السنة النبوية الشريفة

كل ماأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خُلقية,سم للأحاديث النبوية و شرحها مع ذكر الراوي و مصدر الحديث.

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24213
763 0
04-03-2023 06:47 AM
#1  

افتراضيحديث: لا تغضب


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فردد مرارًا، قال: ((لا تغضب))؛ رواه البخاري.



شرح الحديث:
هذا من أحاديث الآداب العظيمة؛ حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل سأله: أوصني، قال: ((لا تَغضب)).

والسؤال بالوصية حصل مرارًا من عدد من الصحابة - رضوان الله عليهم - يسألون المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فمرة قال مثل ما هنا: ((لا تغضب))، ورجل قال له: أوصني، قال: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)).

وتكرَّر السؤال واختلفت الإجابة؛ قال العلماء:
اختلا*ف الإ*جابة يُحمل على أحد تفسيرين:
الأ*ول: أنه - عليه الصلا*ة والسلا*م - نوَّع الإ*جابة بحسب ما يعلمه عن السائل؛ فالسائل الذي يحتاج إلى الذكر، أرشده للذكر، والذي يحتاج إلى ألا* يغضب، أرشده إلى عدم الغضب.

والقول الثاني: أنه نوَّع الإ*جابة؛ لتتنوَّع خصال الخير في الوصايا للأ*مة؛ لأ*ن كل واحد سينقل ما أوصى به النبي - عليه الصلا*ة والسلا*م - فتتنوع الإ*جابة، وكل مَن قال: أوصني محتاج لكل جواب.

لكن لم يكثر النبي - عليه الصلا*ة والسلا*م - الوصايا بأن قال: لا* تغضب، ولا* يزال لسانك رطبًا بذكر الله، وكذا وكذا؛ حتى لا* تَكثُر عليه المسائل، فإفادة من طلب الوصية بشيء واحد، أدعى للا*هتمام، ولتطبيقه لتلك الوصية، وقوله - عليه الصلا*ة والسلا*م -: ((لا* تغضب))، هذا أيضًا له مرتبتان: المرتبة الأ*ولى: لا* تغضب وإذا أتت دواعي الغضب، فاكظِم غضبك، واكظم غيظك، وهذا جاءت فيه آيات، ومنها قول الله - جل وعلا *-: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134].

وكظمُ الغيظ من صفات عباد الله المؤمنين المحسنين، الذين يكظمون الغضب عند ثورته.

وجاء أيضًا في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن كظم غيظًا، وهو يقدر على إنفاذه، دُعي يوم القيامة على رؤوس الخلا*ئق إلى الجنة))، أو كما قال - عليه الصلا*ة والسلا*م - والحديث في السنن، وهو حديث صحيح.

فكظم الغيظ وإمساكُ الغضب، هذا هو الحالة الأ*ولى التي دل عليها قوله: ((لا* تغضب))، وكظم الغيظ وإمساك الغضب هذا من الصفات المحمودة، ويأتي تفصيل الكلا*م على كونه من الصفات المحمودة.

الثاني - التفسير الثاني -: لا* تَسْعَ فيما يغضبك؛ لأ*نه من المتقرر أن الوسائل تؤدي إلى الغايات، فإذا كنت تعلم أن هذا الشيء يؤدي بك إلى غاية تغضبك، فلا* تَسْعَ إلى وسائلها؛ ولهذا كان كثير من السلف يمدحون التغافل، وقال رجل للإ*مام أحمد: كان وكيع يقول، أو أحد الأ*ئمة غير وكيع - النسيان مني -: الخير تسعة أعشاره في التغافل، وقال الإ*مام أحمد: أخطأ، الخير كله في التغافل؛ يعني: أن إحقاق الأ*مور إلى آخرها في كل شيء هذا غير ممكن؛ لأ*ن النفوس مطبوعة على التساهل ومطبوعة على التوسع، وعندها ما عندها، فتغافل المرء عما يحدث له الغضب، ويحدث له ما لا* يرضيه، تغافله عن ذلك من أبواب الخير العظيمة، بل قال: الخير كله في التغافل، التغافل عن الإ*ساءة، التغافل عن الكلا*م فيما لا* يُحمَد.

التغافل أيضًا عن بعض التصرفات بعدم متابعتها ولحوقها إلى آخرها، إلى آخر ذلك، فالتغافل أمر محمود، وهذا مبني أيضًا على النهي عن التحسس والتجسس، وكثير من حوادث القتل والا*عتداءات كانت من نتائج الغضب، كثير من الكلا*م السيئ الذي ربما لو أراد الإ*نسان أن يرجع فيه، لرجع، لكنه أنفَذه من جراء الغضب، كثير من العلا*قات السيئة بين الرجل وبين أهله، وحوادث الطلا*ق، وأشباه ذلك - كان منشؤها الغضب، وكثير من قطْع صلة الرحم، وتقطيع الأ*واصر التي أمر الله - جل وعلا *- بوصْلها، كان سبب القطيعة الغضب، ومجاراة الكلا*م، وتبادل الكلا*م، والغضب إلى أن يخرجه عما يعقل، ثم بعد ذلك يريد أن يصلح، و "لات ساعةَ إصلا*ح".

وهكذا في أشياء كثيرة، فالغضب بغير حقٍّ مذموم، وهو من الشيطان، ومن وسائل الشيطان لإ*حداث الفرقة بين المؤمنين، وإشاعة الفحشاء والمحرَّمات فيما بينهم.

علا*ج الغضب:
جاء في السنة أحاديث كثيرة في علا*ج الغضب، نجملها في الآ*تي:
أن الغضب يعالَج بالوضوء؛ لأ*نه فيه ثورة، والوضوء فيه تبريد، ولأ*ن الغضب من الشيطان، والوضوء فيه استكانة لله - جل وعلا *- وتعبُّد لله، فهو يُسكن الغضب، فمن غضب، فيُشرع له الوضوء.


كذلك مما جاء في السنة: أنه إذا غضب وكان قائمًا أن يقعد، وهذا من علا*ج آثار الغضب؛ لأ*نه يسكن نفسه، ومن علا*ج الغضب أيضًا أن يسعى في كونه وإبداله بالكلا*م الحسن لمن قدر على ذلك.


ومن المعلوم أن الإنسان يبتلى، وابتلا*ؤه يكون مع درجاته وأجره وثوابه، فإذا ابتُلي بما يُغضبه، فكظم ذلك وامتثَل أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وما حث الله - جل وعلا* - عليه بقوله: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]، وكظم غيظه وهو يَقدِر على إنفاذه؛ كان حريًّا بكل فضل مما جاء في الأ*حاديث، بأن يُدعى على رؤوس الخلا*ئق إلى الجنة، وأشباه ذلك؛ "شرح الأربعين"؛ للشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ.



شبكة الالوكة








الكلمات الدلالية (Tags)
لا, تغضب, حديث:

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل