القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=25006
765 0
انواع عرض الموضوع
06-23-2023 11:04 AM
#1  

افتراضيوقفة مع آية ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾




العبد بين يدي سيده لا يليق به أن يفتتح خطابه إلا بالحمد والثناء عليه، فلا يناسب المؤمن إلا هذا المطلع: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾.

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ لم يقل (المدح لله)؛ لأن (المدح) ثناءٌ مجرد، أما (الحمد) فثناءٌ معه محبةٌ وإجلالٌ وتعظيمٌ، (فالحمد) أليق بالله وأكمل وأعمق.

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ لم يقل (الشكر لله)؛ لأن (الشكر) يكون فقط مقابل نعمة، أما (الحمد) فيكون حتى ولو لم تكن هناك نعمة، (فالحمد) أعلى وأرفع.

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ الشــكر لا يكــون إلا على النعمــة، والحمــد أعــم مــن الشــكر، فــكل حامــد شــاكر، وليــس كل شــاكر حامــدًا.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ اللام في (لِلَّهِ) للتمليك والتخصيص، فالحمد والمدح مختص بالله ولله، وما من محمود وممدوح غير الله إلا وفيه نقص.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ إذا تأملت كل محامدِ المؤمنين والكافرين وجدت أن ما مُدِحُوا به هو من فضلِ الله, فالله أولى بالمدح من كل ممدوحٍ ومحمودٍ.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ يقولها في صلاته المبتلى والمحروم والمريض والملهوف ليتعلم حمد الله على ما أصابه، إذ لا يُقَدِّر الله إلا ما يصلح للعبد.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ كلمةٌ، لكنها (تَمْلأُ الْمِيزَانَ)؛ املأْ ميزانَك.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ بدأت الآية بالحمد وليس بالجار والمجرور؛ لأن الجملة الاسمية تفيد الدوام والثبات والاستقرار, فالحمد لله ثابت ومستقر لله سبحانه.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ الله يستحق الحمد لذاته لأنه ربنا, فاللهم لك الحمد لأنك إلهنا, ولك الحمد لأننا عبيدك، وهذا أجَلُّ النِعَم.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ الحمد يجمع أفضلَ صور الشكر, وأعمَ صور المدح, وأرفعَ مقامات الثناء, فلا يليق أن يصرف إلا (لله), وهذا من لطائف اللام في: ﴿لِلَّهِ﴾.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ما من شيء يحبه الله مثل: المدح, ولهذا مدح نفسه ليمدَحَهُ خلقُهُ, فالحمد والمدح والمحامد لا يستحقها أحد إلا الله.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ (ال) هنا للاستغراق والعموم, أي: ما من حمد ومدح وثناء في الكون إلا والله المستحق له على الحقيقة، فلا يحمد إلا الله؛ لأنه هو المتسبب له والفاعل له على الحقيقة.

أكثر من قول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». [الترمذى 2346، وحسنه الألباني في صحيح الجامع 6042].



لو لم يكن لهذا القرآن من وظيفة إلا أنه أتاح لنا أن نشكر الله ونحمده؛ لكفى به نعمة، فـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ استحضر حال تلاوتها أن الله هداك فأوقفك بين يديه مصليًا، والله لولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا.

كان نبينا صل الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فأحرم بالتكبير، ثم استفتح وقرأ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وبين التكبير والحمد يرتفع الهم.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يعيش الطفل آمنًا إن كان عنده أب، فما ظنكم بمن كان له رب؟! ثم آمن به, وتوكل عليه ﴿أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾. [الأنعام: 82].
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ تأمل ألطاف ربك، إن أصابتك سراء فشكرت فأنت مأجور، وإن أصابتك ضراء فصبرت فأنت مأجور، وبينهما يعفو ويرزق ويرحم.
إذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله: (حمدني عبدي)، حوار مباشر معك، لا يشغله ملايين المصلين عنك، كأنما أنت وحدك في هذا العالم.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حمدني عبدي, ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ أثنى عليّ عبدي, ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ مجّدني عبدي، أسمعتم أزكى من هذه المناجاة؟
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ جاء تقديم الألوهية؛ لأن حمد الله لكونه إلهًا قد يخفى على النفوس، بخلاف حمد الله من جهة الربوبية، فالكل مُقِرٌ به.
بداية المصحف: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يقابلها آخر سورة الناس: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾، فهذا الكتاب فيه الهداية ليس للبشر وحدهم؛ وإنما لكل مخلوقات الله تعالى.



﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يزداد العالم (اتساعًا وإمكانًا وفرصًا وعددًا) فيزدادون لله (فقرًا وذلًّا وحاجةً)، إذ ليس لهم استغناء عنه طرفة عين.

﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يقوم بحوائجهم وتربيتهم مع (غناه عنهم)، ويعرضون عن ربهم مع (فقرهم إليه)، من تأمل هذه وحدها عرف أنه (رب).
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ العالم العلوي والسفلي, والإنسي والجني, والغيبي والحسي, تنوعت العَوَالِمُ والرب واحد.

﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ من لم يترك عباده بدون تربية ونعمة فلن يتركهم بدون دين, فحاجة قلوبهم للدين أشد من حاجة أبدانهم للنعم.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ذكر اسم الرب دون غيره؛ لأن الربوبية ترجع كلها لهذا الاسم, فهو الخالق والرازق والمحيي والمميت لأنه ربٌّ سبحانه.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ تهدم كل نظريات الكفر المعاصرة التي ألَّهت كل شيء إلا رب كل شيء.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ من تأمل حاجة العالمين وتنوعهم واختلافهم؛ أيقن برب العالمين, فمن خلال الخلق تعرف الرب.

﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لا يكون الرب ربًّا إلا إذا قام على حوائج مربوبه، بحيث يغنيه عن القيام بنفسه, وكذلك الله مع كل العالمين فسبحانه.




الحفظ الميسر














الكلمات الدلالية (Tags)
﴿الْحَمْدُ, لِلَّهِ, مع, وقفة, آية, الْعَالَمِينَ﴾, رَبِّ


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل