القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=24742
732 1
05-29-2023 04:40 AM
#1  

افتراضيتدبر سـورة الحديد لد.رقية العلواني 5( لماذا الحديث المتواصل عن الإنفاق والصدقة؟ )


(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ)

(وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)



الصدقة قبل أن تنفقها مهما كانت مال، عطاء، وقت، صحة، مهما كانت بأنواعها المتعددة قبل أن تضعها في يد من يحتاج إليها تذكر أنك أو مستفيد من تلك الصدقة الصدقة تحيي القلوب كما يحيي الغيث الأرض الميتة فتنبت بالزرع وتنبت من كل زوج بهيج كذلك الصدقة والإنفاق والبذل والعطاء ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق مبتسم يُحيي فيه الأمل من جديد، ولو أن تكون أنت بكلمة من كلماتك بدعوة من دعواتك دعوة لأخيك بظهر الغيب دعوة له بخير أو عطاء أنت المستفيد قبل أن تصل إليه الفائدة.



ولذلك لا يمكن أن يخرج القلب من قسوته دون بذل أو عطاء لأن القسوة عقوبة قسوة القلب عقوبة من الله عز وجل يسلطها على القلوب الشحيحة القلوب البخيلة القلوب التي لا تعرف للعطاء درباً ولا معنى القلوب التي تشح حتى بالكلمة الطيبة حتى بالبسمة حتى بالدعوة الصادقة حتى بالرغبة في الخير وتمني الخير للآخرين القلوب التي لا يمكن أن تقوم على أكتافها دعوة حق أو نصرة إيمان. الإيمان والحق لا يُنصر بالقلوب الشحيحة الإيمان لا يمكن أن يُنصر ولا يمكن للحق أن ترتفع له راية إلا بقلوب مؤمنة قلوب تريد أن تبذل كل شيء قلوب فياضة بالعطاء بالكرم بالجود لخالقها سبحانه وتعالى.

ولذا تدبروا معي الأية التي تليها الآية الرائعة


(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)


هنا بدأ الإيمان يظهر هنا بدأت ثمار الإيمان تنضج وتزهو.


(أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)


اُنظر إلى الآية صديقون وشهداء!



نحن لم نتمكن أن نلحق بركب الصحابة ولم نتمكن أن نلحق بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بصحبة الأنبياء من حواريين وغيرهم ولكن أمامي فرصة عظيمة أن ألحق بركب الصديقين والشهداء ولن أتمكن أن ألحق بهذا الركب جعلنا الله جميعاً منهم وجعلنا جميعاً نلحق بهذا الركب العظيم، لن أتمكن أن ألحق بهذا الركب وأنا فقط أتمتم وأدعو بمجرد الدعاء وإن كان ربي قادر على إستجابة الدعاء ولكن عليك أن تبرُز ما يصدق هذا الدعاء، ما هو؟


البذل والعطاء، البذل لأجل إحقاق الحق البذل بكل ما تمتلك لأجل قيام القيم التي جاء بها الأنبياء ولذلك بدأت (آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) دعوة الأنبياء الواحدة القائمة على الصدق وعلى العدل وعلى الحق. ثم تأتي الآية التي تليها لتعالج الأمراض التي قد تحول بيننا وبين البذل والعطاء، الدنيا، حب الدنيا، الركون إلى الدنيا، الدنيا التي إلى حد الأن لم نعرف حقيقتها لا نعرف وربما نعرف ولكننا نتجاهل تلك المعرفة، وربما نعرف ولكننا نعمل بعكس ما نعرف


(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ)


ثم ماذا يحدث له؟
(إعلموا) تأملوا كم مرة جاءت (اعلموا) في هذه السورة العظيمة؟

(ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا)


ولكن في الآخرة إما عذاب شديد وإما مغفرة من الله ورضوان، القرار بيدك أنت ولكن حقيقة الدنيا واحدة متاع ولعب ولهو ولا يفيدك ولا تخرج منها إلا بقدر ما تحقق البذل والعطاء لأجل هذا الإيمان العظيم. ولذا جاءت الآية لتستنفذ آخر ما يمكن أن يستنفذ من ذلك الإنسان المتكاسل المتباطئ الذي لم تحييه تلك الآيات حتى الآن لم تحيي قلبه آيات سورة الحديد.

(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ)
إلحق بالركب إلحق بركب السباق ولكنه سباق غفلنا عنه طويلاً سباق من نوع خاص سباق للآخرة سباق الدنيا شغلنا وأخذنا بكل بهرجتها فنسينا السباق الحقيقي مضمار السباق الحقيقي وبقدر دخولك في معمعة سباق الدنيا بقدر ما أنت تبتعد حقيقة عن مضمار سباق الآخرة، المسألة مختلفة تماماً,


(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ)


ولماذا السباق يا رب؟
لأن العمر محدود والأجل محتوم والفرصة يسيرة والفرصة محدودة وربما تكون قصيرة، الليلة التي أنا أعيش فيها الآن الساعة الساعات التي أعيش فيها الأن ربما تكون آخر ما تبقى من حياتي فالسباق سباق حقيقي ولكننا غفلنا عنه لماذا غفلت عنه؟ لأني لأني قد دخلت في سباق الدنيا المحموم سباقاً وراء متاعها الزائل الفاني ولم أدرك الحقيقة التي إلى الآن لا أستطيع أن أتمثلها أن المال الذي أملك وكل متاع الدنيا الذي أملك إن لم أُخرجه في سبيل الله سيخرج عني ويتركني، إن لم أتركه بقلبي ترفّعاً عنه وعن دناياه تركني هو شئت أم أبيت وسيتركني ولكن هناك فارق شاسع بين أن أتركه لله وبين أن أتركه مرغماً لأنه قد تركني وهجرني بفراق الدنيا أو لسبب أو لآخر بما يحدث فيها من مصائب





اسلاميات










05-30-2023 03:37 PM
#2  

افتراضيرد: تدبر سـورة الحديد لد.رقية العلواني 5( لماذا الحديث المتواصل عن الإنفاق والصدقة؟ )

موضوع جميل شكرا جزيلا





الكلمات الدلالية (Tags)
), 5(, لماذا, لد.رقية, والصدقة؟, المتواصل, الإنفاق, الحديث, الحديد, العلواني, تدبر, سـورة, عن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل