السنة النبوية الشريفة

كل ماأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خُلقية,سم للأحاديث النبوية و شرحها مع ذكر الراوي و مصدر الحديث.

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24409
1203 0
05-01-2023 06:04 AM
#1  

افتراضيأسباب للنجاة من أهوال القبر


الحمد لله منشئ الموجودات، وباعث الأموات، وسامع الأصوات، ومُجيب الدعوات، وكاشف الكربات، عالم الأسرار، وغافر الأوزار، ومنجي الأبرار، ومُهلك الفجار، ورافع الدرجات، الذي علَّم وألْهَم، وأنعم وأكرَم، وحكم وأحكم، وأوجب وألزَم ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ [الشورى: 25].



وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.


وقف بعض الحكماء على المقابر، فقال: يا أهل القبور، أصبحتم نادمين على ما خلَّفتم في البيوت، وأصبحنا نقتتل على ما ندمتُم عليه، فما أعجبنا وأعجبكم!


قال بعض الصالحين: صليت ركعتين في الليل، ثم وضعت رأسي على قبر، ثم نمت، فإذا صاحب القبر يقول: لقد آذيتني منذ الليلة، إنكم تعلمون ولا تعملون، ونحن نعلَم ولا نعمل، ولا نقدر على العمل، إن الركعتين اللتين ركعتهما خيرٌ من الدنيا وما فيها، ثم قال: جزى الله أهل الدنيا عنا خيرًا أقرِئْهم منا السلام، فإنه يدخل علينا من دعائهم نورٌ أمثال الجبال.



كان الربيع بن أبي راشد يخرج إلى الجبانة، فيقيم طول النهار ويرجع مكتئبًا، فيقول له إخوانه وأهله: أين كنت؟ فيقول: كنت في المقابر، نظرت إلى قوم قد مُنعوا ما نحن فيه.


واعلم أخي إن هناك أسبابًا للنجاة من عذاب القبر هي:
الشهادة في سبيل الله تعالى: إخوة المحبين، اعلموا أن من أعظم الأسباب التي تنجي العبد من عذاب القبر أن ينال وسام الشهادة في سبيل الله تعالى، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "*لِلشَّهِيدِ *عِنْدَ *اللَّهِ *سِتُّ *خِصَالٍ: يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ[1].

قراءة سورة تبارك: ومن أسباب النجاة من عذاب القبر حفظُ وقراءة سورة تبارك؛ عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سُورَةُ تَبَارَكَ هِيَ *الْمَانِعَةُ *مِنْ *عَذَابِ *الْقَبْرِ»[2].

التوبة الصادقة عند النوم:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح، وهو يذكر أنفع الأسباب المنجية من عذاب القبر: "ومن أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعةً يحاسب نفسه فيها على ما خسِره أو ربَحِه في يومه، ثم يجدِّد له توبة نصوحًا بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألا يعود إلى الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كلَّ ليلة، فإذا مات في ليلته مات على توبة، وإن استيقظ مستقبلًا للعمل مسرورًا بتأخُّر أجله حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته][3].


الاستعاذة بالله من عذاب القبر: أن يكثر المسلم والمسلمة من الاستعاذة بالله من عذاب القبر؛ عَنْ *عَبْدِاللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هذَا الدُّعَاءَ *كَمَا *يُعَلِّمُهُمُ *السُّورَةَ *مِنَ *الْقُرْآنِ، يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ»[4].


عَنْ *عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «أَنَّ يَهُودِيَّةً *دَخَلَتْ *عَلَيْهَا، *فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ، فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَقَالَ: نَعَمْ، عَذَابُ الْقَبْرِ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»[5].


الصدقة: واعلم بارك الله فيك أن من موجبات النجا من عذاب القبر الصدقة؛عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ *عَنْ *أَهْلِهَا *حَرَّ *الْقُبُورِ»[6].


من مات بداء البطن: أخي المسلم، من فضل الله تعالى علينا أن من مات بداء البطن، فإن الله تعالى ينجيه من عذاب القبر مع شرف الشهادة؛ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ أَنَّهُمَا بَلَغَهُمَا أَنَّ رَجُلًا مَاتَ بِبَطْنٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَلَمْ يَبْلُغْكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ *قَتَلَهُ *بَطْنُهُ *لَمْ *يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ"[7].


أن يموت يوم الجمعة أو ليلتها:أخي المسلم ممن يُجيرهم الله تعالى من عذاب القبر من مات يوم الجمعة من عباد الله الصالحين للحديث: ((من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة، أُجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة وعليه طابَع الشهداء))[8].


المرابط في سبيل الله: ممن يجيرهم الله من عذاب القبر من مات مرابطًا في سبيل الله، عَنْ *سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ *شَهْرٍ *وَقِيَامِهِ، *وَإِنْ *مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ»[9].


الدعاء للميت والاستغفار والصدقة عنه، ووفاء ديونه وقضاء ما قصَّر فيه من حج، فإنه له نفع للأحاديث: ((كان النبي إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل))[10].


[1] أخرجه أحمد (4/ 131، رقم 17221)، والترمذي (4/ 187، رقم 1663)، وقال: حسن صحيح غريب . وابن ماجه (2/ 935، رقم 2799)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 25، رقم 4254)، وعبد الرزاق(5/ 265، رقم 9559) وهو في صحيح الجامح رقم 558

[2] طبقات المحدثين بأصبهان [526]، تعليق الألباني "صحيح"، صحيح الجامع [3643]، الصحيحة [1140] .

[3] الروح / ابن القيم ص 115.

[4] أخرجه مسلم ح 590، والنسائي في الكبرى ح 2190.

[5] أخرجه البخاري ح 1372.

[6] أخرجه الطبراني (17/ 286، رقم 788) والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 212، رقم 3347)، وصححه الألباني في الصحيحة ح 3484.

[7] أخرجه الطيالسي (ص 182، رقم 1288)، وأحمد (4/ 262، رقم 18337)، والترمذي (3/ 377، رقم 1064). والألباني (صحيح )؛ انظر حديث رقم: 6461 في صحيح الجامع.


[8] أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ح 5595،و أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 155).

[9] أخرجه مسلم، 1913، والبزار ح 8405، وأبو عوانة ح 7468.

[10] أخرجه أبو داود (3/ 215، رقم 3221)، والبيهقي (4/ 56، رقم 6856)، والحاكم (1/ 526، رقم 1372)، والضياء (1/ 522، رقم 388)، وقال الشيخ الألباني: ( صحيح )؛ انظر حديث رقم: 945 في صحيح الجامع.







السيد مراد سلامة

شبكة الالوكة








الكلمات الدلالية (Tags)
للنجاة, من, أهوال, أسباب, القبر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل