تدبر سورة الانفال لد.رقية العلواني(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقْتُلُوكَ أَو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الأنفال)
أنت معك رب هو الذي يمكر لك معك رب هو الذي يخطط لك، دع عنك صفقات من يمكر يميناً وشمالاً، صحح علاقتك بالله أعد التقوى لقلبك لجيوشك لبلدك لأرضك لكي تُحفظ فيه آياته وهو عظيم لا شك في ذلك ولكني لا أحفظه في تصرفاتي لا أحفظه في سلوكي لا أحفظه في بيوتنا لا أحفظه في مؤسساتنا لا أحفظه في كل ما أقوم به، ما معنى الحفظ؟ وهل هذا القرآن العظيم الذي أقرأه اليوم وأنا أتدبر غزوة بدر وكأنه يتنزل الساعة. ما معنى الحفظ؟ هل هو حفظ الحروف فقط؟ أهو هذا الحفظ الذي أراده وربي عز وجل يؤكد ويبين بأن هذا القرآن أنزلناه مباركاً ليتدبروا آياته، ما معنى هذا؟ هذا كتاب أنزله الله عز وجل فيه كل هذه القوانين، فيه كل هذه الحلول لما أعانيه من أزمة لكي أتدبر فيه وليتذكر أولو الألباب أصحاب العقول أصحاب التفكير
الإستراتيجي والتخطيط يتفكروا يا ربي في أي شيء؟
في أن يربطوا بين ما يقرأونه والواقع الذي يعيشون فيه، لا تغرنّهم الحياة الدنيا ولا يقولون أن هذه قوة عظمى لا نستطيع الوقوف في وجهها، لا، لو قال المسلمون في غزوة بدر هذه الكلمة وقالوا بأن المشركين لا نستطيع أن نقف في وجوههم فقد خرجوا بعدة وعتاد للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان قد قام قائم للإسلام والمسلمين.
ما كنا أنا وأنتم اليوم نتحدث باسم هذا الدين أليس كذلك؟
لو قال المسلمون غير الكلمة التي قالها إبن المنذر وقالها المقداد وقالها سعد بن معاذ إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ما قامت للإسلام قائمة، فما بالنا اليوم إن لم تقولها وتتفوه بها أفواهنا وألسنتنا، نقولها بقلوبنا، نقول نحن لا نقوى على مواجهة الدول العظمى نعم حقاً لا نقوى إن لم تكن قلوبنا قد ملئت بالتقوى، نحن أضعف من أن نقف في مواجهة أحد من الناس إن كانت قلوبنا لم تملأ بالتقوى لم تزوّد بوقود التقوى والإيمان ومخافة الله عز وجل دون الناس، لم تزود بالإستغفار لم تزود أصبح الإيمان مجرد شكل أصبحت التقوى مجرد إدّعاء، إدعاء لا يثبت أمام ما نراه من أعاصير الباطل والكذب الذي نعيش فيه.
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (39) الأنفال)
لا تقاتل من أجل منصب لا تقاتل لأجل مال لا تقاتل لأجل منفعة مادية لأن هذه قضية خاسرة قضية باطلة قاتل حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
إن كانت القضية التي أخرجتك وأخرجت جيوشك قضية عدل قضية إحقاق حق
فَسِرْ على بركة الله
اسلاميات
إقرئي المزيد :
من مواضيع : امانى يسرى محمد