القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24519
778 0
05-10-2023 06:35 AM
#1  

افتراضيتدبر سورة الإسراء لد.رقية العلواني ( الآية 9 الى الآية 16 )


(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) الإسراء)


يهدي للتي هي أقوم، يهدي للتي هي أكمل يهدي للتي هي أقرب للصواب أقرب إلى الإحسان أقرب إلى الكمال وجاءت أقوم مطلقة لم تأتي أقوم في أي مجال لم يقل الله عز وجل أقوم في الإقتصاد أو أقوم في السياسة أو أقوم في الاخرة أو أقوم في الحياة الدنيا أو أقوم في أي شيء أقوم هكذا مطلقة أقوم بكل إطلاقياتها أقوم في كل ميادين الحياة، ويبشر المؤمنين

وتأملوا معي أيها الإخوة والأخوات



(وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) الإسراء)



يؤكد القرآن في كل مواضعه أن الأيمان ليس مجرد إدعاء ليس مجرد قول باللسان ليس مجرد إعتقاد بالقلب لا، لا بد أن يصاحبه عمل للصالحات لا بد أن يصاحب هذا الإيمان إصلاح مناقضاً للإفساد لا بد أن يصاحب هذا الإيمان عمل صالح متواصل تنعكس فيه معاني الإيمان ومعاني التوحيد بكل ما تأتي به من ثمار عظيمة .

إذاً هو القرآن في أول خصائصه تقدمه لنا سورة الإسراء مؤكدة أنه هو الهادي للتي هى أقوم هو الذي يدل على الطريق هو الذي يبين للأمم وللمجتمعات وللأفراد يبين لهم الطريق الأقوم الطريق الأحسن الطريق الأفضل حين تختلط الرؤى والمفاهيم حين تختلط الأسئلة والأجوبة حين تختلط الإشكاليات في قلب الفرد الإنسان وفي قلب المجتمع والعالم والأمة. من الذي يفصل في تلك الأثناء؟
القرآن هو الهادي هو القويم هو المبين هو المرشد هو الدال على الصواب.



تنتقل الأيات آية بعد آية تبين طبيعة الإنسان تعالج خصائص الإنسان.
فواحدة على سبيل المثال من تلك القضايا التي تعالجها سورة الإسراء هى قضية المسؤولية الفردية مسؤولية الإنسان عن سلوكه وتصرفاته بقول الله عز وجل
(وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) الإسراء)
مسؤولية الواحد منا عن أعماله عن أقواله عن خواطره عن تصرفاته. هذه الحياة هي محك هي إختبار هي دار عمل وليست بدار جزاء ولكنها أعمال أحصاها الله علينا وكتبها ووضعها في كتاب سيلقاه وينظر إليه ويقرأه الإنسان حين يلقى الجزاء في الآخرة. ثم تقرر من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه، قضية الهداية والضلال سواء كانت في الفرد أو المجتمع الفرد منا حين يبتغي ويقرر أن يسلك طريق الهداية هو لا يسلكه لأجل أحد هو لا يسلكه لأجل زيادة العدد في أمة الإسلام أو في تعداد المسلمين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم كما حدث مع قريش أو في المدينة،لا، هذا محض إختيار يختاره الإنسان وهو مسؤول عن ذلك الإختيار، يختار الهداية طريقاً له فهي الهداية الحقيقية التي ستأتي ثمار هذه الهداية في حياته هو وفي آخرته.

وكذا الأمر إذا إختار الضلال فهو مسؤول عن هذا الإختيار مسؤول مسؤولية لا يمكن أن تقع إلا على نفسه ولذا جاءت في الآية



(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (15) الإسراء)


لا أحد يتحمل عنك كما كان يظن قريش ويستهزئون بالنبي صلى الله عليه وسلم بقولهم أنهم سيحملون أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم سيتعاونون على حمل الأوزار والذنوب يوم القيامة!



تقرر الآيات ألا تزر وازرة وزر أخرى، أنت يا إنسان مسؤول عن القرار الذي ستتخذه في حياتك إن اتخذت الهداية أو إن اتخذت الضلالة



مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه






تدبر سورة الإسراء لد.رقية العلواني ( الآية 9 الى الآية 16 ) 136773-1.gif&key


تنتقل الآيات في سورة الإسراء من قضية المسؤولية الفردية إلى قضية أخرى وهي مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه، صحيح أنه لا تزر وازرة وزر أخرى صحيح أن الإنسان مساءل عن أعماله هو عن تصرفاته عن إختياره هو ولكن في ذات الوقت ثمة مسؤولية تقع على عاتقه وهي ضمن مسؤوليته الفردية اتجاه المجتمع الذي يعيش فيه.

هو لا يعيش في سفينة المجتمع ويبحر فيها فرداً لا يشعر بما يشعر به الآخرون ولا يهمه ما يراه أمامه في واقع الحياة من إنحرافات أو من أخطاء أو من أشياء ينبغى أن تصحح، أبداً، الفرد المسلم الذي اختار القرآن واختار الإسلام طريقاً ونهجاً لحياته لا بد أن يشعر بمسؤوليته إتجاه مجتمعه إتجاه من حوله فيقوم تصحيحاً وتعزيزاً وتغييراً وتبديلاً لكل ما حوله من أخطاء لكل ما يراه من حوله من إنحرافات أو سلوكيات، وفي هذا الموقف الذي تقرره سورة الإسراء بقول الله عز وجل



(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الإسراء)


في كل تلك الأثناء في سورة الإسراء تربط الآيات بالأحداث والأخطاء التي وقعت في بني إسرائيل، أمة بني إسرائيل. فقد جاء في سور أخرى قول الله عز وجل



(كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) المائدة)



كانت أمة بني إسرائيل أمة لا تستشعر المسؤولية الجماعية لا تستشعر مسؤولية الفرد إتجاه المجتمع الفرد يعيش في واد والمجتمع يعيش في وادٍ آخر، قد يكون الفرد صالحاً في نفسه أو ذاته ولكنه لا يحقق توجهات المسؤولية الإجتماعية في المجتمع الذي يحيا فيه، لا يشعر بأن لديه مسؤولية إتجاه هذا المجتمع لا يشعر بأنه ينبغي أن يتحرك ليغير منكراً يراه أمام عينيه يعرف المعروف وينكر المنكر. يعزز الصواب والحق وفي نفس الوقت لا يناصر باطلاً ولا إنحرافاً بل على العكس يحاول التصحيح يحاول التغيير يحاول التبديل. وفي ذلك كما لا يخفى علينا جميعاً تحذير لأمة الإسلام تحذير لهذه الأمة التي إنتقلت إليها الزعامة والريادة والشهادة على الأمم أن يا مسلمين عندما ترون أمام أعينكم منكراً أخطاء إنحرافات لا ينبغي أن تقفوا أمامها مكتوفي الأيدي، لا، فالقرآن الذي ارتضيتموه منهجاً لحياتكم يأمركم أن تأمروا بالمعروف وأن تنهوا عن المنكر سالكين أعظم الوسائل وأحسن الوسائل والطرق بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن لا بد أن تقع على عاتقنا مسؤولية التغيير والتصحيح والتبديل، لا بد أن تكون لك يد في المجتمع الذي تعيش فيه تصحيحاً لقول أو فعل أوعمل تقوم به ولكن لا تقف أبداً مكتوف الأيدي وأنت ترى سفينة المجتمع وهي تشق طريقها نحو التردي والغرق والإنحراف والتدهور.





اسلاميات













الكلمات الدلالية (Tags)
(, ), 16, 9, لد.رقية, الى, الآية, الإسراء, العلواني, تدبر, سورة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل