تدبر آية....(الكلم الطيب) 3 من [ امانى يسرى محمد ]

القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=23468
1097 0
انواع عرض الموضوع
01-20-2023 07:07 AM
#1  

افتراضيروائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة البقرة (الجزء الثالث الآية258حتى 272)


أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ)


رجل امتنّ الله عليه بالملك وهو ليس بملك مطلق قطعًا، الملك المطلق لله الواحد القهار ولكن الله خوّله نعمة التصرّف في مكان معين، ملّكه نعمة التصرّف لوقت معين محدود، جزئي، ولكنه لم يفهم تلك المعادلة الصعبة وتصور حقيقة أنه يمتلك ملكًا حقيقيًا ذلك المكان، اعتقد أنه الملك من دون الله وتأملوا في اختيار نوع الحجة التي كان يقدمها لإبراهيم (إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ) وتأملوا الربط في قوله عز وجل (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) و (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ) ربي سبحانه وتعالى هو الوحيد القادر على الإحياء والإماتة فإذا بهذا الطاغوت المتجبر المتكبر يقول واهمًا جاهلًا (قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ) أنا إن قلت للحارس الآن وأعطيته الأمر بقتلك سيقتلك وبذلك أكون قد أمرت بالإماتة وأحيي بمعنى إن لم أصدر الأمر فأصبح هذا الإنسان حيًا، جهل مطلق! تصور خاطئ!


(قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)


نوع من أنواع التعامل الرائع،


هذه فيها لفتة عظيمة حين ترى أن الطرف الذي أمامك لا يرتقي إلى المستوى الذي أنت فيه حاول أن تخاطبه على قدر عقله،


وهنا لم يتمكن من المحاجّة أكثر من ذلك


(فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)


وبقي على كفره


(وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)



ولنا أن نتساءل في دقة التعبير القرآن (وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) لِمَ لم يكتب الله الهداية لهؤلاء الظالمين؟


لأنهم لم يكونوا أهلًا ولا محلًا لتلك الهداية بظلمهم، الظالم ما عاد أهلًا ولا محلًا للهداية لأنه كفر، لأنه ظلم نفسه، أما لو أنه آمن لكان محلًا لهداية الله أما وأنه قد كفر فإن كفره وقع باختياره لأنه لا إكراه في الدين، الكفر قد وقع باختياره، الكفر قرار اختياري فكان مستحقًا للضلال وللغواية والبعد عن الله عز وجل بحكم اختياره وبحكم قراره أما وأن الإيمان قرار اختياري فالهداية نتيجة مترتبة وثمرة طبيعية لاختيارك الذي قمت به بأمر الله وهو الإيمان. ثم تقدم الآيات العظيمة صورة أخرى لذلك الإنسان الذي يمر على الآيات في الكون دون أن يتفطن إليها في حين أن المؤمن الفطن العاقل مطلوب منه ومطالب أن يقرأ الآيات المبثوثة في الكون، أن لا يمر عليها هكذا دون أن تحرك فيه سواعد وشواغل الإيمان، دون أن تحرك فيه بذور الإيمان والعودة والرجوع لخالقه سبحانه وتعالى


(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا



قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا)


تأملوا هذه الآيات تتكلم عن الحياة والموت، عن الإحياء والإماتة والتناسب واضح بين آية الكرسي التي جاء فيها قوله عز وجل (الحيّ القيّوم) وبين هذه الآيات التي تتحدث عن مظاهر إحيائه سبحانه وتعالى لكل شيء في هذا الكون مظاهر حقيقية تدل على أن الله حيّ قيوم، هذه المظاهر يراها كل الناس مظاهر مفتوحة، مظاهر مشتركة، مظاهر يمر عليها المؤمن والكافر ولكن المؤمن يمر عليها فتحرك الإيمان في قلبه فتحييه من جديد وتخرجه من الظلمات إلى النور أما الكافر فيمر على الآيات فتزيده تلك الآيات كفرًا وظلمًا وظلمة لأنه استحب الكفر على الإيمان.


(قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ)


انظر إلى قدرة الله عز وجل في الزمن


(فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ)


أشياء حسية أمام عينيك (لَمْ يَتَسَنَّهْ) لم تتغير على الرغم من مرور تلك الفترة الزمينة، من الذي يحرّك السبب ويوقف السبب؟


الشيء الطبيعي أن هذا الطعام سينتهي تمامًا ويتحلل بمرور تلك الفترة الزمنية من الذي أوقف قانون التحلل؟ من الذي يحرّك قانون التحلل؟


الذي بيده الأسباب مسبب الأسباب سبحانه وتعالى


فلا يبق التفاتك إلى الأسباب وتعلقك بالأسباب دون مسبب الأسباب.


تأملوا كيف تصنع هذه الآيات الإيمان في قلبي، تصنع اليقين ترتقي بالإيمان واليقين في قلبي، توجّه قلبي دائمًا إلى التعلق بمسبب السباب دون النظر إلى الأسباب لأن هذه القضية مهمة جدًا في كل التصرفات والسلوكيات بما فيها قضايا المعاملات المالية التي ستأتي في الجزء الثالث من سورة البقرة. لا بد أن يرسخ اليقين في قلبك والإيمان بمسبب الأسباب





(وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260))


وقبلها


(أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)).


العلم هنا ليس مجرد المعرفة أو العلم بالشيء المقابل بالجهل وإنما العلم هنا هو العلم اليقيني الذي يستقر في القلب فيحرك دوافع العمل والسلوك العلم الذي صنعته تلك الآيات في بدايات الجزء الثالث لتكرّس هذه المعاني من جديد لتصبح تلك المعاني حقيقة ثابتة راسخة في قلب المؤمن لا يتغير عنها ولا يحيد عنها لا في تصرفاته ولا في سلوكه فتأتي السلوكيات والأفعال مصداقًا لتلك الحقيقة الراسخة من اليقين والإيمان


روائع البيات لـ د/ رقية العلواني سورة البقرة (الجزء الثالث الآية258حتى 272) 13390615351.jpg&


(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ)


الآن حين تنفق وحين تعطي وتقدم ما لديك في سبيل الله أنت لا تنفق بعملية آلية، أنت تنفق بناء على حقيقة راسخة على يقين، اليقين بأن المال الذي تملك إنما من ملّكك إياه هو الله سبحانه وتعالى، أن المال سبب ومسبب الأسباب هو الذي أمرك بالبذل والعطاء فحين تبذل السبب في سبيل مسبب الأسباب سيجعل مسبب السباب لك أسبابًا لإغنائك وإثرائك وإبدالك وإعطائك ومجازاتك، يقين. ما اصبحت منظومة الإنفاق في سبيل الله غير مفهومة، لا، مبنية على يقين مبنية على أن ما اقدمه وما ابذله في سبيل الله سيعود عليّ بأضعاف مضاعفة لأن الذي سأبذل في سبيله هو الذي يمتلكها وهو القادر على مضاعفتها وهو القادر على محقها وإزالتها وهو المسبب الأساس الذي وهب وأعطى. تأملوا في صدى الإيمان واليقين حين يظهر في السلوك


(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)


مضاعفة الأجر والثواب لأن بيده أسباب كل شيء هو الله سبحانه وتعالى واسع عليم، صفات. إيماني بصفاة الله عز وجل انعكست على بذلي انعكست على عطائي انعكست على قدرتي على التخلص من الشح والوقاية منه باليقين، استلت من قلبي جذور الشح وتصور أن ما في يدي من مال هو ملك لي وأني حين أُنفق وحين أُعطي إنما ينقص مالي، المال لا ينقص بالصدقة، المال لا ينقص، المال يضاعف أضعافًا مضاعفة على قدر ما في قلبك من اليقين بأن الله سيضاعف، على قدر ما بقلبك من اليقين بأن الله قادر وأنه سيضاعف. وتأملوا في كيفية رسم معالم منهج ومنظومة الإنفاق في سورة البقرة، لا يكفي فقط أن تعطي مالًا أو تنفق مما لديك، لا، هناك آداب روحية، هناك أخلاقيات، هناك مشاعر ينبغي أن تًصقل وتسمو وترتقي، الإنفاق ليس لأجل الفقير وحسب الإنفاق أولًا وابتداءً لأجلك أنت يا من تبذل وتعطي وتقدّم. الإنفاق يأخذ من نفسك شوائبها وكدرها، الإنفاق يبرئ نفسك


(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)


سبيل الرب الذي آمنوا به


(ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)


عيب على الإنسان الذي يؤمن أن المال مال الله عز وجل وأن العطاء من عنده أن يُتبع ما ينفق بالمنّ على أحد وإظهار المنّة على ذاك الفقير أو ذاك الذي أُعطي المال، هذا لا يصح على المؤمن الذي عمُر قلبه بالإيمان واليقين بالله واستشعر حقًا وصدقًا أن المال ليس مالًا له وليس ملكًا خالصًا له وأن الملك الحقيقي لله الواحد القهار المال ليس لك، المال لله وإنما أنت قد خولك ربي بالتصرف فيه فانظر كيف تتصرف فيه،


ثم تستمر الآيات في نفس المنظومة لتهذّب نفس المؤمن وتجعل الفعل والسلوك مرآءة صادقة تعكس صفاء الإيمان ونقاوة اليقين الذي قد استقرّ في قلبك


(قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ)


لا يخالج فكرك أبدًا ولا يخالج مشاعرك في لحظة من اللحظات أنك حين تنفق أنت صاحب الفضل والعطاء أبدًا، فالقول المعروف والكلمة الطيبة صدقة (وقولوا للناس حُسنا) هذا ما بنته تعاليم المنهج الرباني في سورة البقرة (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى) العطاء ليس في حجمه المادي، العطاء ليس في الحجم الذي تعطيه، العطاء الحقيقي في حجم الأثر الحسن والفعل الذي يتركه ذلك العطاء فهب أنك أعطيت أحدًا من الناس ألف دينار ولكنك تركت في نفسه أثرًا سيئًا بكلمة جارحة أو بمنّ أو أذى ويأتي شخص آخر فيعطي دينارًا واحدًا بكلمة حسنة بوجه طلق سمح بشوش يُدخل السرور على نفس ذلك المحتاج، ايهما أحسن؟ ايهما أجدى نفعًا؟ أيهما أطيب أثرًا؟


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى)


وتأتي بالأمثال الواقعية الحقيقية، المنّ والأذى يُبطل الصدقة، يبطل معنى الصدقة، لا تعد الصدقة لها اثر حتى وإن كانت القيمة المادية لتلك الصدقة كبيرة، الأشياء ليس بقيمتها المادية بل بقيمتها المعنوية التي أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون فيها. وتستمر الآيات بعد ذلك ليأتي التوجيد من جديد



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ)


أخرِج أحسن ما لديك لأن من أعطاك أحسن ما لديك هو الله سبحانه وتعالى وبقدر يقينك بتلك الحقيقة بقدر ما ستُخرج وتُنفق، لا يمكن للبخيل أن يكون قد وصل اليقين بالله عنده إلى مرحلة أو درجة ويبقى على بخله، مستحيل! اليقين كلما زاد في قلبك كلما ازداد بذلك وعطاؤك وسخاؤك، لا يستقيم الإيمان والبخل أبدًا، لا يستقيم الإيمان والشحّ والشحّ هو البخل إنما هو اتهام لارادة الله وقدرته سبحانه على أن يعطيك على أن يزيدك حين تنفقك، اتهام وسوء أدب مع الله سبحانه وتعالى ولذا تأملوا الآية التي تليها



(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ)


يعدكم الفقر ويصور لك أنك حين تنفق إنما يقل المال وينقص وواقع الأمر أنك حين تنفق يُنفق عليك وأنك حينما تخرج الصدقات من مالك إنما يزداد ذلك المال وينمو ويربو، هذه هي الحقيقة وأن عطاء الله عز وجل لا نهاية له وأن عطاء الله عز وجل لا ينحصر في الأشياء المادية، في الألف والألفين، إنما هو عطاء بكل أشكاله وصوره، الحكمة من عطائه سبحانه، أن تفعل وتتصرف بالطريقة الصحيحة في الموقف المناسب هذا من عطاء الله عز وجل الحكمة من عطائه، الحكمة لا تشترى بالأموال، الحكمة تشترى بيقينك بالله عز وجل بقدرتك بسخائك بإخرج الشح من قلبك ومن نفسك لتصبح إنسانًا معطاء فالمؤمن كالغيث يعطي سخيّ لأنه موقن ويقينه قد وصل بما في يد الله عز وجل أكثر من يقينه بما في يده هو، هذا هو الإيمان الذي تصنعه سورة البقرة، هذا هو الإنفاق الذي تصنعه سورة البقرة.


وتستمر الآيات


(إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ)


الصدقة سواء كانت سرّا حين يقتضي الأمر السر أو علانية حين يقتضي الأمر الإعلان وتشجيع الآخرين على البذل والعطاء في كل الأحوال أنت تبذل لله، صحِّح النية، صحح السرّ، أنت تبذل في سبيل الله وكلمة (في سبيل الله) لا بد أن تبقى من أعظم المعالم في منظومة الإنفاق في حياتك، إياك أن تعطي ولو فلسًا واحدًا في غير سبيل الله لأنه سيزول لأنه لا قيمة له أما حين تبذل في سبيل الله فالبذل والعطاء من أعظم الأشياء التي منّ الله سبحانه وتعالى بها عليك.


ولذا جاءت الآية في قوله


(وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ


وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)272



ولذلك تستمر الآيات في هذا الجزء من سورة البقرة بإعطاء نماذج لأولئك الذين يستحقون العطاء أكثر من غيرهم أولئك الذين لا يُظهرون للناس الفقر والحاجة والعوز، أولئك الناس الذين قد علت هممهم أولئك الناس أصحاب الكرامة أصحاب الهمة العالية، المؤمن لديه همّة المؤمن لديه كرامة، المؤمن لا يقبل أن يدوس أحد على كرامته ولو بشعرة مقابل حاجة مادية، المؤمن عزيز، جاءت عزة المؤمن من إيمانه بأن الله عزيز حكيم، المؤمن عزيز، نعم قد يكون فقيرًا ولكنه فقير عزيز النفس لا يتذلل ولا يخضع لأحد لا يفتح لى نفسه أبواب المسألة "فمن فتح على نفسه باب مسألة وهو ليس في حاجة إليها فتح الله عليه أبوابًا من الفقر". المؤمن عزيز وعزة المؤمن لا تأتي من فقره ولا من غناه المادي وإنما تأتي من يقينه بالله، تأتي من إيمانه بأن الله قادر على أن يعطيه، تأتي من إيمانه بأن الأرزاق بيد الله عز تأتي من إيمانه بأن العطاء لا يأتي من فلان ولا من علّان العطاء يأتي من الرب الذي يعطي سبحانه وتعالى، المؤمن عزيز والآيات توجه النفوس الكريمة إلى أن تبحث عن أولئك المؤمنين المتعففين الأعزة الذين لا تدفعهم الحاجة إل التذلل والخضوع لأحد، ذاك المؤمن الذي يستحق العطاء فعلًا.


أولئك الأصناف من البشر الذين يستحقون العطاء وهذا المؤمن الذي ينفق سرًّا وعلانية بالليل والنهار أصبحت عملية الإنفاق عملية متواصلة



اسلاميات











الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, 272), لـ, الآية258حتى, البقرة, البيات, الثالث, العلواني, د/, رقية, روائع, سورة


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل