منتدى العالم الاسلامي

كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة فقط مواضيع في الدين - Islamic Forum

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=22309
1056 0
08-30-2022 06:34 AM
#1  

افتراضيبرنامج بنيان مرصوص. د. رقية العلواني.( الرضا)


حديثنا اليوم هو ملخص لحوار جرى بيني وبين إحدى الصديقات قالت لي وهي تحدثني لما لا تكون الحلقة القادمة في البنيان المرصوص عن الرضا؟ فاستغربت قلت:ولكن ما دخل الرضا في قضية البنيان المرصوص؟ نحن نتكلم عن الأخوة نتكلم عن العلاقات بين الناس نتكلم عن إصلاح الإنسان لنفسه حتى يستطيع أن يكون مصلحاً مع غيره ودار بيننا الحديث.




استوقفني في الحديث العديد من النقاط:

النقطة الأولى أنها بالفعل كانت على حق. الرضا هو أعظم ما نحتاج إليه اليوم لأجل أنفسنا أولاً ولأجل تعاملنا مع الآخرين. الرضا هو نوع من أنواع الحلقات المفقودة إلى حد ما في حياتنا المعاصرة التي جعلت العلاقات بين الناس علاقات مشتتة علاقات يحكمها في كثير من الأحيان الهجر والقطيعة والحسد وإرادة وتربص الشر بالآخرين في بعض الأحيان، الرضا. وللرضا شعور نفسي يمن الله سبحانه وتعالى على بعض عباده نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً منهم.

للرضا إحساس بالسعادة لا يمكن أن نشتريه من أي سوق من أسواق الدنيا أبداً لا يشترى بمال هو شعور ينبع من داخل نفس الإنسان من أعماق قلبه شعور بالرضا، ولكن بالرضا عن أي شيء؟ بالرضا عن ربه عز وجل.



ولكم أن تتساءلوا معي كيف يرضى الإنسان عن ربه والإنسان هذا المخلوق الضعيف غاية ما يتمناه أن يرضى ربه عنه، فكيف هو يرضى عن ربه؟

أن ترضى عن ربك سبحانه وتعالى بمعنى أن تستشعر عظيم نعمه وإحسانه إليك ليل نهار. النَفَس الذي يدخل إلى الرئة ونتنفسه الماء الذي نشرب الرجل التي أستطيع المشي عليها اليد التي أحركها اللسان الذي ينطق الآن بيني وبينكم فيوصل ما أريد من كلمات ومشاعر إليكم عبر كل هذه المسافات، كل النعم التي أنا وأنتم نتقلب فيها ليل نهار هي مجرد مؤشرات ودلائل ينبغي أن تقودني إلى ذاك الشعور الذي نتحدث عنه الشعور بالرضا، شعوري بالرضا عن الله عز وجل،



شعوري بأن كل ما فيّ من نعمة ومن عطاء ومن خير ومن عمل صالح ومن حسنة إنما هو من عطاء ربي وإحسانه أولاً وأخيراً. أرأيت اللسان الذي ينطق بذكر الله؟ أرأيت كيف أنا وانت الأن قد شغلنا بحديث عن الله عز وجل ولم نُشغل بحديث من اللغو أو الكلام الفارغ أو الباطل أو أي نوع من أنواع الحديث بين الناس؟ هذه نعمة تستحق منك ومني تمام الرضا عن الله سبحانه الذي أعطى، الذي وفّق، الذي هدى، الذي أنعم ولذا ربي سبحانه وتعالى ينال العبد رضاه بلقمة يأكلها أو بشربة ماء يشربها فيحمد ربه عز وجل عليها. الحمد الذي هو صنوان الرضا، الحمد الذي هو قبل أن يكون كلمة تقال باللسان هو شعور، هو إحساس بأني راضي عن الله راضي عن نعمه، راضي عن عطائه، راضي عن ما أنا فيه، راضي عن الحال التي أنا فيها هذا الذي نفتقده في هذه الأيام.



والله لقد جلست في حياتي في مواقف وانا متأكده أنكم مررتم بالشيء ذاته مع أناس يمتلكون كل شيء تقريباً من متاع الدنيا ومع ذلك فقدوا الإحساس بطعم أي شيء مما يمتلكون هذه كارثة!

عدم وجود الرضا الذي قطعاً سيؤدي إلى نوع من أنواع القلق النفسي في داخل نفس الإنسان، ينعكس في طريقته في التعامل مع الآخرين على الشعور بأنه قد ربما ينظر إلى ما في أيدي الآخرين حتى وإن كان الذي في أيديهم أقل بكثير مما يمتلك وما ذاك إلا لغياب وفقدان شعور الرضا في داخل نفسه. وعلى العكس تماماً قد تجد فقد كل شيء، أم فقدت لا قدّر الله أولاد، فقدت صحة، فقدت زوجاً، فقدت بيتاً كما في الكوارث التي تحدث في عصرنا الآن في الوقت الذي نتحدث عنه في مختلف البلدان في عالمنا الإسلامي نسأل الله العظيم أن يرفع الظلم والضر عن إخواننا المسلمين في كل مكان. ومع ذلك تجد امرأة أو رجل قد فقد كل هذه الأشياء وتراه يرفع يديه يحمد الله عز وجل على النعم التي هو فيها. وتخيّل كل ما هو فيه من مصائب مادية أو معينة دنيوية نحن نظر إليها والله لما أعطاه الله عز وجل إياه من الصبر والثبات أعظم من نعم الدنيا كاملة مجتمعة لو أعطيت له.



الرضا عن الله عز وجل في السراء وفي الضراء في الشدة وفي الرخاء في الفرحة وفي المصيبة حين أحزن وحين أفرح، حين تُقبل عليّ الدنيا وحين تُدبر وتُعرض عني الدنيا، الرضا، الإحساس بأن ما يقضي به الله عز وجل عليّ هو خير ولذلك المصائب التي تصيب البشر، مصيبة يصاب بها البشر كأن يفقد كما قال الله عز وجل في سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) البقرة) اُنظر إلى الجزاء (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة)



أترى ما أُخذ منهم من متاع الدنيا النقص في الأموال والأنفس والثمرات والأولاد والدنيا والأوطان، تضحيات، متاع الدنيا الذي فُقِد، ما أعطاهم إياه ربي من الصلاة عليهم ومن هدايتهم ومن اللطف بهم ومن الرضا ومن الثبات ومن اليقين به سبحانه أعظم بكثير جداً مما قد أُخذ منهم.



ودعوني أذكر لكم قصة أو موقف حدث معي أنا شخصياً أذكر في يوم من الأيام كنت على علاقة بإحدى الصديقات علاقة قوية وكنت أراها في ساحات الدعوة وكنت أراها في ساحة الأنشطة المختلفة الإجتماعية والخيرية ولكن بشكل معتاد ثم إذا بهذه المرأة تفقد ابنها الوحيد شاب فجأة فقدت ابنها الوحيد الذي أشد ما تكون تعلقاً به. أنا حين رأيتها للوهلة الأولى قلت هذه المرأة ستُجنّ، ثبتت بحمد الله عز وجل عند الوهلة الأولى وربي سبحانه وتعالى أنعم عليها بالثبات وبالصبر أحسبها كذلك والله حسيبها ولكن ليس هنا بيت القصيد. بيت القصيد أن هذه المرأة التي كانت قد تنجز في بعض الأحيان في الأسبوع مثلاً درساً أو درسين أو ما شابه من الدروس تعطي، تقدّم دروساً في المساجد وفي الجمعيات أصبحت طاقة مهولة جداً، عشر دروس خمسة عشر درساً على الجمعيات على البيوت على الحيّ الذي تسكن فيه على الكتب على توزيع على مشاريع خيرية فهنا تساهم في مشروع في الهند في حفر آبار وهناك تساهم في منطقة في إفريقيا وتجمع هنا لبناء مسجد، أكاد أن أرى بصمة لها في كل عمل خير أسأل عنه أو تكون يأي نوع من أنواع الصة مع القائمين عليه ما وجدت هذه المرأة إلا قائمة وقاعدة في عمل الخير. فوالله أذكر ذات يوم أني حدثتها بعد إنتهاء المصيبة وما ألمّ بها بطبيعة الحال ومرور بعض الفترات أو السنوات على الموضوع على وفاة ابنها رحمه الله فبكيت قلت لها يا فلانة يعني اسمحيلي ولكن كأن وفاة فلان رحمة الله عليه فتحت عليك أبواباً من عمل الخير يعني أغبطك عليها. قالت نعم، فلان كان في حياته كان خيراً لي وبعد وفاته كان خيراً لي انغمست في عمل الخير اندفعت إليه لأخرج من الشعور بالفقدان، الألم والحسرة والحزن موجود على الفراق لكن الرضا موجود. العطاء عطاء الله سبحانه وتعالى الرضا عن الله عز وجل سواء كنت كما ذكرنا في خير أو في شيء قد أنا بتقديري وأنت كبشر نحسب أنه شر ولكن من قال أنه شر؟ لا تحسبوه شراً لكم. لمّا يدفعني إلى مزيد من التقديم العطاء المزيد من اليقين بالله عز وجل المزيد من التقرّب إليه والشعور بالرضا تجاه ربي سبحانه وتعالى هل هذا شر؟! هذا ليس بشر، البلاء والإبتلاء هو صحيح بالخير والشر فتنة لكن النجاح أن يزرع الله سبحانه وتعالى في قلبي الرضا عنه في موقف قد يسخُط بعض الناس عليه أو ربما قد يقعون في مصائب سواء بالكلمات أو بالمشاعر تجاه قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره. ولكن هناك أناس تقع المصيبة فإذا بهذه المصيبة تفتح عليهم أبواباً من الخير تعجب لها! أبواب مشرعة إلى الجنة ولا نزكي على الله أحداً، الرضا القناعة.



اليوم أريد منكم من نفسي طبعاً ومنكم جميعاً حاول أن تأخذ وأنت في أثناء صلاتك بعد أن تنتهي من صلاة قيام الليل أو ما شابه خذ نصف ساعة أو ساعة، ساعة جيد وإن كان أكثر وجدت نفسك مقبلة ولها الرغبة في الأكثر فلا تضيع الفرصة عليك إجلس مع نفسك وتدبر في نعم الله سبحانه وتعالى عليك وتدبر في إحسانه إليك كيف أنه قد اختصك بأن تجلس هذه الجلسة وتتحدث إليه عن الرضا عن ما أنعم به عليك. أشكُر الله سبحانه وتعالى أظهر له عجزك عن شكره أظهر له امتنانك أظهر له رضاك عنه سبحانه، أظهر له كم أنت راضٍ أن يكون سبحانه وتعالى رباً لك رضيت بالله رباً أظهر امتنانك لله سبحانه وتعالى بأنك أنت مسلم تشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمد نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم. أظهِر امتنانك ولا تجعله مجرد كلمات في اللسان، لا، اجعل هذا الشكر والإمتنان شعور في القلب من أعماق قلبك اشكر الله عز وجل اِحمد الله عز وجل اشكره أنه قد أجرى على لسانك شكره، شكره أنه قد أجرى على لسانك ذكره، اشكره على أنه استعملك في ما يرضيه، اشكره على أنه أوقف قدميك لتصلي بين يديه، اشكره على أنه قد أذن لك أن تشكره، فإن ملوك الدنيا وهم ملوك الدنيا لا أحد يدخل عليهم إلا من يستأذن يؤذن له هم من يأذنون له ولله المثل الأعلى، لو ما أذن ربي لي ولك أن نذكره، لما ذكرناه فمن هو المنعِم إذاً؟ المنعِم من أذن أولاً وأخيراً فاشكر الله عز وجل أنه قد أذن لنا أن نذكره واشعر واستشعر بعظمة هذه النعمة استشعر بعظمة هذه النعمة التي نحن الآن أنا وأنت فيها ونحن نتذاكر نعم الله عز وجل وقارن بين حالنا وحال عشارات مئات ألوف البشر ممن يقضون زهرة شبابهم وأوقاتهم في الكلام الفارغ كلام لا قيمة له كلام هذر لا معنى له ولكن ربي سبحانه بعظيم إنعامه ومنته عز وجل منّ علينا وجعلنا نتشرف بذكره سبحانه.

اقضِ ليلتك اليوم وأنت تذكر الله عز وجل وتقرأ القرآن اِقضِ ليلتك باستشعار الحمد كن من الحامدين ادعو بإلحاح وقل يا رب اجعلني من الحامدين فلربما كلمة حمد تخرج من أعماق أعماق قلبك ونفسك تبلغ بها ما لا يبلِّغك عمل كثير جداً كنت قد حسبت له حساباً!



الرضا، ارضَ عن ربك عز وجل حتى يرضى ربك سبحانه عنك وهذا الشعور الذي نتكلم عنه الإحساس النفسي أريدك أن تدون مشاعر أحاسيس كلمات بعد أن تشعر به كيف ستكون نظرتك للأمور؟ كيف سيكون تعاملك مع الناس وأنت في حال الرضا؟ كيف سيكون تعاملك مع من حولك مع الأسرة وأنت تشعر بالرضا؟



أنت تحس بأنك راضي عن كل ما أنت فيه راضي بما قسم الله لك راضي بما أعطاك راضي بما أخذ منك راضي بما زواه عنك لأنه ليس فيه خير لك راضي عن ماضيك بكل ما فيه واستغفر الله عن ما يمكن أن يكون قد بدر فيه من أخطاء راضي عن حاضرك راضي عن ما أخذ منك وما أعطي لك راضي عن مستقبلك وما سيأتي به هذا المستقبل وهذا الغيب لأنه من عند الله عز وجل. راضي بكل شيء راضي بقضاء الله وقدره راضي بدينك راضي بإسلامك راضي بكل شيء واستجلب رضاه سبحانه -كما ذكرنا- برضاك أنت عنه ورضاك عن الحال التي أنت فيها واجعل قلبك ونفسك تستشعر نعمة الرضا



واجعلها اليوم تسرح هكذا في عالم من الرضا وتدبر الحال التي أنت فيها النفسية اليوم وأنت في حال الرضا وطبيعة وطريقة نظرتك للأمور ولكل من حولك في البنيان المرصوص كيف ستكون حين تكون في حالة الرضا؟ لا حسد ولا مكر ولا خداع ولا كيد ولا أي شيء ولا ضغينة وإنما قلب مفتوح يتمنى الخير لكل البشر، أترككم في رضا الله سبحانه وتعالى إلى لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله.



برنامج بنيان مرصوص. د. رقية العلواني.( الرضا) image.png.01bc088484








الكلمات الدلالية (Tags)
مرصوص., الرضا), العلواني.(, بنيان, برنامج, د., رقية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل