تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

منتدى العالم الاسلامي

كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة فقط مواضيع في الدين - Islamic Forum

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=21607
1975 1
انواع عرض الموضوع
06-02-2022 05:27 AM
#1  

افتراضيعلامات الافتقار إلى الله تعالى


إن العبادة بجميع مظاهرها وشتى أحوالها وكامل أفعالها وأقوالها مظهر صادق للافتقار،
بل هي المظهر الأسمى والأسلوب الأرقى،
انظر إلى الصلاة إلى ألفاظها، إلى أدعيتها، خشوع وخضوع، وبكاء ودموع، تذلل وانطراح، انظر إلى الركوع الذي هو انحناء لعظمة الغني، وتمهيد لافتقار أكبر، وانطراح أعظم، وهو السجود، وهل يُعلن الفقر إلا في السجود حيث يهوي الرأس على الثرى؟!
ويُمرغ الجبين في الأرض، ويغرس الأنف في التراب، افتقاراً لرحمة الوهاب؟!.
انظر إلى الصوم، حيث يُمنع الأكل، ويُحظر الشراب، ويُجوّع البطن ويُحيي الليل، ويُشد المئزر، ويُوقَظ الأهل، وتُصَفّ الأقدام، وتسكب العبرات، وتُرفع الدعوات معلنة فقرها إلى جود المنان وعطاء الرحمن.
انظر إلى الزكاة، حيث يبذل الغني ماله، وينفق دراهمه، ويرسم الغني لوحة للفقر إلى الله، وصورة للفاقة إلى مولاه.
انظر إلى الحج فهو من أروع مناظر الافتقار، وأصدق مظاهر الحاجة، يتخلى الغني عن ثياب الغنى، ويخلع المرء عمامته، ويتجرد من ملابسه، ويقبل في رداء وإزار، كأنه لا يملك شيئاً،



الإفتقار الى الله هو لب العبودية وهو حقيقتها و هو أصلها


علامات الافتقار إلى الله تعالى


العلامة الأولى: غاية الذل لله – تعالى - مع غاية الحب:
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" [الأحزاب: 36]، وقوله _تعالى_ : "وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة: 285]، وقوله _تعالى_ : "إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" [النور: 51 52].
قال الحسن _رضي الله عنه_ : "ما ضربتُ ببصري، ولا نطقتُ بلساني، ولا بطشتُ بيدي، ولا نهضتُ على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعة تقدمتُ، وإن كانت معصية تأخرتُ".
وأمّا مَنْ طاشت به سبل الهوى، ولم يعرف الله _عز وجل_ حق المعرفة؛ فتراه يستنكف الاستسلام لربه - عز وجل-، ويستكبر فلا يخضع له، قال الله _تعالى_ : "لَن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا" [النساء: 172 173].
ويقول الله _تعالى_ في وصف المؤمنين: "إنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ" [السجدة: 15].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كلما ازداد القلب حبّاً لله ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية ازداد له حباً وحرية عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، وهي العلة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلية، فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يُسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه".
وقال ابن القيم: "إنَّ مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلاً للّه وانقياداً وطاعة، ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لقهره، ذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه"

ومن مقتضيات التذلل لله - عز وجل - نزع جلباب الكبرياء والتعالي والتعاظم، والانكسار بين يدي جبار السماوات والأرض، والخضوع لأمره ونهيه، فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة _رضي الله عنهما_ قالا: قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم-: "العزّ إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته"(أخرجه: مسلم في كتاب البر والصلة،).
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصَّغار، حتى يدخلوا سجناً في جهنم يُقال له: بُوْلَس، فتعلوهم نار الأنيار، يُسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار"( أخرجه: أحمد والترمزى).


والمتأمل في جميع العبادات الظاهرة والباطنة يظهر له بجلاء أن مقصود العبادة أن يُطامن العبد من كبريائه، ويتذلل لمولاه، ويظهر الفاقة والمسكنة لربه _عز وجل_ ، انظر في أحكام الصلاة أو الصوم أو مناسك الحج... ونحوها، تجد ذلك جلياً لا غموض فيه، ولهذا فإن الكبر والخيلاء والتعالي من قوادح الإيمان بالله والافتقار إليه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبرياء"( أخرجه: مسلم ).




العلامة الثانية: التعلّق بالله - تعالى - وبمحبوباته:
ولهذا ترى العبد الذي تعلق قلبه بربه وإن اشتغل في بيعه وشرائه، أو مع أهله وولده، أو في شأنه الدنيوي كله مقيماً على طاعته، مقدماً محبوباته على محبوبات نفسه وأهوائها، لا تلهيه زخارف الدنيا عن مرضاة ربه،
ويصف الإمام ابن القيم الافتقار إلى الله _تعالى_ بقوله: "يتخلى بفقره أن يتألَّه غير مولاه الحق، وأن يُضيع أنفاسه في غير مرضاته، وأن يُفرِّق همومه في غير محابه، وأن يُؤْثر عليه في حال من الأحوال، فيوجب له هذا الخلق وهذه المعاملة صفاء العبودية، وعمارة السر بينه وبين الله، وخلوص الود، فيصبح ويمسي ولا همّ له غير ربه، فقد قطع همُّه بربه عنه جميع الهموم، وعطلت إرادته جميع الإرادات، ونسخت محبته له من قلبه كل محبة لسواه".
وأعظم الناس ضلالاً وخساراً مَنْ تعلّق قلبه بغير اللهتعالى - ويزداد ضلاله وخساره بزيادة تعلُّقه بغير مولاه الحق، ولهذا كان ركون العبد إلى الدنيا أو إلى شيء من زخرفها آية من آيات العبودية لها، قال الله _تعالى_ : "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ" [الجاثية: 23]. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أُعطي منها رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس وإذا ِشيكَ فلا انتقش"( أخرجه: البخاري).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل مَنْ علَّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميراً متصرفاً بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له؛ يبقى قلبه أسيراً لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها؛ لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استُعبد بدنه واستُرق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً لغير الله؛ فهذا هو الذل والأسر المحض، والعبودية لما استعبد القلب"، ثم قال: "ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له؛ لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ ولا أطيب".




العلامة الثالثة: مداومة الذكر والاستغفار:
فقلب العبد المؤمن عاكف على ذكر مولاه، والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى في كل حال من أحواله،وقد أمر الله - عز وجل - نبيه بمداومة الذكر والاستغفار، فقال - سبحانه-: "فَاصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ" [غافر: 55].
ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا أيها الناس! توبوا إلى اللَّه؛ فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة"(أخرجه: مسلم).
إنَّ مداومة الذكر والاستغفار آية من آيات الافتقار إلى الله – تعالى-، فالعبد يجتهد في إظهار فاقته وحاجته وعجزه، ويمتلئ قلبه مسكنة وإخباتاً، ويرفع يديه تذللاً وإنابة؛ فهو ذاكر لله _تعالى_ في كل شأنه، في حضره وسفره، ودخوله وخروجه، وأكله وشربه، ويقظته ونومه، بل حتى عند إتيانه أهله، فهو دائم الافتقار إلى عون الله _تعالى_ وفضله، لا يغفل ساعة ولا أدنى من ذلك عن الاستعانة به والالتجاء إليه.
ومقتضى ذلك أنه لا يركن إلى نفسه، ولا يطمئن إلى حوله وقوته، ولا يثق بماله وجاهه وصحته، ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه: "اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم"( أخرجه: أحمد،).
إنَّ حمد الله _تعالى_ وشكره، والثناء عليه بما هو أهله، مع الاعتراف بالذنب والعجز؛ يعمّر القلب بالنور، ويوجب له الطمأنينة والسعادة، وما أجمل كلام الإمام ابن القيم عندما قال: "إن في القلب خلة وفاقة لا يسدَّها شيء ألبتة إلا ذكر الله _عز وجل_، فإذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة، واللسان تبع له؛ فهذا هو الذكر الذي يسدّ الخلة ويغني الفاقة، فيكون صاحبه غنياً بلا مال، عزيزاً بلا عشيرة، مهيباً بلا سلطان، فإذا كان غافلاً عن ذكر الله - عز وجل - فهو بضد ذلك، فقير مع كثرة جدته، ذليل مع سلطانه، حقير مع كثرة عشيرته"( أخرجه: أحمد،).







06-04-2022 01:11 AM
#2  

افتراضيرد: علامات الافتقار إلى الله تعالى

حبيتى ما شاء الله عليكى ربنا يكرمك يارب



اظهار التوقيع
توقيع
ام رونزا
يُقَالْ أنْ مِنْ تَعود عَلىَ الصَمتْ ،
باستطَاعتَهُ وَقتٍ { العِتَابْ} أنْ يُدمَر قَلبكَ بكلمَه .. !





الكلمات الدلالية (Tags)
إلى, الله, الافتقار, تعالى, علامات


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل