السنة النبوية الشريفة

كل ماأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خُلقية,سم للأحاديث النبوية و شرحها مع ذكر الراوي و مصدر الحديث.

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=21476
1744 0
05-23-2022 11:30 AM
#1  

افتراضيبعض الفوائد التربوية من حديث: احفظ الله يحفظك


الحديث الشريف:
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا غلام، إني أعلِّمك كلمات: احفَظ الله يحفظْك، احفظ الله تجده تُجاهك، إذا سالت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعنْ بالله، واعلم أن الأمة لم اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف).




تمهيد:
هذا الحديث يعرض لنا جانبًا من تربية النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة، وتنشئتهم التنشئة الصالحة، ويظهر فيه تواضعه وقربه منهم وحُسن عرضه صلى الله عليه وسلم، ويتجلَّى فيه قول ربنا سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [الجمعة: 2].
وقد حوى جملة من الوصايا المهمة التي ينبغي أن نعلِّمها صغارنا كما علَّمها رسول الله ابنَ عباس، فهذه الوصايا مما تُرسخ في قلب الطفل التوحيد، وتبني في قلبه العقيدة الصحيحة، وتربطه بالله، وتعلِّمه حسن التوكل، والاستعانة عليه سبحانه وتعالى.
وقد استخرجت بعض اللطائف التربوية الخفية التي لم أقِف عليها مجتمعة في كتاب، أو أجد أحدًا أفردها في مقال، وأسأل الله أن يتقبَّل منا ومنكم صالح الأعمال، ونبدأ أولًا.





راوي الحديث:
هو عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وُلد في شعب بني هاشم قبل البعثة بثلاث سنوات، ولقِّب بحبر الأمة لسعة علمه، وترجمان القرآن وأمام المفسرين، وهذا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بالعلم والفقه، روى عن النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث، وهو أحد الستة المكثرين في الرواية؛ يقول الشاعر في ذكر هؤلاء الصحابة المكثرين من الحديث:
سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا بعض الفوائد التربوية من حديث: احفظ الله يحفظك space.gif&key=41

من الحديث عن المختار خير مُضر بعض الفوائد التربوية من حديث: احفظ الله يحفظك space.gif&key=41

أبو هريرة سعد جابر أنس بعض الفوائد التربوية من حديث: احفظ الله يحفظك space.gif&key=41

صدًيقة وابن عباس كذا ابن عمر بعض الفوائد التربوية من حديث: احفظ الله يحفظك space.gif&key=41


توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام وعمر ابن عباس أربع عشرة سنة، فشب في عهد الخلفاء الراشدين، وأخذ العلم عن كبار الصحابة رضي الله عنهم، وأصبح آية في الذكاء، وعلامة في الحفظ، توفي عبدالله بن عباس في الطائف سنة ثمان وستين للهجرة، وعمرة حينئذ إحدى وسبعون سنة.




الفوائد التربوية:
أهمية اللين والعطف والمحبة والقرب من الأبناء، وهذا مأخوذ من النداء في قول النبي عليه الصلاة والسلام: (يا غلام، إني أعلِّمك)، فالنصائح والوصايا والتعليم عندما تغلف بغلاف الحب والعطف واللين، يكون أسرع نفاذًا إلى قلوب الأبناء، وأكثر تأثيرًا في نفوسهم، وأكثر رسوخًا في أذهانهم، فلا ينسوه أبدًا، أو يتركون يومًا، بعكس استعمال الشدة والغلظة، فلا تجدي نفعًا، ولا تؤثر بالطفل؛ لأنها خرجت من قلب غير صادق مُحب؛ يقول الله تعالى عن نبيه عليه الصلاة والسلام: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].
أن تشعر الطفل بأهمية الكلام الذي سيلقى عليه، فالنبي عليه الصلاة والسلام افتتح الوصايا بالنداء، للاهتمام بما سيُلقى إلى المخاطبين"، وهذا كان ديدن النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه مع أصحابه، فعن مُعَاذٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أَخَذَ بِيَدِهِ وَقالَ: يَا مُعَاذُ، واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعاذُ، لاَ تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبَادتِك)، فيا ترى كيف يكون شعور معاذ بعد هذه الكلمة، وكيف سيكون استقباله لهذه النصائح بعدها، فقلوب البشر لها مفاتيح تفتح بها، وكلمات تأسرها، وخير من كسب القلوب إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
لفت انتباه الطفل إليك، وشدَّ ذهنه وتفكيره تجاهك عند محادثته، حتى تتأكَّد من وصول الموعظة اليه، وبلوغها سمعه واستقرارها في قلبه، وهذا هو الغاية من النداء: "إقبال أذهانهم على ما سيلقى عليهم"، فالموعظة عند انشغال الأذهان، وتشتت الأفكار مما ينسى الطفل ما قيل له، وفيه مضيعة للجهد والعمل، وقد كان صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة خشية السأم.
تعظيم الابن وتكريمه، فإذا علم منك ذلك أقبل عليك وسمِع منك، وهذا ما فعله عليه الصلاة والسلام مع ابن عباس في هذا الحديث الشريف؛ حيث عدل عليه الصلاة والسلام عن ندائه باسمه إلى قوله: يا غلام لغرض التعظيم والتكريم له.
في هذا الحديث أهمية القرب من الأبناء والاهتمام بهم، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم جعل ابن عباس راكبًا معه على بغلته ملاصقًا لجسده، حتى شعر بحنان رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفئة، فقال: (كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم)، فقرب الآباء من أبنائهم، مما يدخل عليهم الأمان في قلوبهم ويقوي العلاقة بينهم.
أن نعامل الصغار معاملة الكبار، وأن نحرص على حضورهم مجالس الاخيار، وأهل العلم ليتعلموا العلوم النافعة، ويأخذوا الخبرة اللازمة لهم، فهم صغار قوم اليوم يوشك أن يكونوا كبارًا غدًا، ويحملوا الراية يومًا ما، فعمر رضي الله عنه كان أحيانًا يستشير الشباب في ملمات تقع في الأمة.
الطفل في الفترة العمرية من بعد أن يُفطم إلى سن البلوغ، يُسمى غلامًا، وهذه الفترة يجب استغلالها في بناء شخصية الطفل، وغرس قيم الخير فيه، وترسيخ مبادئ الإسلام العظيمة في نفسه، وعلى رأسها التوحيد الذي هو حق الله على العباد، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام مع ابن عباس، وكان عمره في ذلك الوقت عشر سنوات.
تواضع النبي عليه الصلاة والسلام؛ حيث أردف خلفه طفلًا صغيرًا، فقد كان صلى الله عليه وسلم يرأف بالصغار ويتودد اليهم، وكان يمر بهم ويسلِّم عليهم، بعكس كثير من الناس الذي يظن الحديث مع الصغار منقصة، والجلوس مع الأطفال مما يتنافى مع الكبرياء والرجولة.
إشعار الطفل بأهميته، وأن له مكانة عالية في الأسرة، وتغذيته بالخبرات والنصائح التي تبيِّن مكانته وهيبته، وتوجيهه التوجيه الصحيح لما ينفعه، فينشأ على تحمُّل المسؤولية، ويتربَّى على حب الخير.
غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأبناء، فالنبي عليه الصلاة والسلام علَّم ابن عباس وصايا مهمة نافعة، ترسِّخ عقيدته، وتزيد من معرفته وإيمانه بالله، وهذا فيه أهمية تنشئة الأبناء على العبادات، ومحبة الله تعالى وتلقينه من النصائح ما يَعرِفه بالله وينمي جوانب الإيمان في قلبه.
نشر الطمأنينة في نفوس الأبناء، وإظهار الرفق بهم والشفقة عليهم؛ يقول عليه الصلاة والسلام: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه)؛ فتحبيب العلم للأبناء، وإشعارهم بالأمان مما يكون أدعى لقبولهم له، واستماعهم لما سيأتي بعده من نصائح أو وصايا يريد الآباء توجيهها لهم.
تعليم التوحيد فهو الغاية من إرسال الله الرسل للناس، وإنزال الكتب، وهو دعوة الأنبياء جميعًا عليهم الصلاة والسلام من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو روح الدين ونبضه الذي لا يمكن أن يوجد بدونه أبدًا.
القرب من الصغار ومداعبتهم واللعب معهم، فقد رأى الأقرع بن حابس النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبِّل الحسن والحسين، فقال: أتقبِّلون أبناءكم، فإن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلت واحدًا منهم، فقال له عليه الصلاة والسلام: وماذا أفعل لو نزع الله من قلبك الرحمة...)، فالعطف والشفقة على الأبناء من علامات الرحمة في القلوب، فالاقتراب من الأبناء ومحاولة ضمهم إلى حضن الآباء حتى يشعروا بالحنان والقرب منهم، فيكون الابن أو الأم كالصديق الوفي الذي تذوب فيه كل الحواجز، وتنكسر بينهم كل العوائق، فيصبح النقاش والحوار سهلًا بسيطًا بينهم، وهذا مما ينمي القدرات ويقوِّي الشخصية.
الإيجاز والاختيار عند النصح أو التعليم؛ حتى لا يمل الطفل، ففي هذا الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام لابن عباس: إني أعلِّمك كلمات ولم يقل درسًا أو منهجًا؛ حتى لا تمل نفسه ويسأم من كثرة الموعظة، فقد كان تعليم النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة بحيث يتخوَّلهم الموعظة شيئًا فشيئًا؛ حتى لا تسأم النفوس، وترغب عن النصيحة، فلا تقبل ما يلقى عليها، ونصيحتي للآباء أن يكون هذا منهجهم إذا رأوا من الأبناء إقبالًا ونشاطًا، فإنهم يعلمهم ما ينتفعون به، وإذا رأوا صدًّا وعدم إقبال، فليتركوهم حتى تبعُد عنهم الجفوة وتطمئن القلوب.
التنوع في أساليب التعليم وطرق التدريس، فلا يلزم أن يكون في صف أو بيئة معينة لا يصح في غيرها، وإنما يعلم أبناءه في كل مكان وفي مختلف الأوضاع، وليكون اختيار المكان المناسب والوضع الملائم هو الأساس، فيستغل كل الأوضاع في تعليم أبنائه ووعظهم.
اختيار النصائح والوصايا الجامعة الشاملة التي تجمع فيها المعاني العظيمة، والغايات النبيلة، والأهداف السامية، بعيدًا عن التفصيل الممل الذي لا يورث إلا السأم ويؤدي إلى الإعراض.
التربية ببيان النتائج الحسنة أو العواقب السيئة، فجميل أن تأمر الابن بشيء، ثم تعلل ذلك الأمر بالفائدة التي تعود عليه والنفع الذي سيتحقق له منه، وهذا واضح جلي في نصائح النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنه: (احفظ الله)، ماذا سأجني من هذا الحفظ، أعقبها بقوله: (يحفظك)، فحفظُك لله حفظٌ لنفسك وحياتك، وكذلك العقاب، فقد ذكر لنا ربنا سبحانه وتعالى عن لقمان قوله: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ﴾ [لقمان: 13]، ثم بيَّن له السبب، فقال: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].



محمد علي الخلاقي
شبكة الالوكة














الكلمات الدلالية (Tags)
من, يحفظك, الفوائد, الله, التربوية, احفظ, بعض, حديث:

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل