الحديث القدسي / تحاجت الجنة والنار


شرح الحديث القدسي / تحاجت الجنة والنار kntosa.com_10_18_153
شرح الحديث القدسي / تحاجت الجنة والنار

شرح الحديث القدسي / تحاجت الجنة والنار 3dlat.com_30_19_a671

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ ـ: "تحاجت الجنة والنار: أوثرت بالمتكبرين، والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله ـ تبارك وتعالى ـ للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ، حتى يضع رجله، فتقول: قطٍ، قطٍ، قطٍ؛ فهناك تمتلئ، ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله ـ عز وجل ـ من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله ـ عز وجل ـ ينشئ الله لها خلقاً".

متفق علية
الشرح

تحاجت النار والجنة
أي في كونهما مخلوقتين على ما هو مذهب أهل السنة والجماعة، وفي بيان أنهما لمن خلقتا، وذكر بعض أوصافهما من خلقتهما.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ " تحاجت بتشديد الجيم أي تخاصمت وتجادلت وتعارضت (الجنة والنار) أي بلسان القال أو ببيان الحال. قال الطيبي - رحمه الله -: هذه.
[ص: 3628] المحاجة جارية على التحقيق، فإنه تعالى قادر على أن يجعل كل واحدة مميزة مخاطبة، أو على التمثيل. قلت: الأول هو المعول؛ لأن مذهب أهل السنة على ما في المعالم أن لله علما في الجمادات وسائر الحيوانات سوى العقلاء، لا يقف عليها غيره، فلها صلاة وتسبيح وخشية، فيجب على المرء الإيمان به، ويكل علمه إلى الله سبحانه، انتهى. وأدلته كثيرة ليس هذا محل ذكرها، والله تعالى أعلم.

(فقالت النار: أوثرت) بصيغة المجهول من الإيثار أي اخترت (بالمتكبرين) أي عن الحق (والمتجبرين) أي على الخلق بالتسلط والقهر، فقيل هنا بمعنى، جمع بينهما للتأكيد،
وقيل: المتكبر المتعظم بما ليس فيه، والمتجبر الذي لا يوصل إليه، وقيل: الذي لا يكترث ولا يبالي بأمر الضعفاء والمساكين.

(وقالت الجنة: فما لي (أي فأي شيء وقع لي) لا يدخلني إلا ضعفاء الناس) أي في البدن والمال (وسقطهم) بفتحتين، أي أردؤهم وأكثرهم خمولا، وأقلهم اعتبارا، المحقرون فيما بينهم، الساقطون عن أعينهم، وكذا بالنسبة إلى ما عند أكثر الناس لأنهم كما قال تعالى: ولكن أكثرهم لا يعلمون وفي موضع: ولكن أكثرهم يجهلون وأما بالنسبة إلى ما عند الله عظماء، وكذا عند من عرفهم من العلماء والصلحاء، فوصفهم بالسقط والضعف لهذا المعنى، أو المراد بالحصر الأغلب.
(وغرتهم) بكسر الغين المعجمة وتشديد الراء وهي عدم التجربة، أو وجود الغفلة بمعنى الذين لا تجربة لهم في الدنيا، ولا اهتمام لهم بها، أو الذين هم غافلون عن أمور الدنيا شاغلون بمهم العقبى على ما ورد في الخبر: أكثر أهل الجنة البله، أي في أمور الدنيا بخلاف الكفار، فإنهم كما قال تعالى: يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون. هذا وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: رواه الأكثر بغين معجمة مفتوحة فراء فثاء مثلثة، أي أهل الحاجة من الغوث وهو الجوع، وروي بكسر الغين المعجمة وتشديد الراء وبتاء مثناة فوقية، أي البله الغافلون، وهي ثابتة في أكثر نسخ مسلم، ورواه آخرون بعين مهملة فجيم فزاي مفتوحات وتاء مثناة، جمع عاجز، وروي بضم العين والجيم، جمع عاجز أيضا.
(قال الله للجنة) ابتدأ بها للحديث القدسي (سبقت رحمتي غضبي) وجبرا لها حيث انكسر بالها بما لها من الضعفاء، وغلبت في السؤال وضعفت في الجواب (إنما أنت رحمتي) أي مظهرها. في شرح السنة: سمى الجنة رحمته لأن بها يظهر رحمة الله تعالى كما قال: (أرحم بك من أشاء من عبادي) وإلا فرحمة الله من صفاته التي لم يزل بها موصوفا ليست لله صفة حادثة، ولا اسم حادث فهو قديم بجميع أسمائه وصفاته جل جلاله، وتقدست أسماؤه، وفي المعالم: الرحمة إرادة الله الخير لأهله،

وقيل: ترك عقوبة من يستحقها وإسداء الخير إلى من لا يستحق، فهو على الأول صفة ذات، وعلى الثاني صفة فعل. (وقال) أي الله (للنار: إنما أنت عذابي) أي سبب عقوبتي ومنشأ سخطي وغضبي. (أعذب بك من أشاء من عبادي) والحاصل أن الجنة والنار والمؤمنين والكفار مظاهر للجمال والجلال على وصف الكمال، ولا يظهر لأحد وجه تخصيص كل بكل في مقام الفصل، مع العلم بأن أحدهما من باب العدل، والآخر من طريق الفضل: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (ولكل واحدة منكما ملؤها) لأن كمالهما في ملء مآلهما (فأما النار فلا تمتلئ) قال تعالى: يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد أي فتطلب الزيادة ولا تمتلئ من أهلها المعد لها. ( حتى يضع الله ) أي فيها أو عليها ( رجله )
وفي الرواية الآتية : قدمه ، فمذهب السلف التسليم و [ ص: 3629 ] التفويض مع التنزيه ، وأرباب التأويل من الخلف يقولون : المراد بالقدم قدم بعض مخلوقاته ، أو قوم قدمهم الله للنار من أهلها ، وتقدم في سابق حكمه أنهم لاحقوها ، فتمتلئ منهم جهنم ، والعرب تقول : كل شيء قدمته من خير أو شر فهو قدم ، ومنه قوله تعالى : أن لهم قدم صدق عند ربهم أي ما قدموه من الأعمال الصالحة الدالة على صدقهم في تصديقهم ، والمراد بالرجل الجماعة من الجراد ، وهو إن كان موضوعا لجماعة كثيرة من الجراد ، لكن استعارته لجماعة الناس غير بعيد ، وأخطأ الراوي في نقله الحديث بالمعنى ، وظن أن الرجل سد مسد القدم ، هذا وقد قيل : وضع القدم على الشيء مثل للروع والقمع ، فكأنه قال : يأتيها أمر الله فيكفيها من طلب المزيد ، ويدل على هذا المعنى قوله : " فيضع الرب قدمه عليها " ولم يقل فيها ، كذا قاله شارح المصابيح ، لكن الرواية الآتية بلفظ : " فيها " في المشكاة ، نعم " في " قد تأتي بمعنى " على " على ما في التنزيل ولأصلبنكم في جذوع النخل ، وقيل : أريد به تسكين فورتها ،
كما يقال للأمر يراد إبطاله : وضعته تحت قدمي ، ذكره في النهاية .
وفي شرح السنة:
القدم والرجل المذكوران في هذا الحديث من صفات الله المنزهة عن التكييف والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة، كاليد والأصبع والعين، والمجيء والإتيان والنزول، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ والمنكر معطل، والمكيف مشبه. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير انتهى. وهو الموافق لمذهب الإمام مالك - رحمه الله - ولطريق إمامنا الأعظم على ما أشار إليه في الفقه الأكبر، فالتسليم أسلم، والله تعالى أعلم.
(تقول) أي النار، والجملة استئناف بيان أو حال،

وإلا فكان الظاهر أن يقال: فتقول (قط) بفتح القاف وسكون الطاء،

وفي نسخة بكسرها منونة، وفي أخرى من غير تنوين (قط قط) ذكر ثلاث مرات على ما في النسخ المصححة، والمفهوم من قول شارح أنه مرتين حيث قال بسكون الطاء أي:

كفى كفى، ويحتمل بكسر الطاء أي حسبي حسبي. قال النووي: فيه ثلاث لغات بإسكان الطاء فيهما وبكسرها منونة وغير منونة، وفي القاموس:


إذا كان قط بمعنى حسب فقط كمن وقط منونا مجرورا، فاقتصاره عليهما مشعر بأن الكسر مع غير التنوين ضعيف. (فهنالك) أي في ذلك الزمان (تمتلئ) أي النار بقدرة الله تعالى (ويزوى) بصيغة المجهول أي يضم ويجمع (بعضها إلى بعض) أي من غاية الامتلاء (فلا يظلم الله) أي أبدا (من خلقه أحدا) أي لا ينشئ الله خلقا للنار، فإنه ظلم بحسب الصورة وإن لم يكن ظلما حقيقة فإنه تصرف في ملكه، والله تعالى لا يفعل ما في صورة الظلم. (وأما الجنة فإن الله تعالى ينشئ لها) أي من عنده (خلقا) أي جمعا لم يعملوا عملا، وهذا فضل من الله تعالى، كما أنه سبحانه لو أنشأ للنار خلقا على ما قيل لكان عدلا،
والله تعالى أعلم. متفق عليه
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال اسلام ويب
شرح الحديث القدسي / تحاجت الجنة والنار kntosa.com_10_18_153








الكلمات الدلالية (Tags)
/, والنار, القدسي, الجنة, الحديث, تحاجت, شرح

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل