رباعيات العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (10)
أحمد الله بمحامده التي هو لها أهل، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد:
فإن المطالعة والنظر في تراث العلامة الرباني محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - يثري المطَّلع والناظر بجملة كبيرة من الفوائد المتينة، والتقسيمات البديعة، والضوابط العلمية المتينة، وقد اخترت أن أذكر في هذه السلسلة من المقالات جملة منها، وسوف أخص بالذكر فيها ما كان منها مندرجًا تحت الرقم أربعة؛ ولذلك سميتها: رباعيات العلامة محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله)، وقد وضعت لها عناوين تلخص مضامينها وتوضح مقاصدها، بعضها من وضعه رحمه الله، والأخر من عندي.
وإلى هذه الرباعيات فنقول، منها:
الإيمان بالله:
قال العثيمين - رحمه الله -:" الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور، وهي:
1 - الإيمان بوجوده.
2 - وربوبيته.
3 - وألوهيته.
4 - وأسمائه وصفاته ". القول المفيد على كتاب التوحيد (2/ 71 - 409)، ومجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (5/ 107 - 113) و (6/ 77) و (8/ 41) و (10/ 651 - 997).
الإيمان بالملائكة:
قال العثيمين - رحمه الله -:" والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
1 - الإيمان بوجودهم.
2 - الإيمان باسم من علمنا اسمه منهم.
3 - الإيمان بأفعالهم.
4 - الإيمان بصفاتهم ". القول المفيد على كتاب التوحيد (2/ 410)، ومجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (5/ 116 - 117) و (6/ 87) و (8/ 45) و (10/ 998)..
من جعل الله بضاعته وحلف الأيمان الكاذبة:
قال العثيمين - رحمه الله -:" وإن كان كاذبًا جمع بين أربعة أمور محذورة:
1 - استهانته باليمين ومخالفته أمر الله بحفظ اليمين.
2 - كذبه.
3 - أكله المال بالباطل.
4 - أن يمينه يمين غموس ". القول المفيد على كتاب التوحيد (2/ 462)، ومجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (10/ 1049 - 1050)..
الناس في مقام الشرع والقدر:
قال العثيمين - رحمه الله -:" الناس في هذا المقام - مقام الشرع والقدر - أربعة أقسام:
الأول: من حققوا هذه الأصول الأربعة: أصلي الشرع، وأصلي القدر، وهم المؤمنون المتقون الذي كان عندهم من عبادة الله تعالى والاستعانة به ما تصلح به أحوالهم، فكانوا لله، وفي الله، وهؤلاء أهل القسط والعدل الذين شهدوا مقام الربوبية والألوهية، وهم أعلى الأقسام، فإن هذا مقام الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء، والصالحين.
الثاني: من فاتهم التحقيق في أصلي القدر، فكان عندهم من عبادة الله تعالى والاستقامة في شرعه ما عندهم، لكن ليس عندهم قوة في الاستعانة بالله والصبر على أحكامه الكونية والشرعية، فيصيبهم عند العمل من العجز والكسل ما يمنعهم من العمل أو إكماله، ويلحقهم بعد العمل من العجب والفخر ما قد يكون سبباً لحبوط عملهم وخذلانهم، وهؤلاء أضعف ممن سبقهم وأدنى مقاماً وأقل عدلاً، لأن شهودهم مقام الإلهية غالب على شهود مقام الربوبية.
الثالث: من فاتهم التحقيق في أصلي الشرع، فكانوا ضعفاء في الاستقامة على أمر الله تعالى ومتابعة شرعه، لكن عندهم قوة في الاستعانة بالله والتوكل عليه، ولكن قد يكون ذلك في أمور عندهم قوة في الاستعانة بالله والتوكل عليه، ولكن قد يكون ذلك في أمور لا يحبها الله تعالى ولا يرضاها، فيعان ويمكن له بقدر حاله، ويحصل له من المكاشفات والتأثيرات ما لا يحصل للقسم الذي قبله، لكن ما يحصل له من هذه الأمور يكون من نصيب العاجلة الدنيا، أما عاقبته فعاقبة سيئة، لأنه ليس من المتقين وإنما العاقبة للمتقين قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 65 - 66]. فالله تعالى يعلم أن هؤلاء سيشركون بعد أن ينجيهم لكن لما كانوا في البحر كانوا مخلصين في دعائهم الله تعالى أن ينجيهم صادقين في تفويض الأمر إليه حصل مرادهم، ولما لم يكن لهم عبادة لم يستقم أمرهم وكان عاقبة أمرهم خسرًا.
فالفرق بين هؤلاء وبين القسم الذين قبلهم: أن الذين قبلهم كان لهم دين ضعيف لضعف استعانتهم بالله وتوكلهم عليه، لكنه مستمر باق إن لم يفسده صاحبه بالعجز والجزع. وهؤلاء لهم حال وقوة لكن لا يبقى لهم إلا ما وافقوا فيه الأمر واتبعوا فيه السنة.
القسم الرابع: من فاتهم تحقيق أصلي الشرع، وأصلي القدر، فليس عندهم عبادة لله تعالى، ولا استعانة به ولا لجوء إليه عند الشدة فهم مستكبرون عن عبادة الله مستغنون بأنفسهم عن خالقهم، وربما لجئوا في الشدائد وإدراك مطالبهم إلى الشياطين فأطاعوها فيما تريد وأعانتهم فيما يريدون، فيظن الظان أن هذا من باب الكرامات، وهو من باب الإهانات؛ لأن عاقبتهم الذل والهوان. وهذا القسم شر الأقسام ". تقريب التدمرية (ص:117)، ومجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (4/ 250 - 251).
أربعة أفعال أسندت إلى الشمس في آية:
قال العثيمين - رحمه الله -: " قوله - تعالى -: ﴿ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ﴾ [الكهف: 17]. فهذه أربعة أفعال أسندت إلى الشمس:
الأول: (طلعت)،
الثاني: (تزاور)،
الثالث: (غربت)،
الرابع: (تقرضهم) ". مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (1/ 71).
بكر البعداني
شبكة الالوكة
إقرئي المزيد :
من مواضيع : امانى يسرى محمد