القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=21669
1921 0
انواع عرض الموضوع
06-10-2022 05:27 AM
#1  

افتراضي{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } -


{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
[سورة محمد:١٧]


من سنن الله تعالى في عباده: زيادتهم على ما هم عليه من إيمان وكفر، وطاعة ومعصية، وفقر وغنى، واضطراب واستقرار، وعافية وابتلاء، وخير وشر.

وهذه السنة الربانية دلت عليها آيات القرآن وأحاديث السنة سواء فيما يتعلق بأمور الدنيا أو فيما يتعلق بأمور الدين:
فالمؤمن المحقق لإيمانه، الساعي لزيادته ونمائه، الصادق في انتمائه، يزيده الله تعالى إيمانا إلى إيمانه، ويقينا إلى يقينه، وهدى إلى هداه، وتقوى إلى تقواه ﴿ وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ [مريم: 76] ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17] فكل من سلك طريقا في العلم والإيمان والعمل الصالح زاده الله تعالى منه، وسهله عليه، ويسره له، ووهب له أمورا أخر، لا تدخل تحت كسبه.



في الهدى الذي زادهم أربعة أقاويل : أحدها : زادهم علما ، قاله الربيع بن أنس . والقول الثاني : أنهم علموا ما سمعوا وعملوا بما علموا ، قاله الضحاك . والقول الثالث : زادهم بصيرة في دينهم وتصديقا لنبيهم ، قاله الكلبي . والقول الرابع : شرح صدورهم بما هم عليه من الإيمان . وآتاهم تقواهم أي ألهمهم إياها



لما صدق فتية الكهف في إيمانهم، وهاجروا فرارا بدينهم؛ زادهم الله تعالى إيمانا ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13].

في الأحزاب تجمع الكفار على أهل الإيمان لاستئصالهم، فأعلن أهل الإيمان تصديقهم بوعد الله تعالى ووعد رسوله عليه الصلاة والسلام في تلك الساعة الحرجة؛ إيمانا منهم ويقينا بالله تعالى؛ وتوكلا عليه سبحانه، فزادهم الله تعالى إيمانا ويقينا وتوكلا ﴿ وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].


وفي الحديبية كره الصحابة رضي الله عنهم بنود الصلح، حتى قال عمر رضي الله عنه «فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا» ولكنهم ما لبثوا أن علموا أن ذلك حكم الله تعالى، فقهروا ما في نفوسهم من الغضب والحمية؛ طاعة لله ورسوله، فزادهم الله تعالى بهذا الانقياد والاستسلام إيمانا ويقينا ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4].

ففي كل هذه النماذج الإيمانية ما جاءت الزيادة من الله تعالى إلا بعد أن أثبتت هذه الطوائف المؤمنة إيمانها، ودللت على صدقه، في ساعات حرجة يتلاشى فيها التصنع والكذب والرياء، فجزاهم ربهم سبحانه ما جزاهم من زيادة الإيمان واليقين به تعالى، وتصديق وعده سبحانه، والتسليم لأمره عز وجل.


فمن السنة الربانية أن من عزم على عمل صالح، واجتهد في تحقيقه أعانه الله تعالى عليه، ويسره له؛ كما قد حج أناس ما ظنوا أنهم يحجون عامهم ذاك. وبرهان ذلك في قول الله تعالى:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ﴾ [الشُّورى: 20] : أَيْ: نُقَوِّيهِ وَنُعِينُهُ عَلَى مَا هُوَ بِصَدَدِهِ، وَنُكْثِرُ نَمَاءَهُ، وَنَجْزِيهِ بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى مَا يَشَاءُ اللَّهُ تعالى، قال الله تعالى : ﴿ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ﴾ [الشُّورى: 23] ، وذلك بأن يشرح الله تعالى صدره، وييسر أمره، وتكون سببا للتوفيق لعمل آخر، ويزداد بها عمل المؤمن، ويرتفع عند الله تعالى وعند خلقه، ويحصل له الثواب العاجل والآجل.
هذه الزيادة لا تكون إلا بعد إثبات صدق الإيمان بالمجاهدة،

قال ابن المنكدر رحمه الله تعالى: جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، قال أحد السلف: “جاهدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة أخرى”.

وقال ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا: عَالَجْتُ لِسَانِي عِشْرِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِيمَ لِي.

فالقوم عالجوا أنفسهم على الطاعات، وجاهدوها في مرضاة الله تعالى، ثم حصلوا جزاء ذلك أنسا بالله تعالى، وفرحا بطاعته، واستغناء به عن غيره.

وفي المقابل فإن من سنة الله تعالى أنه يملي للكفار والمنافقين، ويمدهم في طغيانهم، ويزيدهم شرا إلى شرهم، وظلما إلى ظلمهم؛ عقوبة منه سبحانه على ما اقترفوا من الكفر والنفاق والظلم والطغيان، فيزيدوا أسباب العذاب عليهم في الدنيا والآخرة؛ لتكون نهايتهم أليمة، وعاقبتهم وخيمة ، قال الله تعالى : ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178] ، فهم يظنون أن الله تعالى ما مكّن لهم، ولا أعطاهم ما أعطاهم إلا وهو راض عنهم وعن أفعالهم، حتى يصلوا إلى درك العمه، وهو حالة من الضياع والتردد والتحير، تذهب فيها البصيرة حتى كأنما يعمى البصر، فلا يبصر صاحبها الواضحات، ولا يتبين البينات، وعمى البصيرة أشد وأنكى من عمى البصر ، قال الله تعالى : ﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأعراف: 186] ، ويُزين للمصاب بالعمه سوء عمله فيظنه حسنا ، قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴾



{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
[سورة محمد:١٧]



الخير يلحق به خير آخر ، فما من عبد يضع نفسه على طريق الرشاد ، إلا ويتلقاه الله ويكرمه ويزيده من فضله .. الهدايات الصغرى مراحل للهداية العظمى

متى تمكنت محبة الله في القلب ، لن تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الله سبحانه ، وما عليك إلا أن تسلك أول طريق الهدى لتتلقى المكرمات حتى تبلغ الغاية

(زادهم هدى وآتاهم تقواهم) التقوى حالة في القلب تجعله واجفا من هيبة الله ، شاعرا برقابته ، خائفا من غضبه ، متطلعا إلى رضاه

تقوى الله بها المغنم والنجاة ، ماخاب من تمسك بها ، ولا رشد من نأى عنها ، هي زاد المسافر وثمرة المهتدي ... فلا تفرط في طاعة أو تمتمات ذكر ، أو إحسان وعطاء تزيل به عنك الوحشة ، وتأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل (والذين اهتدوا زادهم هدى) (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) الحسنة تدعو أختها .. والسيئة تدعو أختها .. جاهد نفسك ورتب أمورك ...














الكلمات الدلالية (Tags)
-, هُدًى, وَآتَاهُمْ, وَالَّذِينَ, {, }, اهْتَدَوْا, تَقْوَاهُمْ, زَادَهُمْ


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل