السنة النبوية الشريفة

كل ماأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خُلقية,سم للأحاديث النبوية و شرحها مع ذكر الراوي و مصدر الحديث.

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=3339
3354 0
02-16-2019 05:03 PM
#1  

Icon1765أتدرون لِمَ عُرف عمرو باسم هاشم


أتدرون لِمَ عُرف عمرو باسم هاشم kntosa.com_17_18_153

#السيرة_منهج_حياة(٢)
تتابعت الأجيال من نسل إبراهيم واسماعيل اللّذَيْن شرفهما الله -عز وجل- برفع قواعد البيت الحرام، وها هو المطاف قد وصل بنا إلى الجد الثاني لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (عمرو) الذي اشتهر بين الناس إلى يومنا هذا بهاشم.

هاشم كان رجلا من خيرة الرجال حينذاك، كان صاحب همة عالية، لا يعيش لنفسه فقط بل يفكر دوما فيما يعود بالنفع على من حوله، وهكذا هم أصحاب الهمم العالية والغايات السامية، فها هو هاشم يرى قومه يعانون ويلات شظف العيش فينشغل فكره بهم، وبكيفية مد يد العون لهم فيهديه الله إلى فكرة الرحلات التجارية الخارجية ليكون أول من سنَّ لقريش رحلة الشتاء والصيف، فإذا بالحال يتسع على قومه، ويفيض الرزق عليهم بعد أن عانوا كثيرا من الجوع وضيق ذات اليد، فما أعظم أصحب الهمم العالية الذين لأ يألون جهدا لنفع من حولهم بجهدهم أو بأفكارهم!


كان هاشم كذلك رجلا كريما فيَّاض العطاء، وما أروع أن تكون جميل الخصال كريم العطاء!
ما أروع أن تُخرج من أطيب مالك لتنفقه في الخير وفي مد يد العون للغير!


أتدرون لِمَ عُرف عمرو باسم هاشم؟

لأنه كان يهشم الخبز (أي يكسره) ويصنع الثريد -وهو أطيب الطعام حينذاك- فيقدمه للفقراء، ويقدمه كذلك لزوار بيت الله الحرام.

لم يكن يكتفي بذلك فحسب بل كان يحض على الإطعام حضا، ويوصي قومه الذين شاع بينهم الربا والمال الحرام ألا يخرجوا من أموالهم للإطعام إلا ما كان حلالا محضا.

جاد هاشم بالخير على من حوله فاستحق لصفاته النبيلة أن يكون سيدا، وكيف لا يسود من كان بهذه الهمة وهذا الجود؟!

هذا الجود في الإطعام وهذا الحب الجارف لهذا العطاء ينبغي أن يخترق بكل لطف شغاف قلوبنا، وكيف لا ولنا في خليل الرحمن أسوة حسنة، فها هو يأتيه ضيوف لا يعرفهم فيتعبد إلى الله بإكرامهم وتقديم أطيب الطعام لهم، وليس إكرامه بالإكرام العادي فلقد ذبح لهم على الفور عجلا سمينا، فما أكرمك يا خليل الله!


تُرى أين نحن من هذه العبادة العظيمة؟
وكيف حالنا مع الفقراء والمساكين الذين لا يجدون ما يشبع جوعهم أو يسد رمقهم؟

هل تعبدنا إلى الله بإكرامهم؟

هل قطعنا خطوات نحو الجنة عن طريق إطعامهم؟

حق لنا أن تكون هذه العبادة قريبة لقلوبنا، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بها قائلا: "اطعموا الطعام"

سنطعم الطعام يا رسول الله، فهل أسعدتنا وبشرتنا وأخبرتنا عن فضل عبادة الإطعام؟

ها هي البشرى تأتينا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" حديث صحيح، رواه الترمذي

ما أروعها من بشرى!
ندخل الجنة بسلام حين نطعم الطعام فهل مثل هذا الفضل يُترك دون اقتناص؟!


#تطبيقات_السيرة_منهج_حياة

اطعموا الطعام فالله -عز وجل- بشَّر من يُطعم الطعام ابتغاء وجهه بالوقاية من شر يوم الحساب، بل وبالإنعام عليه بالنضارة والسرور، وحين تطعمون الطعام تذكروا تجديد النية، وإخلاص العمل لله فمناط قبول العمل قائم على مدى إخلاصنا، وتذكروا قول الله عز وجل:

"وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا* إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا*وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا" (٨- ١٢ الإنسان)


أطعموا الطعام للفقراء والمساكين، ابحثوا عن من لا يسألون الناس إلحافا، لا تنتظروا حتى يسألوكم، أحفظوا ماء وجوههم، وقدموا الخير لأنفسكم من خلالهم؛ فكل ما تفعلوه أو تنفقوه من خير لأنفسكم أولا وأخيرا.

"وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ" ٢٧٢ البقرة

إن لم تستطع أن تطعم من حولك فلا أقل من أن تحض غيرك على الإطعام؛ فعبادة الحض على الإطعام فضلها كبير فلا تضيع هذا الفضل وتذكَّر أن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله.

أفعالنا تصنع ألقابنا فاحرص على أن يكون لك لقبا جميلا في قلوب المؤمنين، لقد عُرف عمرو في التاريخ حتى الآن بهاشم لشدة حرصه على البذل في الإطعام، فبماذا سنُعرف نحن في قلوب من حولنا؟
بل بماذا سنُعرف بين أهل السماء؟

اصنع لنفسك اسما ولقبا طيبا بجميل فعلك يُحفر لك في قلوب الناس وتُعرف به بين أهل السماء تفز بإذن الله في الدنيا والآخرة.

كن عالي الهمة وفكر فيما يفيد من حولك، حرك خلايا ذهنك فتقديم الأفكار المبدعة التي تنتشل من حولك مما هم فيه من بؤس أو ضيق نوع سامي من العطاء لا ينتبه له الكثيرون رغم أنَّ أثره قد يمتد لأجيال وأجيال فلا تستهن بالفكرة فرُب فكرة أحيت نفسا، ورُب فكرة أحيت أمة.

رضا الجنيدي
#السيرة_منهج_حياة
كلنا راحلون ويبقى الأثر.. فلنترك أثرا قبل الرحيل.

أتدرون لِمَ عُرف عمرو باسم هاشم kntosa.com_17_18_153








الكلمات الدلالية (Tags)
لِمَ, هاشم, أتدرون, باسم, عمرو, عُرف

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:38 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل