القرآن الكريم

كل ما يخص القرآن الكريم من تجويد وتفسير وكتابة, القرآن الكريم mp3,حفظ وتحميل واستماع. تفسير وحفظ القران

نسخ رابط الموضوع
https://vb.kntosa.com/showthread.php?t=27544
150 0
انواع عرض الموضوع
03-27-2024 11:10 PM
#1  

افتراضيتدبر الجزء 17من القرآن الكريم


تدبر الجزء 17


🎁 *وقفات مع الجزء السابع عشر من القرآن الكريم*
*[ سورة الانبياء ]*

📖(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) 22
🖌حجة عقلية .
و كما أنَّ السماوات والأرض لو كان فيهما آلهةٌ غيرُه سبحانه لفسدتا ، فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى ، فسد
✍🏻 ابن القيم .

💫💫💫💫💫

📖 ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ) الأنبياء: 24
🖌الجهل بالحق سبب إعراض أكثر الناس، فلو عرفوه لاتبعوه..
✍🏻 د. عبد الرحمن الشهري

💫💫💫💫💫

📖{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } الأنبياء - 35

🖌قال الحسن البصري: كانوا يتساوون في وقت النعم ، فإذا نزل البلاء تباينوا !

💫💫💫💫💫

🖌 سنةٌ ماضية في طريق الدعاة – وعلى رأسهم الرسل 👇🏼
📖 { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الأنبياء: 41].

💫💫💫💫💫

📖{قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء: 42]
🖌لا أحد والله يا رب غيرك !
كم من حادث صرفتنا عنه؟
وكم من بلاء دفعته عنا؟
وكم من فتنة عصمتنا منها؟
وكم من أذى وقيتنا شرّه؟
💫💫💫💫💫

📖{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ}
الانبياء:48
🖌 خص المتقون بالذكر : لأنه هم المنتفعون علماً وعملاً ،، جعلنا الله منهم

✍🏻 -السعدي-
💫💫💫💫💫

📖 {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}الانبياء:50

🖌( مبارك) لا شيء أعظم بركة من هذا القرآن ..
🖌فإن كل خير وبركة ، وزيادة دينية
أو دنيوية أو أخروية فإنها بسببه وأثر عن العمل به
✍🏻 -السعدي-
🖌اللهم بارك لنا في القرآن العظيم..
وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..

💫💫💫💫💫

🖌لا تستغرب من استماتة أهل الباطل في الدفاع عن باطلهم ولو كان ذلك بتحريق الإنسان !
📖{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ } [الأنبياء: 68].

💫💫💫💫💫

🖌 الكون كلّه خاضع لله ، والمُلْكُ مُلكُه سبحانه ، فالذي جعل من خاصية النار الإحراق، هو الذي ينزع عنها ذلك إن شاء :
📖{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء: 69

💫💫💫💫💫

🖌 الأنبياء وورثتهم من العلماء ليسوا على درجة واحدة في الفهم:
📖{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 79]

🖌وأيضا في هذه الآية منهج في مراعاة أختيار عبارات التفضيل بحيث لا تدل على النقص في الطرف الثاني :
📖{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ثم قال سبحانه :
📖{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}.

💫💫💫💫💫

📖{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} الأنبياء - 80

🖌هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب

✍🏻 القرطبي .
💫💫💫💫💫

🖌أعلى مقامات البث والشكوى هو البث والشكوى لمن يغيث اللهفات، ويفرّج الكربات :
📖{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأنبياء: 83]،
فجمع أيوب عليه السلام بين الدعاء بالحال ، والتضرع بأسماء الله وصفاته،
وفيه: مراعاة اختيار اسم من أسماء الله مناسبا للحال التي عليها الإنسان.

💫💫💫💫💫

🖌وصف الله الأنبياء الكرام بعدة صفات، فقال:
📖{وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } [الأنبياء: 73]،
📖{إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}
الأنبياء: 75
📖{كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء: 85]،
📖{إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
[الأنبياء: 86]
📖{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء: 87
📖 {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]
🖌والسؤال: ما نصيبنا من التحلي بهذه الصفات التي مدح بها الله خاصة أوليائه؟

💫💫💫💫💫
📖(.. أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )الأنبياء : 87
🖌دعوة ذي النوي عليه السلام ، ليست خاصة به، كما دلّ على ذلك صريح القرآن والسنة:
📖{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} الأنبياء: 88
🖌فأين المكروبون عن هذه الدعوة العظيمة ، التي جمعت ثناء على الله، وتضرعاً، واعترافاً بالذنب والتقصير ؟

💫💫💫💫💫

📖{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }(سورة الأنبياء - 89)

🖌كرم الرب يتجاوز طمع الأنبياء فيه - مع عظيم علمهم به - فهذا زكريا لهج بالدعاء ونادى: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا)، فاستجيب له وجاءته البشرى فلم يملك أن قال (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) (آل عمران: 40)، .. 🖌فلله ما أعظم إحسان ربنا! وما أوسع كرمه! فاللهم بلغنا -برحمتك- فوق ما نرجو فيك ونؤمل .

✍🏻 إبراهيم الأزرق





📖{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } [الأنبياء: 90]
🖌قال الأئمة: ينبغي للإنسان أن يجتهد في الدعاء بأن يصلح الله له زوجه، فإن ذلك من أعظم أسباب الإعانة على الخير.

💫💫💫💫💫

📖{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } الأنبياء: 90
🖌 لم يكن الأنبياء يفعلون الخير فحسب، بل كانوا يسارعون في ذلك .
💫💫💫💫💫

🖌من كمال العبودية أن ترى الإنسان ملازماً للدعاء في جميع أحواله: 📖{وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}الأنبياء: 90

💫💫💫💫💫

📖{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }(سورة الأنبياء - 101)

🖌إذا تأملت قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)، وأضفت له قوله تعالى:
📖(لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) (الحديد: 10)،
🖌تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعًا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى.

✍🏻 ابن حزم، المحلى

💫💫💫💫

🖌 لو كنتَ تسكن في أرقى الفنادق العالمية ، ولكن صوت ينغّص عليك ، فإنك بلا ريب لن تتهنأ بذلك المنزل ، ولهذا كانت المنة من الله على أهل الجنة أنهم لا يتأذون بأي صوت من أًصوات أهل النار:
📖{لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ }
[الأنبياء: 102].

💫💫💫💫💫

🖌هذا وعدٌ إلهي لا يتخلف:
📖{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
[الأنبياء: 105]
المهم ألا تتخلف أنت عن ركب الصالحين.

🖌 و كيف ييأس ويقنط من يتلو هذه الآية، مهما حدث من النكسات الطارئة ؟

🖌ولولا الهزائم لما استبشرنا بالنصر.

✍🏻 أ.د. ناصر العمر
💫💫💫💫💫

📖 {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]
🖌فهو رحمة ليس للإنس فقط، ولا للجن فقط ، بل حتى للحيوانات ، بل والجمادات ،
فصلوات الله وسلامه عليه.




[ سورة الحج ]

🖌 افتتاح سورة الحج بهذا المطلع:
📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1]
🖌يشير – والله أعلم – إلى أن ثمة تشابهاً بين أحوال الناس في الحج مع مواقفهم يوم القيامة – مع البون الشاسع –
🖌وأن المنجي من أهوال ذلك اليوم هو التقوى التي أمر الله بها، و بالتزود بها .

💫💫💫💫💫

🖌أقوى علاقة عاطفية في الدنيا هي علاقة الأم بولدها ،
فكيف بها في حال الإرضاع؟
ومع هذا فقد بلغ من هول ذلك اليوم أن تذهل عن الرضيع الذي بين يديها:
📖{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } [الحج: 2].

💫💫💫💫💫

🖌 المجادلة بغير علم، هي طريق لاتباع الشياطين:
📖{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].

💫💫💫💫💫

📖{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]
🖌يا الله!
ثياب من نار مفصّلةٌ عليهم ليستوعبه العذاب ، وليس هذا فحسب، بل:
📖{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ }
🖌فهذا العذاب الذي يصب من فوق رؤسهم، فيتسرب أثره إلى الداخل؛ لينصهر ما في بطنه وجلده!!
رحماك ربنا،
وهذا غير ما جاء في
آية سورة محمد:
📖{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]،
🖌فهذا سقيٌ آخر،
وليس هذا فحسب،
بل:
📖{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }
[الحج: 19 - 22]
🖌قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: إذا رفع لهب النار إلى أعلى النار، وطمعوا في الخروج ضربوا بمقامع من حديد، فيعودون إلى أسفل سافلين!

💫💫💫💫💫

📖{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]
🖌هذه من صفات أهل الجنة،
فاللهم اجعلنا ممن هدوا إلى طيب القول في الدنيا،
فسمِعَ طيب القول عند الموت والآخرة.

💫💫💫💫💫

🖌 لعظمة الحرم عند الله، فإن مجرد الهم بالإلحاد فيه موجب لعقوبة الله العظيمة:
📖{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ } [الحج: 25].

💫💫💫💫💫

📖(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) 26
🖌خدمة البيت الحرام وخدمة عُمَّاره من أعظم الطاعات، والتطهير هنا يعم الحسي والمعنوي، فالعمل في ذلك من أشرف الأعمال؛ فتنبه أيها المؤمن أن تقوم بما يضاد ذلك.

✍🏻 اللجنة العلمية بمركز تدبر

💫💫💫💫💫

📖{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }(سورة الحج - 27)

🖌على العبد أن يفعل الأسباب التي يستطيعها، ثم يترك ما وراء ذلك للقادر الكبير المتعال.
✍🏻 د.سلمان العودة،
💫💫💫💫💫

📖(يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)
🖌في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة، وهي أن الله- تعالى- شرط في الحج الاستطاعة ولابد من السفر إليه لغالب الناس فذكر نوعي الحجاج؛ لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب، فقَّدم الرجال اهتمامًا بهذا المعنى وتأكيدًا، أو أن هذا التقديم جبرا لهم؛ لأن نفوس الركبان تزدريهم.

✍🏻ابن القيم، بدائع الفوائد
💫💫💫💫💫

📖(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
🖌إنها إحدى صور عظمة الحج؛ فلا تجد مشهدًا يجمع الناس من كل جنسية وبلد، كما يكون في الحج، إنه مشهد يطلعك على عظمة هذا الدين، وعمقه في الأرض بما لا يشهده دين آخر.

✍🏻المصدر / د. محمد الربيعة

💫💫💫💫💫

📖{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28]
🖌🎁وقفات مع الجزء السابع عشر من القرآن الكريم
سورة الحج

🖌ليس من منهجي في هذه الوقفات أن أنقل أي نص، لأني أكتب مباشرةً،
إلا في هذا الموضع فإنني محتاج إلى نقل نص نفيس يذكره ابن تيمية في بيان موضوع سورة الحج،
🖌قال عنها ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كلاماً عجيباً، وهذا نصّه:
🔹"سورة الحج فيها مكي ومدني، وليلي ونهاري، وسفري وحضري، وشتائي وصيفي؛
🔸وتضمنت منازل المسير إلى الله،
بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها.
🔹ويوجد فيها ذكر القلوب الأربعة: الأعمى والمريض والقاسي والمخبت الحي المطمئن إلى الله.
🔸وفيها من التوحيد والحكم والمواعظ على اختصارها ما هو بين لمن تدبره
وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها توحيدا وصلاة وزكاة وحجا وصياما
قد تضمن ذلك كله قوله تعالى
📖{يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.

💫💫💫💫💫

🖌 افتتاح سورة الحج بهذا المطلع:
📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1]
🖌يشير – والله أعلم – إلى أن ثمة تشابهاً بين أحوال الناس في الحج مع مواقفه م يوم القيامة – مع البون الشاسع –
🖌وأن المنجي من أهوال ذلك اليوم هو التقوى التي أمر الله بها،
وهي التي أمر الله بالتزود بها في قوله: 📖{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].


تدبر الجزء 17من القرآن الكريم quote.gif


🖌أقوى علاقة عاطفية في الدنيا هي علاقة الأم بولدها،
فكيف بها في حال الإرضاع؟
ومع هذا فقد بلغ من هول ذلك اليوم أن تذهل عن الرضيع الذي بين يديها:
📖{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } [الحج: 2].

🖌 المعروف في لغة العرب أن الوصف المختص بالأنثى لا تلحقه تاء التأنيث، كالحامل والمرضع ونحوهما،
فما بالها لحقت (المرضع) هنا؟
قال بعض أهل العلم: إنها إذا لحقت التاء فهو يعني أنها مشتغلة بالإرضاع.

💫💫💫💫💫

🖌 المجادلة بغير علمٍ، ولا هدى، هي طريق مشرعة لاتباع الشياطين:
📖{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].

قال تعالى :
📖{ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }(سورة الحج - 4)
💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }(سورة الحج - 11)

🖌يا هذا! اعبد الله لما أراده منك لا لمرادك منه

✍🏻 ابن رجب، كلمة الإخلاص 39

💫💫💫💫💫

🖌 سئل بعض العلماء هل تجد في القرآن شاهدًا على المثل السائر: «من أعان ظالما سلط عليه»؟
فقال نعم، هو قوله تعالى:
📖(كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ).
✍🏻 السيوطي، الإتقان في علوم القرآن

💫💫💫💫💫

📖 {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج: 18]
🖌تكررت (كثير) فهل هذا تناقض؟
معاذ الله! فإن (كثير)
لا تفيد الأكثر، بل تفيد أن العدد كثير ،
كما قلتُ : سكان دولة كذا عشرة ملايين،
وسكان دولة كذا 50 مليون،
فالأولى كثيرة،
ولكنها ليست أكثر بالنسبة للدولة الثانية.

💫💫💫💫💫

📖{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]
🖌يا الله!
ثياب من نار مفصّلةٌ عليهم ليستوعبه العذاب،
وليس هذا فحسب، بل:
📖{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ }
🖌فهذا العذاب الذي يصب من فوق رؤسهم، فيتسرب أثره إلى الداخل؛ لينصهر ما في بطنه وجلده!!
رحماك ربنا،
وهذا غير ما جاء في آية سورة محمد:
📖{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]،
🖌فهذا سقيٌ آخر،
وليس هذا فحسب،
بل:
📖{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }
[الحج: 19 - 22]
🖌قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: إذا رفع لهب النار إلى أعلى النار، وطمعوا في الخروج ضربوا بمقامع من حديد، فيعودون إلى أسفل سافلين!

💫💫💫💫💫

📖{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]
🖌هذه من صفات أهل الجنة،
فاللهم اجعلنا ممن هدوا إلى طيب القول في الدنيا،
فسمِعَ طيب القول عند الموت والآخرة.

💫💫💫💫💫

🖌 لعظمة الحرم عند الله، فإن مجرد الهم بالإلحاد فيه موجب لعقوبة الله العظيمة:
📖{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ } [الحج: 25].

💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }(سورة الحج - 26)

📖(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
🖌خدمة البيت الحرام وخدمة عُمَّاره من أعظم الطاعات، والتطهير هنا يعم الحسي والمعنوي، فالعمل في ذلك من أشرف الأعمال؛ فتنبه أيها المؤمن أن تقوم بما يضاد ذلك.

✍🏻 اللجنة العلمية بمركز تدبر

💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }(سورة الحج - 27)

🖌على العبد أن يفعل الأسباب التي يستطيعها، ثم يترك ما وراء ذلك للقادر الكبير المتعال.

✍🏻 د.سلمان العودة، مستفادة من (رسائل إلى الحجيج

📖(يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)
🖌في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة، وهي أن الله- تعالى- شرط في الحج الاستطاعة ولابد من السفر إليه لغالب الناس فذكر نوعي الحجاج؛ لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب، فقَّدم الرجال اهتمامًا بهذا المعنى وتأكيدًا، أو أن هذا التقديم جبرا لهم؛ لأن نفوس الركبان تزدريهم.

✍🏻ابن القيم، بدائع الفوائد






📖(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
🖌إنها إحدى صور عظمة الحج؛ فلا تجد مشهدًا يجمع الناس من كل جنسية وبلد، كما يكون في الحج، إنه مشهد يطلعك على عظمة هذا الدين، وعمقه في الأرض بما لا يشهده دين آخر.

✍🏻المصدر / د. محمد الربيعة

💫💫💫💫💫

📖{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28]
🖌لم يحددها الله تعالى؛ لكثرتها وتنوعها ديناً ودنيا.

💫💫💫💫💫

🖌تربية القرآن للحُجّاج على حسن العلاقات الاجتماعية: 📖{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } [الحج: 28].

💫💫💫💫💫

📖{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ } [الحج: 29] 🖌فيها إشارة إلى أن التنعم الزائد والترف الظاهر ليس من شأن الحاج.

💫💫💫💫💫

🖌من أعظم علامات أهل الإيمان: 📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]،
📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]
🖌وتعظيم الحرمات والشعائر ليس خاصاً بالحج فقط، بل هو عام لكل أوامر الله وحرماته.

💫💫💫💫💫

🖌 لكل أمة مناسك خاصة في الحج، وقد تشترك في بعض الأصول:
📖{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [الحج: 34]،
🖌وقال في الآية التي في آخر السورة: 📖{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67].

💫💫💫💫💫

🖌إذا سألك أحدٌ عن حقيقة الإخبات،
فلا تكلف نفسك تعريفاً علمياً،
بل اقرا هذه الآية: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: 34، 35]،
🖌وسيأتي ذكر للإخبات بعد قليل، والإخبات حاضر في هذه السورة،
والظاهر – والله أعلم – لما للعبادة الصحيحة من أثر في كسر القلب، وتعليقه بالله.

💫💫💫💫💫

قال تعالى :
📖{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(سورة الحج - 36)

🖌حج سعيد بن المسيب، وحج معه ابن حرملة، فاشترى سعيد كبشا فضحى به، واشترى ابن حرملة بدنة بستة دنانير فنحرها، فقال له سعيد: أما كان لك فينا أسوة، فقال: إني سمعت الله يقول: 📖(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) فأحببت أن آخذ الخير من حيث دلني الله عليه، فأعجب ذلك ابن المسيب منه، وجعل يحدث بها عنه.

✍🏻 السيوطي , الدر المنثور في التفسير بالمأثور

💫💫💫💫💫

🖌هذه هي الغاية من المناسك – ومنها الأضاحي -:
📖{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37].

💫💫💫💫💫

🖌شروط النصر على الأعداء ، والتمكين في الأرض أربعة، جمعها الله في هذه الآية:
📖{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: 40، 41]
🖌فدقق في واقع المسلمين تجد جواباً شافياً عن سبب تخلف المسلمين، وتسلط الأعداء عليهم.

💫💫💫💫💫

🖌من أمثال القرآن:
📖{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].


💫💫💫💫💫

🖌كيف ييأيس مؤمن فضلاً عن خاصة المؤمنين من الدعاة،
وهم يقرأون قوله تعالى:
📖{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: 47].

💫💫💫💫💫

🖌هذه أربع ثمرات من ثمار تدبر القرآن، والعيش معه:
📖{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الحج: 54].

💫💫💫💫💫

🖌سنة من سنن الله الكونية:
📖{وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60]
🖌وقد استخدمها ابن تيمية في أيام قتال التتار،
وكان يقسم بالله بأن الله ناصر أهل الإسلام ويردد هذه الآية ..
رحم الله ابن تيمية،
فلقد كان القرآن حاضراً معه في الرخاء، وأنّى له أن يحضر معه لولا أنه عاش معه في الرخاء.





🖌هذا الموضع الوحيد في القرآن الذي تتابعت فيه سبع آيات كلها تختم باسمين من أسماء الله الحسنى:
{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }[الحج: 59 - 65].

💫💫💫💫💫

🖌ما أعظم الفرق بين الفريقين:
📖{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} [الحج: 72]
🖌وأما أهل الله فقد قال فيهم:
📖{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24].

💫💫💫💫💫

📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: 73]
🖌هل أنت إذا قرأت هذا المثل تمتثل أمر الله في الاستماع الذي تفهم معه هذا المثل؟
فإن ربك يقول:
📖{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]
، ويقول:
📖{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الحشر: 21].

💫💫💫💫💫

🖌النبوة محض اصطفاء، ولا ينفع معها جد ولا اجتهاد: 📖{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ } [الحج: 75] 🔸ولا أنسى ههنا كلمةً لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ حين قال معبراً عن علوّ همته:
والله لو أن النبوة تدرك بالجد والاجتهاد، لاجتهدتُ لنيلها!
وأقول: لنجتهد في السير والتاسي بالطريقة النبوية.

💫💫💫💫💫

🖌هذا هو أشرف اسم لنا:
📖{ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78]
فلماذا يصر البعض على الانتساب للجماعة الفلانية؟ والحزب الفلاني؟
ألا يكفي أن نكون مسلمين وكفى؟

لكثرتها وتنوعها ديناً ودنيا.

💫💫💫💫💫

🖌من أعظم علامات أهل الإيمان: 📖{وَمَنْ 8يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]،
📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]
🖌وتعظيم الحرمات والشعائر ليس خاصاً بالحج فقط، بل هو عام لكل أوامر الله وحرماته.

💫💫💫💫💫

🖌 لكل أمة مناسك خاصة في الحج، وقد تشترك في بعض الأصول:
📖{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [الحج: 34]،
🖌وقال في الآية التي في آخر السورة: 📖{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67].

💫💫💫💫💫

🖌إذا سألك أحدٌ عن حقيقة الإخبات،
فلا تكلف نفسك تعريفاً علمياً،
بل اقرا هذه الآية: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: 34، 35]،
🖌وسيأتي ذكر للإخبات بعد قليل، والإخبات حاضر في هذه السورة،
والظاهر – والله أعلم – لما للعبادة الصحيحة من أثر في كسر القلب، وتعليقه بالله.

💫💫💫💫

🖌هذه هي الغاية من المناسك – ومنها الأضاحي -:
📖{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37].

💫💫💫💫💫

🖌شروط النصر على الأعداء ، والتمكين في الأرض أربعة، جمعها الله في هذه الآية:
📖{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: 40، 41]
🖌فدقق في واقع المسلمين تجد جواباً شافياً عن سبب تخلف المسلمين، وتسلط الأعداء عليهم.





🖌كيف ييأيس مؤمن فضلاً عن خاصة المؤمنين من الدعاة،
وهم يقرأون قوله تعالى:
📖{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: 47].

💫💫💫💫💫

🖌سنة من سنن الله الكونية:
📖{وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60]
🖌وقد استخدمها ابن تيمية في أيام قتال التتار ،
وكان يقسم بالله بأن الله ناصر أهل الإسلام ويردد هذه الآية ..
رحم الله ابن تيمية،

💫💫💫💫💫

🖌ما أعظم الفرق بين الفريقين:
📖{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} [الحج: 72]
🖌وأما أهل الله فقد قال فيهم:
📖{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24].

💫💫💫💫💫
🖌النبوة محض اصطفاء، ولا ينفع معها جد ولا اجتهاد: 📖{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ } [الحج: 75] 🔸ولا أنسى ههنا كلمةً لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ حين قال معبراً عن علوّ همته:
والله لو أن النبوة تدرك بالجد والاجتهاد، لاجتهدتُ لنيلها!
وأقول: لنجتهد في السير والتاسي بالطريقة النبوية.

💫💫💫💫💫

🖌هذا هو أشرف اسم لنا:
📖{ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78]
فلماذا يصر البعض على الانتساب للجماعة الفلانية؟ والحزب الفلاني؟
ألا يكفي أن نكون مسلمين وكفى؟

والله أعلم وأحكم
💫💫💫💫💫


الجزء_السابع_عشر خالد ابو شادي جعلناه_نورا

1. (اقترب للناس حسابهم): احذر .. الموت يقترب والغفلة كما هي.

2. (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم): أي شرفكم وعزكم، يعلِّمنا الله أن العز الحقيقي بالقرآن والإيمان لا بالأموال والتطاول في البنيان والعمران.

3. ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم تدبر الجزء 17من القرآن الكريم 1f61e.png بقدر عنايتك بالقرآن تزداد عزا وشرفا عند الله وعند الناس.

4. ﴿بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ﴾: الحق قذيفة تمزق الباطل وتُجهِز عليه، بشرط أن يكون الحق حقا كاملا، والباطل باطلا كاملا.

5. (قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ( ذكر ربهم ) معرضون): ذكر الله هو الذي يحفظك، ومن أعرض عن الذكر فقد نزع حماية الله عنه.

6. (مسني الضر): تعلم أدب الطلب وفن الخطاب، وكأنه قال لربه: علمه بحالي يغنيه عن سؤالي.


7. ﴿ أني مسّني الضر ﴾ ؛ فنسب الضر والمرض للمجهول تأدباً مع الله، ولما أراد الخير نسبه إلى رحمة الله: ﴿ وأنت أرحم الرٰحمين﴾.

8. ﴿أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾ : قال ابن القيم: جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه، ووجود طعم المحبة في المتملق له، والإقرار له بصفة الرحمة، وأنه أرحم الراحمين، والتوسل إليه بصفاته سبحانه، وشدة حاجته وهو فقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه، وقد جرب أنه من قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره.

9. قال النبي ﷺ : «ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرِّج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» . صحيح الجامع رقم: 2605

10. (فنادى في الظلمات): في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، ومع هذا: (فاستجبنا له).. لا مستحيل مع الله!

11. (وكذلك ننجي المؤمنين): ليست ليونس وحده، بل لكل مؤمن دعا بدعاء يونس، وافتقر افتقار يونس، ليس الدعاء كلاما باللسان بل حالا بالجَنان.

12. ( لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين تدبر الجزء 17من القرآن الكريم 1f61e.png صحّ عن حذيفة -رضي الله عنه- موقوفاً عليه: يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق .

13. قال الله عن أهل الجنة: (ﻻ يسمعون حسيسها): فلا كدر للمؤمن في الجنة بأدنى صوت، فالجنة انتهاء الألم وانتهاء الحزن وانتهاء الهم ووانتهاء كل ما يمس راحتك.

14.وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً: قال ابن زيد: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون.

15. البلاء ليس بالضرورة أن يكون شرا، فالبلاء امتحان، فإن نجحت فيه كان خيرا، وإن لم تنجح كان شرا، ولما نجح إبراهيم في الامتحان كافأه الله بالإمامة: {وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [البقرة: 124]

16.﴿وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾: قال قتادة: إن الكافر قد صُمَّ عن كتاب الله لا يسمعه، ولا ينتفع به، ولا يعقله، كما يسمعه المؤمن وأهل الإيمان.

17.(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة): قال القرطبي: «أي زيادة، لأنه دعا في إسحاق، وزيد يعقوب من غير دعاء، فكان ذلك نافلة، أي زيادة على ما سأل»، فاصدق مع الله في الطلب، وسيعطيك فوق ما تمنيت.

18. (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ): كان بعض الصالحين يدعو: يا مُعلِّم إبراهيم علِّمني، ويا مفهِّم سليمان فهِّمني.

19.﴿وذِكْرى للْعابِدينَ﴾: لم خص العابدين بالذكر؟! قال ابن كثير: «وجعلناه في ذلك قدوة، لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا، وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك».

20. ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾: قال القرطبي: «ابتليناه ليعظم ثوابه غدا، ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾ أي وتذكيرا للعباد، لأنهم إذا ذكروا بلاء أيوب وصبره عليه ومحنته له -وهو أفضل أهل زمانه- وطَّنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعل أيوب، فيكون هذا تنبيها لهم على إدامة العبادة، واحتمال الضرر».

21. ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾: قال السعدي: «والحكمة في دخول الأصنام النار، وهي جماد لا تعقل، وليس عليها ذنب، بيان كذب من اتخذها آلهة، وليزداد عذابهم».

22. ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾: المؤمنون غدا في أمان وبلا أحزان! قال ابن عباس: الفزع الأكبر أهوال يوم القيامة والبعث، وقال الحسن: هو وقت يؤمر بالعباد إلى النار، وقال سعيد بن جبير والضحاك: هو إذا أطبقت النار على أهلها، وذُبِحَ الموت بين الجنة والنار.

23. عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله ﷺخطيبا بموعظة، فقال: «يا أيها الناس .. إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا، {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104]».















24. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ قال: «تمت الرحمة لمن آمن به في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به عوفي مما أصاب الأمم قبله».

25.﴿ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر﴾: أتاك الذكر دون أن تتعب في الوصول إليه، وصلك وأنت متكئ على سريرك، أو مستريح على أريكتك، مع أنه الذي ينبغي أن يؤتى، وتُقطَع إليه المسافات، فأي تدليل وأي عناية؟!.

26. ﴿ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾: طلبوا منك آية كونية كالتي جاء بها الأنبياء الذين سبقوك، ولما لم يؤمن بها أقوامهم أهلكناهم، ولو أعطيناك نفس الآيات ولم يؤمن بها قومك لأهلكناهم كما أهلكنا السابقين، لذا اقتضت حكمتنا ورحمتنا أن نمنع عنهم ما طلبوه، وإلا هلكوا.

27. (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾: للإنكار أي أن الكافرين من أمتك- يا محمد- لن يؤمنوا بالخوارق التي طلبوها متى جاءتهم؛ لأنهم لا يقلون عتوا وعنادا عن الذين سبقوهم، فأهلكهم الله.

28.﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾: الباطل يحمل بذور فنائه! قال الآلوسي: «وفي (إذا) الفجائية، والجملة الاسمية: ﴿هُوَ زَاهِقٌ﴾ من الدلالة على كمال المسارعة في الذهاب والبطلان ما لا يخفى، فكأنه زاهق من الأصل».

29. ﴿وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ﴾: قال القرطبي: «نزلت حين قالوا: نتربص بمحمد ريب المنون، وذلك أن المشركين كانوا يدفعون نبوته ويقولون: شاعر نتربص به ريب المنون، ولعله يموت كما مات شاعر بنى فلان، فقال الله تعالى: قد مات الأنبياء قبلك يا محمد، وتولى الله دينه بالنصر والحياطة، فهكذا نحفظ دينك وشرعك».

30. ﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ﴾: للإنكار والنفي، ورحم الله الإمام الشافعى حيث قال:

تمنى أناس أن أموت، وإن أمُتْ ... فتلك سبيلٌ لستُ فيها بأوحَدِ

فقل للذي يبغى خلاف الذي مضى ... تهيَّأ لأخرى مثلها، وكأن قد

31.﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾: قال سيد قطب: «إن الابتلاء بالخير أشد وطأة، فكثيرون يصمدون أمام الابتلاء بالشر، ولكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير.

كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف، وقليلون هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة.

كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان، فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل. وقليلون هم الذين يصبرون على الثراء ومغرياته وما يثيره من أطماع.

كثيرون يصبرون على الكفاح والجراح، وقليلون هم الذين يصبرون على الدعة، ولا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال».

32. ﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾: لما ذكر الله المستهزئين برسوله ﷺ وقَع في نفوس الصحابة سرعة انتقام الله من المستهزئين، فأخبرهم بسنته في الإمهال، وأنه سيريهم آيات انتقامه وعلامات اقتداره على من خالف أمره وعصاه.

33. ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾: قال القرطبي: «يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا توزن به أعماله، فتوضع الحسنات في كفة، والسيئات في كفة.

وقيل: يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله».

34. أتى جبريل- عليه السلام- إلى إبراهيم، فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، وأما إلى الله فنعم!!

35.﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾: قال كعب: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه.

36. قال ابنُ عطاء: وكنْ أَيُّها الأَخْ إبراهيميّاً إذْ زُجَّ به في المنجنيق، فتعرَّض له جبريل فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، وأما إلى ربي، فبلى، قال: فَاسْأَلْهُ. قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي!

فانظرْ كيف رفع هِمَّتَهُ عن الخلق، ووجَّهَهَا إلى الملك الحقِّ، فلم يستغث بجبريل، ولا احتال على السؤال، بل رأى رَبَّهُ تعالى أقربَ إليه من جبريل ومن سؤاله، فلذلك سَلَّمَهُ من نمرودَ ونكاله، وأنعم عليه بنواله وأفضاله.

37. ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾: ذكر المفسِّرون رجلين دخلا على داود، أحدهما صاحب زرع، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الزرع لداود: إن غنم هذا قد نفشت في حرثي، فلم تُبقِ منه شيئا، فحكم داود لصاحب الزرع أن يأخذ غنم خصمه في مقابل إتلافها لزرعه، ثم التقيا بسليمان- عليه السلام- فأخبراه بحكم أبيه، فدخل سليمان على أبيه فقال له: يا نبي الله، إن القضاء غير ما قضيت، ادفع الغنم إلى صاحب الزرع لينتفع بها، وادفع الزرع إلى صاحب الغنم ليقوم عليها حتى يعود كما كان، ثم يعيد كل منهما إلى صاحبه ما تحت يده، فيأخذ صاحب الزرع زرعه، وصاحب الغنم غنمه، فقال داود: القضاء ما قضيت يا سليمان.

38.﴿ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ﴾: هو صاحب الحكم الأنسب في هذه القضية؛ لأن داود اتجه في حكمه إلى مجرد التعويض لصاحب الحرث، وهذا عدل فحسب.

أما حكم سليمان فقد تضمن مع العدل البناء والتعمير، وهذا هو العدل الإيجابى في صورته الهادفة البانية.




39. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾: مرَّ النبي ﷺ على أبي موسى الأشعري، وهو يتلو القرآن من الليل، فوقف واستمع إليه وقال: « لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود»، وفي رواية:

«أما إِنِّي لو عَلِمْتُ بِمَكانِك لَحَبَّرْتُهُ لك تحبيرًا».

والتحبير: التحسين والتزيين، وفي هذا جواز تحسين الصوت وتجويد التلاوة لأجل انتفاع السامعين.

40. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾: قال صاحب الكشاف: «فإن قلتَ: لم قدَّم الجبال على الطير؟ قلت: لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز، لأنها جماد، والطير حيوان، إلا أنه غير ناطق، رُوِيَ أنه كان يمر بالجبال مسبحا وهي تجاوبه، وقيل: كانت تسير معه حيث سار».

41.قال صاحب الكشاف: «ألطف- أيوب- في السؤال، حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة، وذكر ربه بغاية الرحمة، ولم يصرح بالمطلوب. ويحكى أن عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت: يا أمير المؤمنين، مشت جرذان- أى فئران- بيتي على العصى!! فقال لها: ألطفت في السؤال، لا جرم لأجعلنها تثب وثب الفهود، وملأ بيتها حبا» .

42. (وذكر للعابدين): وخص- سبحانه- العابدين بالذكرى، لأنهم أكثر الناس بلاء وامتحانا. ففي الحديث الشريف: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل» .

وفي حديث آخر: «يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه».

43. ﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾:

الكل سيرجع إلى الله تعالى ليجازيه بما يستحق يوم القيامة، وقد نفت الآية عن الأذهان ما قد يتبادر من أن هلاك الكافرين بالعذاب في الدنيا، قد ينجيهم من عقاب يوم القيامة.

44. ﴿وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾: وفي إلقاء أصنامهم معهم في النار مع أنها لا تعقل، زيادة في حسرتهم وتبكيتهم، حيث رأوا بأعينهم مصير ما كانوا يتوهمون من ورائه المنفعة، فهو عذاب نفسي مع العذاب البدني الحسي.

45.﴿وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ﴾: أي وهم في جهنم لا يسمعون ما يريحهم، وإنما يسمعون ما فيه توبيخهم وعذابهم.

46. ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾: أخرج مسلم وأبو داودوالترمذي عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زويَ لي منها».

47. (وتتلقاهم الملائكة): حفل استقبال ملائكي يليق بأهل الجنة، جاري الإعداد له من الآن!

48.﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر﴾: تنمحي كلمة الحزن من قاموس أهل الجنة ابتداء من يوم القيامة ووصولا إلى حياة الأبد في الجنة.

49. ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ﴾:

قال ابن القيم:

«عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته.

أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.

وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عُجِّل قتلهم وموتهم خير لهم لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة.

وأما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته.

وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الايمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها وجريان أحكام المسلمين عليهم.

وأما الأمم النائية عنه: فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض، فأصاب كل العالمين النفع برسالته».

50.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾: بدأت سورة الحج بذكر يوم القيامة؛ لأن الحج هو أشبه مشاهد الدنيا بيوم الحشر.

51. ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾:

قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لم قيل مُرْضِعَةٍ دون مرضع؟ قلت: المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبى، والمرضع: التي من شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به، فقيل: مرضعة، ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه، وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة عن إرضاعها».

52.﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾: هناك ارتباط عكسي بين العلم والجدال، كلما قل (العلم) زاد (الجدال).

53.﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف...خسر الدنيا والآخرة﴾: حرف: أي على حال واحدة، فإذا تغيَّرت ترك ما كان عليه من عبادة ربه.

54.﴿يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾: قال ابن القيم: «إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلق به وصل».

55. ﴿كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها﴾: قرأها الفضيل بن عياض فبكى، وقال: «والله ما طمعوا في الخروج، وإن الأيدي لموثوقة، والأرجل لمقيدة، وكلما رفعهم لهيبها يصيرون في أعلاها، فردَّدهم الزبانية بمقامع من حديد إلى أسفلها»




56.﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً﴾: رجالا أي على أقدامهم، بمعنى مشاة، وليس المراد الذكور. قال ابن عباس: «ما آسى على شيء فاتني إلا أن لا أكون حججت ماشيا، فإني سمعت الله يقول: ﴿يأتوك رجالا﴾».

57.﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾: ومن شعائر الله: المصحف، فلا تضعه على الأرض، ولا خلف ظهرك، ولا تضع فوقه كتابا، ولا تضع فيه ورقة هامة، فليس أهم منه.

58. ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾: ليس الوجوب الذي بمعنى الإلزام؛ بل المعنى: سقطت جنوبها بعد نحرها أي الإبل.

59.﴿وأطعموا القانع﴾: وهو الفقير المتعفف الذي لا يُعلَم حاله، فمن أعمال الاتقياء البحث عن الفقراء.

60. ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾: الله معك بقدر إيمانك، فالإيمان صمام أمان.

61.﴿ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ﴾: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳدافع ﺍﻟﻠﻪ عنك، فما مصير من يعاديك؟!

62. ﴿مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾: قال ابن جزي: «نزلت في قوم من الأعراب، كان أحدهم إذا أسلم فاتفق له ما يعجبه في ماله وولده قال: هذا دين حسن، وإن اتفق له خلاف ذلك تشاءم به، وارتدّ عن الإسلام».

63. ﴿يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾: قال ابن جزي: «فيها إشكالان: الأول كونه وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، ثم وصفها بأن ضرّها أقرب من نفعها، فنفى الضرّ ثم أثبته، فالجواب: أن الضر المنفي أولا يراد به ما يكون من فعلها وهي لا تفعل شيئا، والضر الثاني: يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره».

64. ﴿والشمس والقمر والنجوم﴾: لم ذكر هذه الثلاثةا؟! قال ابن كثير: «إنما ذكر هذه على التنصيص؛ لأنها قد عبدت من دون الله، فبيَّن أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مسخرة»


.>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>




(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة..)
بشارةٌ للمظلوم
ووعيد للظالم


قال النبي ﷺ : "دعوة ذا النون ؛
﴿ لا إله إلّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ ، فإنه لم يدعو بها مسلم ربّه في شيء قط إلّا استجاب له
‏‎

( وَنَضَعُ ٱلمَوَٰزِينَ ٱلقِسطَ لِيَوۡمِ ٱلقِيَٰمَةِ فَلَا تُظلَمُ نَفسٞ شَيئاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَينَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ )
لنجاتك زن أفعال و أقوالك قبل أن توزن عليك !!

﴿ قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ ﴾
عن أبي العالية قال :
لو لم يقل الله: (وسلاما) لكان بردها أشد عليه من حرها،
ولو لم يقل: (على إبراهيم) لكان بردها باقيا إلى الأبد.



(كُلَّمَآ أَرَادُوٓا۟ أَن يَخْرُجُوا۟ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا۟ فِيهَا وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ)
(وذوقوا عذاب النار): ومعنى الكلام: أنهم يهانون بالعذاب قولاً وفعلاً.
ابن كثير


‏‎
«و إذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا...»
تجد هذه الآية واقعا في حياتنا في المناظرات و المقاطع مع أهل الريب و الإلحاد مع بعض الفضلاء، حقا ترى في وجوههم الحنق و الحقد و الغل على الإسلام و أهله.

﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴾
قال السعدي:
خص المتقين بالذكر؛
لأنهم المنتفعون بذلك علماً وعملاً.

‏‎
«يا أيها الذين ءامنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون»
ما تركت هذه الآية لنا بابا من أبواب الخير و لا وجها من وجوه البر إلا ذكرته
طاعة و عبادة و صلاة و نسكا و صدقة و زكاة و أمرا بالمعروف و نهيا عن المنكر ثم ختمت و افعلوا الخير مع أين كان

‏‎
( ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ )
قف أمام هذا الإنذار و راجع حساباتك قبل يوم حسابك ، فلا تغرك الدنيا و لا تنسى الأخرة .

(اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
كل يوم تزداد هذه الآية تحقُّقًا وتنبيهًا للعقلاء، وإلهابًا لعزائمهم
فاستعدَّ للحساب؛ فإن الدنيا إلى ذهاب، والآخرة على اقتراب، وكل ما هو آتٍ قريب.
[تطبيق مصحف التدبر]

(وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)
هذا هو طريق الدار الطيبة: ‎الجنة
فلا سبيل للوصول إليها إلا بالطيِّب من النيات والأقوال، والأعمال والأخلاق.
[تطبيق مصحف التدبر]


‏‎

سورة الأنبياء فيها:
وحدة الرسالات
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)
وحدانية المرسِل والرسالة(وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
وحدة المآل والمصير(كل نفس ذائقة الموت)(وإلينا تُرجعون)
وحدة سنة الابتلاء(ونبلوكم بالشر والخير فتنة)



‏‎ثلاثية أسباب النجاة يوم القيامة في سورة الأنبياء:
التوحيد والذكر والعبادة، بها يفيق الناس من غفلتهم قبل فوات الأوان.
تكرر الذكر فيها 12مرة والعبادة 11مرة
ومن سار على خطى الأنبياء فاز في الدنيا والآخرة وكان من الصالحين الذين يرثون الأرض

(أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)

عرف أيوب بالصبر
إبراهيم بقوة الحجة
يونس بالتسبيح
زكريا بالتضرع لله
سليمان وداوود بالعدل
بم نُعرف أنا وأنت عند الله ؟!

(الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
من صفات المُخبِتين :
الوجَل عند ذكر الله
وذلك يقتضي معرفتَهم بعظيم شأنه، واستشعارهم تقصيرَهم في جنبه، وبُعدهم عن العُجب بما هم عليه.
[تطبيق مصحف التدبر]

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلمَاتِ ﴾
حتى في بطن الحوت كان هناك أمل .
عجباً لمن يفقد الأمل في أبسط الأمور
ثقوا بمن يقول للشيء كن فيكون...!




تدبر الجزء 17من القرآن الكريم image.thumb.png.2af4
-
﴿فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ﴾
في ظلمات بعضها فوق بعض،
كان هناك "الأمل"،
في شدة الظلام ينبثق النور،
أحسن الظن بخالقك،
فلن يخيب ظنك أبداً.



(كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)
إذا صبرتَ في ضرائك، وشكرت في نعمائك
ابتغاءَ مرضاة ربك
فأبشر بثواب الله لك عندما ترجع إليه
وتُوقف يوم المعاد بين يديه.
[تطبيق مصحف التدبر]

‏دعا أيوب عليه السلام ربه بأن يكشف عنه الضر،
فاستجاب الله دعائه
{فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر}
بل وزاده بأن رد له مافقده من أهل وولد ومال{وآتيناه أهله}
بل وضاعف له{ومثلهم معهم}
كل ذلك{رحمة من عندنا}
إذا دعوت الله فثق بكرمه ورحمته،فهويعطيك أكثر مما ترجو

‏في سورة الأنبياء سلّم الله إبراهيم
﴿وسلاما﴾ ونجى نوحا ﴿فنجيناه﴾ وفهّم سليمان ﴿ففهمناهما) وعلّم داود ﴿وعلمناه﴾ وشفى أيوب ﴿فكشفنا﴾ وصبّر إسماعيل وإدريس وذا الكفل ﴿من الصابرين﴾ واستجاب ليونس ﴿فاستجبنا﴾ ووهب زكريا ﴿ووهبنا﴾، فارفع حاجتك للمُجيب ﷻ.

(يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)
مَن أراد الاستعانةَ على تقوى الله تعالى
فليذكر الآخرة
فإن ذكرها يعين على تحقيق التقوى
ويحفظ النفس من التخلي عنها.
[تطبيق مصحف التدبر]

( يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ ) هل صورت لك هذه الآية عظم حال أهل النار وما ينتظرهم من عذاب ..
فشتان بين
( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) وبين (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ )


(اقْتربَ لِلنّاسِ حِسابُهُم)
قولان
١-أن هذه الأمة هي آخر الأمم، ورسولها آخر الرسل، وعلى أمته تقوم الساعة، فقد قرب الحساب منها بالنسبة لما قبلها من الأمم
٢-المراد بقرب الحساب الموت وأن من مات قامت قيامته، وأن هذا تعجب من كل غافل معرض، لايدري متى يفجأه الموت، صباحا أو مساء

(وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون)
حين تقهر الحجةُ السفهاءَ والجهلاء فإنهم يواجهونها بالسخرية والاستهزاء، فذاك سلاح العاطل عن الجواب والبرهان
ومنطق المتعالي عن التسليم والإذعان.
[تطبيق مصحف التدبر]



﴿ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين﴾
هذه تبعات النفحة فقط من عذاب الله، فكيف بدخول النار يومئذ!.
اللهم برحمتك أجرنا ووالدينا من النار

(هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم)
يا لَبؤسِ أهل النار!
حين لا ثيابَ لهم إلا من لهبها، ولا شراب إلا من حميمها
فهلا حذِرَ العاقل الطرقَ الموصلة إلى ذلك، حتى يسلمَ من تلك المهالك؟
[تطبيق مصحف التدبر]

( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ )
عبودية هشة يهيمن عليها الشك تذهب بها كلمة وتأتي بها أخرى ..
عبودية قابلة للكسر عند أي فتنة !
نسأل الله السلامة والعافية..

﴿ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم ﴾
إن كنت على الصراط المسقيم فلا تكترث من المقللين شأنك قالوا عن الخليل ( فتى ..) تجاهلوه تشفيّا وقال الله عنه ﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة﴾ دع عنك موازين الناس ولا تنشغل بها.


﴿لا يَسمَعونَ حَسيسَها وَهُم في مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدونَ﴾
يالله من نعيمهم لايسمعون حلهيب النار حتى لايتنكدون أو يخافون،يالله

(فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ)
الحسرة والاعتراف بظلمهم كان ديدنهم
حـتى اختفت أصواتهم فجأةً وخُمدت أرواحهم
وصارت كالرماد اجسادهم ..

"بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر "
من طال أملُه ساء عملُه،

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )
ناسب أن تتحدث سورة الحج في مطلعها عن أهوال القيامة والنجاة منها لما في الحج من مواقف هي أشبه بذلك اليوم وأقرب صورة لأحوال الناس فيها..



ناسب أن تتحدث سورة الحج في مطلعها عن أهوال القيامة والنجاة منها لما في الحج من مواقف هي أشبه بذلك اليوم وأقرب صورة لأحوال الناس فيها..

‏لأنه في شغل دائم وعمل دؤوب وطاعة خلف طاعة .. اختير لفظ السعي بعناية ولسبب .. وتنويها أيضا بفضل المبادرة وأجر المداومة على العبادة .. والله أعلم .


﴿ فلا كفران لسعيه ﴾
لأنه في شغل دائم وعمل دؤوب وطاعة خلف طاعة .. اختير لفظ السعي بعناية ولسبب .. وتنويها أيضا بفضل المبادرة وأجر المداومة على العبادة .. والله أعلم .


‏ليست هناك مرحلة يصل اليها الانسان يكون فيها مستغن عن الدعاء وسؤال الله
فهؤلاء انبياء الله وصلوا الى مرحلة النبوة والرسالة مع ذلك قال الله عنهم
( يدعوننا رغبا ورهبا)

(لَا تَرۡكُضُواْ وَٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰ مَآ أُترِفۡتُمۡ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمۡ ...)
وإذا وقع العذاب والهلاك ، لا يُجـدي الهرب ، ولن ينفع الندم ،
وتبقى عليهم حسرات ، لكل ظلمٍ فـات ...


﴿اقْترَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهمْ وهُم فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون﴾
بالذنوب غارقون..!
وعن الموت غافلون..! فإلى متى الغفلة؟
والله إنها آية تحكي واقعنا اليوم
‏‎

أُفتحت سورة الأنبياء بثلاث آفات قلبيه ( الغفلة ، الإعراض ، اللهو )
متى ما أصابت القلب أتلفته وكانت نتجيته الخسران المبين في الدنيا والآخرة ..
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً

﴿قُل إِنَّما أُنذِرُكُم بِالوَحيِ...﴾
القرآن أعظم واعظ للبشرية


‏‎(يا أيها الناس اتقوا ربكم)
افتتحت سورة الحج بنداء عالمي بالأمر بالتقوى
والتقوى محلّها القلوب وفي السورة حديث طويل عن القلوب وفريضة الحج تنطلق من القلب قبل أن تصل الأقدام إلى البيت الحرام..


‏‎«يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم*يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى...»
يا لعظيم أهوال الساعة و أشد أشراطها!
هذا بيان للناس و تنبيه لهم من غفلتهم
فهلا اتعظوا و اعتبروا،فهذا خطاب لعموم الناس و به ينزجروا.

‏[ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة..)
إياك أن تسقط و تعوج عن طريق الله عندما تصطدم بعقبات الطريق قم واستقم واكمل مسيرك..
الإبتلاءات إنما هي إشارات لتصحيح المسار وليس لتسقط وتنحرف..



(بلْ نَقْذِفُ بِالحقِّ على الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإِذا هُو زَاهِقٌ ولَكُمْ الْويْلُ مِمّا تَصفُونَ)
إن كانت معركتك مع أهل الباطل ﻷجلك أنت فلك أن تخاف، وإن كانت معركتك معهم ﻷجل الحق فإن حسبك الله /سعود الشريم



تدبر الجزء 17من القرآن الكريم image.png.c1712f7c08
‏‎

(وجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَتِهَا مُعۡرِضُونَ)
حقٌ عليك أن تتأمل وتتفكر في السماءالتي جعلها الله سقفًا بعظمةٍ وابداع لكل الارض بلا اعمدة ،سقفًا مستوٍ لا نتوء فيه ولا فتور
تأمل قليلًا سَتبقى طويلًا تتفكر
سبحان من خلق فأبدع
‏‎

(وَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِينَ)
الكيد عمومًا اذاكان من البشر ..من مدلولاته الضعف وعدم القدرة على المواجهة ،
فكيف اذا كان الكيد من كافر على خليل الرحمٰن ..
عليهم الخزي و العار في الدنيا والخسران والهلاك في الآخرة

(ما آمنت قَبْلهُم مّن قريةٍ أهْلكناها ۖ أفَهُم يؤْمنون)
يقول ابن عاشور:
وإنما أمسك الله الآيات الخوارق عن مشركي مكة لأنه أراد استبقاءهم ليكون منهم مؤمنون وتكون ذرياتهم حملة هذا الدين، ولو أرسلت عليهم الآيات البينة لكانت سنة الله أن يعقبها عذاب الاستئصال للذين لايؤمنون بها

(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ )
والجدال لابد أن يصدر عن علمٍ وفقه ،وبالحسنى ،وباسلوبٍ مهذبٍ لـيّـن .
وبدون ذلك يكون الجدال، هـراء لا جدوى منه، وهذا ما يتمناه الشيطان ..

(وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)
ما أجمل غيث القرآن حين يتنزل على القلوب !! يكون كالماء العليل يحي بداخلنا تلك الروح فتزهر وتنبت كل خير ونفع وطيب ..

‏من كل خير سألوا الله أنبياء الله..
وكان هذا هو الجواب في كل دعاء :

(فاستجبنا له)
لماذا؟
إنهم كانوا يسارعون في الخيرات.
ويدعوننا رغبا ورهبا.
وكانوا لنا خاشعين.
فإذا أردت إستجابة دعائك فهذا سبيلك..



«و إذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا...»
تجد هذه الآية واقعا في حياتنا في المناظرات و المقاطع مع أهل الريب و الإلحاد مع بعض الفضلاء، حقا ترى في وجوههم الحنق و الحقد و الغل على الإسلام و أهله.

﴿وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ﴾
ياقوم راقبوا تصرفاتكم ولاتظلموا أحداً،تخيلّوا أن مثل حبة الخردل هذه محاسبين عليها،يارب رحمتك.

( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ (ظَالِمَةً ))
لم يقل كافرة بل ظالمة !!
استحقت الهلاك لظلمها !
وهكذا الظلم يكون وبالًا على صاحبه يعجل الله له العقوبة في الدنيا فهل يعي الظالمون عظم هذا الذنب ؟؟!

(وَكَمۡ قَصَمۡنَا مِن قَرۡيَةٖ كَانَتۡ ظَالِمَةٗ وَأَنشَأۡنَا بَعۡدَهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ)
حقٌ على كل ظالم أن يرتدع ،
فمدنٌ وقرى كاملةأهلكها القوي العزيز ، استأصلها استئصالًا لظلم أهلها فيها.
نسأل الله العافية.
‏‎

لا كرب مثل كرب يونس: الظلمات الثلاث والشعور بغضب الله والاختناق وعدم الحركة ثم "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" تشتت جميع كروبه!!



‏‎تدبر الجزء 17من القرآن الكريم image.png.f60bb6bb40


(وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ )
وأرذل العمر رديـئـه ، لذا جاء في
الحديث الصحيح ، أنه كان من
دعاء الرسول ﷺ اللهم إني
أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمـر .

﴿فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم
الحميم﴾

قال سعيد بن جبير:
ثياب من نحاس مذاب،
وليس من الآنية شيء إذا حمي أشد حرا منه،
وسمي باسم الثياب لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب،
(نعوذ بالله من حال أهل النار)

﴿اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون﴾
قال القرطبي:
ومن علم اقتراب الساعة قصر أمله،
وطابت نفسه بالتوبة،
ولم يركن إلى الدنيا،
فكأن ما كان لم يكن إذا ذهب،
وكل آت قريب،
والموت لا محالة آت،
وموت كل إنسان قيام ساعته،
‏‎

(وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ)
الشر والخير فتنة للعباد واختبار ، إلى أن يشاء الله ...

(وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ)
فإن وُفقت في الإبتلاء هذا من فضل الله ولك الأجر ..
وإن أخفقت وفشلت فلك الندم وعليك الخسران ..

[ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ]
هذه القاعدة التي أصلها القرآن كما ضل بسبب مخالفتها الكثير فصار لا يطبقها إلا في شئون دنياه..
أما في دينه يسأل كل من دب..
هذا إن سأل..
والعجيب نجد الكثير والكثير يتصدر ليفتيه..
الورع يا عباد الله هذا دين أمانة الله..



﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا۟ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ ﴾
قال قتادة:
سمي عتيقاً لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط،
وقال سفيان بن عيينة:
سمي عتيقاً لأنه لم يملك قط.


(قُل مَن‏ يكْلَؤُكُم بِاللَّيلِ والنّهارِ منَ الرحمَٰنِ ۗ بل هُم عن ذكرِ ربّهم مُّعرضُون)
إنّ في المداومة على الأذكار حفظ للمسلم من الشرور والمصائب.
يحرسكم ويحفظكم {بالليل} إذ كنتم نائمين على فرشكم، وذهبت حواسكم {والنّهارِ} وقت انتشاركم وغفلتكم غيره، لاحافظ إلا هو سبحانه

( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ )
من تأمل هذه الآية علم حقيقة الدنيا وأن كل من عليها فان وإلى زوال واننا حتمًا سنرحل يوماً ولن يبقى سوى طيب الأثر !!

‏﴿فَاستَجَبنا لَهُ وَوَهَبنا لَهُ….إِنَّهُم كانوا يُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَيَدعونَنا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكانوا لَنا خاشِعينَ﴾
استجاب لنوح وزكريا وذا النون وأيوب،والسبب كله يعود لـ:سرعة هولاء في الخيرات ودعائهم كان خاشعاً،و رهبة ورغبة لله.

( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ )
من المعلوم عندنا والمتعارف أن المهان دايمًا يخفض رأسه للأرض كأنه يسجد ..
لكن في حق الله الأمر يختلف
فالعزة والرفعة والكرامة هي في السجود له سبحانه ومن حُرم ذلك فهو المهان !!




﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهم في الأَرض أَقاموا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاة وأَمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وَلِلَّهِ عاقبَةُ الأُمور﴾
إقامة الصلاة
إيتاء الزكاة
الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
الركائز الأساسية لصلاح المجتمع وفلاحه والنصر والتأييد من الله لهم

{ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ْ} الأنبياء
إذا لم يصحبهم الله ويعينهم في الدنيا فلن يكون لهم معين ولا ظهير.
قال قتادة رحمه الله: لا يصحبهم الله بخير، ولا يجعل رحمته صاحبًا لهم.
وقال مجاهد رحمه الله: ولاهم يُحفظون.


-‏«و أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين»
لم تتجاوز شكوى أيوب عليه السلام الذي أصبح مضربا للمثل بالصبر لم تتجاوز هذه الكلمات مع عظم ما حل به من بلاء عظيم في نفسه و أهله و ولده و ماله،
و عبر عن ذلك كله بلفظ: مسني و كأنه شيء لا يذكر مقابل إنعام الله!

‏سورة الحج سورة عظيمة تعرفك بالعظيم ﷻ

﴿وإن الله لهو خير الرازقين﴾
﴿وإن الله لعليم حليم﴾
﴿إن الله لعفو غفور﴾
﴿وأن الله سميع بصير﴾
﴿وأن الله هو العلي الكبير﴾
﴿إن الله لطيف خبير﴾
﴿وإن الله لهو الغني الحميد﴾

﴿إن الله بالناس لرءوف رحيم﴾






















الكلمات الدلالية (Tags)
17من, القرآن, الكريم, الجزء, تدبر


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

خيارات الاستايل

  • عام
  • اللون الأول
  • اللون الثاني
  • الخط الصغير
  • اخر مشاركة
  • لون الروابط
إرجاع خيارات الاستايل