تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24755
822 1
انواع عرض الموضوع
05-31-2023 05:42 AM
#1  

افتراضيتدبر ســـورة الحشر لد.رقية العلواني (19-23 )


(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19))الحشر

وهل يمكن للإنسان أن ينسى ربه؟!


هل يمكن للمخلوق الضعيف الذي خلق من الضعف والوهن


أن ينسى خالقه سبحانه؟!


هل يمكن لهذا المخلوق أن يغيب عن باله الرب الخالق سبحانه وتعالى؟!



هل يمكن أن يتحقق ذلك؟!


للأسف الشديد ممكن، ممكن أن يقع الإنسان في حالات ضعف وفي حالات بعد عن الله عز وجل فيطرق كل الأبواب وينسى أن يطرق باب الرحمن سبحانه.


يمكن أن يسأل كل الناس ويظن أن القوة عند هؤلاء أو هؤلاء


وينسى أن القوة بيد الله.



يمكن أن يظن في لحظة من اللحظات أن النصر والأمن والسلام والاستقرار لا يتحقق في مجتمعه إلا بالتحالفات مع قوى الغرب أو الشرق ويسنى الله عز وجل،



ممكن أن يغفل عن ذكر الله بلسانه وقلبه وعمله ويمكن أن يجري على لسانه ذكر الله عز وجل وتسبيح الله ولكنه يغفل عنه في تحقيقه في الواقع يغفل عنه في تحقيق الأمانة، يغفل عنه في أداء الحقوق، يغفل عنه في التعامل مع الآخرين، يغفل عنه في إحقاق الحق وإزهاق الباطل وما أصعب وما أشد أن ينسى الإنسان ربه!


وماذا يحدث إذا نسي الإنسان ربه عز وجل؟


أنساهم أنفسهم، أنساهم ما يصلح النفس، ما يصلح النفس في الدنيا والآخرة


ولذلك نجد لو نظرنا إلى سورة الحشر سنجد أن المنافقين هم الذين نسوا أنفسهم في هذه السورة، الله عز وجل قدّم لنا مثالاً في سورة الحشر، كيف؟


تحالفوا مع يهود بني النضير ضد النبي صلى الله عليه وسلم نسوا الله نسوا أن الذي يدير المعركة هو الله اغتروا وسولت لهم أنفسهم أن القوة بيد بني النضير لأنهم كانوا يمتلكون القوة المادية وأن محمداً واصحابه الذين لا يمتلكون من القوة المادية ما يمتلكه بنو النضير، هم الضعفاء، نسوا الله فأنساهم أنفسهم، نسوا الله فأنساهم مصالح النفس في الدخول في تعاهد مع النبي عليه الصلاة والسلام وليس مع هؤلاء اليهود الذين أخرجهم الله من ديارهم منكسرين منهزمين لا قيمة لهم على الرغم من كل النواحي المادية التي كانوا يمتلكونها.
قد لا يتحقق النصر لأي سبب من الأسباب في هذه الدنيا


للمؤمن اختباراً امتحاناً ابتلاء من الله عز وجل


ولكن النصر الحقيقي ولكن النتائج الحقيقية ستظهر حقيقة يوم القيامة



(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20))الحشر


ذلك هو الفوز الحقيقي.


ثم تأتي الآية العظيمة لتبين علاقة الإنسان في كل عصر وزمان بهذا القرآن العظيم كيف تتجدد علاقة القوة والتذكر لله سبحانه.


الآية التي قبلها حذّر الله سبحانه وتعالى من نسيان الإنسان لربه حذّر منها تحذيراً شديداً مؤكداً أنها سبب الهزيمة في كل وقت.


والآن يقدم لي العلاج، يقدم لي الدواء كيف لا أستطيع أن أنسى الله عز وجل في قلبي ونفسي ولساني وسلوكي وتصرفاتي؟ كيف؟


هذا القرآن



(لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21))الحشر


الجبل القاسي الحجر الأصم لو وضعت فيه وسائل الإدراك التي وضعت في الإنسان من قلب وإبصار وحس وسماع واستمع لهذا القرآن العظيم وأنزل هذا القرآن عليه لتشقق وتصدّع من خشية الله، لأثّرت فيه مواعظه، لأثّرت فيه الآيات الواردة فيه، لأثرت فيه الوقائع والأحداث التي جاءت في سورة الحشر وفي كل سور القرآن لتربط بالواقع الذي نعيش فيه، القرآن العظيم لم ينزل ليعبّر فقط عن أحداث تاريخية معزولة أو منفصلة عن الواقع الذي نعيش فيه، إطلاقاً، القرآن نزل ليعبر الإنسان من خلال تلك الأحداث الحقيقية من خلال تلك الوقائع التي مرت بالنبي عليه الصلاة والسلام إلى واقعه إلى مستقبله ليتفطن ليغيّر ليدرك ليصحح أوضاعاً غير صحيحة في مجتمعه في نفسه في سلوكه في علاقاته.


(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ (21))


لأي شيء؟


(لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)


عبادة التفكر، التفكر والربط بين ما نقرأ في القرآن وبين الواقع الذي نعيش فيه.



(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ*
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ*هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)سورة الحشر


(عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22))
لماذا قدّم الغيب على الشهادة؟
الغيب ما غاب عن الحس ما غاب عن الشيء الذى أراه وأحسه هناك عالم، عالم الغيب الذي لم يتفطن إليه ولم يدركه اليهود من بني النضير عالم الغيب الذى غاب عن حس المنافقين لم ينتبهوا إليه ولكن المؤمن الذى آمن بالله رباً المؤمن الذي يؤمن بالغيب ومن أعظم صفات المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب وأول صفة من صفات المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب. يستحضر وعد الله عز وجل كأنه يراه أمام عينيه، يستحضر الوعد بالنصر يستحضر الإيمان واليقين بقوة الله عز وجل. هذا الدافع الحقيقي الذي يدفع به للنزول في واقع الحياة مصححاً مرشداً معلناً مبيناً مؤكداً أن الحق في نهاية الأمر هو الذي سيغلب مهما تلاطمت من حوله أمواج الباطل.


يقول الله عز وجل مؤكداً هذه الحقيقة ومرسخاً للتوحيد فى قلوب المؤمنين


(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ (22))
إيماننا بالغيب يعيد الأمل إلى النفوس يعيد الأمل إلى النفوس المتعطشة لإحقاق الحق أن عمر الباطل مهما طال فهو إلى زوال.
(هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22))
لا يخرج شيء فى هذا الكون عن حكم الله سبحانه ورحمته الرحمة التى أرسل بها النبي الكريم الرحمة التي أرسل بها هذا النبي وكل من يؤمن بمبادئه الرحمة التي نزلت على مجتمع المدينة وتنزل على أي مجتمع متعطش للأمن والإستقرار والسلام

(الْمُهَيْمِنُ (23))



سبحانه المهيمن المتصرف في مملكته عطاء ومنعاً أخذاً وعطاء كل هذه المخلوقات التي تعيش في هذه الأرض كل هذه المخلوقات كل هذه المجتمعات كل هذه الأحداث لا تخرج عن هيمنته سبحانه وتعالى أبداً ولذا نصيب المؤمن ويقينه بأن الله عز وجل الرب المتصرف يعطيه الأمل يعطيه فسحة من الأمل بأن النصر آتٍ لا محالة نصر الحق نصر الفجر الذي سيأتي به الحق الذي يؤمن به فى صدره.




(الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23))


يستحق التسبيح يستحق سبحانه التنزيه عن كل ما لا يليق يستحق وحده سبحانه أن ننزهه عما علق فى نفوسنا وفي قلوبنا في بعض الأحيان من صرف التوحيد إلى غير المكان الذي ينبغي أن يصرف له.


المؤمن حين يغفل عن تحقيق معنى التوحيد الخالص النقي الذي لا شائبة فيه من أي شعور أو إحساس بقوة أو غلبة أو ملك أو غنى عند أحد سوى الله عز وجل. هذا التسبيح الحقيقي هذه العبادة العظيمة عليّ أن أعيدها إلى قلبي ليصبح التسبيح ليس فقط مجرد أن أقول بلساني سبحان الله ولكن أن أقول بفعلي أن أقول بقلبي سبحان الله أن أؤمن إيماناً يقينياً يعيد للإيمان قوته وجولته فى الحياة في الواقع إيماناً بأن الله هو المتصرف في ملكه بأن الله هو الذي سيحق الحق الذى أؤمن به إيماناً بأن الله سبحانه هو الذي ينصر هو الذي يعطى هو الذي يأخذ هو الذي يمنع إيماناً تسهل معه التضحيات لأجل إحقاق الحق



اسلاميات







05-31-2023 01:33 PM
#2  

افتراضيرد: تدبر ســـورة الحشر لد.رقية العلواني (19-23 )

موضوع مهم شكرا جزيلا





الكلمات الدلالية (Tags)
(19-23, ), لد.رقية, الحشر, العلواني, تدبر, ســـورة


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل