تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=23355
1528 0
انواع عرض الموضوع
01-04-2023 06:47 PM
#1  

افتراضيإِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ


(قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)

الخشية المحمودة شرعا : هي الشعور بالتقصير ،والاعتراف بالذنب ،والندم الموجب للكف عن ركوب المحرمات ،وتغيير الحال إلى الأحسن ،والمبادرة بالتوبة ،وعمل الصالحات ، لتكفير السيئات ، ففي سنن الترمذي بسند حسن أن (أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-« مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ». أما الخشية التي تقعد العبد عن العمل ،وتوصله للإحباط ،وسوء الظن بالله ،فهي مذمومة شرعا ،وليست من العبادة ، وهي دليل على خور وضعف في البصيرة ،ويجب على المؤمن إذا ابتلي بذلك ، أن يتخلص منه ،ويسعى في توظيف الخشية في غرضها الصحيح. كما ينبغي على العبد أن لا يقتصر في عبادته لربه على مقام الخوف ،لأن ذلك يوجب له اليأس ،والقنوط ، وسوء الظن بالرب ،وهذا هو مسلك الفئات الضالة، وقد ذم السلف ذلك ، بل على العبد أن يقرن الخوف بالرجاء ،ويوازن بينهما ،ويغلب أحدهما على الآخر إذا اقتضى الحال ، فالمؤمنون يخافون الله في الدنيا ويخشون عذابه ، كما قال الله تعالى: (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (26) ،(27) الطور ، أما الكفار والمنافقون فيأمنون عذاب الله في الدنيا ،ويفرحون ويمرحون بملذاتها، ولا يحسبون ليوم الحساب حسابا ،ولا يقيمون له وزنا. قال الحسن البصري: (إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة وإن المنافق جمع إساءة وأمنا).

وقد يسأل سائل : إذا كان العبد مستقيماً فمن أي شيء يخاف؟ والجواب : العبد وإن كان مستقيما فلا يفارق الخوف والخشية من الله قلبه، فخوفه يكون من سوء العاقبة ، لقول الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (24) ،(25) الانفال ، والمؤمن المستقيم يخاف كذلك من نقصان الدرجة. وأما إن كان العبد مائلاً ، ومنحرفاً ، وعاصياً ،فخوفه من سوء فعله ،وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع ، فإن الخوف ينشأ من معرفة قبح الجناية ،والتصديق بالوعيد ،أو أن يحرم التوبة، فالخوف من الله واجب، وهو من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب

أما عن ثمرات الخوف من الله : ففي الدنيا : فهو من أسباب التمكين في الأرض، وزيادة الإيمان والطمأنينة لأنك إذا حصل لك الموعود وثقت أكثر ، قال الله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) (13) ،(14) إبراهيم ، إذاً فالخوف من الله يؤدي إلى التمكين في الأرض ،والانتصار على الأعداء ،وأن يهلك الله عدوهم ،ويخزيهم ،ويورث المؤمنين أرضهم وديارهم. ومن ثمرات الخوف من الله وخشيته أيضا : أنه يبعث على العمل الصالح والإخلاص فيه وعدم طلب المقابل في الدنيا فلا ينقص الأجر في الآخرة ، قال الله تعالى : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) (9) ،(10) الانسان وقال الله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (36) ،(37) النور ، أي قلوبهم تضطرب وتتقلب ، وهذا هو الذي دفعهم للعمل ، يريدون النجاة ، ويحذرون الهلاك ، ويخافون أن يأتوا وكتبهم بشمالهم.

وأما عن ثمرات الخوف من الله في الآخرة : فالخوف من الله يجعل الإنسان في ظل العرش يوم القيامة، كما جاء ذلك في الحديث الذي رواه البخاري مسلم : ( وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ،) ،فظاهر الحديث أنه يقولها بلسانه ،ليزجر المرأة عن فعلها ،وليذكر نفسه ،ويصر على موقفه ، ومن ثمرات الخوف من الله في الدار الآخرة : أنه من أسباب المغفرة، وشاهد ذلك ما رواه البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – « أَنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالاً فَقَالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ قَالُوا خَيْرَ أَبٍ . قَالَ فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ، فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ . فَفَعَلُوا ، فَجَمَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ مَا حَمَلَكَ قَالَ مَخَافَتُكَ . فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ » ، فهذا الرجل عذره الله بجهله ،وشفع له خوفه من ربه ، وإلا فالذي ينكر البعث كافر. ومن ثمرات الخوف من الله في الآخرة : أنه يؤدي إلى الجنة ففي سنن الترمذي : ( أن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ». أي أن الذي يخاف من إغارة العدو وقت السحر يسير من أول الليل(أدلج) فبلغ المنزل والمأمن والمطلب، وهذا مثل ضربه الرسول صلى الله عليه وسلم لسالك الآخرة ، فإن الشيطان على طريقه ، والنفس الأمارة بالسوء والأماني الكاذبة وأعوان إبليس ، فإن تيقظ في مسيره وأخلص النية في عمله أمن من الشيطان وكيده ،ومن قطع الطريق عليه، وهذه سلعة الله التي من دخلها كان من الآمنين. ومن ثمرات الخوف من الله في الآخرة : أنه يرفع الخوف عن الخائف يوم القيامة: ففي صحيح ابن حبان : (عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه جل وعلا قال : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ،وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة) ، ومن ثمرات الخوف من الله في الآخرة : أنه سبب للنجاة من كل سوء، ففي معجم الطبراني(عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه من الخيلاء وثلاث منجيات العدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفاقة ومخافة الله في السر والعلانية) ، ومن ثمرات الخوف من الله في الآخرة : أن يصبح الإنسان ممدوحاً مثني عليه ، ومنعما في دار النعيم ، قال الله تعالى : (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (15) إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ frown.gif17) السجدة

من خطبة للشيخ حامد ابراهيم

إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ 289784895_1070893603

{... إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ° ○ قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يونس:١٥-١٦]

{...إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ ربي...} قلها لقلبك حين يضعف ، ولنفسك حين يغلبها الهوى ، وحين تراودك خواطر السوء .

استشعرت ألما حين خطر ببالي أن تكون حياتنا خالية من القرآن . تخيل معي الحياة دون القرآن!!!
لابد إنه تخيل مؤلم ، محزن ، يغشاه الظلام والضياع .

ماكان للتعب والحزن واليأس أن يدخل حياتنا إلا لبعدنا عن كتاب الله {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} ألا ترى في هذه الآية الكريمه شكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هجرنا للقرآن؟!! والقرآن هو الهداية والنور والطريق المستقيم الذي يصل بك إلى جنات النعيم ، فهل يعقل أن نهجره ونستهين بأوامره ونواهيه؟! ألم نقرأ {ففروا إلى الله}؟!
افتح قلبك للقرآن قبل سمعك ، واجعل لك وردا يوميا ، واقرأ وارتق

سبحان من جعل القرآن العظيم لقلوب المؤمنين راحة وسكينة ، طمأنينة وربيع ، ولصدورهم نور وانشراح ، ولحياتهم تنظيم وترتيب وفلاح...

اللهم لك الحمد على نعمة القرآن .












الكلمات الدلالية (Tags)
يَوْمٍ, أَخَافُ, إِنِّي, إِنْ, رَبِّي, عَذَابَ, عَصَيْتُ, عَظِيمٍ


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير الشيخ الشعراوى(سورة المائدة)الآيتين38-39{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا امانى يسرى محمد القرآن الكريم 1 10-11-2022 01:37 AM
تفسير الشيخ الشعراوى(سورة االمائدة) الآية5 ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 09-14-2022 09:19 PM
تفسير(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ..) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 0 06-19-2022 11:40 AM
تدبر (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) امانى يسرى محمد القرآن الكريم 1 06-06-2022 01:01 AM
حديث (مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي مى السنة النبوية الشريفة 1 12-14-2019 02:07 AM


الساعة الآن 08:20 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل