تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

منتدى العالم الاسلامي

كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة فقط مواضيع في الدين - Islamic Forum

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=21522
1345 0
انواع عرض الموضوع
05-25-2022 05:01 AM
#1  

افتراضيقلبي مشغول بمن:؟ (الاستماع إلى كلام الله)رقية العلواني


قلبي مشغول بمن:؟ (الاستماع إلى كلام الله)

اليوم حديثنا عن التعرف على الله سبحانه وتعالى من خلال كلامه من خلال الإستماع وزيادة السماع والتعلق بكلماته سبحانه. اليوم نحن البشر لو تعلّقنا بأحد من الناس أو حتى لا نزال نحب أحداً من البشر من الناس كم من المرات أقرأ وأستمع إلى كلمات قد كتبها هذا الشخص؟ كم مرة أحتاج لكي أحفظ ما قاله أو ما كتبه لي الكلمات تحفظ في قلبي تحفظ في صدري لا أحتاج حتى أن أحتفظ بها في ذاكرتي لأنها قد رسمت ونقشت على صفحات قلبي الذي تعلق بهذا الشخص، ولله المثل الأعلى.


هذا الحب وهذا التعلق بالكلمات بمن أحب نحتاج أن نوجهه الوجهة الصحيحة أحتاج أن أوجهه إلى خالقي سبحانه، إلى ما يقوله لي. ربي عز وجل خاطبنا ويخاطب عباده لأنه يحبهم يتواصل الحديث معهم يتواصل كلامه سبحانه معنا من خلال القرآن العظيم. كل ما هنالك أن علاقتي مع القرآن تحتاج إلى تصحيح تحتاج إلى تعديل تحتاج إلى حب تحتاج إلى تعلّق. وهنا يحضرني موقف ذكرته لي إحدى الأخوات ذات يوم تقول في يوم من الأيام توفي عنها زوجها وترك لها بنات وإذا بأهل الزوج وإخوة الزوج عوضاً عن أن يكونوا السند والمعين للأم وللبنات أخذوا كل شيء منهم، الزوج كان قد ترك خيراً كثيراً كثير من الأموال والثروة ولكن أهل الزوج قاموا بالسيطرة على كل هذه الثروة وبطريقة شرعية من خلال محاكم الدنيا. تقول الأم بعد أن طرقت كل أبواب المحاكم أدركت بأن الأمر قد إنتهى، أخذوا كل شيء. وفي يوم من الأيام والحزن قد سيطر على كل مشاعري وعواطفي والهمّ قد ركبني من رأسي إلى قدميّ لا أدري ماذا أفعل بالبنات لا أدري كيف أربيهن لا أدري لا أدري… تقول وقفت أصلي وإذا بي أردد الكلمات وأنا شاردة الذهن والهموم على رأسي ولا أكاد أفكر بأي كلمة حتى أتقوّلها أو أرددها ولكني فجأة وقفت عند قول الله سبحانه وتعالى (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4) الفاتحة) -هذه الآية في سورة الفاتحة التي نكررها مرات ومرات في اليوم والليلة تقول- لا شعورياً بدات أكرر الكلمة (مالك يوم الدين) (مالك يوم الدين) وإذا بهذه الكلمات الثلاث تعالج حتى حالة المرارة التي كنت أستشعر بها وأتذوقها في أعماق قلبي، نزعت من قلبي حال التشفي والرغبة في الإنتقام من أهل زوجي أشعرتني بان هناك عدالة لا تعرف أبداً أي شيء من أنواع الظلم أو الإمتهان أو الضعف. هذه العدالة التي لا تنقاد أبداً لمناصب الأشخاص ولا لجاههم لا تحابي أحداً، عدالة الله سبحانه وتعالى، عدالته المطلقة. تقول إستشعرت بمعاني العدالة شعرت بأن الله سبحانه وتعالى المالك ليوم الدين والحساب والجزاء سيأخذ حقي. شعرت بنوع من الراحة والسكينة أن حقي لم يذهب هدراً أن الظلم ربي سبحانه وتعالى سيرفعه عني. تقول بدأت بالإحساس بالطمأنينة بالسكينة ثم بدأت أدعو والدموع تنهمر من عيني وكأن تلك الدموع التي إنسكبت من عيوني كانت تغسل كل ما علق في قلبي من رغبات ومن أحاسيس مريرة من التشفي والإنتقام والإحساس بالظلم ومرارة الظلم كل هذا ذهب عني. وبدأت أدعو الله سبحانه وتعالى بدعاء المضطر (يا رزاق يا من بيدك ملكوت السماوات والأرض إفتح لي أرزقني هب لي من لدنك رحمة أنظر إليّ بعطفك ورحمتك وحنانك ومَنِّك). تقول إنتهيت من الصلاة وقررت أن أعود وأبحث عن عمل وبدأت بالفعل المرأة تبحث عن العمل وسنكمل قصة تلك المرأة في المرة القادمة. ولكن ما أريد أن نتوقف عنده بجد تلك القراءة التي غيّرت المشاعر والعواطف، تلك التلاوة لكلام الله سبحانه وتعالى وإستشعار أن هذا الكلام أنا من أخاطَب به هو ما نحتاج إليه اليوم.


أنا حين أمر بأيّ موقف من المواقف، من منّا على سبيل المثال لم يشعر في يوم من الأيام بظلم قد وقع عليه من قريب أو من بعيد في مجال عمل في مجال أسرة في مجال من يتعامل معهم في أي نوع من أنواع المجالات الخاصة أو العامة؟ من منّا شعر بذلك أو لم تمر به مواقف فعلاً يشعر بها بهذه المعاني؟ يا ترى أي نوع من أنواع الكلمات أنا أحتاج أن أخاطَب بها وأنا في تلك المواقف، أي موقف أمر به في حياتي مهما كان صغيراً أو بسيطاً. أنا أحتاج من يخاطبني في ذلك الموقف ومن أعظم ومن أقرب ومن أحنّ ومن أكثر عطفاً وحناناً ومناً وفضلاً وقرباً من الله سبحانه وتعالى أختاره لكي يخاطبني أنا؟ أنا العبد الضعيف. رب العالمين الذي بيده مفاتيح كل شيء الذي بيده تصريف الأمور كل الأمور الذي يقلّب الأمر بين الليل والنهار الذي يغير الأمور ما بين طرفة عين وإنتباهتها، من أحقّ منه أن يخاطبني سبحانه وتعالى؟


نحتاج اليوم في واقعنا الذي نعيش فيه أن نجعل لكلام ربنا مساحة أكبر في قلوبنا، مساحة أكبر في عقولنا. أحتاج أن أسرح في كلام الله سبحانه وتعالى أحتاج أن أستحضر الكلمات بحبّ، بودّ، أحتاج أن أعيش الكلمة والأية واردد الآية وأفتح قلبي على مصراعيه لتنسكب تلك الكلمات في قلبي لتحفظها هذه الكلمات تُحفظ في ذاكرتي في عقلي في مشاعري لتكون لها كل التأثيرات الإيجابية في حياتي في نفسي، كل الإنعكاسات الإيجابية في سلوكي في تعاملي كما حدث مع هذه الأخت التي سنكمل قصتها بإذن الله في اللقاء القادم. أترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


قلبي مشغول بمن:؟ (الاستماع إلى كلام الله)رقية العلواني image.png.30a5d02c92

قلبي مشغول بمن؟ (المشاعر السلبية)

كنا قد وقفنا في المرة السابقة عند قصة المرأة التي فقدت كل شيء مال زوجها نتيجة لتعسف وظلم أهل الزوج وفقدت معه أشياء كثيرة وأُغلقت كل أبواب الدنيا أمامها ولكنها وجدت باباً لا يغلق أبداً باب رحمة الله سبحانه وتعالى. هذه المرأة المحرك الأساسي كان لها هو تدبرها في قول الله عز وجل (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الفاتحة) شعرت أن ما ضاع منها من حق ليس بالمسلوب ولا بالضائع، ضاع في الدنيا وفي أروقة محاكم الدنيا ذات العدالة النسبية التي تتطرق إليها بعض الأحيان المظالم المختلفة لسبب أو لأخر. ولكن عدالة رب العالمين عدالة مطلقة وهي محققة لا محالة. تخلصت من المشاعر السلبية وبدأت بالنظر إلى الواقع والمستقبل والحاضر الذي تعيش فيه، بحثت عن العمل فوجدت العمل. إستعانت بالله فأعانها ومرّت الأيام وكبُرت البنات وكن من أفضل البنات تربية وتعليماً وخُلُقاً. بدأت تشعر بثمرة العمل بثمرة العلاقة القوية التي ربطت بينها وبين الله عز وجل علاقة الحبّ علاقة المعونة علاقة الإستعانة به علاقة طرق أبوابه كلما غُلِّقت الأبواب. علاقة الشعور والإحساس بأن الله معها هو ما نحتاج إليه اليوم، أنا لست وحدي في هذا الكون، لست وحدي في المأزق الذي أعيش فيه، لست وحدي في المشكلة التي أعاني منها أو الموقف لست وحدي من أتذوق هذه المرارة. حتى المرارة والأسى والأحزان كلها عند الله عز وجل لها ميزان، لها نتيجة، لها حكمة، لها ثمرة ربما لم أشعر لحدّ الآن بمعناها أو بمغزاها.



الشاهد في الموضوع أن قضية هذه المرأة لم تتوقف عند هذا الحد ولكنها سمعت بأن أهل الزوج قد تعرضوا لمحنة شديدة مالية وصحية مصائب، كانت تفكر مع نفسها تُرى هل أذهب لزيارتهم وآخذ البنات معي أم أتوقف عن كل هذا وأنسى الموضوع؟ وأعاملهم بنفس الطريقة أو على أقل تقدير بطريقة عادية كأني لا أعرفهم ولا يعرفوني؟ خاصة وأنه لم يكن هناك تواصل بينهم على الإطلاق خلال تلك السنوات. قررت المرأة أن تقوم بما يُملي عليها القرآن (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم (34) فصلت) إتخذت هذه الآية نبراساً لحياتها وقررت أن تتجاوز مشاعر الإنتقام والتشفّي وتأخذ البنات وتذهب لزيارتهم وكان فعلاً ذلك الأمر. لم يتعرف أهل الزوج في البداية على البنات ولم يدُر بخلدهم أن البنات الصغار اللواتي قد تخلوا عنهن وهنّ في أشد الحاجة إلى الرعاية والعطف والحنان قد كبرن وأصبحن بالفعل يشار إليهن بالبنان فهذه معلمة وتلك طبيبة وتلك مهندسة لم يدُر بخلدهم هذا. تعرفوا بعد صعوبة شديدة على البنات ولكن الموقف لم يكن يتعلق بأهل الزوج وما أصابهم من مشاعر الندم والحزن والأسى و و، لا، الموقف يتعلق بالأم الشجاعة وبالبنات اللواتي إستطعن أن يتغلبن على ما كان في أنفسهن من مرارة وشعور بالرغبة في الإنتقام.
كيف تتحول المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية؟ من يمتلك أن يغيّر هذه المشاعر؟ وبدلاً أن تكون تلك المشاعر مشاعر مثبِّطة مشاعر تصيب الإنسان بالإحباط والحزن وتكرار وإجترار ما قد مرّ به من مواقف ومآسي وربما تتحول إلى عقد نفسية وكآبة وأشكال متعددة من الأمراض النفسية تحولت إلى دافع إيجابي للعمل للتغيير للسلوك الحسن في واقع الحياة وطيّ صفحات الماضي عندما يكون ذلك الماضي لا مجال أبداً لأخذ أيّ عبرة منه.

ما حدث معهن من تجربة قاسية كان خارج عن إرادتهن لم يكن يمتلكن شيء يغير هذا الواقع ولكنهن كنّ يمتلكن تغيير تغيير الداخل تغيير الإنسان من الداخل. هذا التغيير هو الذي يحدثه القرآن حين تصبح علاقتي مع القرآن علاقة إنسان يستمع لمن يحب. كلنا حين يمر بأزمة أو يمر بموقف ويحتاج إلى إستشارة يتصل بصديق يتصل بأحد يحدّثه ويكشف له عن ما يدور في خاطره وفي نفسه حتى لو لمجرد الدردشة فقط، لا أكثر. هذا النوع من العلاقة ولله المثل الأعلى نحن بحاجة إلى بنائها مع الله عز وجل. حين أمرّ بأيّ شيء بأيّ موقف مهما كان أحتج أن أناجي خالقي أن أعود إليه أن أستمع إليه وهو يحدّثني كيف أتصرف في حياتي؟ ماذا أفعل في الموقف الذي أنا فيه؟ كيف يجيب على التساؤل الموجود في نفسي؟ إجابة القرآن على تساؤلاتي لا يمكن أن تحدث إلا من خلال تغيير نظرتي للقرآن. القرآن ليس كتاباً فقط كتاب مقدس وبالتالي أقرأه للبركة ولأخذ الأجر والثواب وانتهى الأمر لا، القرآن كلام الله، القرآن يحتوي كلام رب العالمين لي في كل ما أمرّ فيه من مواقف مهما كانت تلك المواقف. ليست الإشكالية في القرآن الإشكالية في طبيعة علاقتي ونظرتي اليوم لهذا القرآن. عليّ أن أغيّر تلك النظرة عليّ أن أحول كلام القرآن إلى كلام يمارس ويجيب على واقعي، كلام يغيّر ما أنا فيه من سلوك وأخلاق وتصرفات. لا أحفل كثيراً بكمّ الأيات التي ينبغي أن أقرأها قي كل يوم وليلة بقدر ما أهتم تماماً ما هي الآيات التي تستوقفني وتجيب على ما أنا فيه اليوم، على ما أمرّ فيه اليوم من مواقف في تعاملي مع نفسي مع الأخرين في أيّ مجال من مجالات الحياة المختلفة.


(تفريغ صفحة إسلاميات حصريًا)








الكلمات الدلالية (Tags)
(الاستماع, قلبي, كلام, مشغول, إلى, الله)رقية, العلواني, بمن:؟


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل