منتدى العالم الاسلامي

كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة فقط مواضيع في الدين - Islamic Forum

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=27230
270 0
انواع عرض الموضوع
02-18-2024 07:23 AM
#1  

افتراضيثبات اهل غزة


صمود أهل غزة أمام الجيش الصهيوي المزوّد بأحدث أسلحة الفتك والقتل وسفك الدماء

من أين يأتى أهل غزة بهذه القوة الخارقة؟؟ من أين تأتيهم هذه القدرة على الصمود والشجاعة؟؟ كيف يذل أبطال المقاومة الجيش الصهيونى برغم قتل الصهاينة عشرات الأطفال والنساء والشيوخ كل يوم تشرق فيه الشمس؟


يقول الحق سبحانه وتعالى : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ( الأنفال : 9 ).
لعلنا جميعاً نشاهد كل يوم الاستغاثات التى تطلقها النساء عبر الفضائيات : يا الله.. يارب.. وكذا ما يقوله أى طفل فقد عائلته كلها: لم يبق لى سوى الله.. فكان لزماً على الله أن يلبى نداء من يستغيث به.
وعن سر هذا الثبات العجيب يقول الحق سبحانه وتعالى : إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ( الأنفال : 12 ).
وهذه الآية الكريمة هى ما توضح لنا رعب الصهاينة القتلة وعجزهم عن مواصلة القتال البرى، وأيضاً تمكن الأبطال فى غزة من رقاب ال


الصهاينة.وإشارة الحق سبحانه وتعالى إلى ضرورة ضرب بنان القتلة لتعجيزهم عن حمل السلاح الذى يقتلون به الأطفال والنساء والشيوخ.

لماذا تختار المقاومة الاستشهاد في سبيل الله ؟ لماذا يصمد أبطال المقاومة ؟ ولماذا يستبسل الأشقاء في غزة للدفاع عن بلدهم؟

يقول الحق – سبحانه وتعالى -:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15، 16].

تحذير شديد من رب العالمين إلى المجاهدين في كل مكان وزمان، ومنذ غزوة بدر الكبرى؛ {فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ}: لا تهربوا، اصمدوا ورابطوا، من يعصِ هذه الأوامر، فسيَبُوء بغضب من الله، ونعوذ بالله من غضب الله، واستثنى الحق – سبحانه وتعالى – المتحرِّفَ لقتال؛ أي: الذي يفِرُّ بوجهه كيدًا للأعداء؛ ليوقع بهم، أو المتحيِّز إلى فئة من المؤمنين؛ لينصرها، ما عدا ذلك، فإن غضب الله سيحلُّ على مَن يوَلِّي الأدبار، ومأواه جهنم، وبئس المصير.



قصص الأولين.. ماشطة ابنة فرعون ..

الثبات على الحق عقيدة المؤمنين



لقد كانت لحظةُ سقوط المِشط لحظةً قدَريةً فارقةً في حياة تلك المرأة المؤمنة التي كانت تعملُ ماشطةً لشعر ابنة أعتى طاغية عرفه التاريخ، فقد نطقت بسم الله على سجيتها، فلم تتراجع عن إشهار إيمانها الذي وقَعَ فلتَةً، وكلَّفتها مواجهةُ الباطل ثمنًا باهضًا من نفسها وخمسةٍ من أبنائها، ألقاهم الظالمُ في الزيت المغلي أمام عينيها.

كانت ضعيفةً في بدنها، فقيرة في مالها وحَسَبها، فهي مجرَّدُ خادمةٍ وَضيعةٍ في بلاط المَلِك، فكيف تجرَّأت على مواجهة ذلك الحاكم الجبار الذي تعلمُ عنه أنه لا يتردَّدُ في قتل مئات الأطفال بإشارةٍ من طرف أصبعه.



يسألها مُتَعجِّبًا: ألكِ ربٌّ غيري؟

فتجيبه بثبات وبلا تلَعثُم: ربي وربُّك الله.

ما هذا؟ هل هذا انتحار؟

أينَ الحكمةُ والكياسَةُ؟!!

هل يجوزُ أن تُلقيَ بيدها إلى التهلكة وقد وسِعها ما وسِع غيرَها ممن كانوا يكتمون إيمانهم، مؤثرين السلامة، آخذين بالرخصة!!

ما ذنبُ هؤلاء الأطفال الصغار ليؤاخَذوا بجَريرة أمهم الحماسية الجريئة فيُذابوا بالزيت المَغلي فتُفصَل لحومُهم عن عظامهم؟!

أليسَ هذا تهوّرًا ومغامرَةً في مواجهةٍ غيرِ مُتكافئةٍ ولا محسوبة العواقب؟!

مَن خوَّلَها وأعطاها الحقَّ بأن تُقدِّمَ أبناءها قرابينَ لمُغامراتها!



لم يكُن غائبًا عن بال السفَّاح أنَّ الأطفال لم يكونوا - مؤطَّرين آيديولوجيًا - ولا يَحملون فِكرَ أمِّهم، ولم تقع منهم مخالفةٌ تُذكَر، لكنَّه أراد أن يساومَ أمَّهم فيهم، لتَركَع!!

ومن جهة أخرى، فقد أذلَّت كبرياءَه، وكسَرَت هيبتَه، ولا بدَّ من الانتقام وردِّ الاعتبار، بأن يفجَعها بحرق فلذة كبدها ومهجة فؤادها.



لقد أنطقَ اللهُ رضيعَها الذي في المَهد ليحُثَّها على الصبر والاحتساب، وعلى اقتحام عَتَبة العذاب اللحظي لتنعمَ بعدها بالنعيم الأبدي، وليكونَ شاهدًا على صحَّةِ مسلكها وصواب اجتهادها في مواجهة الطاغوت الظالم، وأنَّ لنُصرَةِ الحقِّ كُلفَةً وضريبَةً لا بدَّ من أن تُدفَع.



لم ينته المشهدُ والشهادةُ عند هذا الحَد، بل تعداه إلى أعظم شهودِ الله من أنبيائه على خلقه، ليجدَ ريحَها الطيبَ بعد قرونٍ متطاولةٍ في رحلة المعراج الفريدة، تلك الرائحةُ المُدهشَة التي دفعت النبيَّ الأكرمَ للسؤال عنها، فيُجيبُهُ أمينُ السماء: إنها رائحةُ ماشطة ابنة فرعون.



لقد ارتقَت هذه المرأةُ البسيطةُ حينما سقَطَ مشطُها بقدَر الله، فرفعَ قدرَها، وأحيى ذكرَها في ليلةٍ شريفةٍ وعند أشرف خلق الله، ولتبقى قصَّتُها في التضحية والثبات خالدةً ومُلهِمَةً إلى يوم الدين.



لم تكن داعيةً ولا طالبةَ علمٍ، ولم تكُن مقاتلةً تدرَّبت على أنواع مختلفة من آلات الحرب وفنون القتال، بل كانت مجرَّد "كوافيره" لبنت السلطان فحسب، لكنها بلغت أعظم مراتب الشهداء بإيمانها الراسخ بربها ودينها، ويقينها الذي حفَزَها لقول كلمة حقٍّ عندَ أفجر طاغية.



إنَّ إخبارَنا بقَصص الماضين وثباتهم يرفع الهمة ويعين على الثبات، ويشير إلى أنَّ أمَّةَ التوحيد أمةٌ واحدةٌ ووَلَّادَة، وأنَّ أمةَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- امتدادٌ لأمة الإسلام التي عليها جميع الأنبياء والمرسلين.

فكم في الأمة اليوم من ماشطة، فعلت فعلها، وثبتت ثباتها، وضحَّت تضحيَتَها، ولعله قد فاح من طيبهنَّ ما يُدهشُ العارجين في عالَم المَلكوت؟!!



هل ستعجَبُ بعد هذا لِتأثُّر الملايين من غير المسلمين بالإسلام، وتعاطفهم اليوم بشكلٍ غير مسبوقٍ مع قضية فلسطين، وإسلام مئات الآلاف منهم، ودموعُهم تدفَّق على وجناتهم وهم يصفون مشاعرَهم ودهشتهم من حالة السكينة والطمأنينة التي يرونها عَبرَ الشاشات لمَن يُقتلُ أبناؤهم وأزواجُهم، وتُهدَم مساكنُهم فوقَ رؤوسهم، فيخرجون من تحت الأنقاض مضرَّجين بالدماء، مُعفَّرين بالتراب، وهم يرفعون أصابعَهم التي تشيرُ إلى الوحدانية، وألسنتهم تلهجُ لله بالدعاء: اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضى.



لله درُّكم أيها الصامدون الثابتون على الهدى، كم أيقظتم من غافل، وكم أحيى الله بكم من مَوات!!








الكلمات الدلالية (Tags)
اهل, ثبات, غزة


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل